(CNN)—قالت شركة "تورو" إن منصتها استخدمت لتأجير المركبات المستخدمة في الهجوم المميت في نيو أورلينز وانفجار السيارة أمام مدخل فندق ترامب في لاس فيغاس.

Credit: Alcides Antunes

وتورو هي شركة تدير منصة على الإنترنت تسمح لأصحاب السيارات بتأجير سياراتهم.

وكتب متحدث باسم الشركة في بيان لشبكة CNN: "نحن نتعاون بنشاط مع سلطات إنفاذ القانون أثناء التحقيق في كلا الحادثين.

. لا نعتقد أن أيًا من المستأجرين المتورطين في هجمات لاس فيغاس ونيو أورليانز كان لديه خلفية إجرامية من شأنها أن تحدد هويتهما على أنها تهديد أمني."

وفي نيو أورليانز، زُعم أن سيارة فورد F-150 Lightning مستأجرة عبر تورو تم استخدامها من قبل المشتبه به، الذي حددته السلطات باسم شمس الدين جبار، والذي يقول المسؤولون إنه قتل ما لا يقل عن 15 شخصًا بعد أن صدمت الشاحنة الصغيرة حشدًا في شارع خلال احتفالات رأس السنة في وقت مبكر من صباح الأربعاء، ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في الأمر باعتباره "عملاً إرهابيًا".

وفي لاس فيغاس، قُتل شخص مجهول بعد انفجار شاحنة تيسلا سايبر ترك خارج فندق ترامب صباح الأربعاء. وتحقق السلطات فيما إذا كان هذا هجومًا إرهابيًا وتعتقد أنه تم استخدام الألعاب النارية وخزانات الغاز ووقود التخييم في الانفجار.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: انفجارات دونالد ترامب سيارات لاس فيغاس مكتب التحقيقات الفيدرالي

إقرأ أيضاً:

الغُرف اللانهائية والتساؤل الفلسفي!

 

 

محمد بن رضا اللواتي

mohammed@alroya.net

هل ينبغي أن توجد في هذا الكون مرتبةٌ من الوجود ودرجة من الواقعية لا تستمد ذاتها من غيرها أم لا؟ فكل الواقعيات تستمد كياناتها من زميلاتها من الواقعيات، وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية؟

وجهة النظر الثانية يتبناها الملحدون وتعتنقها الفلسفة المادية، في حين يتبنى وجهة النظر الأولى جميع موَحِّدي العالم، وتعتنقها كل الديانات السماوية، لأنها تقول بوجود "الله" الذي حقيقته بأنَّه "قائم بذاته لذاته" أي لا يستمد واقعيته من واقعية أخرى، في حين كل الواقعيات الأخرى ليست فحسب تستمد وجودها منه، وإنما "آيات" تُشير إليه.

والمعيار الذي لن يختلف عليه بشريٌّ عن بشريٍّ مثله هو "البُرهان" فهو الذي من حقه فحسب أن يُعطي لأية فكرة كانت صفة الصواب، وهذا المعيار- أعني البرهان- صناعةٌ يُتقنها العقل البشري بمهارة فائقة إن تجرد عن العواطف وعن هيمنة البيئة والأفكار التي قطعت صلتها بالتفكير المنطقي الدقيق.

القرآن المجيد نفسه يستند على "البُرهان" فيما يدعو إليه من معتقداته الجوهرية، ويطالب غيره أن يرفد "البُرهان" لتكون دعاويه دلائل، إنه يقول: "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"، فجعل "البرهان" وحده الذي بإمكانه تحويل الدعوى إلى "صادقة" حصرًا. إنِّه يقول أيضًا: "وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ".

قدَّم فلاسفة الإسلام براهين مُتقنة للغاية على أنَّ الأشياء من المستحيل أن تمضي إلى ما لا نهاية في رحلة أخذ الوجود من بعضها البعض دون الانتهاء إلى الموجود الغني بالذات.

لكم أن تتخيلوا شرطيًا يشير بالوقوف لسيارة، وعندما يسأله السائق: إلى متى سأظل واقفا هاهنا؟ يرد الشرطي قائلاً: إلى أن تصلني الأوامر. وعندما يخرج السائق رأسه من النافذة، يرى منظراً مهولاً: طابور يتألف من عدد لا نهائي من الذين سيصدرون الأمر! عندها أيقن السائق بأنَّه لن يتحرك مُطلقا!

