تحول تاريخي في سياسة الطاقة.. أوكرانيا توقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أوقفت أوكرانيا فعليًا نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا برفضها تجديد اتفاقية لاستخدام خط أنابيب عابر للحدود الوطنية كان بمثابة رابط طاقة حاسم لمدة ٦ عقود تقريبًا. ويمثل هذا التطور المهم، الذي أكده مسئولون من أوكرانيا وروسيا، فصلًا حاسمًا في الصراع الجيوسياسي والطاقة المستمر بين كييف وموسكو.
وصف وزير الطاقة الأوكراني هيرمان جالوشينكو القرار بأنه "حدث تاريخي"، مؤكدًا آثاره على الاستراتيجية الاقتصادية والجيوسياسية لروسيا. وقال جالوشينكو في بيان: "إن روسيا تخسر الأسواق؛ وسوف تتكبد خسائر مالية"، مؤكدًا التزام كييف بإضعاف قدرات موسكو الحربية. إن إغلاق خط الأنابيب يتماشى مع الحملة الأوسع التي تشنها أوكرانيا، بدعم من الحلفاء الغربيين، للحد من نفوذ الكرملين في مجال الطاقة على أوروبا.
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد تعهد الشهر الماضي بإغلاق خط الأنابيب، على الرغم من مقاومة دول أوروبية مثل سلوفاكيا والمجر، والتي لا تزال تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي. ويسلط موقف زيلينسكي المتحدي الضوء على تصميم أوكرانيا على تحدي موسكو، حتى في مواجهة الانتقام المحتمل.
أكدت شركة جازبروم، عملاق الطاقة الذي تسيطر عليه الدولة الروسية، وقف تدفقات الغاز عبر خط الأنابيب الأوكراني أمس الأربعاء. هذا التطور، على الرغم من أهميته، يعكس اتجاها أوسع. منذ غزو موسكو لأوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، انخفض الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي بشكل كبير، حيث انخفضت الأحجام عبر خط الأنابيب الأوكراني إلى ٢٥٪ فقط من مستويات ما قبل الحرب.
لا تزال دول مثل النمسا والمجر وسلوفاكيا والعديد من دول البلقان تعتمد على الغاز الروسي الذي يمر عبر أوكرانيا. ولكن الخبراء يعتقدون أن تخزين الغاز الحالي ومصادر الإمداد البديلة من شأنه أن يخفف من المخاطر المباشرة التي تهدد الكهرباء والتدفئة في هذه المناطق.
مولدوفا تواجه ضعفًا أعظمتمثل مولدوفا، التي أعلنت حالة الطوارئ في ديسمبر بسبب المخاوف بشأن انقطاع إمدادات الغاز، استثناءً بارزًا. ويرتبط أمن الطاقة في البلاد ارتباطًا وثيقًا بمحطة طاقة تعمل بالغاز في ترانسنيستريا، وهي منطقة منشقة تدعمها موسكو. وقد عملت شركة جازبروم على تعقيد مأزق مولدوفا من خلال التهديد بوقف جميع عمليات تسليم الغاز، مستشهدة بنزاعات الدفع غير المحلولة.
إن الوضع في ترانسنيستريا يذكرنا بشكل صارخ بالتعقيدات الجيوسياسية المحيطة بالطاقة. ولا تزال المنطقة الناطقة بالروسية، التي أعلنت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام ١٩٩١، تشكل نقطة محورية للتوتر، حيث تستغل موسكو نفوذها للحفاظ على السيطرة في المنطقة.
مشهد الطاقة في أوروبا: عصر جديديرمز هذا القرار الذي اتخذته أوكرانيا إلى تحول أوسع في المشهد الطاقي في أوروبا. ورغم أن إغلاق خط الأنابيب يمثل نهاية حقبة، فإنه يعكس أيضًا انفصال أوروبا التدريجي عن الاعتماد على الطاقة الروسية. وتؤكد هذه الخطوة على التفاعل الاستراتيجي بين سياسة الطاقة والجغرافيا السياسية، في حين تعيد الدول تقييم أمنها في مجال الطاقة في ضوء الصراعات العالمية المتصاعدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غاز روسيا أوكرانيا الغاز الطبيعي الروسي مجال الطاقة أوروبا الغاز الروسی خط الأنابیب
إقرأ أيضاً:
بعد انتهاء ولايته الدستورية..موسكو: لا يحق لزيلينسكي التفاوض باسم أوكرانيا
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الإثنين، إن لا حق للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للتفاوض باسم بلاده، بسبب انتهاء ولايته الدستورية.
وأضاف المتحدث "في الوقت الحالي، ننطلق من أن الرئيس الأوكراني لا يحق له المشاركة في المفاوضات، التي ستشارك فيها كييف وموسكو وواشنطن وبروكسل"، حسب ما نقل موقع "روسيا اليوم".وأضاف أن "لا أحد ناقش بعد تركيبة المفاوضين" وأكد "انتفاء شرعية زيلينسكي في بحث تشكيلة المفاوضين".
وجاء ذلك بعد أن قال زيلينسكي إن المفاوضات مع روسيا ستبدأ في وقت لاحق.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدوره في وقت سابق: "أي تفاوض مع أوكرانيا في الوقت الراهن سيكون غير شرعي"، مشيراً إلى أن على كييف أولاً أن تلغي مرسوم حظر التفاوض مع روسيا.
وتابع "عندما وقع رئيس النظام الحالي، والذي يمكن وصفه بهذه الصفة فقط، المرسوم الذي يحظر التفاوض، كان حينها رئيساً شرعياً نسبياً، والآن لم يعد بوسعه إلغاء المرسوم، لأنه رئيس غير شرعي، وهنا يكمن الفخ".