بحث التعاون بين البيئة والطيران المدني لمواجهة آثار تغير المناخ
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني لمناقشة التعاون المشترك في ملف مواجهة آثار تغير المناخ واستخدام وقود الطيران المستدام SAF والترويج للسياحة البيئية ، بحضور الدكتور على أبو سنة رئيس جهاز شؤون البيئة، والأستاذ ياسر عبد الله رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات والأستاذة ياسمين سالم مساعد وزيرة البيئة للتنسيقات الحكومية والسيدة سها طاهر رئيس الإدارة المركزية لتغير المناخ بوزارة البيئة، والمهندس عبد الغفار السيد عبد الغفار مدير عام المعدات الثابتة ومفتش صلاحية بسلطة الطيران المدني والطيار كريم جميل مستشار رئيس سلطة الطيران المدني .
وقد أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال اللقاء على أهمية العمل المشترك وإضفاء مزيد من مجالات التعاون بين الوزارتين لدعم العمل البيئى، ومنها التعاون للترويج للسياحة في مصر وخاصة السياحة البيئية والمحميات الطبيعية، حيث عرضت بعض الأفلام التي أنتجتها وزارة البيئة للترويج للسياحة البيئية ومنها فيديو حملة حكاوي من ناسها والحفاظ على البيئة البحرية وفيديو ترويجى لجزر محميات البحر الأحمر ، ليتم عرضها في المطارات ضمن خطة للترويج للسياحة البيئية في مصر، وايضاً التعاون في تعزيز استخدام منتجات القائمة الخضراء صديقة البيئة لدى وزارة الطيران المدني مثل استبدال الاكواب البلاستيكية بالورق، وأدوات الطعام البلاستيكية بالخشب، باشراك القطاع الخاص الفندقي.
كما اشارت وزيرة البيئة إلى دور وزارة الطيران المدني في ملف تغير المناخ وتنفيذ خطة المساهمات الوطنية، مستعرضة التعاون مع وزارة الطيران المدني في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، خاصة الهدف الثاني المعني بتحديد أولويات إجراءات التكيف في قطاع الطيران والمطارات خاصة المطارات الساحلية المعرضة للضرر، وايضاً التعاون في إعداد الخريطة التفاعلية لآثار تغير المناخ، في ظل البروتوكول الموقع بين جهاز شئون البيئة وإدارة المساحة العسكرية التابعة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة وبمشاركة الهيئة العامة للأرصاد الجوية بوزارة الطيران المدني ومعهد بحوث المياه بوزارة الموارد المائية والري، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى منها، ويتم العمل حاليا في المرحلة الثانية، وهي عبارة عن نماذج رياضية معتمدة من الهيئة الحاكمة للمناخ تم تمصيرها وادخال البيانات التاريخية للأرصاد الجوية ووزارة الموارد المائية والري بها للخروج بتوقعات لآثار تغير المناخ في مختلف أنحاء مصر حتى ٢١٠٠ بما يساعد على حماية الاستثمارات والتنمية المستقبلية .
واستعرضت وزيرة البيئة ايضا التعاون المشترك في صياغة الخطة الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية NAP، حيث تتضمن دراستين تمس قطاع الطيران، هما دراسة تأثير تغير المناخ على المناطق الساحلية، دراسة تأثير تغير المناخ على المرافق والبنية التحتية الحيوية، والتعاون من خلال مشروع "رفع طموح المناخ في استخدامات الأراضي والزراعة من خلال الخطط والمساهمات الوطنية SCALA، وذلك بعمل نظام الإنذار المبكر Early Warning System الجاري اعداده مع الهيئة العامة للأرصاد وبرنامج الغذاء العالمي WFP، بهدف دعم الخطط الوطنية للتكيف ويفيد صغار المزارعين بالبيانات المناخية وتحذيرهم قبل حدوث موجات حادة مع ارشادات لحماية المزروعات، حيث دعت وزيرة البيئة إلى التعاون في اعادة إحياء المبادرة التي تم اطلاقها بمؤتمر المناخ COP27 حول أنظمة الإنذار المبكر.
