موقع النيلين:
2025-01-04@20:53:56 GMT

لا للطيبة والسذاجة، ولا للتواضع في غير محله

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

قدرُنا أننا كسودانيين جُبِلنا على طيبة وتواضع أضاعا منا ولنا الكثير من الحقوق، والطيبة في غير موضعها سذاجة، والتواضع في غير محله يورث المذلة، قلبوا صفحات التأريخ لتتبينوا كم كان الآباء والأجداد منا سُذّجاً، فقد ذلوا عندما فرطوا في الأرض وفي أمواه النيل!
ومافتئ تراثنا الغنائي يعج بالكثير الذي لا يعين على الحفاظ على مقدراتنا وحقوقنا التي وهبناها الله، وهانحن نغني:
ويدوا الزاد
حتى إن كان مصيرهم جوع .

.!!
ويموتوا عشان حقوق الجار..!!
لماذا كل هذا الكرم الحاتمي للغير والموت عشان حقوق الجار ومافتئت العديد من اقاليمنا يتضور أهلنا فيها جوعا، وبيوتهم تحت هجير الشمس وبرد الشتاء أغصان الشجر بينما حال من من نتعهدهم بغير ذلك؟!
الله يأمرنا بأن الأقربون أولى بالمعروف، فقد قال الله في كتابه الكريم {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} البقرة 215، وقال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ} البقرة 180.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ). رواه مسلم.
والمثل عندنا يقول: الزاد ان ماكفا أهل البيت يحرم علي الجيران، والجيران منهم من أغتصب -ومافتئ- حقوقنا من أمواه النيل، ومساحات بملايين الافدنة الخصبة في الشمال الشرقي، وكذلك ضاعت حلفا وميليها من السوح الذاخرة بكنوز الأرض في الشمال، وإذا ببعضنا لايرضى عندما يسعى الجيش إلى إعادة حق لنا سليب في الفشقة!، بل يصل الأمر بالبعض إلى طعن الجيش في الظهر وغمط انتصاراته همزا ولمزا وتخذيلا ومافتئوا يفعلون الآن في حرب الكرامة!
حتى تاريخنا فرطنا فيه ليكتبه سوانا، فطمسوا منه الكثير من مواطن الفخر والإشراق، وإذا بنا جُعِلنا تبعا وقد جاءنا جندهم مطايا للانجليز وجيش محمد علي باشا!، وإذا بالاستعمار/الإحتلال الانجليزي للسودان يصبح (الحكم الثنائي)!، ثم جعلنا التأريخ الخاطئ جزءا من مناهجنا الدراسية، والعالم كله يشهد بأن السودان قد نال استقلاله من الإنجليز قبل ان يتحرر منهم (مستعمرنا) الثاني المزعوم بسنوات!، والدنيا كلها تعلم ان السودان لم يحكمه سوى إنجليز وعثمانيون خلال فترة الاحتلال، (وللتصحيح فإن كلمة استعمار خاطئة لكونها تعني العمران، بينما الصواب أن نقول احتلال)، وهنا يحسن إيراد ما قاله السيد عبدالرحمن المهدي للأستاذ محمد حسنين هيكل اكونه يلخص الأمر:
قال هيكل، سألت السيد عبدالرحمن المهدي، لماذا تذهبون إلى الإنجليز وتفاوضونهم حول استقلال السودان ولاتفعلون ذلك مع المصريين؟! فكان رد السيد عبدالرحمن المهدي:
دخل الاحتلال إلينا في عربة مصرية تجرها خيول مصرية، فهل نتفاوض مع الخيول؟ او مع السيد الراكب فوق الخيول؟!
لندع الماضي فقد ذهب بخيره وشره، ولنصبح أبناء اليوم فهو الشاهد، ولنصلب عودنا ونقف بصلابة، ولنتمثل قول الله جل في علاه:
{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} الإسراء29.
وها نحن اليوم تتعرض لحرب ديمغرافية مخطط لها من كائدين ومعهم خونة من بني جلدتنا ولم نجد ممن عشر ما قدمناه للآخرين!.
بحول الله ومشيئته سينتصر جيش السودان ومن معه من الشرفاء، ومن بعدها حري بنا ان نقنن وجود الاجانب معاملة بالمثل كالذي تفعله كل دول الجوار معنا، ولابأس من انفاق من بعدها بتوسط من بعد الوفاء بالأولويات.
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد

عادل عسوم

adilassoom@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: حقوق ضائعة ( لحين )!!



