موقع 24:
2025-01-04@20:22:15 GMT

عام الخرائط الجديدة

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

عام الخرائط الجديدة

لم يكن متوقعا أن تتحول كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حول الشرق الأوسط الجديد، التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، إلى حال من الواقعية السياسية التي تعترف وتبارك تمدد اللون الأزرق ـ تشترك فيه تركيا بَحْراً مع إسرائيل عَلَماً ـ على حساب اللون الأخضر وبقية الألوان الأخرى في المنطقة.

العام الجديد 2025، سيظهر فيه التطبيق العملي للاستراتيجيات

وعلى خلفية ذلك، لم تعد إسرائيل تراهن على تأقلمها وتكيفها وتفاعلها مع الدول العربية، ومحاولة القضاء على الوجود الفلسطيني من خلال حرب الإبادة، وإنما تعمل على تصدُّر المشهد لجهة قيادة "الشرق الأوسط الجديد" بالاشتراك مع تركيا، نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في سياق التغيرات الكبرى التي يشهدها العالم، وخاصة منطقتنا.
الملاحظ أن العام المنصرم، تميز بالحروب والصراعات، وحدوث اختراقات في التحالفات العسكرية، والجيو ــ استراتيجية، والاقتصادية، وظهرت فيه تغيرات سياسية كبرى على مستوى العالم، لعل أبرزها ما حدث في سوريا، من تغير شمل سقوط نظام بشار الأسد، ودعم دولي لجماعات الإسلام السياسي الإرهابية، وتدخل تركيا، واحتلال إسرائيل لمزيد من الأراضي السورية، الأمر جعل المراقبين يرون في ذلك وضْعاً شبيهاً بما نتج عن اتفاقية سايكس ـ بيكو في العام 1916، عندما اتفقت بريطانيا وفرنسا على تقسيم الإمبراطورية العثمانية.
وإذا كانت نهاية العام 2024 قد شهدت التغير الواسع في التحالفات والمواقف، فإن العام الجديد 2025، سيظهر فيه التطبيق العملي للاستراتيجيات من جهة، وتنفيذ الخرائط الجديدة من جهة ثانية، بحيث تتشكل الجغرافيا بناء على الأدوار السياسية للأطراف المؤثرة على مسار وسير دول المنطقة، وفي هذا السياق نذكر مشروعين للتقسيم والتفكيك في دول العالم، وهما ذات صلة باتفاقات وتفاهمات وتنازلات في مناطق أخرى من العالم.
المشروع الأول، تتبنَّاه وتُسْهم فيه كلٍّ من: تركيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، أي أنه مشروع أوروبي بالأساس، فكرته تقوم على اتفاقية سايكس ـ بيكو، بما يعني المحافظة على الدول القائمة على مستوى الخرائط، مع أحداث تغيير داخل الدولة الواحدة، بحيث يتم تحويل الدولة إلى فيدرالية على النحو الذي حصل في العراق، أو تغيير السلطة داخل هذه الدولة أو تلك، وإعادة تشكليها من جديد، أو جعلها قائمة على أساس طائفي أو ديني أو مذهبي أو عرقي، وربط ذلك كله بالخارج، والأخطر من ذلك حل المؤسستين العسكرية والأمنية، وكذلك جعل الدولة الوطنية مفتوحة لقوى دولية وعناصر من الجماعات حتى لو كانت معادية لمشروع الدولة الوطنية.
المشروع الثاني، انشاء خرائط جديدة، ويقوم على فكرة تقسيم الدولة الوطنية إلى كيانات، ودويلات مجهرية مستقلة بذاتها، وهذا من خلال تحقيق وهم الحرية والحقوق سواء للأقليات أو لغيرها من الجماعات الكبرى داخل الدولة، وهذا المشروع يسابق المشروع الأول.. يتبناه ويعمل من أجل تحقيقه الطرفان الأمريكي والإسرائيلي، ويمكن تسمية باتفاق ترامب ـ نتانياهو.
المدهش في كل هذا، أن المشروعين قد بدأ تنفيذهما في سوريا، وإلى غاية اللحظة يبدو أن المشروع الأول هو الأقرب للتحقق، بدعم تركي، على اعتبار أن واشنطن بقيادة ترامب قد تركت مفتاح الحل في سوريا بيد أنقرة بقيادة أردوغان، غير أن الدعم الأمريكي للأكراد، ممثلين في قوات سوريا الديمقراطية(قسد)، يجعل من المشروع الثاني الخاص بتحويل سوريا إلى دويلات ـ متنافرة ـ قابلاً للتنفيذ أيضاً.
وسواء تم تنفيذ المشروع الأول أو الثاني في سوريا، فإن الوضع الذي ستكون عليه خلال السنتين المقلبتين، قد تنتهي إليه الدول العربية الأخرى، بغض النظر عن موقعها الجغرافي الراهن.
ومهما يكن، فإن كل ما يجري اليوم في سوريا خاصة، وفي الشرق الأوسط عامة، من تغيرات وتفاعلات يعطي مؤشرات ــ في الغالب سلبية بناء على التجارب السابقة ــ عن الحال التي قد تؤول إليها الأمور في القريب، وقد بدأ بعضها يتكشف، ونظراً لتعدد الأطراف وصراع القوى، وتباين وتناقض المصالح، فإن العمل على إحداث خرائط جديدة للمنطقة سيكون من طبيعة المرحلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد حصاد 2024 المشروع الأول فی سوریا

إقرأ أيضاً:

متفوقا على التوقعات.. تراجع التضخم في تركيا

تراجعت نسبة التضخم في تركيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى 44.38% على أساس سنوي.

وأوضحت هيئة الإحصاء التركية، الجمعة، في بيان أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع على أساس شهري في ديسمبر/كانون الأول بنسبة 1.03%.

في حين ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.4% في ديسمبر/كانون الأول.

وبذلك تراجع التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في تركيا لأدنى مستوى منذ يوليو/تموز 2023، في حين انخفض مؤشر أسعار المنتجين لأدنى مستوى منذ مارس/آذار 2021.

يذكر أن مؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوي بلغ 47.09% نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتعليقا على ذلك، أكد وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك -في منشور على حسابه بمنصة إكس- أن التضخم سجل 1% في ديسمبر/كانون الأول 2024، وهو أدنى مستوى له في آخر 19 شهرا.

وقال شيمشك: "تراجع التضخم السنوي إلى 44.4%، وبذلك انخفض 20 نقطة مقارنة بالتضخم نهاية عامي 2022 و2023".

وشدد شيمشك على أن التضخم سيواصل الانخفاض، متوقعا أن يتماشى مع هدف الوزارة في عام 2025.

وأوضح أن حل المشاكل المعيشية للمواطنين على رأس أولوياتهم.

مقالات مشابهة

  • متفوقا على التوقعات.. تراجع التضخم في تركيا
  • النهر الأخضر.. قلب العاصمة الإدارية الجديدة وأيقونة المشروعات العملاقة
  • صعود المحور السني وانحسار المشروع الشيعي: تركيا في قلب المشهد
  • طرح محال تجارية للبيع واستكمال أعمال المرافق بمدينة سوهاج الجديدة
  • فيدان: تركيا ستظل حامية لأي أغلبية أو أقلية بسوريا
  • تركيا: الإدارة السورية الجديدة عليها إدارة معسكرات احتجاز عناصر داعش
  •  قرار أمريكي جديد بشأن سوريا يغضب تركيا!
  • الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق
  • هل تعيد سوريا إحياء مشروع خط الغاز مع تركيا وقطر وصولاً إلى أوروبا؟