سودانايل:
2025-03-06@18:02:35 GMT

ولا زال السودان بخير.. بعظمة أهله وعلمائه الأجلاء

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

د. فراج الشيخ الفزاري

=========

انعقدت بالعاصمة البريطانية ، يوم الأربعاء الماضي، اعمال المؤتمر الأول لإعادة بناء السودان ، بمشاركة واسعة من العلماء والباحثين والاعلاميين السودانيين ، علي إختلاف اختصاصاتهم ومؤهلاتهم العلمية ..وذلك عبر تقنية الزووم التي قربت البعيد وجعلت المؤتمر متواصلا، شكلا وموضوعا،وكأنه منطلقا من قاعة واحدة ، بللرغم من تعدد الأمكنة وتفرعها في أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيث يتواجد حقيقة العلماء،.

.إنه العلم الحديث الذي جعل العالم [شاشه عرض واحدة) وليس قرية واحدة، كما كنا نتعحب ونقول إلي وقت قريب.
كان مؤتمرا رائعا وفريدا جمع كل أطياف المجتمع السوداني..بتفرد ثقافاتهم النوعية و تعدد تخصصاتهم العلمية.. وتداخل الأجيال.. وكذلك من حيث المحاور التي طرحت ...ومن خلالها تجلت كل معاني الوطنية ..فلم اشتم..أو ألاحظ أي إتجاه سياسي، أو نغمة قبلية أو عنصرية، أو نزعة شوفانية ...بل كان إلتحاما وطنيا خالصا من أجل السودان..وبناء السودان ...فالسودان اولا... وفوق الجميع.
وكما أشرنا في مقالنا السابق ، عن المؤتمر، فقد تنوعت وتعددت محاور المؤتمر..ولم تترك الاوراق البحثية شاردة أو واردة لها علاقة بإعادة بناء السودان الا وقد تم التطرق إليها باسهاب ومداخلات حوارية تثري تناول الموضوع. ..من حيث التحليل والتفسير واقتراح الحلول الممكنة.
مخرجات هذا المؤتمر ،يجب أن تجد الرعاية والاهتمام من السلطات التنفيذية علي مستوي المركز والولايات..وكذلك كل المهتمين بشؤون الحكم في السودان ..في الحاضر والمستقبل..إنها هدية العلماء السودانيين
لأهل الحكم ..بغض النظرعن من يكونوا..فالذي يهم العلماء والباحثين السودانيين هو كيف يحكم السودان..كيف يعاد بناء السودان..وليس من يحكم السودان ...فكل أهل السودان جديرين بحكم وإدارة شؤون بلدهم..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رمضان كريم وكل عام وانتم بخير

في المعارك التي تدور في الخرطوم واحياءها العريقة وبين أهلها الطيبين اليوم، تتم الإشارة من وقت إلى آخر إلى حلة كوكو، وفي هذه المقالة الشيقة التي تسلط الضوء على اناس لم ينصفهم التاريخ وابطال من ايقونات التاريخ المنسية.

نحن اليوم نحتاج إلى احياء روابط الوطنية السودانية والوقوف ضد الذاكرة المثقوبة وضد خطاب الكراهية واليكم هذه المقالة التي تحمل شعاعا لوحدة الوجدان السوداني.
وسلاما على احياء الخرطوم والبيوت المهدمة وسلام على اهلها وسلام على الشهداء والجرحى ونعم للمواطنة بلا تمييز.
ياسر عرمان

كوكو كبانقو
(حلة كوكو الخرطوم بحري)

من سلسلة مقالات للدكتور / خالد مصطفى ، من الجبال الشرقية _ العباسية تقلي : -
جريدة فويس الإلكترونية، عدد اليوم الأول من مارس ٢٠٢٥ م

المك (كوكو كبانقو) - قصة ثائر من (الليري) إلى (حلة كوكو) بالخرطوم بحري.