كما ناقشت وزيرة البيئة التعاون في انشاء وحدة لتغير المناخ داخل وزارة الطيران المدني، خاصة مع تنفيذ مشروع تحويل الأنظمة المالية المتعلقة بالمناخ TFSC، وتقديم دعم مؤسسي لوحدات تغير المناخ في الوزارت لجمع بيانات المراجعة من خلال نظام التحقق MRV، بما يسهل جمع البيانات لإعداد التقارير المطلوبة، حيث تساهم وزارة البيئة في مجال بناء القدرات والتدريب ضمن خطتها لبناء نظام رقمي في كل وزارة لرصد انبعاثات تغير المناخ لتقديم البيانات المطلوبة لإعداد التقارير الوطنية مثل تقرير الابلاغ الوطني كل عامين، وتحديث خطة المساهمات الوطنية مع بداية العام الجديد، إلى جانب مناقشة التعاون في اعداد خطة تعويض وتخفيض الكربون للطيران الدولي Carbon Offsetting and Reduction Scheme for International Aviation (CORSIA طبقا لتعليمات منظمة الطيران المدني ICAO.
وتحدثت وزيرة البيئة عن تطلعها للتعاون مع وزارة الطيران المدني في تنفيذ منظومة رائدة لإدارة المخلفات بالمطارات، تبدأ من مطار القاهرة او شرم الشيخ، لتنفيذ نموذج رائد يمكن تكراره، حيث سيتم دراسة الوضع الراهن وتحديد الإجراءات المطلوبة والمعدات والطريقة المناسبة لادارة المخلفات.
و أكد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني أن مواجهة تغير المناخ تمثل تحديًا عالميًا له تأثير كبير على قطاع الطيران، نظرًا لطبيعته الحساسة واعتماده المباشر على الظروف البيئية. وشدد على التزام الوزارة بتطبيق المعايير والإجراءات الدولية التي وضعتها منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، بهدف تحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ.
كما ثمن وزير الطيران المدني جهود التعاون والتكامل بين جميع وزارات ومؤسسات الدولة المعنية لدعم إنتاج الوقود الحيوي المستدام،، مشيرًا إلى أن تغير المناخ يعد تحديًا عالميًا واضحًا ومؤثرًا على جميع القطاعات، إلا أن تأثيره على قطاع الطيران يعد أكثر وضوحًا نظرًا للطبيعة الحساسة لهذا المجال واعتماده الكبير على الظروف البيئية، مؤكدًا خلال الاجتماع المشترك الذي عقد مع وزيرة البيئة على أن وزارة الطيران المدني تلتزم باتباع كافة الإجراءات والمعايير الدولية التي وضعتها منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، لضمان التوافق مع الجهود العالمية لمواجهة التغيرات المناخية لتحقيق الاستدامة البيئية من خلال دعم الجهود الوطنية في مجال تصنيع واستخدام الوقود الحيوي المستدام، كونها أحد العوامل الرئيسية في تقليل الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران، لافتًا أن وزارة الطيران المدنى وشركاتها التابعة تتبني استراتيجية متكاملة ترتكز أهدافها الاقتصادية والبيئية في مجال الطيران المدني على دعم التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق مستقبل أكثر إشراقة واستدامة لقطاع الطيران..
