شبكة انباء العراق:
2025-03-06@14:11:53 GMT

ضرورة الوعي والمسؤولية في كل لحظة

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..

مع إشراقة عامٍ جديد، يُنير الأمل قلوبنا بأن يكون هذا العام بدايةً لمرحلةٍ أكثر إشراقًا ووعيًا، ليس فقط لشعبنا بل لكل شعوب العالم. إن الأمن والسلام هما الأساس الذي تُبنى عليه المجتمعات الناجحة، وبدونهما تصبح الأفراح مصدرًا للأحزان، والاحتفالات بوابةً للمآسي.

في الليلة التي يُفترض أن تُضاء فيها السماء بالألعاب النارية احتفالًا بالحياة، كانت هناك أرواحٌ بريئة تخسر حياتها نتيجة ممارسات غير مسؤولة مثل إطلاق النار العشوائي أو الألعاب النارية غير المنظمة.

من خلال تصفحي الدائم لمواقع الأخبار، تشير الإحصائيات إلى أن هذه الظاهرة تؤدي سنويًا إلى مئات الإصابات، بل وغالبًا إلى وفيات كان بالإمكان تفاديها.

وقد أصدرت وزارة الداخلية توجيهات صارمة تحذر من هذه الممارسات، مؤكدة على ضرورة فرض عقوبات رادعة. كما تكثف الوزارة حملات توعية للحد من هذه الظاهرة، وتعمل على تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية احترام القوانين التي تمنع استخدام الأسلحة في الأماكن العامة. علينا تطبيق هذه القوانين واحترامها.

إن المجتمع الذي يُقدّر قيمة الحياة يُدرك أن الاحتفال لا يعني إيذاء الآخرين. الدراسات الحديثة في علم النفس الاجتماعي تشير إلى أن السلوك الجماعي مسؤول بشكل كبير عن تشكيل الأفراد؛ فإذا كان السلوك العام يتجه نحو العشوائية والفوضى، فإن الأفراد يتأثرون بذلك. من هنا تأتي أهمية التوعية المجتمعية.

وقد أشار الفيلسوف جان جاك روسو إلى أن “الإنسان يولد حرًا، ولكنه يُكبل بالقيود الاجتماعية”. لذا علينا كأفراد أن نعمل على فك هذه القيود السلبية وإعادة بناء قيمنا على أسس الرحمة والاحترام.

شهدنا مؤخرًا حوادث مؤلمة بدأت بشجارات بسيطة بين الأطفال، لكنها انتهت بنزاعات مسلحة بين الأسر، مُخلّفة وراءها ضحايا أبرياء. هذا التصعيد يعكس غياب مفهوم الحوار والتفاهم كوسيلة لحل الخلافات.

إن التربية السليمة هي خط الدفاع الأول ضد هذه الظواهر. يقول الإمام علي بن أبي طالب (ع): “الناس أعداء ما جهلوا”، وهنا تكمن المشكلة في الجهل بسبل إدارة الخلافات. التعليم الذي يزرع فينا قيم التسامح واحترام الآخر هو السلاح الأقوى لحماية المجتمع من الانزلاق إلى العنف.

الإسلام كدين يدعو إلى السلام والمحبة، ونبذ العنف بكافة أشكاله. قال رسول الله (ص): “من حمل علينا السلاح فليس منا”، وهو تحذير واضح من خطورة استخدام القوة في غير مواضعها. كما أن الإمام جعفر الصادق (ع) قال: “الكلمة الطيبة صدقة، وبها تُطفأ نار الفتن”.

إن بناء مجتمع آمن ومسالم يتطلب مسؤولية مشتركة من الجميع: الأفراد، العائلات، والمؤسسات. يجب أن تكون هناك آليات للحد من استخدام الأسلحة في الاحتفالات، وتُشجع الفعاليات في أماكن مخصصة تضمن سلامة الجميع.

على الأهل أن يغرسوا في أبنائهم قيم الحوار والتسامح منذ الصغر، وأن يكونوا قدوة في ضبط النفس. وعلى المؤسسات التربوية أن تُعزز دورها في نشر الوعي حول إدارة النزاعات بطريقة سليمة.

الفرح الحقيقي لا يُقاس بالصخب، بل بالطمأنينة التي تسود القلوب، والابتسامة التي ترتسم على وجوه أحبائنا دون خوف من المخاطر. فلنجعل هذا العام بداية لرحلة جديدة نحو مجتمعٍ يقدر الحياة، ويُعلي من قيمة التفاهم والسلام.

لنكن جميعًا سفراء للوعي، ولنُعد صياغة مفهوم الاحتفال ليكون مصدر فرحٍ لا ألم، وأمانٍ لا خوف. فمن يزرع بذور السلام سيحصد حتمًا ثمار المحبة والتفاهم.

اللواء الدكتور
 سعد معن الموسوي

د. سعد معن

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

بنيامين نتنياهو: لن يتمكن أعداؤنا من التغلب علينا

أفادت وسائل إعلام متفرقة، بما قاله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بانه لن يتمكن أعداؤنا من التغلب علينا.

ذكر نتنياهو: “أعدنا إلى البلاد 38 مختطفا في صفقة التبادل الأخيرة”.

قال نتنياهو: “خفضنا رؤوسنا بألم عميق في جنازات القتلى ونستعد للمرحلة المقبلة من حرب النهضة ولن نتوقف قبل تحقيق جميع أهداف الحرب”.

اردف نتنياهو: سنعيد جميع مختطفينا ونقضي على القدرات العسكرية والسلطوية لحماسن ولقد نجحنا في نوفمبر 2023 بإعادة 80 مختطفا بدلا من 50.

 وقال : لن نترك مختطفا في غزة حيا كان أو ميتال وامسافة بيننا وبين حماس في المرحلة الثانية لا يمكن جسرهال ولم نخرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس والاتفاق نص على حقنا في التخلي عن المفاوضات إذا أصبحت غير مجدية.

وذكر ان ويتكوف يسعى لإعادة جميع المختطفين عبر جولتين و نقول لحماس إن لم تطلقوا سراح مختطفينا ستكون هناك تبعات لا تستطيعون احتمالها.

واعتبر ان  تفجيرات البيجر خلقت انعطافة أدت في نهاية المطاف إلى إسقاط نظام الأسد.

مقالات مشابهة

  • ماذا يستطيع الأفراد أن يفعلوا إزاء تغير المناخ؟
  • خبير مالي: تخصيص 10% للأفراد بالاكتتابات يحرم السوق من سيولة ضخمة .. فيديو
  • اكتتاب الأفراد في “أم القرى للتنمية”
  • «استشاري»: تطوير أنظمة المطارات يُعزز الأمن القومي
  • طبيبة تكشف عن المدة التي ينبغي أن ترتدي فيها مثبت الأسنان بعد التقويم
  • مناقشة مفهوم المحاسبة البيئية والمسؤولية الاجتماعية بشمال الشرقية
  • الدفاع المدني يؤكد ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة عند استخدام الغاز
  • بن غفير : علينا تجويع حماس وأنصارهم قبل استئناف القتال
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • بنيامين نتنياهو: لن يتمكن أعداؤنا من التغلب علينا