موقع 24:
2025-02-04@05:41:11 GMT

عالم جديد جداً

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

عالم جديد جداً

تشكو مراكز الأبحاث من ضبابية في الرؤية. توقعات العامين الماضيين، منيت بالخيبة. حدث ما لم يكن في الحسبان.

منذ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اعترافه باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك، ونشر قواته فيهما، وكرة النار تتدحرج. العقوبات ضد روسيا انقلبت ضد أوروبا، وزلزلت المعايير. أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وما تبعها من مجازر في غزة، مستمرة رغم مرور سنة ونيف، غيرت الجغرافيا حولها، وأصداؤها تتردد في كل العالم.

صارت الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط، مركز الاهتمام، ودينامو التحولات.
من كان يعتقد أن حرب غزة ستتحول إلى إبادة؟ من تصور أن تطيح الحرب الإسرائيلية على لبنان بقيادات «حزب الله» بالجملة؟ أو أن تنطفئ نار المعارك في لبنان، ليبدأ هجوم المعارضة في سوريا، وينتهي الأمر في غضون أيام بهروب بشار الأسد؟ هل ثمّ من كان يعتقد أن أبو محمد الجولاني سيصبح نجم الحقبة، وقائد تحرير سوريا، وزعيمها الجديد؟ أو أن تركيا ستصل يوماً إلى حدود إسرائيل؟
كثير هذا على سنة واحدة. الأحداث أسرع من قدرتنا على اللحاق بها، أو تصور ما بعدها!
التغيرات هائلة في أماكن كثيرة. اقترع أكثر من 60 بلداً خلال العام الماضي، وهي في غالبيتها انقلبت على حكّامها، بمن في ذلك ناخبو أمريكا، الذين قرروا إعادة الجمهوريين، باختيار دونالد ترمب رغم كل ما تثير شخصيته من مخاوف، ومزاجيته من قلق. إنها الانتخابات الرئاسية الأمريكية الثالثة على التوالي التي يخسر فيها الحزب الحاكم، وهذا نادر. في بريطانيا عاد حزب العمّال إلى السلطة بعد 14 عاماً من الغياب. في فرنسا خسر تحالف الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، وتقدم اليسار واليمين المتطرف، وهذا غريب. في ألمانيا فاز اليمينيون المتطرفون للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وفي رومانيا والبرتغال والنمسا أيضاً تقدم اليمينيون المتشددون. أوروبا برمتها تذهب إلى مزيد من التطرف، ونبذ الهجرة، وتقييد الانفتاح، وتنحو صوب المحافظة والتقوقع. الشعبويون يفوزن ويفرضون إرادتهم على مدى القارة البيضاء.
في الاستفتاءات، يعبّر الناخبون عن سخطهم ورغبتهم في تغيير كبير. ما نراه من نتائج، يأتي بسبب حالة احتجاجية عامة، أكثر من كونها ميولاً عنصرية واعية لدى الناخبين. يقال إن ثمة «كآبة عالمية»، «إحباطاً كونياً» بسبب الاهتزازات الاقتصادية، والإحساس المستشري بالخوف. الدول التي حكمها اليمين تختار اليسار، والعكس صحيح. في كوريا الجنوبية كما جورجيا، انقلب الناخبون على الأحزاب الليبرالية.
في جنوب أفريقيا، خسر حزب المؤتمر الوطني، الثابت في الحكم، منذ انتهاء نظام الفصل العنصري. وفي اليابان خسر الحزب الديمقراطي الليبرالي، الحاكم منذ الحرب الثانية، وكذلك فازت المعارضة في بنما وأوروغواي، واللائحة تطول.
الإحباط العالمي، لدى الشعوب، حتى الغنية، ليس مالياً فقط، ثمة شعور عارم، بأن المؤسسات تتخلخل، والديمقراطية لا تسير على ما يرام. للمرة الأولى، نرى الشعوب التي تنتخب، لا تمثلها نخبتها الحاكمة التي اختارتها. الناخبون يريدون شيئاً آخر، غير موجود، ربما لم يتبلور بعد، فكراً مختلفاً، حلولاً مبتكرة، لم يجدوا من له القدرة على صياغتها، وتنفيذها. وفقاً لتقرير حالة الديمقراطية العالمية لعام 2024، فإن أربع دول من أصل كل تسع دول، أصبحت أسوأ حالاً مما كانت عليه من قبل، من حيث الممارسات الديمقراطية، ولم تشهد سوى دولة واحدة من كل أربع دول تحسناً في الجودة، بحسب المستطلعين. هذا يعكس التبرم الشعبي العام. إذ يزداد عدد الدول التي تذهب إلى الصناديق لتقترع، لكن النتيجة ديمقراطية أقل.
المنظرون الاستراتيجيون، هم أيضاً، يبحثون عن زوايا جديدة في التحليل، لفهم واقع غير مسبوق.
قد يكون محقاً بعض الشيء يوشكا فيشر، وزير خارجية ألمانيا السابق حين كتب: «إذا نظرنا 26 عاماً إلى الوراء، فلا بد أن نعترف بأن تفكك الاتحاد السوفييتي، ونهاية الحرب الباردة، لم يكتبا نهاية التاريخ، بل بداية لنهاية النظام الليبرالي الغربي». فالضعف الأوروبي، الذي ظهر، بشكل خاص، بعد الحرب الأوكرانية، له مفاعيله.
القيادة الأمريكية للعالم مستمرة، وهي تحاول أن تثبت نفسها بشتى السبل، لكن النظام الذي بنته أمريكا من مؤسسات دولية، وتحالفات، ينهار بعضه، ويحل مكانه بحسب أميتاف أشايا، الأستاذ في الجامعة الأمريكية بواشنطن، نظام تعددي، تبقى فيه الولايات المتحدة مهيمنة مع وجود أقطاب أخرى قوية، تعيق قدرتها على بسط نفوذها بالطريقة السابقة. كثر يحاولون فهم ما يسمونه «احتمالات» بعد أن أصبحت «التوقعات» عصية، وقراءة «الغد» ضرباً في الرمل.
فأجيال «زد» و«ألفا» و«بيتا» التي تنغمس في الرقمية وتصادق الذكاء الاصطناعي، تجد صعوبة في تقبّل تفكير أولئك الآتين من عالم التلفزيون والورق وآيديولوجيات القرن العشرين. الحرس القديم يعيش سنواته الأخيرة. ربع قرن من الألفية الجديدة مضى، كان كفيلاً بإثبات، أن كل ما سيأتي لن يكون حتى قد مرّ في أخيلتنا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا سقوط الأسد غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل عودة ترامب حصاد 2024

