فى نقاط.. كل ما تريد معرفته عن الدورة الـ56 لمعرض الكتاب قبل انطلاقه
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع اقتراب موعد انطلاق الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي من المقرر أن يُعقد من 23 يناير حتى 5 فبراير 2025 في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وحرص موقع "البوابة نيوز" على توضيح ملامح فعاليات المعرض للقراء ورواد المعرض للتسهيل عليهم عملية البحث، في النقاط التالية:
تُعد سلطنة عمان هي ضيف شرف المعرض لهذا العاماختيار الدكتور أحمد مستجير، العالم والمفكر، ليكون شخصية المعرضاختيار الكاتبة فاطمة المعدول لتكون شخصية معرض الطفلمشاركة واسعة من دور النشر المصرية والعربية والأجنبيةبرنامج ثقافي وفني مُتنوع سيُقام على هامش المعرض طوال أيامه.تخصيص مساحات خاصة للنشر الرقمي والمحتوى الإلكتروني.يوفر المعرض خدمات النقل الجماعي من وإلى موقع المعرض عبر حافلات خاصة.تتوفر نقاط طبية مجهزة بكوادر طبية مؤهلة للتعامل مع الحالات الطارئة، بالإضافة إلى توافر الإسعافات الأولية في مواقع متفرقة داخل المعرض.يتعاون المعرض مع البريد المصري لتوصيل الكتب إلى جميع أنحاء الجمهورية، من خلال خدمات مثل وصلها والإيزى بوكس والبريد السريع، مما يتيح للزوار شحن الكتب بسهولة.
وتستعد الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، لتقديم العديد من إصداراتها الحديثة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من إصداراتها في جميع مجالات المعرفة، كما تواصل الهيئة تحضير برنامج ثقافي وفني مُتنوع سيُقام على هامش المعرض طوال أيامه.
ومن المتوقع أن يشهد المعرض هذا العام حضورًا كبيرًا من الكتاب والمثقفين والقراء من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز من مكانته كأحد أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب سلطنة عمان الدكتور أحمد مستجير
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.