هذا وقد أوضح الدكتور سامح الحفنى بأن الوزارة تعمل على عدة محاور لتحقيق هذا الهدف من خلال وضع رؤية مشتركة مع الوزارة والجهات المعنية بملف البيئة وقضايا التغيرات المناخية، هذا إلى جانب التنسيق الدائم مع منظمة الإيكاو لمواكبة كافة مستجدات التغير المناخي وتنفيذ البرامج والمبادرات الفعالة مع الدول لتبادل الخبرات و التدريب والتكنولوجيا، ولعل من أبرزها الالتزام ببرنامج"كورسيا" (CORSIA)، والذي يهدف إلى مراقبة الانبعاثات الكربونية والإبلاغ عنها، وتحقيق نمو محايد للكربون في الطيران الدولي، مؤكدًا على أهمية مواصلة رؤية الوزارة في جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والدولية لتطوير البنية التحتية لإنتاج الوقود الحيوي المستدام، وتبني المبادرات والرؤى الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الطيران وزيرة البيئة وزير الطيران المدني والتكنولوجيا الملفات البيئية والتكيف الوطنية المزيد منظمة الطیران المدنی وزارة الطیران المدنی قطاع الطیران وزیرة البیئة تغیر المناخ التعاون فی من خلال
إقرأ أيضاً:
تغير المناخ يهدد بزيادة حرائق المدن بحلول نهاية القرن
كشفت دراسة حديثة أن ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغير المناخي سيؤدي إلى زيادة كبيرة في تواتر الحرائق بالمدن حول العالم، لا سيما حرائق السيارات والحرائق الخارجية.
وأفادت الدراسة -التي أجراها باحثون من جامعة هيفاي بالصين ونُشرت بمجلة "نايتشير سيتيز" في مارس/آذار الجاري- بأنه قد تكون هناك زيادة بنسبة 11.6% في حرائق السيارات وزيادة بنسبة 22.2% في الحرائق الخارجية بسبب الاحتباس الحراري بحلول عام 2100.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على البيئة؟list 2 of 2إدارة ترامب توقف برنامجا يراقب جودة الهواء عالمياend of listوأظهرت الدراسة أن كل زيادة بمقدار درجة واحدة في درجة الحرارة تؤدي إلى زيادة وتيرة حرائق السيارات والحرائق الخارجية بنسبة تتراوح بين 3.3% و6.9% على التوالي.
وحلل الباحثون المشاركون بالدراسة الحرائق ودرجات الحرارة القصوى الشهرية في أكثر من 2800 مدينة في 20 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا والصين، والتي يعيش فيها بالمجمل 20% من سكان العالم.
ووجدت الدراسة أن بعض المدن قد تشهد زيادة بحرائق المباني مع ارتفاع درجات الحرارة، لكن معدل حرائق المباني بشكل عام يتجه نحو الانخفاض في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري لأسباب قد تتعلق باستخدام أجهزة التبريد وتحسين معايير السلامة عند البناء.
وقدرت الدراسة التغيرات في وتيرة الأنواع المختلفة من الحرائق في المدن، بما في ذلك حرائق المباني والسيارات والمواقع الخارجية، مثل مواقع مكبات النفايات، استجابة لارتفاع درجة الحرارة نتيجة التغير المناخي.
إعلان ارتفاع عدد الوفياتوتتسبب الحرائق في جميع أنحاء العالم بوفاة ما يقدر بنحو 50 ألف شخص وإصابة 170 ألفا آخرين كل عام، لكن الدراسة رجحت أن يرتفع هذا العدد.
وقدر الباحثون أن تتسبب زيادة الحرائق بوفاة 335 ألف شخص حول العالم، فضلا عن إصابة أكثر من مليون آخرين خلال السنوات الـ80 القادمة.
ومع ذلك، لفتت الدراسة إلى أنه إذا بقي ارتفاع درجات الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية، فإن هذه الوفيات قد تنخفض إلى النصف.
وقال الباحثون المشاركون بالدراسة إن "هذه النتائج توفر بيانات تساعد الحكومات وخدمات الإطفاء على التخطيط للمستقبل. فمع ارتفاع درجات الحرارة، ستزداد حرائق المدن، مما يتطلب استثمارات إضافية في المعدات والتدريب لمواجهة هذه التحديات".
ولفتوا إلى أن أضرار حرائق المدن قد تكون أكبر من حرائق الغابات لما يمكن أن تسببه من خسائر بالأرواح والممتلكات.