استعرض برنامج "صباح الخير يا مصر" الذكرى الخامسة لرحيل الكاتب الكبير والسيناريست وحيد حامد، الذي يعتبر من أبرز صناع السينما والفن المصري والعربي. 

فقد قدم حامد أعمالًا درامية مميزة أثرت في وجدان الملايين، حيث نجح في تصوير الواقع بكل جرأته وواقعيته، دون تزييف أو تجميل.

 كانت أعماله مرآة حقيقية للمجتمع المصري والعربي، تقدم رؤى تنبؤية للأحداث السياسية والاجتماعية التي شكلت جزءًا حيويًا من تاريخ مصر.

بداية مشواره الأدبي والدرامي

بدأ وحيد حامد مشواره الأدبي في أواخر الستينيات، حين كان الشاب الذي يطارد أحلامه الأدبية. 

تنقل في العديد من المجالات الأدبية، من القصة القصيرة إلى المسرحيات، قبل أن يتوجه إلى الكتابة الدرامية. أصدر أول مجموعة قصصية بعنوان "القمر يقتل عاشقه"، لكنها لم تكن سوى بداية لرحلة طويلة في عالم الكتابة. وفي خطوة حاسمة، تلقى نصيحة من الكاتب الكبير يوسف إدريس، الذي شجعه على التوجه للكتابة الدرامية، وهو المجال الذي أبدع فيه حامد وأثرى به تاريخ السينما والتلفزيون.

الريادة في كتابة السيناريو والدراما

بفضل موهبته الاستثنائية، ترك وحيد حامد بصمة لا تُمحى في عالم الدراما والسينما. كتب عشرات الأفلام والمسلسلات التي حملت طابعه الخاص من الجرأة والإبداع. كما لم يقتصر على الكتابة فقط، بل كتب المقالات السياسية والاجتماعية التي تعكس فهمه العميق للأحداث الجارية.

 إلى جانب ذلك، أشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما، التي خرجت عددًا من أهم كتاب السيناريو في الساحة الفنية اليوم.

أعماله البارزة مع عادل إمام

ارتبط اسم وحيد حامد ارتباطًا وثيقًا بالفنان عادل إمام، حيث تعاون الاثنان في العديد من الأعمال التي تعتبر من أهم وأبرز الأفلام في تاريخ السينما المصرية. من أبرز هذه الأعمال:

فيلم "الإرهاب والكباب" (1992): الذي ناقش قضايا اجتماعية وسياسية بجرأة غير مسبوقة، لاقى نجاحًا كبيرًا وأثار جدلاً واسعًا.

فيلم "النوم في العسل": الذي تنبأ بأحداث اجتماعية وسياسية مهمة، حيث ألقى الضوء على التغيرات التي كانت ستحدث في المجتمع المصري.
فيلم "طيور الظلام": الذي قدمه وحيد حامد مع عادل إمام والمخرج شريف عرفة، وهو من الأفلام التي تعتبر علامة فارقة في السينما المصرية.

أفلام ومسلسلات خالدة

شملت أعماله السينمائية العديد من الأفلام الشهيرة التي أثرت في تاريخ السينما المصرية والعربية مثل:

طائر الليل الحزين
البريء
الراقصة والسياسي
الغول
معالي الوزير
كما قدم عددًا من المسلسلات المميزة مثل:

العائلة والجماعة بجزئيه
أحلام الفتى الطائر
الجوائز والتكريمات
لم يكن نجاح وحيد حامد مقتصرًا على الإبداع الفني فقط، بل حصل على العديد من الجوائز المرموقة، التي أبرزت تقدير الدولة والمجتمع لجهوده الفنية، مثل:

جائزة النيل عام 2012

جائزة الدولة التقديرية
جائزة الدولة للتفوق في الفنون
جائزة مهرجان القاهرة السينمائي
جائزة الفارس الذهبي من إذاعة الشرق الأوسط
 
وفي الثاني من يناير 2020، رحل وحيد حامد عن عالمنا عن عمر ناهز 76 عامًا، لكن إرثه الفني والثقافي سيظل حيًا في ذاكرة الأجيال القادمة. ترك وراءه أعمالًا مبدعة، سواء في السينما أو التلفزيون، ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، وسيتذكره الجميع باعتباره أحد أعمدة الفكر والابداع في تاريخ الفن العربي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المزيد وحید حامد العدید من

إقرأ أيضاً:

جوائز ضخمة.. هل تُهدد مسابقات المسلسلات روح المنافسة الدرامية؟

يشهد موسم رمضان، منافسة كبيرة للمسلسلات الدرامية والبرامج الترفيهية، يتخللها انتشار المسابقات مع إقبال عدد من نجوم الفن للترويج لأعمالهم عبر توزيع الجوائز والهدايا على المواطنين، أمثال أحمد العوضي ومي عُمر ورامز جلال.

في هذا الشأن، تداول جمهور منصات التواصل الاجتماعي، أسئلة مسابقات الفنانين حول الأعمال الدرامية، منها "فهد البطل" بطولة أحمد العوضي، حيث أقبل الأخير على طرح أسئلة على جمهوره عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، تبلغ قيمتها نصف مليون جنيه مصري، بعد انتهاء الحلقة الأولى توزع على عدد من الفائزين.

مي عُمر ورامز

بدورها، طرحت الفنانة مي عمر، مسابقة هي الأخرى عبر حسابها على "فيس بوك"، تضمنت سؤالاً حول أغنية مسلسلها "إش إش"، مع جائزة قيمتها 300 ألف جنيه موزعة على 15 شخصاً، وتفاعل معها مئات الآلاف من المعلقين.

