لنا مهدي

“سأحضر جنازة جيمي كارتر” بهذا التصريح أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً ومزيجاً من التعاطف والتساؤلات حول رمزية العلاقة بين اثنين من أكثر الرؤساء تأثيراً في تاريخ الولايات المتحدة ؛ جيمي كارتر ودونالد ترامب يمثلان رؤيتين مختلفتين تماماً للقيادة والحكم وبينما يفصلهما الزمن والسياسات يجمعهما سعيهما المشترك لتحقيق الأفضل للأمة الأمريكية بطرق تحمل بصمات فريدة لكل منهما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 فاز دونالد ترامب بمنصب الرئيس، ليصبح بذلك الرئيس الخامس والأربعين والسابع والأربعين للولايات المتحدة؛ هذا الإنجاز يجعله ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتولى فترتين غير متتاليتين بعد غروفر كليفلاند.

جيمي كارتر الذي تولى الرئاسة في فترة شهدت تحديات دولية واقتصادية كبرى ركز خلال ولايته على تعزيز حقوق الإنسان وبناء الجسور بين الأمم وكان أبرز إنجازاته توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي أنهت عقوداً من الصراع بين مصر وإسرائيل كما كان كارتر نموذجاً للرئيس الذي استمر في خدمة الإنسانية بعد مغادرته البيت الأبيض حيث كرس حياته للأعمال الخيرية والعمل من أجل الديمقراطية والسلام العالمي بالمقابل جاء دونالد ترامب برؤية سياسية جريئة اتسمت بالتركيز على المصالح الوطنية من خلال سياساته الاقتصادية القوية التي أعادت صياغة الاتفاقيات التجارية وحفزت النمو الاقتصادي واعتمد على أسلوب مباشر وغير تقليدي في إدارة الحكم وهو ما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة داخل الولايات المتحدة كما نجح في تعزيز علاقات الشرق الأوسط عبر الاتفاق الإبراهيمي الذي وصف بأنه تحول تاريخي في المنطقة ؛ الاتفاق الإبراهيمي الذي تم إبرامه خلال عهد ترامب في عام 2020 كان جزءاً من جهود إدارة ترامب لتعزيز السلام في الشرق الأوسط حيث لعب صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر دوراً رئيسياً في التفاوض على هذه الاتفاقيات التي تعد إنجازاً دبلوماسياً كبيراً وخطوة جادة نحو تحقيق السلام الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط. تصريح ترامب بحضور جنازة كارتر يظهر جانباً نادراً من التضامن بين اثنين من القادة المختلفين فكرياً وسياسياً ولكنه يعكس التقدير المتبادل للجهود التي بذلها كل منهما في خدمة أمريكا؛ إن هذه اللحظة ليست فقط تأكيداً على احترام القادة لبعضهم البعض بل هي تذكير بعمق التنوع في أساليب القيادة الأمريكية التي تتمكن من استيعاب كل من القيم الإنسانية الهادئة التي مثلها كارتر والقرارات الحاسمة التي ميزت ترامب إن حضور ترامب لجنازة كارتر لن يكون مجرد لحظة وداع لرئيس سابق بل هو رمز عميق لتلاقي رؤيتين متناقضتين اجتمعتا في النهاية على هدف واحد وهو خدمة الأمة الأمريكية وبينما يمثل كارتر نموذج القيادة القائمة على القيم الإنسانية والهدوء فإن ترامب يجسد روح الجرأة والقرارات الحاسمة كلاهما ترك بصمته على تاريخ الولايات المتحدة بطرق تعكس تنوع الرؤى والأساليب التي شكلت مسار البلاد عبر العقود وفي هذا التلاقي بين إرثين مختلفين تكمن عظمة الديمقراطية الأمريكية التي تحتضن التنوع وتستلهم القوة من الاختلاف

lanamahdi1st@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء غرينلاند: مستعدون للشراكة مع الولايات المتحدة


صرح رئيس وزراء غرينلاند الجديد، ينس فريدريك نيلسن، بأن الجزيرة مستعدة للدخول في شراكة قوية وتطوير علاقاتها مع الولايات المتحدة شريطة أن يقترن ذلك بالاحترام المتبادل.

وقال نيلسن، ردا على سؤال حول ما إذا كانت غرينلاند مستعدة لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة: "نحن مستعدون لشراكة قوية وللمضي قدما في تطوير علاقاتنا، لكننا نريد أن يقابل ذلك بالاحترام"، وذلك وفقا لما نقله التلفزيون الدنماركي "TV2".

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة وزراء الدنمارك، مته فريدريكسن، خلال زيارته الرسمية إلى الدنمارك، جدد نيلسن التأكيد على أن غرينلاند "لن تكون يوما ملكية يمكن لأي جهة شراؤها".

من جانبها، قالت فريدريكسن: "نحن بصدد الشروع في تحديث العلاقات بين غرينلاند والدنمارك"، مضيفة أنها "ستكون سعيدة بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

يذكر أن ترامب جدد تصريحاته في مارس الماضي التأكيد على أن غرينلاند "ستؤول بطريقة أو بأخرى" إلى السيطرة الأمريكية، واعدا سكان الجزيرة بالازدهار في حال انضمامهم إلى الولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن غرينلاند كانت حتى عام 1953 مستعمرة دنماركية، ولا تزال جزءًا من مملكة الدنمارك، إلا أنها حصلت في عام 2009 على حكم ذاتي موسع، مما منحها صلاحيات واسعة في إدارة شؤونها الداخلية.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: اتفاقية المعادن النادرة مع أوكرانيا ستتم
  • هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 
  • رئيس وزراء غرينلاند: مستعدون للشراكة مع الولايات المتحدة
  • اللواء رضا فرحات لـ «الأسبوع»: زيارة ترامب للشرق الأوسط نقطة فارقة في العلاقات الأمريكية بدول المنطقة
  • جولة جديدة من المفاوضات بين إيران وأمريكا.. وترامب متفائل بإبرام اتفاق
  • جولة جديدة من المفاوضات بين إيران وأمريكا.. وترامب متفائل بشأن إبرام اتفاق
  • ترامب يتوقع إبرام اتفاقات تجارية مع شركاء الولايات المتحدة خلال شهر
  • الولايات المتحدة تشن سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة في اليمن
  • موقع أمريكي: تكلفة العمليات الهجومية على اليمن تثقل كاهل الولايات المتحدة الأمريكية
  • الولايات المتحدة تكشف تفاصيل جديدة بشأن الانفجار الذي وقع قرب موقع تراث عالمي في صنعاء