في إطار سعينا لتسليط الضوء على شخصيات لم ينصفها التاريخ، نتحدث اليوم عن واحد من أبطال الدولة السودانية، الذي زلزل عرش المستعمر بالرغم من محدودية أدواته مقارنة بالتفوق الكبير للمستعمرين في مجال التسليح والتقنية.
بطلنا اليوم هو (المك كوكو كبانقو) مك جبل الليري بجبال النوبة، الذي سمّيت عليه (حلة كوكو) بالخرطوم بحري.
جاء في كتاب (أضواء على جبال النوبة) للأستاذ محمد علي جيلي: (كانت الليري تتبع إدارياً إلى تالودي، وهي تقع جغرافياً على حدود جبال النوبة و"تونجا"، وتتوسطها منطقة "البيضا" إحدى مستوطنات الزراعة الآلية، ويعتبر موقعها استراتيجياً لقربها من جنوب السودان، وتعتبر أكبر سوق للمحاصيل، وسكانها النوبة هم (الليري) و(اللبيرا) و(تكيم) و(لفوفا) و(طلسة)، طلسة هم في الأصل "تيرا"، هربوا من موطنهم الأصلي بسبب حملات ضدهم حين رفضوا دفع الضرائب، وفي قول آخر إن (طلسة) هم "كيقا" لغتهم مع مجموعة (كيقا)"، وبعض القبائل تنتسب إلى الحوازمة إلا أنَّ جذورها من النوبة، وأصلهم يرجع إلى "كيقا" بحسب ما يقوله الرواة ويقولونه عن أنفسهم.
يتمتع (كوكو كبانقو) بسلطاتٍ روحية وسياسية وإدارية، وبداية المشكلة التي أدت إلى اندلاع ثورته، هي الخلاف الذي نشأ بينه ومأمور المركز، حيث أبدى المك (كوكو كبانقو) بعض الملاحظات حول تصرفات المأمور العنصرية، ذلك بأنَّه كان يأخذ أبناء العرب إلى المدارس ويترك أبناء النوبة. أخذ "كوكو كبانقو" يردد ويكرر ذلك الموضوع كلما وجد فرصة اجتماع مع المأمور، إلا أنَّه لم يبدِ أي اهتمام لهذه المسألة، إلى أن دار نقاش حاد جداً بينهما في هذا الموضوع، ولم تكن هناك نتيجة إيجابية، فلذلك قرر ألا يدفع الجزية أو الضريبة السنوية، وبالرغم من إصرار المستعمر على دفعها إلا أنَّه لم يستجب لهم، استمر ذلك الحال حتى عام ١٩٢٠م، بعد ذلك أرسلت الحكومة قوة من الشرطة إلى مركز (الليري) لإجبار "كبانقو" على دفع الضرائب، فقبض على القوة وأوسعهم ضرباً ثمَّ أطلق سراحهم، بعد ذلك دعته الحكومة لحضور مؤتمر "بحيرة الأبيض"- الذي يحضره عادة رؤساء الإدارات الأهلية للقبائل في مناطق التماس - لوضع الحلول وفض النزاعات التي تحدث بين القبائل من حين إلى آخر، أو بين الحكومة والقبائل من ناحية أخرى.
استطاع مستر "جيلان" مدير مديرية كردفان إقناعه بدفع الضرائب، وذلك بعد ضم مديرية جبال النوبة إلى مديرية كردفان.
الموقف تبدل فى عام ١٩٢٩م، حينما تراجع المك (كبانقو) عن التزامه، ورفض دفع الضرائب، وعندما زار تالودي قابل المفتش الذي فرض عليه غرامة قدرها خمسة بنادق، وأمر بحبسه لحين السداد، وقد أُطلق سراحه بعد أن سدّد أتباعه الغرامة المفروضة ومتأخرات الضرائب، وظل تحت الرقابة إلى أن تمكن من الهرب وأعلن ثورته وخروجه ضد سلطة المستعمر.
اتخذت الحكومة الاستعمارية الخيار العسكري لحسم المك (كوكو كبانقو)، فتحركت قوة في نوفمبر ١٩٢٩ بقيادة مستر "أوكلي"، الذي أجرى اتصالات عدة بالمك، طالباً منه عدم مقاومة السلطة، ونصحه بأنَّ خيار التفاوض هو الأفضل في حل المشاكل، إلا أنَّ المك وأتباعه لم تكن لديهم ثقة في المستعمر، ورفضوا دفع الضرائب المقررة، مما دفع السلطات في تالودي إلى التوصية للسكرتير الإداري في كردفان باختيار العمل العسكري، ورفع الأمر للحاكم العام بضرورة قيام عمليات عسكرية في الليري بعد الفوضى التى سببها المك وأتباعه في المنطقة، والتشديد بضرورة استخدام القوة.
بدأت العمليات العسكرية في ١٦ ديسمبر ١٩٢٩م، بهجوم كاسح لتحقيق نصر سريع واعتقال المك (كوكو)، إلا أنَّ القتال ازداد شدة وضراوة، واستخدمت فيه قوات المستعمر المدفعية والطيران الحربي.
تذكر "دراسة السياسات الاستعمارية السالبة ومقاومة أبناء النوبة وجنوب السودان" الآتي: استمرت المعركة، وفي يوم ٢٣ ديسمبر ١٩٢٩م بدأ القصف الجوي بإلقاء القنابل، وتم إلقاء اثنتي عشرة قنبلة من طراز (١١٢ ل ب)، وست عشرة قنبلة من طراز (١٢٠ ل ب)، ولكن القصف الجوي لم يؤدِ إلى حسم المعركة، واستمرت المعارك وعملية القصف الجوي لعدة أيام، مركزة ضرباتها على مصادر المياه والكهوف التى لجأ إليها الأهالي للاحتماء بها.
لقد علّق المرافق السياسي للحملة قائلاً: إنَّ هؤلاء الأهالي كلما كثفنا عليهم القصف شعروا بأنَّهم مازالوا أقوياء جداً، وأنَّهم لا ينبغي أن يستسلموا أبداً.
وصلت قوات إضافية إلى (الدمبلو)، واستمرت المعارك لمدة عام كامل - من بداية شهر يناير عام ١٩٣٠م، إلى ٢ يناير عام ١٩٣١م- ولم تستطع قوات الإنجليز السيطرة على جبل "لفوفا"، بالرغم من أسلحتها المتطورة مقارنة مع أسلحة المك "كوكو" وأتباعه البدائية، وقد اهتمت الصحف البريطانية بهذه المعارك وأبرزتها في الصفحات الأولى.
قُبض على المك (كوكو كبانقو)، وحُكم عليه وعلى بعض أعوانه بالإعدام، ولم ينفَّذ عليه الحكم لكبر سنه ولكن نُفّذ على الباقين، وحكم على بعضهم بالسجن ونقلوا إلى سجن كوبر، ونفي المك "كوكو" من جبال النوبة إلى الخرطوم؛ حيث أسكن في مساحة شرق سجن كوبر بالخرطوم بحري، في المكان الذي يعرف الآن بـ "حلة كوكو"). الكتاب المصدر ص ٨٥
ف ( كوكو) الذي سميت عليه هذه المنطقة (حلة كوكو) هو هذا البطل السوداني المك كوكو كبانقو، وبدلاً عن كتابة سيرته الذاتية وبطولاته عند مدخل حلة كوكو من كل الجهات، ظل مجهولاً لا يذكره أحد، نتمنى أن يعاد له جزء من حقه، ويتم تكريمه، وذلك بتعريف الأجيال ببطولاته. والسلام.

