موقع 24:
2025-01-04@20:39:49 GMT

كيف حوَّل الحوثيون نقاط ضعفهم إلى قوة تخريبية؟

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

كيف حوَّل الحوثيون نقاط ضعفهم إلى قوة تخريبية؟

قال آري هايستاين الذي شغل منصب رئيس الأركان الإسرائيلي وزميل باحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، ومختص في الشأن اليمني، إن الحوثيين في اليمن هم آخر بقايا "محور المقاومة" المدعوم من إيران والذي يرغب في شن هجمات كبيرة على قلب إسرائيل وهم قادرون على ذلك.

ركز الحوثيون على بناء شبكة شديدة الولاء من الأقارب والأيديولوجيين المتطرفين

وتساءل الباحث كيف تمكنت هذه الجماعة المتناثرة من المتمردين اليمنيين من حكم 20 مليون شخص، وإطلاق النار باستمرار على إسرائيل، وتعطيل الشحن الدولي في البحر الأحمر؟ ويكمن الجواب في استغلالها بعض نقاط الضعف الظاهرية لتعزيز أركان نظامها.

نقاط ضعف الحوثيين

وأوضح الكاتب في مقاله بموقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن أولى نقاط الضعف الحوثي تمثلت في عدم قدرة هذه الحركة الدينية السياسية المتطرفة على حشد الكثير من الدعم الشعبي، إذ فقد حصل "حزب الحق"، الذي شكّل محاولة حسين الحوثي لخوض غمار السياسة الوطنية في تسعينيات القرن العشرين، على أقل من 1% من الأصوات الوطنية في كل الانتخابات التي شارك فيها.
وبدلاً من التخلي عن رؤيتهم المتطرفة، ركز الحوثيون على بناء شبكة شديدة الولاء من الأقارب والأيديولوجيين المتطرفين.

وأبدت نواة نظام الحوثيين هذه تماسكها خلال "حروب صَعْدة" (2006-2010)، عندما خاض الحوثيون حرب عصابات ضد حكومة اليمن، وليس من قبيل المصادفة أن معظم قادة النظام، الذين تتراوح أعمارهم الآن بين أواخر الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، كانوا في سنوات القتال المثالية خلال هذا التمرد، مما شكل قيادة متشددة. 

Watch how the Houthis deal with their opponents...
He took off the coat to put it on the one he was fighting because he was feeling cold, and he would carry it on his back and walk long distances to save his life
This is what God commanded us to dopic.twitter.com/r3TcwsbS7X

— Ahmed Hassan ???????? أحمد حسن زيد (@Ahmed_hassan_za) December 10, 2024

ورغم عدم شعبية النظام الحوثي، دعم النظام نفسه بجماعة صغيرة نسبياً من الموالين الذين تربطهم علاقات عائلية والتزام أيديولوجي بالجماعة، وقد صمد هذا "الاستبداد الذي تمارسه الأقلية" في وجه ضغوط عسكرية واقتصادية وسياسية هائلة دون انقسامات أو انشقاقات داخلية كبيرة.
وبرغم الإبلاغ عن نزاعات بين القادة، فقد تم حلها في نهاية المطاف بطرق تعزز تماسك النظام واستمراريته.
أما نقطة الضعف الثانية، يضيف الكاتب، كانت اليمن أفقر دولة في العالم العربي منذ فترة طويلة قبل اندلاع الحرب الأهلية هناك قبل عقد من الزمان. ومن المفترض أن يشكل هذا تحدياً كبيراً لنظام متمرد يحتاج إلى تمويل حملة عسكرية موسعة ومنع التمرد أو المجاعة في مواجهة 20 مليون شخص يعيشون تحت حكمه. ومع ذلك، تمكن الحوثيون من استغلال البؤس الاقتصادي في اليمن لصالحهم. 

How the Houthis turned their weaknesses into strengths
https://t.co/rFV5VCp2LQ

— Charbel Antoun (@Charbelantoun) December 30, 2024

وباستغلال الحالة الاقتصادية البائسة في اليمن، ساعد الحوثيون في إدخال عشرات المليارات من الدولارات في شكل مساعدات إلى أراضيهم. ثم قاموا بشكل منهجي بسحب هذه المساعدات من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، بدءاً من إنشاء شركات واجهة إلى أعمال سرقة وقحة.

