تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أوقفت أوكرانيا فعليًا نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا برفضها تجديد اتفاقية لاستخدام خط أنابيب عابر للحدود الوطنية كان بمثابة رابط طاقة حاسم لمدة ٦ عقود تقريبًا. ويمثل هذا التطور المهم، الذي أكده مسئولون من أوكرانيا وروسيا، فصلًا حاسمًا في الصراع الجيوسياسي والطاقة المستمر بين كييف وموسكو.

ضربة استراتيجية لنفوذ روسيا في مجال الطاقة

وصف وزير الطاقة الأوكراني هيرمان جالوشينكو القرار بأنه "حدث تاريخي"، مؤكدًا آثاره على الاستراتيجية الاقتصادية والجيوسياسية لروسيا. وقال جالوشينكو في بيان: "إن روسيا تخسر الأسواق؛ وسوف تتكبد خسائر مالية"، مؤكدًا التزام كييف بإضعاف قدرات موسكو الحربية. إن إغلاق خط الأنابيب يتماشى مع الحملة الأوسع التي تشنها أوكرانيا، بدعم من الحلفاء الغربيين، للحد من نفوذ الكرملين في مجال الطاقة على أوروبا.
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد تعهد الشهر الماضي بإغلاق خط الأنابيب، على الرغم من مقاومة دول أوروبية مثل سلوفاكيا والمجر، والتي لا تزال تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي. ويسلط موقف زيلينسكي المتحدي الضوء على تصميم أوكرانيا على تحدي موسكو، حتى في مواجهة الانتقام المحتمل.

شركة جازبروم تؤكد التعليق وسط تضاؤل الاعتماد الأوروبي

أكدت شركة جازبروم، عملاق الطاقة الذي تسيطر عليه الدولة الروسية، وقف تدفقات الغاز عبر خط الأنابيب الأوكراني أمس الأربعاء. هذا التطور، على الرغم من أهميته، يعكس اتجاها أوسع. منذ غزو موسكو لأوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، انخفض الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي بشكل كبير، حيث انخفضت الأحجام عبر خط الأنابيب الأوكراني إلى ٢٥٪ فقط من مستويات ما قبل الحرب.

لا تزال دول مثل النمسا والمجر وسلوفاكيا والعديد من دول البلقان تعتمد على الغاز الروسي الذي يمر عبر أوكرانيا. ولكن الخبراء يعتقدون أن تخزين الغاز الحالي ومصادر الإمداد البديلة من شأنه أن يخفف من المخاطر المباشرة التي تهدد الكهرباء والتدفئة في هذه المناطق.

مولدوفا تواجه ضعفًا أعظم

تمثل مولدوفا، التي أعلنت حالة الطوارئ في ديسمبر بسبب المخاوف بشأن انقطاع إمدادات الغاز، استثناءً بارزًا. ويرتبط أمن الطاقة في البلاد ارتباطًا وثيقًا بمحطة طاقة تعمل بالغاز في ترانسنيستريا، وهي منطقة منشقة تدعمها موسكو. وقد عملت شركة جازبروم على تعقيد مأزق مولدوفا من خلال التهديد بوقف جميع عمليات تسليم الغاز، مستشهدة بنزاعات الدفع غير المحلولة.

إن الوضع في ترانسنيستريا يذكرنا بشكل صارخ بالتعقيدات الجيوسياسية المحيطة بالطاقة. ولا تزال المنطقة الناطقة بالروسية، التي أعلنت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام ١٩٩١، تشكل نقطة محورية للتوتر، حيث تستغل موسكو نفوذها للحفاظ على السيطرة في المنطقة.

مشهد الطاقة في أوروبا: عصر جديد

يرمز هذا القرار الذي اتخذته أوكرانيا إلى تحول أوسع في المشهد الطاقي في أوروبا. ورغم أن إغلاق خط الأنابيب يمثل نهاية حقبة، فإنه يعكس أيضًا انفصال أوروبا التدريجي عن الاعتماد على الطاقة الروسية. وتؤكد هذه الخطوة على التفاعل الاستراتيجي بين سياسة الطاقة والجغرافيا السياسية، في حين تعيد الدول تقييم أمنها في مجال الطاقة في ضوء الصراعات العالمية المتصاعدة. 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غاز روسيا أوكرانيا الغاز الطبيعي الروسي مجال الطاقة أوروبا الغاز الروسی خط الأنابیب

إقرأ أيضاً:

موسكو وطهران تتوقعان ارتفاعا حادا في المبادلات التجارية

تتجه كل من روسيا وإيران نحو تعميق غير مسبوق في شراكتهما الإستراتيجية. وهذه العلاقة -التي تعززت بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا- لم تعد تقتصر على التفاهمات السياسية، بل امتدت إلى اتفاقات كبرى في مجالات التجارة والطاقة والنووي.

ويبدو أن طهران وموسكو تسعيان لتشكيل محور اقتصادي بديل قادر على الصمود في وجه العقوبات الغربية، ومهيأ لإعادة تشكيل ميزان القوى في المنطقة.

تجارة حرة

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن موسكو وطهران تتوقّعان ارتفاعا كبيرا في المبادلات التجارية بينهما، مع دخول اتفاق للتجارة الحرة حيّز التنفيذ يوم 15 مايو/أيار المقبل.

اتفاق التجارة الحرة يأتي ضمن معاهدة شراكة إستراتيجية أوسع تم توقيعها في يناير/كانون الثاني، وصادقت عليها روسيا مطلع أبريل/نيسان الجاري (رويترز)

وقال وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليوف، خلال اجتماع للجنة الحكومية الروسية الإيرانية في موسكو، إن "اتفاق التجارة الحرة يفتح الكثير من آفاق التعاون… ويتيح فرصا كبيرة للمبادلات التجارية بين بلدينا".