وعلى مستوى البرامج، شهد برنامج مقالب الفنان رامز جلال، المذاع على "MBC مصر"، للمرة الأولى هذا العام، الإعلان عن مسابقات بعد كل حلقة من حلقات برنامجه، في تطور لافت.

في هذا السياق، اعترض الكاتب عمرو محمود ياسين، مؤلف مسلسل "وتقابل حبيب" بطولة ياسمين عبدالعزيز وخالد سليم، على انتشار المسابقات وتوزيع الجوائز عقب عرض حلقات المسلسلات، لافتاً إلى أن هذه الظاهرة تقضي على المنافسة الدرامية.

نجاح دون مُسابقات

وعلق ياسين، عبر حسابه على "فيس بوك"، قائلاً: "بصراحة أنا حاسس إني مظلوم في المنافسة السنة دي، كتير مسلسلات عاملين مسابقات وجوائز قيمة، والجمهور متفاعل، وأنا لا عندي مسابقات ولا عندي جوايز، يعني حتى لو فكرت أعمل مسابقة، هسأل إيه، مين بطل المسلسل؟، وأهدى الفائز إيه، أنا كده مش عارف أنافس الصراحة".

ولفت ياسين، إلى أن نجاح المسلسلات قديماً اعتمد على المنافسة بالأداء والمشاهد دون مسابقات، متسائلاً: "هل حد فاز بسيارة بعد مشاهدة سوق العصر؟، أو كسب ذهب بعد متابعة ليالي الحلمية؟"، مشيراً إلى أن النجاح الحقيقي يعتمد على الحكاية والحبكة الدرامية الجيدة التي يتذكرها الناس.
وطالب ياسين، في نهاية حديثه، الجمهور بإبداء رأيهم في مسلسله "وتقابل حبيب"، لما يتضمنه من "حكاية" جيدة.

البقاء للأفضل

من جانبه، يقول الناقد الفني محمد عبدالخالق، في حديث خاص لـ "24"، إن المنافسة الدرامية تعتمد في الأساس على القصة والأداء والإنتاج الفني الاحترافي والجيد، وهو ما يدفع الجمهور لمتابعة العمل والتعلق به.
واتفق معه الناقد جمال عبد القادر، في الطرح السابق، بشأن متانة القصة وتماسكها وأداء أبطالها، مُشدداً في الوقت ذاته على أن الجمهور صاحب الرأي الأول والأخير في نجاح عمل أو فشله، ولا يمكن لأحد الضغط عليه أو استقطابه.

      View this post on Instagram      

A post shared by Bassant Magdy (@bassantmagdya)

وذكر عبدالقادر، في حديث خاص لـ "24"، أن الجمهور لا يمكن التأثير عليه أو دفعه لرؤية عمل مُحدد حتى مع انتشار المسابقات هذا الموسم، على أساس أن الأصل هو تنوع أذواقهم واتجاههم إلى مشاهدة ما يتوافق معها سواء كانت أعمال رومانسية أو تاريخية أو اجتماعية وغيرها.

تأثير ضعيف

ويرى الناقدان عبدالخالق وعبدالقادر، أن المسابقات والجوائز أمر طبيعي وعادي في إطار الترويج للعمل أو لفت الانتباه إليه، وهي ظاهرة قديمة وليست جديدة، وإن شهدت انتشاراً هذا الموسم على يد صناع العمل ونجومه.

عن هذا يقول عبدالخالق، إن المؤلف عمرو محمود ياسين غير موفق في قوله بشأن قضاء الجوائز والمسابقات على المنافسة، مشيراً إلى أن حُكمه على العمل سابق لأوانه، كونه لم يعرض سوى حلقتين فقط من مسلسله، وإن كانت هناك عوامل أخرى يمكن الحديث عنها مثل قصة مسلسله المُكرر مع نفس البطلة.
أما عن المسابقات، يقول عبدالخالق، إن تأثيرها محدود وضعيف فهو يأتي ضمن سلسلة من العوامل التي يمكنها نجاح العمل، ولا يرجع الفضل إليها فقط، لكن ربما يكون لها جانب سلبي يتمثل في الاحتكاك المباشر بين الجمهور والفنان، والذي قد ينتج عنه حالة من التلاسن والسباب على منصات التواصل الاجتماعي، متسائلاً حول مدى قانونية هذه المسابقات.

مقالات مشابهة

  • ستالين بعد وفاته.. من التمجيد إلى الإدانة
  • إطلاق مخيم وَثِّق للأفلام الوثائقية لتمكين صناع السينما العمانيين
  • قوات حرس الحدود تواصل نجاحاتها فى إحباط العديد من محاولات التهريب
  • الشرير وعازب السينما المصرية.. أسرار تعرفها لأول مرة في ذكرى ميلاد زكي رستم
  • نجم "أم الكروم".. رحيل الفنان الأردني إبراهيم أبو الخير
  • سقوط طفل من الطابق الرابع ينهي حياته في جرجا
  • الهلال يخسر أمام باختاكور بهدف وحيد
  • الثلاثاء .. أجواء مغبرة في العديد من المناطق
  • ذكرى ميلاد إبراهيم أصلان.. حكاية رائد التنوير المهموم بالبسطاء والمهمشين
  • جوائز ضخمة.. هل تُهدد مسابقات المسلسلات روح المنافسة الدرامية؟