الجزيرة:
2025-01-04@21:20:40 GMT

أي وجهة للعلاقات بين طهران وواشنطن في عهد ترامب؟

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

أي وجهة للعلاقات بين طهران وواشنطن في عهد ترامب؟

طهران- على ضوء التحديات الماثلة أمام محور المقاومة بقيادة طهران، وقراءة الأوساط السياسية في إيران للتحركات الدبلوماسية في إطار تفعيل قنوات التفاوض غير المباشر مع واشنطن، يكشف علي عبد العلي زاده، مساعد الرئاسة الإيرانية لشؤون اقتصاد البحار، عن توصل سلطات بلاده إلى "قناعة بضرورة التفاوض المباشر" مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

وعشية رأس السنة الجديدة، طالب عبد العلي زاده -خلال استقباله نشطاء اقتصاديين- بالتفاوض "وجها لوجه مع ترامب"، مؤكدا أن البلاد "بحاجة إلى سياسة خارجية جديدة لأنه لا يمكن ترك قضاياها عالقة، ولذلك لا بد من التفاوض المشرّف والدفاع عن المصالح الوطنية".

يأتي ذلك بعد مضي يومين فقط على زيارة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى طهران وتسليمه رسالة من السلطان هيثم بن طارق آل سعيد للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، نفى نظيره الإيراني عباس عراقجي أن تكون من الجانب الأميركي.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (يمين) ونظيره العماني بدر البوسعيدي في طهران (رويترز) قناعة الجانبين

ويلمس مراقبون إيرانيون في تصريحات عراقجي حول "مواصلة تبادل الرسائل مع واشنطن، إن اقتضت الحاجة، عبر السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في طهران"، مؤشرا على عزم الحكومة الإيرانية على الانتقال من المفاوضات غير المباشرة عبر الوسطاء إلى التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة وذلك عبر القنوات الرسمية.

وتقرأ الباحثة في الشؤون الدولية، برستو بهرامي راد، هذه التصريحات الرسمية في سياق تداعيات التطورات الإقليمية، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان وسقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، والتطورات الدولية ومنها عودة ترامب إلى البيت الأبيض ورغبته بالتوصل إلى اتفاق مع طهران.

وفي حديثها للجزيرة نت، تستذكر بهرامي راد الضريبة التي دفعتها طهران "غاليا" جراء الحرب الروسية الأوكرانية والاتهامات الغربية لها بمد موسكو بالسلاح، مؤكدة أن الأوساط الإيرانية لا ترى معارضة جدية من قبل الحلفاء الروس والصينيين لثني الترويكا الأوروبية عن قرارها بتفعيل آلية الزناد في الاتفاق النووي، ناهيك عن دور موسكو المعرقل في مفاوضات إنقاذ الاتفاق خلال الأعوام الماضية.

إعلان

وبرأيها، فإن التصريح الإيراني بالتوصل إلى قناعة بضرورة التفاوض المباشر مع أميركا يأتي استكمالا للتسريبات السابقة حول عقد مباحثات بين "إيلون ماسك وزير الكفاءة الحكومية في إدارة ترامب وسفير إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك أمير سعيد إيرواني" الشهر الماضي، موضحة أن سلطات بلادها نفت "عقد أي لقاء بينهما" دون إعطاء المزيد من المعلومات.

وأضافت بهرامي راد أن طوكيو كانت سباقة، منذ 2016، في التوسط من أجل التفاوض المباشر بين طهران وواشنطن، وأنها تلقت إشارات بشأن رغبتها بإعادة طرح مبادرتها على حكومة بزشكيان.

ووفقا لها، فإن هذه التسريبات وتبادل الرسائل والتصريحات تأتي لتطبيع الحديث عن هذا الموضوع، مؤكدة أن "التفاوض المباشر بين العدوين اللدودين يصطدم بمعارضة شرسة داخل إيران والولايات المتحدة، إلى جانب معارضة بعض الأطراف الإقليمية وعلى رأسها تل بيب".

