كتبت "الانباء الكويتية": آلة الحرب الإسرائيلية وعدوانها الوحشي لم تفرق بين بلدة وأخرى، مسيحية كانت أم إسلامية. فبراثن العدوان واضحة، حين طالت الكنائس والمساجد في آن معا.
وقال رئيس بلدية علما الشعب جان غفري "إن العدو الإسرائيلي لا يميز بين بلدة مسيحية وأخرى مسلمة، والدليل على ذلك أن استهدافه لم يوفر الكنائس والمساجد».


وأكد «أن البلدة تضررت بشكل كبير أثناء العدوان الإسرائيلي». وقال: «أبناء بلدتنا من الطائفة المسيحية، ولا يوجد فيها سلاح ولا مسلحون، لذا نستغرب هذا الاستهداف لبلدتنا والهجوم عليها وتدميرها بالطيران الإسرائيلي الذي تعرضت له».
ولفت إلى تعرض علما الشعب في حرب يوليو 2006 للقصف الإسرائيلي، «لكن ليس بهذا المستوى».
وقال: «جرفوا (جنود الجيش الإسرائيلي) كروم الزيتون المعمرة في البلدة، ودمروا المنازل في العديد من القرى الحدودية المجاورة لنا كالضهيرة والناقورة ويارين».
وشدد على «أهمية الوحدة الوطنية والتعايش الأخوي عبر التاريخ بين كل مكونات القرى الجنوبية، مسيحية وإسلامية»، مؤكدا «أن هذا هو وجه لبنان وقيمته ووجوده. فنحن نتشارك مع بعضنا البعض في الأفراح والأتراح وفي كل المناسبات، وسنبقى كذلك ونورثه لأجيالنا». وفي موضوع البلدة والعودة اليها، قال غقري: «نحن لانزال خارج البلدة، ويبدو ان قصتنا طويلة، فالعدو الإسرائيلي يحتل البلدة، ومع بداية الحرب ترك البلدة حوالي الـ90 في المئة من الأهالي وبقي نحو 10في المئة. وعندما اشتدت الحرب على مدى 66 يوما غادر معظم الأهالي البلدة وباتت خالية، ومنذ ذاك الحين لا نعرف شيئا عن وضع البلدة».
وأضاف: «أظهرت بعض الصور التي تصلنا أن الدمار كبير، إذ تم تدمير 90 منزلا من أصل 350 بشكل كلي نتيجة غارات الطيران الحربي الإسرائيلي، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي أصابت معظم البيوت».
وتابع: «للأسف لقد دمروا في الأسبوع الأول للحرب خزان المياه في البلدة، فأصبحت مقومات الحياة غير متوافرة، وبعدها توالت الاعتداءات. وتم تدمير مشروع الطاقة الشمسية الذي نعتمده لتوليد الكهرباء، كون مولدات الكهرباء في البلدة ملكا للبلدية، وهذا المشروع يخفف من أعباء كلفة المازوت في التشغيل، لكن للأسف دمر كله، بالإضافة إلى تدمير الطرقات والمرافق الأخرى».
وتوجه غفري بالسؤال إلى الحكومة اللبنانية حول «الخطة التي وضعتها لهذه البلدات الحدودية في حال عدنا اليها، خصوصا ان وضع البلديات منهار وصفر ولا تملك الإمكانات».
