د. بني سلامة .. زيادة الرواتب: مطلب وطني لاستعادة التوازن المعيشي
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
#سواليف
#زيادة_الرواتب: #مطلب_وطني لاستعادة #التوازن_المعيشي
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
يشهد الأردن منذ سنوات طويلة تحديات اقتصادية متزايدة أثقلت كاهل المواطن الأردني، الذي بات يعاني من ارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة ومعدلات التضخم، مع ثبات الرواتب لأكثر من عقد من الزمن دون أي زيادات تذكر. في ظل هذه الظروف الصعبة، يصبح الحديث عن زيادة الرواتب للموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين ضرورة وطنية وحتمية لا تقبل التأجيل أو التسويف.
لم يعد المواطن قادرًا على مواجهة أعباء الحياة اليومية؛ فقد تآكلت القوة الشرائية بشكل كبير، وارتفعت أسعار السلع والخدمات، بينما بقيت الرواتب كما هي، وكأنها خارج سياق الزمن. إن عدم اتخاذ خطوات جادة لتعديل هذا الوضع قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، حيث يتفاقم الإحباط بين الفئات العاملة والمتقاعدة التي تشكل العمود الفقري للمجتمع الأردني.
مقالات ذات صلة مشاهد لإجلاء جنديين إسرائيليين جريحين من غزة 2024/12/23الجواب ببساطة يكمن في الحقائق الاقتصادية القاسية التي تحيط بالمواطن الأردني اليوم. ارتفاع التضخم لم يعد مجرد رقم في تقارير رسمية، بل تحول إلى حقيقة يومية يعيشها المواطن في الأسواق ومحلات البقالة. ومع غياب أي زيادات على الرواتب منذ أكثر من عشر سنوات، بات من الواضح أن المواطن لم يعد قادراً على تحمل هذه الأعباء بمفرده.
زيادة الرواتب ليست مجرد قرار إداري أو تشريعي؛ إنها خطوة نحو إعادة التوازن الاجتماعي وتعزيز الاستقرار الوطني. فالرواتب الحالية لم تعد تغطي الاحتياجات الأساسية للمواطن، ما يدفع العديد من الأسر إلى اللجوء إلى الاقتراض أو تقليص نفقاتها بشكل يؤثر على جودة حياتها ومستقبل أبنائها.
هنا يأتي الدور المحوري لمجلس النواب، الذي يُفترض أن يكون صوت الشعب والمدافع عن حقوقه. إن تبني مقترح اللجنة المالية بزيادة الرواتب ليس مجرد مطلب شعبي، بل هو اختبار حقيقي لمدى التزام المجلس بمسؤولياته الوطنية. نحن بحاجة إلى قرارات جريئة وحاسمة تنطلق من مصلحة المواطن أولاً وأخيراً.
لكن الزيادة المطلوبة يجب أن تكون مجزية وحقيقية، بحيث تحدث فرقاً ملموساً في حياة المواطن. فلا جدوى من زيادات شكلية أو رمزية لا تغطي حتى الارتفاع في معدلات التضخم، بل يجب أن تكون الزيادة مدروسة بعناية بحيث تراعي احتياجات المواطنين وتحفظ كرامتهم، وفي الوقت نفسه تأخذ بعين الاعتبار التوازن المالي للدولة.
إن تحقيق هذه الزيادة يتطلب تعاوناً جاداً بين مجلس النواب والحكومة وكافة الجهات المعنية. يجب أن نرى رؤية وطنية متكاملة تأخذ في الاعتبار تحسين ظروف المعيشة للمواطنين، إلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.
على مجلس النواب أن يدرك أن هذه القضية ليست مجرد مطلب شعبي عابر، بل هي مسؤولية أخلاقية ووطنية. المواطنون ينتظرون من نوابهم أفعالاً حقيقية تعكس انحيازهم إلى مصلحة الوطن والمواطن، وليس إلى المصالح الضيقة أو الحسابات السياسية.
إننا في هذه اللحظة الحاسمة، ندعو أصحاب القرار في الدولة الأردنية إلى الوقوف مع الشعب ودعم مطالبه العادلة. زيادة الرواتب ليست رفاهية، بل هي ضرورة حتمية للحفاظ على استقرار المجتمع وتعزيز الثقة بين المواطن ومؤسساته. إن تحقيق العدالة الاجتماعية يتطلب خطوات جادة وشجاعة لتخفيف معاناة المواطنين وتحقيق حياة كريمة لهم.
ختاماً، نأمل أن يكون لمجلس النواب موقف تاريخي يسجل في ذاكرة الشعب، موقف يُعيد الثقة ويثبت أن مصلحة المواطن هي الأولوية الأولى. فالقرار بيدكم، والمواطن ينتظر.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف زيادة الرواتب مطلب وطني زیادة الرواتب
إقرأ أيضاً:
رغم الرفض..روبيو في بنما في محاولة لاستعادة القناة
تحول وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، السبت، إلى بنما حيث يعتزم الدفاع عن المصالح الأمريكية ومناقشة مطالب الرئيس دونالد ترامب بقناة بنما، حسب مصادر صحافية.
وفي أول زيارة خارجية له، يزور وزير الخارجية الأمريكي القناة التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ، على أن يستقبله الرئيس خوسيه راؤول مولينو الأحد، حسب مسؤول أمريكي رفيع المستوى. وتعهّد ترامب باستعادة قناة بنما على خلفية التنافس مع الصين.Arrived in Panama this evening on my first trip as Secretary of State. We’re working days, nights, weekends -- whatever it takes to strengthen our national security, protect our borders, and enhance economic prosperity for Americans. pic.twitter.com/775KodqG1J
— Secretary Marco Rubio (@SecRubio) February 2, 2025وهذه أول زيارة إلى الخارج لوزير الخارجية الأمريكي، وتأتي في اليوم نفسه الذي فرض فيه الرئيس الأمريكي رسوماً جمركية على المكسيك وكندا والصين.
