طُرحت تساؤلات كبيرة، وألقيت اتهامات كثيرة على "الأمة"، بسبب موقفها من الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي الذي يجري بغزة..

فسائل يقول: أين دور الأمة تجاه غزة العزة؟ أليست عضوا في جسمها إذا اشتكى منه عضو، تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى؟! وسائل يرى أن "الأمة" خانت غزة، وتنكرت لها، وتركتها تنزف بصمت، ولم يعد هناك أمة!! وآخر يشتمها! ويشتم نخبها وحركاتها ورموزها! قائلا: "الأمة" ماتت ولم تعد موجودة، بل إن رموزها ونخبها متواطئون؛ لإبقائها مخدرة ونائمة، لا تبالي بجذوة فؤادها وفلذة كبدها وشرفها.

. غزة!!

والحقيقة أن المتابع لهذه التساؤلات الاستنكارية، والاتهامات الكبيرة والشتائم الكثيرة؛ يلتمس العذر لمطلقيها للوهلة الأولى، لا سيما أن الحدث في غزة جلل، يشيب له الولدان، وتنفطر له القلوب، حيث الإبادة والإجرام والنازية والفاشية على الهواء مباشرة دون توقف.

لكن المتمعن لحال "الأمة" وواقعها بشكل موضوعي عقلاني، بعيدا عن العاطفة، يرى أن حالها منذ عقود مأساوي، فهي ليست أمة بشكل حقيقي بل أمم، فكل بلد فيه أمة بذاتها، لا علاقة لها بالبلد الآخر.. لذلك لا تقوم للأسباب الرئيسية التالية:

أولا: تكبيلها من قبل الاستعمار الحديث الذي ترك أدوات له في كل مكان لمنع التئام الأمة ونهضتها من جديد.  

ثانيا: سلب كل مظاهر وأدوات القوة في الأمة لا سيما العسكرية، لمنعها من الالتئام مجددا!

 ثالثا: العجز، فهي لم تستيقظ وتتحد عام 1969 رغم إحراق مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد الأقصى المبارك، ورغم مئات المجازر بحق الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من سبعة عقود!!

وكذلك شاهدنا مجازر، الصين، وروسيا، والهند، ودولة الاحتلال وأدواتها، والمجازر الأمريكية بحق المسلمين في العراق وقبلها في أفغانستان والسودان واليمن ولبنان، وقبل كل ذلك النكبة الفلسطينية ثم النكسة واحتلال القدس.. ولم تتحرك الأمة لأنها ببساطة ليست أمة واحدة.. ففاقد الشيء لا يعطيه.

وخلاصة ما أريد قوله: أن "الأمة" تاريخيا دخلت في متاهات الذل والخنوع مرارا.. لكنها نهضت وأعادت مجدها من جديد..

وأعتقد أن ما يجري للأمة اليوم، من نخزٍ لضمير كل فرد فيها، وحكمة الله عز وجل بإظهار دولة الاحتلال على حقيقتها الإجرامية البشعة التي لم يكن ليتصورها عقل؛ لهو محرك عظيم ومفجر لنهضتها القريبة بإذن الله.. وما "الطوفان السوري" إلا أمارات وبشارات ربانية لبدء نهضة الأمة وكسر قيودها.. فمن كان يظن أو يعتقد أو يحلم؛ بأن تستيقظ الأمة السورية وتحرر كل ترابها في نحو 11 يوما!!

ما جرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وفي سوريا سيناريو مصغر لما سيجري في فلسطين، عندما تنهار دولة الاحتلال، وتتحرك جحافل الأمة من كل حدب وصوب لفتح المدن الفلسطينية، فتنضم لها جماهير الخليل ورام الله ونابلس وبيسان والناصرة والقدس وغيرها.. وتكون القسام رأس حربتها.. فيتحقق التحرير والانتصار.

"وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الأمة غزة العسكرية غزة عسكر ابادة أمة سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة من هنا وهناك اقتصاد سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

لوح باحتلال أراضٍ جديدة.. نتنياهو يتوعد بإعادة «حرب الإبادة»

البلاد- جدة، وكالات
يواصل نتنياهو مماطلته في بدء المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، ويسعى لاستئناف حرب الإبادة على القطاع كوسيلة للبقاء في السلطة، وبينما رفض الخطة العربية لغزة، سلم رئاسة الأركان لجنرال يشاطره التوجهات العدوانية؛ إذ تعهد خلال مراسم تنصيبه بمواصلة القتال ضد حركة حماس التي لم تهزم بعد، على حد تعبيره.
وزعم نتنياهو، خلال مراسم تنصيب رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد إيال زامير، أمس (الأربعاء)، أن “إسرائيل تمتلك القدرة على الرد بحرب شعواء على كل من يهدد أمنها”، مبيناً أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة على عدة جبهات، وأنها تخوض حربًا على 7 جبهات.
وبشأن مواطني الاحتلال المحتجزين في قطاع غزة، قال نتنياهو إن “إسرائيل أعادت الكثير منهم وستظل ملتزمة بإعادتهم جميعًا”. كما تطرق إلى احتلال أراضِ عربية جديدة قائلًا: “لقد وصلنا إلى قمة جبل الشيخ وغيّرنا وجه الشرق الأوسط”، مشددًا عزمه على “إحراز الحسم وتحقيق النصر المطلق” في المعركة الحالية.
وللتأكيد على مماطلة الاحتلال، أعلن رفض الخطة المصرية لغزة والتي تبنتها القمة العربية الطارئة، الثلاثاء، واعتمدتها كـ”خطة عربية جامعة”، زاعمًا أنها لم تعالج حقيقة الوضع في القطاع الفلسطيني المدمر، ومؤكدًا أن حركة حماس لا يمكن أن تبقى فيه.
وسبق أن كرر الاحتلال خلال الأشهر الماضية رفضه تسليم حكم غزة إلى السلطة الفلسطينية أو حماس بطبيعة الحال، ليمنع التهدئة وإنهاء دائرة العنف في القطاع والأراضي الفلسطينية.
ويبدو أن نتنياهو اختار لرئاسة الأركان جنرالًا يشاطره توجهاته العدوانية، إذ أعلن زامير خلال مراسم تنصيبه في تل أبيب، أن “مهمة بلاده ضد حركة حماس لم تنته بعد”. وأضاف زامير أن “حماس تكبدت بالفعل ضربة شديدة لكنها لم تهزم بعد، لذا المهمة لم تنته حتى الآن”.
وفي السياق، قال موقع “والا” إن زامير يخطط لتغيير مفهوم الحرب في غزة من خلال مناورات برية كبيرة واستمرار السيطرة على الأراضي، وسوف يصاحب هذه الخطوة إطلاق نار كثيف من الجو والبر، بهدف ممارسة ضغوط شديدة على حماس.
ووفق مصادر أمنية تحدثت للموقع، فإن زامير من المتوقع أن يعزز نهجًا أكثر عدوانية ويسعى إلى تقصير مدة القتال وممارسة الضغط على حماس لإجبارها على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح (الرهائن).
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاءً للمتطرفين في حكومته.

مقالات مشابهة

  • الرابع في أقل من أسبوع.. استشهاد الأسير علي البطش من غزة في سجون الاحتلال
  • لوح باحتلال أراضٍ جديدة.. نتنياهو يتوعد بإعادة «حرب الإبادة»
  • «حماس»: سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال امتداد لحرب الإبادة ضد غزة
  • أطفال غزة المعاقون.. الوجهُ الأفظعُ لجريمة حرب الإبادة
  • ليست إسرائيل.. رواية مغايرة حول الجهة المسؤولة عن اغتيال نصر الله
  • الأونروا: قدمنا الدعم النفسي لـ 15 ألف حالة في الوسطى وخانيونس
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يعلم أن انتهاء الحرب يجبرهم على الإجابة على إخفاقات كثيرة مضت
  • الرقب: نتنياهو يعلم أن انتهاء الحرب يجبرهم على الإجابة على إخفاقات كثيرة
  • الأورومتوسطي: الاحتلال يواصل سياسة الإبادة والتجويع في غزة
  • الخارجية الفلسطينية تدين التحريض الصهيوني لاستئناف حرب الإبادة والتهجير