لا أعتقد أن المال العام يمكن أن نفقده للأبد، حينما يتعرض للسرقة أو النهب أو الإحتيال والنصب !! ولعل التقارير المتضاربة (سواء تلك الصادرة من الجهاز المركزى للمحاسبات) أو من اللجنة الرئاسية كلها تصب فى أن!!
المال العام هو ملك كل المصريين وهو بمثابة ( مال يتامي ) محمي بقدرة الله وكذلك عيون أبناء مصر الساهرة علي حمايته "رغم الفروق" التى ظهرت فى تقييم الجهتين !!
ولعل في مقالي هذا أتابع قصة "نهب أموال وأصول مصرية" تحت مسميات كثيرة، مثل قروض بنكية متعثرة، أو تخصيص أراضي بغرض التنمية، أو بيع أراضي مخفضة ومرفقة من أجل إنشاء وحدات عقارية لمحدودي الدخل والمبتدئين للحياة الزوجية من الشباب وحَسِنَ ظن الحكومة والدولة في رجال أعمالها الميسر حالهم  ، والذين في إعتقادنا أنهم حَصلوا علي كل أنواع الدعم والتحفيز، والحماية لمنتجاتهم وكنا نشبههم بأنهم فى حالة "الحضانة الصناعية" حتى ينفردوا فى الأسواق بمنتجاتهم، دون منافسة إستيرادية، هكذا كبروا وهكذا إغتنوا، وهكذا ظنت الدوله فيهم خيرًا، فأغَدَقتْ عليهم بالثناء والعطايا السياسية،  وتبوأ البعض منهم اللجان التشريعية، بل وصل البعض منهم لمناصب وزارية في أهم وزارات الحكومة المصرية قبل ثورة (25 يناير 2011) !!.
وكان الظن بهم حسنًا، وأنهم  قاطرة التنمية وأنهم سوف يساعدون الدولة في تحقيق مخططاتها وبرامجها في التنمية والإسكان والتعليم، والخدمات، والنقل بل وصلت حتي إلي المطارات القطاع الخاص، وكل هذا وارد، ولكن تحت شرط وحيد وأساسي  هو أن تكون الحكومة ( دكر ) بمعني الكلمة ( أسد )، متوحش،حينما تجد أحد هؤلاء الرجال أوالمؤسسات الخاصة والتي إعتمدت عليها الحكومة في إطار إتفاق علي بناء أو تنمية مشاركة فى "مدارس أو جامعات" غير قاصدة للربح، يبقي النهاية هو ما أتفق عليه، وإذا ثبت عكس ذلك يجب أن تكون الدولة كما وصفتها ( أسد )، ( ودكر ) لا يخاف ولا يخشي في الحق لومة لائم !! وتتخذ موقفًا أو كلمة قاطعة هو التوجة للنيابة العامة فورًا لإسترداد حق الدولة !!
وهذا مانرغب في الإشارة إليه حيث هناك حقوق ضائعة، والمحاسب غير موجود وإذا وُجِدَ فهو غير مؤهل، ليست وظيفته الرقابة والحساب، فهذه العناصر تحتاج لمتخصصين ومنتمين وبشر غير البشر !! بالمعني المفهوم للبيب بالإشارة!! 
مطلوب أن يكون هناك "جهاز رقابي" علي أعلى مستوي  يراجع كل ماتم تخصيصه من أراضي وتجمعات، ومراجعة العقود،  ورؤية المخططات المتفق عليها – ومن هم المستفيدين من هذه المشروعات وبالتالي سنجد أن للخزانة العامة للدولة حقوق لدى هؤلاء !! مؤجل تحصيلها  أو أخذها من السادة المنميين في كل الإتجاهات وهذه ليست ردِّة عن سياسات الإستثمار ولكنها صحوَّةَ في الإستثمار، وفي العالم كله تجري ببساطة وسلاسة، ولا يجب أن يتحجج أي ( بجح ) بأن هذه إجراءات تراجعية أو بمعني قديم "رجعية"، وسنأخذ حقوقنا من الحرامية !! فهذا واجب وطنى وأيضًا حق الله لصالح شعب مصر !وهذا يصب فى ضرورة إنشاء هيئة "الرقابة العمرانية" التى كتبت عنها عشرات الأعمدة !!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • ترقية عبد الرحمن الصادق المهدي وإحالته الى التقاعد وكشف وجهته المقبلة
  • السيد خاتمي: جبهة المقاومة ستسحق الأعداء تحت أقدامها
  • أوصياء على الدولة والوطن
  • مفتي الجمهورية: ميلاد السيد المسيح يعكس سنة الله في إرسال الأنبياء
  • إفادة صالح عبد القادر عن ثورة 1924
  • د.حماد عبدالله يكتب: حقوق ضائعة ( لحين )!!
  • السيد القائد يدعو للخروج المليوني غداً لتأكيد الثبات على الجهاد ومواجهة التحديات
  • الإمام المهدي … ثلاثون عاما من العطاء !!
  • يسلم والعميري يزفان عبدالرحمن