الحوثيون واستغلال بؤس اليمنيين بالإضافة إلى ذلك، يستغل الحوثيون بؤس اليمنيين العاديين لإجبارهم على الخضوع. فنظراً للضعف الاقتصادي الشديد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يعيش أغلبية الناس على رواتب الحكومة أو المساعدات، ويستغل النظام هذا الاعتماد لتعزيز الولاء.
على سبيل المثال، إذا لم يرغب أحد معلمي المدرسة الابتدائية في تلقين طلابه المنهج الحوثي المتطرف أو إذا لم يرغب الآباء اليمنيون في إرسال أطفالهم الصغار إلى معسكرات الحوثيين العسكرية، فمن المرجح أن يتم إزالتهم من قوائم المستفيدين من المساعدات الإنسانية بغض النظر عن حاجتهمـ ويُمَكِنُ الفقر المدقع في اليمن الحوثيين من دفع خصومهم إلى معضلة: الطاعة أو الجوع.
ثالث نقطة الضعف، بحسب الكاتب، موقع الحوثيين في الطرف البعيد من شبه الجزيرة العربية، على بعد أكثر من ألف كيلومتر من المحاور الرئيسة في الشرق الأوسط، وهو ما كان سبباً في إبعادهم إلى هامش الشؤون العالمية. لاعب في القضية الفلسطينية وبما أنهم لا يشتركون في حدود مع إسرائيل، فإن جهودهم الرامية إلى أن يصبحوا لاعباً في القضية الفلسطينية، لم يكن لها تأثير يذكر ولم يلاحظها أحد إلى حد كبير، حسب الكاتب.
لكنهم اكتشفوا أن لموقعهم البعيد على هذا النحو مزايا أيضاً، حيث مكّنهم من بناء قدرات نارية بعيدة المدى كبيرة (زودتهم بها إيران) دون أن ينتبه إليهم المجتمع العالمي أو يهتم بهم كثيراً.
ووفَّرَ لهم قربهم من مضيق باب المندب خط رؤية واضحاً لإطلاق النار على حركة المرور البحرية التي تمر عبر نقطة اختناق رئيسة للاقتصاد العالمي. وهاجموا الشحن العالمي وأجبر هذا الكثير من سفن الشحن الدولي على إعادة توجيهه بعيداً عن البحر الأحمر إلى القرن الأفريقي.
وكانت الاستجابة الدولية لهذه الهجمات غير فعالة حتى الآن. وعزا الكاتب هذا الأمر جزئياً إلى موقع الجماعة على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من القواعد الأمريكية أو الإسرائيلية الرئيسة، مما يعقد الجهود الرامية إلى شن غارات جوية فعالة على الأصول الاستراتيجية للحوثيين.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "يواجه معارضو الحوثيين نظاماً قادراً على التكيف، لكن قدرته على الصمود ليست بلا حدود. فالضغوط المستمرة على جبهات متعددة ــ اقتصادية وعسكرية وسياسية ــ قد تجبر الحوثيين على ارتكاب خطأ فادح على الساحتين المحلية والدولية. وإذا ارتكبوا هذا الخطأ في حين يواجه النظام بالفعل ضغوطاً هائلة على جبهات أخرى، فقد يؤدي في نهاية المطاف إلى زوال هذا النظام الماكر".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الحوثيون اليمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