وأشار إلى «أننا في انتظار أن تسمح لنا الظروف وندخل إلى البلدة. نحن من البلدات التي يهددها الاحتلال ويمنع عودة أهلها. لذا ننتظر انتشار الجيش اللبناني وانسحاب جيش الإحتلال الإسرائيلي لندخل إلى قرانا. هناك مخاوف كبيرة لدى الأهالي من الانتهاكات الإسرائيلية، فكل شيء نتوقعه من العدو». وأعرب عن قلقه من مسار الأمور، آملا «ألا يكون هناك تمديد لفترة الستين يوما (المحددة في اتفاقية وقف إطلاق النار للانسحاب الإسرائيلي)».
وتمنى غفري أن يتم «الانسحاب الإسرائيلي من القرى الحدودية اليوم قبل الغد، فيكفينا مآس ومعاناة ونحن خارج بلدتنا، فقد تركنا أملاكنا وأرزاقنا وأراضينا. كل أحلامنا وذكرياتنا وجذورنا في البلدة لا يمكن أن تنسى. وسنعود إليها حتما ولو اضطررنا ان نسكن في الخيم، فنحن نتمسك بأرضنا وبجذورنا مهما كانت التضحيات والاحتلالات، وسنبقى شوكة في عين الإسرائيلي».
المشهد الحزين والمآسي يكمنان في بلدة الضهيرة، التي دمرت منازلها بالكامل، كما أشار رئيس بلديتها عبدالله الغريب.
ولفت الغريب لـ«الأنباء» إلى أن «العدو نسف كل منازل البلدة، والمدارس والمرافق العامة وحتى المساجد الأربعة والآبار الارتوازية. الضهيرة باتت مدمرة بنسبة 100%».
وأضاف: «دخل جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى البلدة في 10 أكتوبر الماضي، وقاموا بتفجير البلدة ولم يتركوا حجرا على حجر، وصبوا جام حقدهم وإجرامهم بحق البلدة».
وأكد الغريب «أن حوالي 95 % من أبناء الضهيرة يعتمدون على زراعة الزيتون»، لكنه أشار إلى «قيام جنود الاحتلال بجرف حقول الزيتون وحرق قسم كبير منها.. حتى انهم اقتلعوا أشجار الزيتون المعمرة وأخذوها إلى داخل الكيان الصهيوني».
واشار إلى «ان الضهيرة هي بلدة واحدة، وقسمها الاحتلال عام 1956، وبات جزء منها داخل فلسطين عبر تلة تعرف «بالجرداح» وهي تعرف اليوم بعرب العرامشة من الجانب الفلسطيني، والضهيرة من الجانب اللبناني».
وأبدى رئيس البلدية تخوفه وقلقه من مسار الأوضاع على الحدود بعد تدمير القرى، وقال: «لا يريد العدو عودة أهالي البلدات الحدودية إلى قراهم، ولديه مخطط أكبر من التهجير، ويريد قتل أي أمل للحياة في تلك القرى، بعد أن حولها أرضا محروقة، وباتت غير صالحة للسكن، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا طرقات، لكننا نصر على العودة، على رغم من مخاوفنا من تجدد الحرب، اذ لا نأمن لإسرائيل».
وختم بالقول: «للأسف، تم تدمير قرى الشريط الحدودي بنسبة 90% بشكل كلي كبلدات أم التوت والظلوطية والبستان وطيرحرفا في القطاع الغربي، اضافة إلى قرى القطاع الأوسط والشرقي. ولايزال العدو يفجر المنازل في بلدات الناقورة وشيحين ويارين، لذا نحن نشكك بانسحاب إسرائيل حسب الاتفاق، ونتخوف من المستقبل في ظل الاعتداءات الإسرائيلية.. والدبابات الإسرائيلية تسرح وتمرح أكثر من أيام الحرب وما من أحد يردعها».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی البلدة