تغير الظروف

وبحسب بهرامي راد، دفعت مستجدات التطورات إقليميا ودوليا الجانبين الإيراني والأميركي إلى قناعة بضرورة عقد مباحثات وجها لوجه لاحتواء التوتر وتقليص الضريبة الباهظة جراء القطيعة المتواصلة منذ أكثر من 4 عقود بينهما.

وبرأيها، فإن تقديرات طهران وواشنطن عن الطرف الآخر تغيرت كثيرا عما كانت عليه عام 2015 تاريخ التوقيع على الاتفاق النووي، مؤكدة أنه رغم تطور البرنامج النووي الإيراني عقب انسحاب ترامب من الاتفاق، فإن الجانب الأميركي يعول على خسارة إيران جزءا من نفوذها الإقليمي جراء العدوان الإسرائيلي على فصائل المقاومة وسقوط نظام الأسد.

وأضافت أن الجانب الإيراني أثبت أنه لا ينوي صناعة القنبلة النووية رغم بلوغه مستويات متطورة في التقنية النووية والتهديدات العسكرية التي يتعرض لها والدعوات الداخلية للتحول إلى قدرة نووية، موضحة أن الأطراف الغربية لا تريد التفريط بالحكمة التي يبديها الرئيس بزشكيان للتعامل البناء مع القوى الغربية والشرقية مدعوما من أعلى هرم السلطة في طهران.

إعلان

وكان علي أكبر أحمديان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أكد، خلال لقائه وزير الخارجية العماني في طهران، غياب أي تغيير في العقيدة النووية الإيرانية بناء على توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي.

وتوقعت الباحثة أن يعقد الجانبان الإيراني والأميركي اجتماعات سرية يتناولان خلالها شتى الملفات، منها الأمنية والتطورات الإقليمية، وفي حال توصلهما إلى اتفاق مُرضٍ سيتم الإعلان عن الجانب المتعلق بإنقاذ الاتفاق النووي.

توجهات واشنطن

وعما إذا كان التفاوض المباشر بين طهران وواشنطن ممكنا خلال ولاية ترامب الثانية، يقول الدبلوماسي مجتبى فردوسي بور، مدير دائرة الأبحاث لشؤون غرب آسيا وأفريقيا بوزارة الخارجية الإيرانية وسفير طهران السابق في الأردن، إن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي جاء عقب رفض طهران اقتراحه بالتفاوض من جديد.

وفي حديثه للجزيرة نت، يلخص الدبلوماسي الإيراني السياسات الأميركية في التعامل مع الجمهورية الإسلامية خلال العقود الأربعة الماضية في 4 محاور:

الأول، المصالحة: استذكر المتحدث هبوط طائرة الوفد الأميركي بمطار مهر آباد الدولي عام 1986 ولقاءه وفدا دبلوماسيا إيرانيا على متن الطائرة وتقديمه هدايا عبارة عن حلويات ومسدس أميركي للرئيس الأسبق علي أكبر رفسنجاني كعربون للمصالحة، وذلك إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). الثاني، الاتفاق: يشكل ثاني توجهات الدبلوماسية الأميركية حيال إيران وفقا لفردوسي بور الذي يستشهد بالاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين طهران والمجموعة السداسية. الثالث، سياسة الاحتواء: اعتبر فردوسي بور أن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن هو عراب هذه السياسة الأميركية حيال "طهران الثورة". الرابع، سياسة التغيير: يقول إن الولايات المتحدة تبنتها في إيران منذ انتصار ثورة 1979، وركزت عليها بشكل أكبر عقب احتجاجات عام 2009، لكنها توصلت إلى قناعة بعدم جدوى هذا التوجه، لا سيما عقب استهداف الحرس الثوري الإيراني اجتماعا سريا للمعارضة الإيرانية بحضور عناصر من المخابرات الأميركية في أربيل العراقية. إعلان

وتوقع فردوسي بور أن يتخذ ترامب سياسة الاتفاق حيال إيران خلال الفترة المقبلة بناء على شعاره "أميركا أولا" لضمان مصالح واشنطن، مستدركا أنه لا يستبعد في الوقت نفسه تبني ترامب سياسة الاحتواء والضغوط أو التغيير في إيران بناء على طبيعة فريقه الحكومي.