إقرأ أيضاً:

Luz.. فيلم يستكشف دور الواقع الافتراضي في علاج الجراح العاطفية

اعتدنا على رؤية الواقع الافتراضي يُصوَّر في السينما كأداة خادعة أو تقنية خطرة، كما في أفلام The Matrix وVirtuosity وThe Lawnmower Man. لكن فيلم Luz للمخرجة فلورا لاو، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي هذا الأسبوع، يقدّم منظورًا مختلفًا، حيث يُعامل الواقع الافتراضي كوسيلة لتعزيز التواصل بين البشر بدلاً من كونه تهديدًا.

تدور أحداث الفيلم بين مدينة تشونجتشينج الصينية الحديثة، ذات الطابع المستقبلي المشبّع بأضواء النيون، وباريس، حيث يعيش أبطال القصة وسط تكنولوجيا مألوفة ولكنها أكثر تطورًا قليلاً مما نعرفه اليوم. في قلب الحبكة نجد رين، عاملة في معرض فني تؤدي دورها ساندرين بينا، ووي، رجل العصابات الزائف الذي يجسّده شياودونج جو. يجد الاثنان في الواقع الافتراضي ملاذًا من مشاكلهما الواقعية، إذ يسمح لهما بالهروب من عالم يشعران فيه بالضياع، لكنه لا يوفر لهما حلاً نهائيًا.