اليمن يحذر من محاولات الحوثيين «شرعنة» انتهاكاتهم

أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

أخبار ذات صلة اليمن: قصف جوي يستهدف صنعاء دبلوماسية الإمارات.. شراكة وسلام

حذرت الحكومة اليمنية من محاولة جماعة الحوثي شرعنة انتهاكاتهم وممارساتهم ضد الملاحة الدولية عبر «الندوات»، مشيرةً إلى أن «الجماعة» تحاول استغلال ذلك لإضفاء شرعية على أنشطتها والترويج لنفسها لاعباً رئيسياً في مجال أمن الملاحة، جاء ذلك فيما حذر خبراء ومحللون من تعاون وثيق بين الحوثيين و«القاعدة» لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والملاحة الدولية.
وحذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الشركات المالكة والمشغّلة للسفن، إضافة إلى شركات الشحن والتأمين، من الاستجابة للدعوة التي وجهتها جماعة الحوثي للمشاركة في ندوة نقاشية عبر الإنترنت حول «أمن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن»، وهي التي تُعدّ من أبرز التهديدات لحركة الملاحة التجارية العالمية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية، «سبأ».
وأوضح الإرياني أن هذه الدعوة تأتي في وقتٍ تواصل فيه جماعة الحوثي منذ قرابة العام، تصعيد تهديداتها ضد حركة الملاحة البحرية، مشيراً إلى أنها شنت مئات الهجمات باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى القوارب الملغمة، وأسفرت هذه الهجمات عن تدمير سفن تجارية، ومقتل العديد من البحارة، والاستيلاء على سفن أخرى، في تحدٍ صارخ للقوانين البحرية الدولية.
وأشار الإرياني إلى أن تحقيقاً لمنظمة «InPact» السويسرية، كشف أن الهجمات التي شنّتها جماعة الحوثي ضد حركة الملاحة البحرية كانت تحت إشراف مركز تنسيق العمليات الإنسانية، الذي أنشأته الجماعة في فبراير 2024.
واعتبر الإرياني أن الحوثيين يحاولون استغلال هذه الندوة لإضفاء شرعية على أنشطتهم والترويج لنفسهم لاعباً رئيسياً في مجال «أمن الملاحة»، تحت غطاء «الندوات الإنسانية»، مشيراً إلى أنها محاولة بائسة تهدف إلى التمويه على أفعالهم التي تسببت في مقتل العديد من الأبرياء، وهددت الاقتصاد العالمي في أحد أهم ممرات التجارة البحرية الدولية.
في غضون ذلك، حذر خبراء ومحللون سياسيون من التنسيق القائم بين جماعة الحوثي وتنظيم «القاعدة» الإرهابي في اليمن، وأشاروا إلى وجود غرف عمليات مُشتركة بينهما، وتنسيق ممنهج لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والملاحة الدولية.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن هناك العديد من البراهين التي تثبت وجود علاقة بين جماعة الحوثي وتنظيم «القاعدة»، رغم اختلاف الأيديولوجيات بينهما، لكن هدفهما واحد وهو الإرهاب وتهديد الأمن والاستقرار والسيطرة على مقدرات الدولة اليمنية وتحقيق مصالح خاصة.
‏وشدد الطاهر في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن خطر الحوثي و«القاعدة» ليس على اليمن فقط، بل على المنطقة كلها.
وذكر الكاتب السياسي اليمني عادل الأحمدي أن جماعة الحوثي عملت منذ الانقلاب على الحكومة الشرعية، على تسهيل دخول الإرهابيين الأجانب وإصدار هويات لعناصر تنظيم «القاعدة» تمكنهم من التحرك داخل وخارج اليمن.
وأوضح الأحمدي لـ«الاتحاد» أن الحوثيين عندما سيطروا على بعض المدن في 2014، قاموا بإطلاق سراح مساجين على ذمة قضايا إرهابية، منهم 252 ينتمون لـ«القاعدة»، وكانت مناطق سيطرة الحوثي ملجأ لإيواء العناصر الإرهابية الفارين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية.
وكشف عن وجود معسكرات لـ«القاعدة» داخل مناطق سيطرة الحوثيين، وهناك تنسيق لتنفيذ عمليات في بعض مناطق الحكومة الشرعية.

مقالات مشابهة

  • مصر تجهز طائرات رافال واف 16 لضرب الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • استراتيجية من 3 مراحل للإطاحة بمليشيا الحوثي في اليمن
  • التعليم في مناطق الحوثيين.. مناهج طائفية وأتمتة عقيمة
  • مجلة أمريكية: هل سيبقى الحوثيون طويلا وما الذي ينبغي فعله في اليمن لتدميرهم؟ (ترجمة خاصة)
  • إسرائيل تتحدث عن اختلاف بين الحوثي وطهران: نستعد لمواجهة محتملة مع إيران
  • بعد سقوط الأسد... هل سيلقى الحوثيون نفس المصير؟
  • بعد حماس وحزب الله.. إسرائيل تعلن رسمياً أهدافها من قيادات الحوثي في اليمن
  • تخوفات إسرائيلية من دخول حرب استنزاف مع الحوثيين في اليمن..ما القصة؟
  • اليمن يحذر من محاولات الحوثيين «شرعنة» انتهاكاتهم