إقرأ أيضاً:

معاريف: جرى تدمير 25 بالمئة فقط من أنفاق حماس والفشل في أهداف الحرب مستمر

أكد المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية آفي أشكنازي، أن "إسرائيل" لم تنجح في تحقيق أهداف الحرب، وفي مقدمة هذا الفشل، عدم استعادة الأسرى الإسرائيليين.

وقال أشكنازي، إنه "لا يزال 59 مختطفا، أحياء وقتلى، محتجزين لدى حماس في غزة، وبعد سنة ونصف من السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، اعترفت المؤسسة الأمنية بشكل كامل وواضح أن 25 بالمئة فقط من الأنفاق التي حفرتها وبنتها حماس في غزة قد كُشف عنها ودُمّرت بواسطة الجيش الإسرائيلي".

وأضاف أنه "ربما يكون عدد الأنفاق التي تملكها حماس أكبر من ذلك بكثير. وحتى الآن، ما زالت حماس هي الجهة الحاكمة في قطاع غزة، إنها الجهة التي تحدد الأجندة المدنية، ولا تزال تملك أجهزة شرطة ونظام إنفاذ القانون في غزة، إنها توزع الخبز والماء".


ونقل عن مسؤول عسكري كبير قوله إن "أية دولة أخرى في العالم ما كانت لتستطيع الاستمرار في العمل بعد حجم الدمار والضرر الذي أنزله الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة. إن حجم الدمار في غزة لا يمكن وصفه، الأمر لا يتعلق بمبنى تهدم أو شارع تم تدميره، بل أكثر من ذلك بكثير – مساحات كاملة مسحتها إسرائيل من فوق الأرض وتحتها".

وذكر أن "الجيش الإسرائيلي سيطر بالفعل على نحو 30 بالمئة من مساحة القطاع، وفي شمال القطاع، عمّق الجيش السيطرة على الأرض حتى عمق 2 كلم من خط الحدود، ومن المحتمل أن يواصل التقدم جنوباً خلال الأيام القادمة".

وأضاف أنه "من الشرق، توسّع المحيط الأمني ليصل إلى عمق يزيد عن كيلومتر، وفي بعض المناطق وصل إلى أكثر من 1.5 كلم. العودة إلى جزء من محور نيتساريم وفّرت مساحة ضخمة في وسط القطاع. وفي جنوب القطاع، تُكمل قوات الفرقة 36 في الساعات الأخيرة خطوة السيطرة على ‘محور موراج’، الذي سيتصل جزئياً في جنوبه الغربي بمحور فيلادلفيا، ما سيُنتج منطقة عازلة جنوبية واسعة بشكل خاص".


واعتبر أن "السيطرة على هذه المساحات تُعد مكسباً استراتيجياً، ووسيلة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية، لكن العملية التي ينفذها مقاتلو وحدة الجرافات القتالية التابعة لكتائب الهندسة القتالية تُعتبر مكسباً تكتيكياً هاماً، إذ إن مناطق التأمين هذه، في حال انسحب الجيش الإسرائيلي بموجب اتفاق ما، ستوفر له بنية تحتية تتيح له القدرة على المناورة السريعة إلى أي نقطة في غزة: شمالاً، وسطاً وجنوباً. بالمناسبة، الخطوات الأخيرة أثبتت ذلك".

وقال إنه "في المؤسسة السياسية، يعتقدون أن توسيع العملية كما هي جارية الآن سيؤدي إلى النتيجة المرجوة من الضغط على حماس، مما سيدفعها للموافقة على المبادرة الأمريكية للإفراج عن 11 مختطفاً أحياء و16 جثة، مقابل وقف إطلاق نار كامل لمدة خمسين يوماً، وربما أكثر قليلاً، وفي الأيام القادمة، سيقوم الجيش بتوسيع العملية في مناطق مختلفة".

مقالات مشابهة

  • معاريف: جرى تدمير 25 بالمئة فقط من أنفاق حماس والفشل في أهداف الحرب مستمر
  • العدو الصهيوني يجدد الاعتقال الإداري بحق أسيرين مقدسيين لستة اشهر
  • اعلام العدو: جنود الاحتياط بسلاح الجو “الإسرائيلي” يردون على قرار فصلهم
  • السيد عبدالملك الحوثي: العدو الإسرائيلي منذ بدأ احتلاله لفلسطين ولديه مخطط معلن وواضح وهو المخطط الصهيوني لـ”إسرائيل الكبرى”
  • السيد القائد: كل المراحل الماضية تقدم الشواهد على أن العدو الإسرائيلي لا يريد “السلام” و”التسوية السياسية”
  • اليونيفيل: لم نبلغ الجيش اللبناني بضرورة إخلاء قري جنوب البلاد
  • عاجل | ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 50 ألفًا و886 شهيدًا
  • تزايد المخاطر التي تهدد الاقتصاد الإسرائيلي.. احتمالات حدوث أزمة مالية ورادة
  • إعلام العدو: طيارو سلاح الجو “الإسرائيلي” يرفضون استئناف حرب غزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن بدء عدوان على نابلس