يستخدم الفيلم تكنولوجيا واقع افتراضي متطورة، مثل نظارات تحاكي أقنعة التزلج وأجهزة استشعار للأصابع تبدو كأظافر ساحرة، لتقديم تجربة رقمية غامرة عبر عالم يُدعى Luz، وهو مساحة افتراضية تشبه منصات الواقع الافتراضي القديمة ولكنها تسبق مستوى التطور الحالي لسماعات مثل Apple Vision Pro.

عالم افتراضي يعكس الأزمات الحقيقية

يحاول Luz استكشاف مدى قدرة الواقع الافتراضي على تعويض النقص في التواصل البشري. تسعى رين للتواصل مع زوجة أبيها سابين (التي تؤدي دورها النجمة الأسطورية إيزابيل هوبير)، وهي مالكة معرض فني باريسي تتسم بالبرود العاطفي وترفض المساعدة في مواجهة مرض خطير محتمل. في المقابل، يحاول وي إعادة الاتصال بابنته المنفصلة فا، التي لا يمكنه رؤيتها إلا عبر بث مباشر مجهول الهوية.

مع تطور الأحداث، يجد الثنائي نفسيهما في رحلة بحث داخل Luz عن غزال نيون غامض، وهو التحدي الأساسي داخل اللعبة والذي يُنظر إليه كوسيلة لـ"الفوز". رغم تباين شخصياتهما، ينجحان في بناء علاقة غير متوقعة تساعدهما في مواجهة جراحهما العاطفية. ومع ذلك، فإن الفيلم لا يمنح المشاهد وقتًا كافيًا داخل العالم الافتراضي لخلق ارتباط قوي بين الشخصيتين، مما يجعلهما يبدوان وكأنهما مجرد مراقبين بدلاً من مشاركين نشطين في التجربة.

واقعية بصرية تُغني عن المؤثرات الرقمية

على عكس أفلام مثل Ready Player One، لا يحاول Luz تقديم عالم افتراضي يعتمد بالكامل على المؤثرات الرقمية. بدلاً من ذلك، يُضفي الفيلم على الواقع الحقيقي طابعًا أسلوبيًا مشبعًا بالنيون، حيث تبدو الشخصيات وكأنها في طريقها إلى Comic-Con وليس إلى مغامرة رقمية. هذا الأسلوب يُذكّر بأعمال المخرج مامورو أوشي، مثل فيلم الخيال العلمي البولندي Avalon، الذي استكشف كيف يمكن للناس إعادة تعريف أنفسهم داخل عوالم افتراضية.

فيلم ذو طموح بصري لكنه يفتقد العمق العاطفي

رغم الجهود المبذولة في تصميم العالم البصري، إلا أن الفيلم كان بحاجة إلى مساحة أكبر للحوار العاطفي بين شخصيتيه الرئيسيتين. فبدلاً من استكشاف علاقتهما بعمق، يعتمد الفيلم على لقطات صامتة حيث يحدّق كل منهما في الفراغ، مما يجعل المشاعر تبدو غامضة أو غير مكتملة. ومع أن المشاهد بين رين وسابين كانت من أكثر اللحظات إثارة للاهتمام، إلا أن الفيلم لم يستغل إمكانيات شخصياته بالكامل.

في النهاية، يقترب Luz من أن يكون عملاً سينمائيًا بارعًا، بفضل أدائه القوي وتصويره المتميز. لكنه، بسبب قيوده السردية والأسلوب البارد في تقديم شخصياته، يترك المشاهد في حالة من الانفصال بدلًا من أن يكون تجربة مؤثرة عن إعادة اكتشاف التواصل البشري.

مقالات مشابهة

  • الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية تدخل حيز التنفيذ
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها؟
  • ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها.. عاجل
  • التحليق في عالم متجدد
  • كيف ردت الصين على الحرب الجمركية الأمريكية؟.. السر في آلية تسوية النزاعات
  • Luz.. فيلم يستكشف دور الواقع الافتراضي في علاج الجراح العاطفية
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • "الخارجية الصينية" تعليقا على الرسوم الجمركية الأمريكية: لا فائز في الحرب التجارية
  • تحول هائل.. البنوك الأمريكية مستعدة لغزو عالم العملات الرقمية بلا قيود