هل سمعتم عن مُفارقة فندق "هيلبرت"؟

إنها مفارقة عجيبة، تُعرف باسم "Hilbert's paradox of the Grand Hotel"؛ فرغم أنه يحتوي على عدد لا نهائي من الغُرف إلّا أنها كلها ليست شاغرة! والغرابة- إن كانت- تتجاوز هذا، ذلك لأننا يمكننا أن نعلق عليها لافتة تقول: "كل الغُرف مشغولة ولكن مرحبًا بالنزلاء"!

فكرة المفارقة من تصميم الرياضي الألماني ديفيد هيلبرت، موجزها أن هناك فندقًا يحوي عددًا لا نهائيًا من الغُرف، وكل الغُرف اللانهائية مشغولة، لكن لو أتى نزيل جديد، فجواب مُوظف الاستقبال سيكون: لا مشكلة، أهلًا وسهلًا بك، وسنوفر لك غرفة فورًا!

تُرى ماذا سيفعل المدير؟ إنه سينقل نزيل الغرفة رقم 1 إلى الغرفة رقم 2، ونزيل الغرفة رقم 2 إلى 4، ونزيل غرفة 3 إلى 6، هكذا نزيل كل غرفة فردية ينتقل إلى غرفة مضاعفة لتصبح كل الغرف ذات الأرقام الفردية شاغرة فعلاً لأن نزلاءها انتقلوا إلى غُرف ليست لعددها نهاية!

بهذه الطريقة أراد لنا هيلبرت أن نقتنع بأن الحوادث يمكنها المضي إلى ما لا نهاية لما لا نهاية. ولكن التساؤل الفلسفي هُنا هو: عندما يصل الحديث عن اللانهاية، تُرى مَن بإمكانه عدّ النزلاء القادمين "منها" "إليها"؟ الجواب الذي لا يقبل التردد: "ما لا يمكنك القيام به هو استيعاب الضيوف الذين يصلون إلى الفندق في طبقات لا نهائية من اللانهاية". (مقال بعنوان: معضلة فندق "هيلبرت". تحرير: "رغدة عاضي").

الفيلسوف التحليلي الأمريكي ويليام لين كريج (William Lane Caraig) في مناقشته لفكرة "مفارقة فندق هيلبرت" يقول: ماذا سيكون موقفنا إذا ما قال لنا أحدهم إنه أنهى عد الأرقام من اللانهاية وبلغ الرقم صفر في العدّ؟

يجيب كريج: "إنه جنون"! فإذا كنتَ لا تستطيع عد اللانهائي فكيف طويت المسافة بينه وبين الرقم صفر؟! رغم أن كريج يريد بهذه المناقشة نقض فرضية عدم وجود بداية للعالم، إلّا أنه يفيدنا جدًا في توظيف توضيحه هذا لأجل الاستدلال على أن جريان الأحداث إلى ما لا نهاية دون الاستناد على مبدأ غنيٍ بالذات غير منطقي أو معقول.

ببلوغ الحوادث شاطئ الموجود الغني بالذات لا يُعاني من أي قصور يمكن تصوره، عندها فحسب سيصبح لوجودها رفٌ منطقي ومسند بُرهاني يستطيع تفسير نشوئها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الغُرف اللانهائية والتساؤل الفلسفي!
  • الدفاع المدني السوري: 15 قتيلا و15 مصابا بانفجار سيارة مفخخة شرقي حلب
  • ترامب يكشف موعد اتصاله مع رئيس وزراء كندا ويؤكد: سيدفعون
  • مجددا حادث جوي.. السلطات الأمريكية تخلي ركاب طائرة إثر عطل في محركها
  • ماذا نعلم عن الفلسطيني المقتول بالضربة الإسرائيلية في الضفة الغربية السبت؟
  • نتنياهو يتوجه إلى واشنطن الساعة الثامنة من صباح غد
  • رصد تهريب جمجمة تمساح بمطار.. ماذا كشفت السلطات عن المهرب؟
  • هذا الأسبوع..البنتاغون يبدأ ترحيل المهاجرين إلى غوانتانامو
  • انتشال جثتي طياري المروحية العسكرية المنكوبة بحادث اصطدام بطائرة ركاب في واشنطن.. ماذا نعلم عنهما؟
  • تحديث.. انفجار طائرة سقطت في فيلاديلفيا بأمريكا قرب مركز تجاري بعد نحو 3 أيام على اصطدام طائرة ركاب ومروحية بواشنطن.. ماذا نعلم؟