وأشارت الوكالة إلى أن هذا الاتفاق يأتي ضمن معاهدة شراكة إستراتيجية أوسع تم توقيعها يناير/كانون الثاني الماضي، وصادقت عليها روسيا مطلع أبريل/نيسان الجاري.

إعلان

من جهته، صرّح وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد، خلال الاجتماع، بأن التبادلات التجارية "ستزداد عدة أضعاف" بفضل هذا الاتفاق، مؤكدا أن هناك إمكانيات كبيرة لم تُستغل بعد. وأضاف تسيفيليوف أن حجم التبادلات بين البلدين بلغ 4.8 مليارات دولار عام 2024، لكنه أشار إلى أن "القدرات التجارية أكبر من ذلك بكثير".

غاز بلا تسعير

وذكرت وكالة رويترز أن روسيا وإيران توصّلتا إلى اتفاق أولي لتوريد 55 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويا إلى إيران، لكن من دون الاتفاق على السعر حتى الآن.

ونقلت الوكالة عن تسيفيليوف قوله إن روسيا قد تزود إيران خلال 2025 بما يصل إلى 1.8 مليار متر مكعب من الغاز، كبداية لتنفيذ الاتفاق.

ووفقا لما قاله باك نجاد لموقع وزارة النفط الإيرانية "شانا"، فإن روسيا ستوفر تمويلا لبناء محطة طاقة نووية جديدة في إيران، وذلك عبر تسهيلات ائتمانية روسية.

مشاريع نفطية وغاز

وحسب ما ذكره الوزير الإيراني في حديث للتلفزيون الرسمي، فإن طهران بصدد توقيع اتفاقية بقيمة 4 مليارات دولار مع شركات روسية لتطوير 7 حقول نفطية داخل البلاد، وهي خطوة تعزز الحضور الروسي في البنية التحتية للطاقة في إيران، كما نقلت وكالة رويترز.

وقالت رويترز إن الاتفاقات بين شركة "غازبروم" الروسية والشركة الوطنية الإيرانية للغاز تشمل تنفيذ مشروع مركز إقليمي لتوزيع الغاز في إيران، بمشاركة محتملة من دول مثل قطر وتركمانستان. ويجري التخطيط كذلك لإنشاء أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى إيران، رغم عدم الإعلان عن المسارات المحتملة بعد.

نووي مدني بتنسيق روسي

وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن التعاون في مجال "الطاقة النووية المدنية" طُرح ضمن جدول أعمال الاجتماع الروسي الإيراني، وتضمن مقترحات لتشييد مجمّعات جديدة للمحطات النووية. ولم يكشف وزير النفط الإيراني عن تفاصيل إضافية حول هذه المشروعات.

التعاون في مجال "الطاقة النووية المدنية" طُرح ضمن جدول أعمال الاجتماع الروسي الإيراني (وكالات)

وكانت روسيا قد لعبت دورا أساسيا في بناء أول مفاعل نووي إيراني في بوشهر، مما يعكس عمق التعاون التقني بين البلدين في هذا المجال.

إعلان الغرب يشتبه وطهران تنفي

وتشتبه قوى غربية، في مقدمتها الولايات المتحدة، في أن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي، لكن طهران تنفي هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية.

وقالت الصحافة الفرنسية إن الكرملين كرّر استعداده لبذل "ما في وسعه" لدعم جهود التوصل إلى حل دبلوماسي، في ظل مفاوضات تجري بين طهران وواشنطن بوساطة عُمانية.

علاقات متنامية

وقالت الصحافة الفرنسية إن العلاقات الروسية الإيرانية شهدت تطورا متسارعا السنوات الأخيرة، لا سيما بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، وسعي موسكو إلى تجاوز العزلة الغربية. وأضافت أن روسيا وإيران، إلى جانب الصين وكوريا الشمالية، تنسج علاقات وثيقة في عدة مجالات، من بينها المجال العسكري، في إطار ما يشبه جبهة مضادة للغرب.

ونقلت رويترز عن الوزير الإيراني باك نجاد، عقب لقائه نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أن تحالف "أوبك بلس" سيواصل اتخاذ قرارات تضمن استقرار السوق النفطية، رغم حالة الغموض في السوق نتيجة المتغيرات الاقتصادية الدولية.

وأفادت الوكالة بأن عددا من أعضاء التحالف يدرسون تسريع وتيرة زيادة الإنتاج في اجتماع مقرر خلال مايو/أيار المقبل، وسط مخاوف من تأثيرات الرسوم الجمركية العالمية وانخفاض الطلب.

مقالات مشابهة

  • موسكو وطهران تتوقعان ارتفاعا حادا في المبادلات التجارية
  • الطاقة الروسية: بدء تصدير الغاز الروسي إلى إيران عبر أذربيجان هذا العام بمقدار 1.8 مليار متر مكعب
  • الكشف عن مسودة واشنطن لتسوية النزاع الروسي الأوكراني
  • موسكو تضرب من الجو والبحر.. تصعيد جديد يستهدف العمق الأوكراني
  • الغاز الروسي.. أكبر احتياطي في العالم
  • الكرملين: لا محادثات حالياً بشأن استئناف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا
  • أوروبا أمام اختبار تاريخي لتعزيز وحدتها وسط الفوضى الأمريكية
  • الكرملين: حل الصراع الأوكراني دون استعادة العلاقات بين موسكو وواشنطن أمر مستحيل
  • الكرملين: حل الصراع الأوكراني دون استعادة العلاقات الطبيعية بين موسكو وواشنطن أمر مستحيل
  • الكرملين: حل الصراع الأوكراني دون استعادة العلاقات الطبيعية بين موسكو وواشنطن مستحيل