موقع 24:
2025-04-27@19:50:12 GMT

كيف حوَّل الحوثيون نقاط ضعفهم إلى قوة تخريبية؟

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

كيف حوَّل الحوثيون نقاط ضعفهم إلى قوة تخريبية؟

قال آري هايستاين الذي شغل منصب رئيس الأركان الإسرائيلي وزميل باحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، ومختص في الشأن اليمني، إن الحوثيين في اليمن هم آخر بقايا "محور المقاومة" المدعوم من إيران والذي يرغب في شن هجمات كبيرة على قلب إسرائيل وهم قادرون على ذلك.

ركز الحوثيون على بناء شبكة شديدة الولاء من الأقارب والأيديولوجيين المتطرفين

وتساءل الباحث كيف تمكنت هذه الجماعة المتناثرة من المتمردين اليمنيين من حكم 20 مليون شخص، وإطلاق النار باستمرار على إسرائيل، وتعطيل الشحن الدولي في البحر الأحمر؟ ويكمن الجواب في استغلالها بعض نقاط الضعف الظاهرية لتعزيز أركان نظامها.

نقاط ضعف الحوثيين

وأوضح الكاتب في مقاله بموقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن أولى نقاط الضعف الحوثي تمثلت في عدم قدرة هذه الحركة الدينية السياسية المتطرفة على حشد الكثير من الدعم الشعبي، إذ فقد حصل "حزب الحق"، الذي شكّل محاولة حسين الحوثي لخوض غمار السياسة الوطنية في تسعينيات القرن العشرين، على أقل من 1% من الأصوات الوطنية في كل الانتخابات التي شارك فيها.
وبدلاً من التخلي عن رؤيتهم المتطرفة، ركز الحوثيون على بناء شبكة شديدة الولاء من الأقارب والأيديولوجيين المتطرفين.

وأبدت نواة نظام الحوثيين هذه تماسكها خلال "حروب صَعْدة" (2006-2010)، عندما خاض الحوثيون حرب عصابات ضد حكومة اليمن، وليس من قبيل المصادفة أن معظم قادة النظام، الذين تتراوح أعمارهم الآن بين أواخر الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، كانوا في سنوات القتال المثالية خلال هذا التمرد، مما شكل قيادة متشددة. 

Watch how the Houthis deal with their opponents...
He took off the coat to put it on the one he was fighting because he was feeling cold, and he would carry it on his back and walk long distances to save his life
This is what God commanded us to dopic.twitter.com/r3TcwsbS7X

— Ahmed Hassan ???????? أحمد حسن زيد (@Ahmed_hassan_za) December 10, 2024

ورغم عدم شعبية النظام الحوثي، دعم النظام نفسه بجماعة صغيرة نسبياً من الموالين الذين تربطهم علاقات عائلية والتزام أيديولوجي بالجماعة، وقد صمد هذا "الاستبداد الذي تمارسه الأقلية" في وجه ضغوط عسكرية واقتصادية وسياسية هائلة دون انقسامات أو انشقاقات داخلية كبيرة.
وبرغم الإبلاغ عن نزاعات بين القادة، فقد تم حلها في نهاية المطاف بطرق تعزز تماسك النظام واستمراريته.
أما نقطة الضعف الثانية، يضيف الكاتب، كانت اليمن أفقر دولة في العالم العربي منذ فترة طويلة قبل اندلاع الحرب الأهلية هناك قبل عقد من الزمان. ومن المفترض أن يشكل هذا تحدياً كبيراً لنظام متمرد يحتاج إلى تمويل حملة عسكرية موسعة ومنع التمرد أو المجاعة في مواجهة 20 مليون شخص يعيشون تحت حكمه. ومع ذلك، تمكن الحوثيون من استغلال البؤس الاقتصادي في اليمن لصالحهم. 

How the Houthis turned their weaknesses into strengths
https://t.co/rFV5VCp2LQ

— Charbel Antoun (@Charbelantoun) December 30, 2024

وباستغلال الحالة الاقتصادية البائسة في اليمن، ساعد الحوثيون في إدخال عشرات المليارات من الدولارات في شكل مساعدات إلى أراضيهم. ثم قاموا بشكل منهجي بسحب هذه المساعدات من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، بدءاً من إنشاء شركات واجهة إلى أعمال سرقة وقحة.