مركز دراسات جبال النوبه  

مقالات مشابهة

  • معالم في طريق استقرار الحكم في السودان (4)
  • الحركة الشعبية: توقيف الرفيق ياسر عرمان من قبل السلطات الكينية، بناءً على مذكرة صادرة عن الإنتربول بطلب من سلطة بورتسودان
  • بات قريباً من قصر الحكم.. السودان: الجيش يستعيد مدناً في النيل الأزرق
  • عن المؤتمر الوطني وواجهاته
  • رمضان كريم وكل عام وانتم بخير
  • هذه نهاية كل من انساق وراء القبلية واندفع مع حميدتي إلى الهاوية
  • شاهد بالصورة والفيديو.. في مشهد خطف القلوب وأعاد للمتابعين أيام “السيدة سنهوري”.. المئات من السودانيين بمدينة بورتسودان يتسابقون ويسجلون رقم قياسي خلال أداء صلاة التراويح مع الشيخ الزين محمد أحمد
  • مركز الملك سليمان للاغاثة يقدم الرعاية لمرضى الفشل الكلوي من السودانيين بمصر
  • أزمات وتحديات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال: بين التهميش والعلمانية
  • مذكرة من الكُتّاب والأدباء والنشطاء السودانيين إلى الأمين العام للأمم المتحدة تطالب بوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين