#سواليف

#زيادة_الرواتب: #مطلب_وطني لاستعادة #التوازن_المعيشي
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

يشهد الأردن منذ سنوات طويلة تحديات اقتصادية متزايدة أثقلت كاهل المواطن الأردني، الذي بات يعاني من ارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة ومعدلات التضخم، مع ثبات الرواتب لأكثر من عقد من الزمن دون أي زيادات تذكر. في ظل هذه الظروف الصعبة، يصبح الحديث عن زيادة الرواتب للموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين ضرورة وطنية وحتمية لا تقبل التأجيل أو التسويف.

لم يعد المواطن قادرًا على مواجهة أعباء الحياة اليومية؛ فقد تآكلت القوة الشرائية بشكل كبير، وارتفعت أسعار السلع والخدمات، بينما بقيت الرواتب كما هي، وكأنها خارج سياق الزمن. إن عدم اتخاذ خطوات جادة لتعديل هذا الوضع قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، حيث يتفاقم الإحباط بين الفئات العاملة والمتقاعدة التي تشكل العمود الفقري للمجتمع الأردني.

مقالات ذات صلة مشاهد لإجلاء جنديين إسرائيليين جريحين من غزة 2024/12/23

الجواب ببساطة يكمن في الحقائق الاقتصادية القاسية التي تحيط بالمواطن الأردني اليوم. ارتفاع التضخم لم يعد مجرد رقم في تقارير رسمية، بل تحول إلى حقيقة يومية يعيشها المواطن في الأسواق ومحلات البقالة. ومع غياب أي زيادات على الرواتب منذ أكثر من عشر سنوات، بات من الواضح أن المواطن لم يعد قادراً على تحمل هذه الأعباء بمفرده.

زيادة الرواتب ليست مجرد قرار إداري أو تشريعي؛ إنها خطوة نحو إعادة التوازن الاجتماعي وتعزيز الاستقرار الوطني. فالرواتب الحالية لم تعد تغطي الاحتياجات الأساسية للمواطن، ما يدفع العديد من الأسر إلى اللجوء إلى الاقتراض أو تقليص نفقاتها بشكل يؤثر على جودة حياتها ومستقبل أبنائها.

هنا يأتي الدور المحوري لمجلس النواب، الذي يُفترض أن يكون صوت الشعب والمدافع عن حقوقه. إن تبني مقترح اللجنة المالية بزيادة الرواتب ليس مجرد مطلب شعبي، بل هو اختبار حقيقي لمدى التزام المجلس بمسؤولياته الوطنية. نحن بحاجة إلى قرارات جريئة وحاسمة تنطلق من مصلحة المواطن أولاً وأخيراً.

لكن الزيادة المطلوبة يجب أن تكون مجزية وحقيقية، بحيث تحدث فرقاً ملموساً في حياة المواطن. فلا جدوى من زيادات شكلية أو رمزية لا تغطي حتى الارتفاع في معدلات التضخم، بل يجب أن تكون الزيادة مدروسة بعناية بحيث تراعي احتياجات المواطنين وتحفظ كرامتهم، وفي الوقت نفسه تأخذ بعين الاعتبار التوازن المالي للدولة.

إن تحقيق هذه الزيادة يتطلب تعاوناً جاداً بين مجلس النواب والحكومة وكافة الجهات المعنية. يجب أن نرى رؤية وطنية متكاملة تأخذ في الاعتبار تحسين ظروف المعيشة للمواطنين، إلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.

على مجلس النواب أن يدرك أن هذه القضية ليست مجرد مطلب شعبي عابر، بل هي مسؤولية أخلاقية ووطنية. المواطنون ينتظرون من نوابهم أفعالاً حقيقية تعكس انحيازهم إلى مصلحة الوطن والمواطن، وليس إلى المصالح الضيقة أو الحسابات السياسية.

إننا في هذه اللحظة الحاسمة، ندعو أصحاب القرار في الدولة الأردنية إلى الوقوف مع الشعب ودعم مطالبه العادلة. زيادة الرواتب ليست رفاهية، بل هي ضرورة حتمية للحفاظ على استقرار المجتمع وتعزيز الثقة بين المواطن ومؤسساته. إن تحقيق العدالة الاجتماعية يتطلب خطوات جادة وشجاعة لتخفيف معاناة المواطنين وتحقيق حياة كريمة لهم.

ختاماً، نأمل أن يكون لمجلس النواب موقف تاريخي يسجل في ذاكرة الشعب، موقف يُعيد الثقة ويثبت أن مصلحة المواطن هي الأولوية الأولى. فالقرار بيدكم، والمواطن ينتظر.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف زيادة الرواتب مطلب وطني زیادة الرواتب

إقرأ أيضاً:

طبيب: إلغاء الحبس الاحتياطي في قانون المسئولية الطبية مطلب عام

تحدث الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ التخدير والعناية المركزة بجامعة عين شمس، عن قانون المسئولية الطبية.

برلمانية: مشروع قانون المسئولية الطبية الجديد سيحقق مصلحة لنظام صحي آمنصحة النواب: اللجنة استجابت لجميع مطالب النقابات فى مشروع قانون المسئولية الطبية

وقال الدكتور محمد إسماعيل، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي مصطفى بكري ببرنامج حقائق وأسرار المذاع على قناة صدى البلد، إنه لم يكن هناك قانون للمسئولية الطبية، ونقابة الأطباء لها دور مهم في إدخال هذا القانون لمجلس النواب.

وأضاف أن جميع المؤسسات الطبية في مصر عليها رقابة واعتماد، وسلامة المريض هدفنا الأسمى، وبعض الظروف تتطلب التماس العذر للأطباء في حدوث الخطأ الطبي غير المتعمد.


وأوضح الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ التخدير والعناية المركزة بجامعة عين شمس، أن مشروع قانون المسئولية الطبية الجديد يحقق مصلحة لنظام صحي آمن، وتوفير بيئة صحية جاذبة للعمل، لضمان السلامة للمرضى.

وأوأشار إلى أن إلغاء الحبس الاحتياطي في القانون كان مطلبا لكل الأطباء في مصر، خاصة أن القانون سيحمي الطبيب ويحرص على حق المريض.

مقالات مشابهة

  • طبيب: إلغاء الحبس الاحتياطي في قانون المسئولية الطبية مطلب عام
  • رئيس جامعة الأزهر: الاستغفار في القرآن ليس مجرد طلب للمغفرة
  • تكالة: بناء دولة المؤسسات يبدأ بمشروع وطني واستفتاء على الدستور
  • برلمانية: الشائعات تخدم أجندات خارجية لهدم الدول وزعزعة استقرارها
  • الأردن..مالية النواب توصي برفع الرواتب وتوقعات باستحداث آلاف فرص العمل
  • هل سيدفع المواطن رسوم إضافية على فحص ومعاينة طلبات التصالح؟.. محلية النواب تكشف التفاصيل
  • مالية النواب توصي بتخفيض النفقات (40) مليون وتخصيصها لزيادة الرواتب
  • النائبة سكينة سلامة تشيد باستجابة البرلمان لمشروع قانون المسئولية الطبية
  • نصف اليمنيين مهددون بالانهيار المعيشي في 2025