الحوثيون واستغلال بؤس اليمنيين بالإضافة إلى ذلك، يستغل الحوثيون بؤس اليمنيين العاديين لإجبارهم على الخضوع. فنظراً للضعف الاقتصادي الشديد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يعيش أغلبية الناس على رواتب الحكومة أو المساعدات، ويستغل النظام هذا الاعتماد لتعزيز الولاء.
على سبيل المثال، إذا لم يرغب أحد معلمي المدرسة الابتدائية في تلقين طلابه المنهج الحوثي المتطرف أو إذا لم يرغب الآباء اليمنيون في إرسال أطفالهم الصغار إلى معسكرات الحوثيين العسكرية، فمن المرجح أن يتم إزالتهم من قوائم المستفيدين من المساعدات الإنسانية بغض النظر عن حاجتهمـ ويُمَكِنُ الفقر المدقع في اليمن الحوثيين من دفع خصومهم إلى معضلة: الطاعة أو الجوع.
ثالث نقطة الضعف، بحسب الكاتب، موقع الحوثيين في الطرف البعيد من شبه الجزيرة العربية، على بعد أكثر من ألف كيلومتر من المحاور الرئيسة في الشرق الأوسط، وهو ما كان سبباً في إبعادهم إلى هامش الشؤون العالمية. لاعب في القضية الفلسطينية وبما أنهم لا يشتركون في حدود مع إسرائيل، فإن جهودهم الرامية إلى أن يصبحوا لاعباً في القضية الفلسطينية، لم يكن لها تأثير يذكر ولم يلاحظها أحد إلى حد كبير، حسب الكاتب.
لكنهم اكتشفوا أن لموقعهم البعيد على هذا النحو مزايا أيضاً، حيث مكّنهم من بناء قدرات نارية بعيدة المدى كبيرة (زودتهم بها إيران) دون أن ينتبه إليهم المجتمع العالمي أو يهتم بهم كثيراً.
ووفَّرَ لهم قربهم من مضيق باب المندب خط رؤية واضحاً لإطلاق النار على حركة المرور البحرية التي تمر عبر نقطة اختناق رئيسة للاقتصاد العالمي. وهاجموا الشحن العالمي وأجبر هذا الكثير من سفن الشحن الدولي على إعادة توجيهه بعيداً عن البحر الأحمر إلى القرن الأفريقي.
وكانت الاستجابة الدولية لهذه الهجمات غير فعالة حتى الآن. وعزا الكاتب هذا الأمر جزئياً إلى موقع الجماعة على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من القواعد الأمريكية أو الإسرائيلية الرئيسة، مما يعقد الجهود الرامية إلى شن غارات جوية فعالة على الأصول الاستراتيجية للحوثيين.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "يواجه معارضو الحوثيين نظاماً قادراً على التكيف، لكن قدرته على الصمود ليست بلا حدود. فالضغوط المستمرة على جبهات متعددة ــ اقتصادية وعسكرية وسياسية ــ قد تجبر الحوثيين على ارتكاب خطأ فادح على الساحتين المحلية والدولية. وإذا ارتكبوا هذا الخطأ في حين يواجه النظام بالفعل ضغوطاً هائلة على جبهات أخرى، فقد يؤدي في نهاية المطاف إلى زوال هذا النظام الماكر".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الحوثيون اليمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

السفن الحربية تنشر مقاطع نارية من قلب المعركة: بعد تصريحات الحوثي على عرقلة خطط أمريكا في اليمن

المقاطع، التي بثتها القيادة عبر صفحتها الرسمية على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، وثقت تحركات السفن الحربية الأمريكية، وعلى رأسها حاملتا الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" و"يو إس إس كارل فينسون"، في عملياتها الهجومية على أهداف حوثية.

ورغم الحملة العسكرية الواسعة التي أطلقتها الولايات المتحدة قبل أكثر من شهر، تمكن الحوثيون من إسقاط ما لا يقل عن سبع طائرات مسيرة أمريكية من طراز MQ9 Reaper، وهو ما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه عرقل الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من الخطة، التي كانت تهدف إلى السيطرة الجوية الكاملة وجمع معلومات استخباراتية أدق لاستهداف كبار قادة الحوثيين.

وبحسب مصادر مطلعة لشبكة CNN، كان من المقرر أن تؤدي الحملة الجوية إلى تدمير منظومات الدفاع الجوي الحوثية خلال 30 يوماً، إلا أن الأداء المتطور للحوثيين في إسقاط الطائرات المسيرة قلب التوقعات رأساً على عقب.

ورغم أن الجيش الأمريكي نفّذ أكثر من 300 غارة جوية وضرب أكثر من 700 هدف منذ بدء الحملة في 15 مارس، فإن الخسائر المستمرة للطائرات بدون طيار تعرقل جهود تقييم فعالية الضربات وتحديد مدى استنزاف قدرات الحوثيين العسكرية. المعركة تزداد سخونة، والنتائج لا تزال غير محسومة. 

مقالات مشابهة

  • بعد ساعات من اعتراضها صاروخا.. إسرائيل تعلن اسقاط طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون من اليمن
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • السفن الحربية تنشر مقاطع نارية من قلب المعركة: بعد تصريحات الحوثي على عرقلة خطط أمريكا في اليمن
  • عاجل. رغم الضربات الأمريكية... الحوثيون يعلنون إطلاق صاروخي باليستي على قاعدة نيفاتيم الجوية جنوب إسرائيل
  • غارات أمريكية على سفينة إسرائيلية مُحتجزة لدى الحوثيين في اليمن
  • مقتل جنود حكوميين جراء قصف لجماعة الحوثي شرقي اليمن
  • الحوثيون يقصفون إسرائيل ويعلنون ضرب حاملة طائرات أميركية
  • الحوثيون يعلنون تنفذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل وحاملة الطائرات "ترومان"
  • الحوثي يحصي أكثر من 1200 غارة أميركية على اليمن منذ منتصف مارس الماضي
  • تصعيد عسكري أمريكي جديد في اليمن.. سنتكوم تنشر مشاهد للاستعدادات العسكرية وجماعة الحوثي تؤكد وقوع غارات جديدة