وتأتي الزيارة أيضاً غداة زيارة استثنائية لريتشارد غرينيل مبعوث ترامب إلى فنزويلا، حيث نجح في إطلاق سراح 6 أمريكيين بعد التحدث مع الرئيس نيكولاس مادورو، رغم أنّ الولايات المتحدة لا تعترف بإعادة انتخابه.
وبعد بنما، يتوجّه روبيو، وهو ابن مهاجرين كوبيين، إلى السلفادور، وغواتيمالا، وكوستاريكا، والدومينيكان. خلال هذه الزيارات، سيكون هناك كثير من النقاشات حول الهجرة غير النظامية التي تعدّ من القضايا الأساسية بالنسبة إلى ترامب.
وتلقّت هذه الدول إنذاراً بسبب قضية الهجرة غير القانونية بعد الأزمة مع كولومبيا بهذا الصدد الأحد الماضي.
وهدد ترامب بوغوتا بحرب تجارية، بعدما رد الرئيس اليساري غوستافو بيترو طائرتين عسكريتين أمريكيتين تنقلان مهاجرين كولومبيين رحّلتهم الولايات المتحدة، رغم التزامات خطية قطعها بحسب واشنطن.
لماذا يهدد ترامب بنما وغرينلاند وكندا؟ - موقع 24أمضى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب جزءاً من عطلة الأعياد، متعهداً بالسيطرة على قناة بناما، وداعياً أمريكا إلى شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، ومقترحاً أن تتحول كندا إلى الولاية الـ51 للولايات المتحدة. لا شيء للتفاوض عليهمنذ اليوم الأول لتوليه منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) أثار ترامب جدلاً عندما قال إنه يريد "استعادة" السيطرة على قناة بنما البحرية الاستراتيجية للتجارة العالمية.
وبنت الولايات المتحدة قناة بنما وافتتحتها في 1914 وأدارتها حتى 1977، قبل تسليمها في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بعد توقيع معاهدات مع بنما، والجمعة، كرّر ترامب تصريحاته، إذ قال: "عرضوا أموراً كثيرة، لكننا نعتقد أن من المناسب لنا أن نستعيدها".
وأشار ترامب الذي يشكو من منافسة غير عادلة بسيي عبور السفن الأمريكية، إلى أنّ بنما أزالت اللافتات التي تحمل إشارات مكتوبة بالصينية لإخفاء أنّها "انتهكت الاتفاق تماما" حول القناة.
وقوبلت الطموحات الأمريكية برفض قاطع من سلطات بنما التي أكدت أن لا شيء للتفاوض عليه.
Secretary of State Marco Rubio has arrived in Panama as part of his first international trip in his new role. CBS News' @edokeefe breaks down why Panama has been a priority for President Trump, and why diplomats in the region are looking forward to meeting with Rubio. pic.twitter.com/IBQYLuGCUa
— CBS News (@CBSNews) February 2, 2025 لا تفاوضواستبعد رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو، الخميس، أي مفاوضات مع الولايات المتحدة حول ملكية القناة. وقال إنّ بدء مفاوضات حول ملكية القناة "أمر مستحيل". وأضاف "لا أستطيع التفاوض، أو فتح عملية تفاوضية. هذا الأمر محسوم. القناة ملك بنما".
مع ذلك، قال مولينو إن هناك قضايا مشتركة مثل الهجرة ومكافحة الجريمة المنظمة والإتجار بالمخدرات سيكون مستعداً لبحثها مع روبيو.
وفي العاصمة بنما، يلتقي روبيو مولينو، حسبما قال ماوريسيو كلافير كاروني، المسؤول عن شؤون أمريكا اللاتينية في وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة. وأضاف أنّه سيجري لقاء مع سلطات قناة بنما.
وفي مقابلة مع إذاعة "سيريوس.إكس.إم" بُثت الخميس، قال روبيو إنه يريد تعزيز شراكات الولايات المتحدة في المنطقة، مشددا على أن ذلك يصب في مصلحة هذه الدول. وأضاف "أعتقد أننا سنرى قارة أمريكية أكثر أمناً. وستكون مصالحنا في قناة بنما أكثر أمناً".
وتابع روبيو "أعتقد أن الرئيس كان واضحاً جداً وأنه يريد إدارة القناة من جديد. من الواضح أن البنميين لا يؤيدون هذه الفكرة كثيراً"، وذلك بينما كان يتحدث عن "تهديد مباشر" للولايات المتحدة من الصين.
وأكد "إذا طلبت الحكومة الصينية منهم أثناء نزاع إغلاق قناة بنما، سيضطرون لذلك. إنه تهديد مباشر".
President Donald Trump is calling for the United States to take back control of the Panama Canal. Washington helped build and run the key waterway for decades before giving Panama control in 1999. https://t.co/TGUuQhiUVj pic.twitter.com/qkDs167Uxg
— Voice of America (@VOANews) February 1, 2025 حقبة جديدةاختيار أمريكا الوسطى وجهة أولى لروبيو لم يكن مصادفة. وقال ماوريسيو كلافير كاروني: "سواء كان الأمر يتعلق بالهجرة أو الأمن أو التجارة، لا توجد منطقة أخرى في العالم لها التأثير نفسه في الحياة اليومية للأمريكيين مثل القارة الأمريكية"، وذلك بينما يندد ترامب بانتظام بـ"غزو" المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة خصوصاً من دول أمريكا الوسطى.
ومن جانبها، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس، إلى "حقبة جديدة" من التعاون، نافية أي فكرة مفادها أنّ "أمريكا تعطي أوامر".