وفي حال توصل حكومتي بزشكيان وترامب إلى اتفاق، فإن حظوظ استمرار الاتفاق المزمع تبدو أكبر من الاتفاق النووي الذي توصلت إليه حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني مع الديمقراطي باراك أوباما، ذلك لأن الإدارة الجمهورية المقبلة قد بذلت جهدا كبيرا خلال حقبتها الأولی لتسجيل الاتفاق مع طهران باسمها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التفاوض المباشر الاتفاق النووی طهران وواشنطن بین طهران فی طهران

إقرأ أيضاً:

إيران تستدعي السفير السعودي لدى طهران

بعد ساعات من الإعلان عن إعدام السعودية 6 إيرانيين بتهمة “تهريب الحشيش”، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، السفير السعودي لدى طهران، عبد الله بن سعود العنزي،

وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان لها، بأنها “سلمت السفير السعودي مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خبر تنفيذ حكم الإعدام، مؤكدة أن “هذا الإجراء يتعارض تماما مع سير التعاون القضائي بين البلدين”.

واعتبر المدير العام للشؤون القنصلية كريمي شصتي، أن “تنفيذ الإعدام من دون إخطار مسبق للسفارة الإيرانية، يشكّل إجراء مرفوضا بامتياز وانتهاكا للقانون الدولي بما في ذلك معاهدة العلاقات القنصلية”.

وبحسب وزارة الخارجية الإيرانية، “يتوجه وفد قانوني وقنصلي من الخارجية الإيرانية إلى الرياض، لمتابعة هذا الملف”.

وأصدرت وزارة الداخلية السعودية، “بيانا بشأن تنفيذ حكم الإعدام في حق عدد من الجناة في المنطقة الشرقية”.

وأفادت الداخلية السعودية، في بيان لها، بأن “كلا من جاسم محمد شعباني، وعبدالرضا يونس تنقاسيري، وخليل شهيد سامري، ومحمد جواد عبدالجليل، ومهدي كنعان غانمي، وحر محمد شعباني، إيرانيو الجنسية، أقدموا على تهريب الحشيش المخدر إلى المملكة”.

وأضاف البيان: “تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجناة المذكورين، وأسفر التحقيق معهم عن توجيه الاتهام إليهم بارتكاب الجريمة، وبإحالتهم إلى المحكمة المختصة، وصدر بحقهم حُكم يقضي بثبوت ما نسب إليهم وقتلهم تعزيرا، وأصبح الحكم نهائيا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعا”.

وتابع بيان الداخلية السعودية: “وقد تم تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بالجناة جاسم محمد شعباني، وعبد الرضا يونس تنقاسيري، وخليل شهيد سامري، ومحمد جواد عبدالجليل، ومهدي كنعان غانمي، وحر محمد شعباني، إيرانيو الجنسية، بالمنطقة الشرقية”.

مقالات مشابهة

  • خالد عكاشة: استبعد إقدام بايدن على ضرب المشروع النووي الإيراني قبل تنصيب ترامب
  • إيران تعلن استعدادها لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي وسط التحديات الاقتصادية والعسكرية
  • وزير الخارجية الإيراني: مستعدون للدخول في مفاوضات بناءة حول البرنامج النووي دون تأخير
  • بايدن يجتمع بمستشاريه.. هل تخطط أمريكا لضربة ضد النووي الإيراني؟
  • عراقجي: قدراتنا الصاروخية أجبرت الغرب على التفاوض
  • روما تتحرك: استدعاء السفير الإيراني بعد اعتقال الصحفية سيسيليا سالا في طهران
  • روما تستدعي السفير الإيراني وتطالبه بالإفراج عن صحفية إيطالية
  • الخارجية الإيطالية تستدعي السفير الإيراني بعد اعتقال صحفية إيطالية في طهران
  • إيران تستدعي السفير السعودي لدى طهران