نيكولاس كيدج وكيانو ريفز وتشارلز ثيرون.. العائدون من الظل
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
عاد نجوم هوليوود كيانو ريفز ونيكولاس كيدج وبريندان فريزر وريس ويذرسبون وتشارلز ثيرون إلى الصفوف الأولى بين نجوم هوليوود، وذلك بعد تراجع دام سنوات، لدرجة اعتقد معها الجميع أنهم ذهبوا إلى الظل بلا عودة، لكن إيمان بعض المخرجين منحهم فرصًا إضافية استطاعوا خلالها إعادة تعريف الجمهور بأنفسهم، بل والكشف عن قدرات إضافية لدى كل منهم.
وعلى الرغم من الموهبة الحاضرة والقوية لديهم، فإن السقوط في فخ التنميط -خاصة حين رفضوا المجازفة وبقوا ملازمين لـ"اختيارات آمنة" قبِلها جمهورهم- وضعهم في مرمى الخطر، ويُهددهم بالأفول والتراجع إلى الخلف.
قدّم كلٌّ من النجوم الخمسة أدوارًا فنية أعادت ضخ الدماء في شرايين جماهيريتهم، وغيّرت مسارات أصحابها، وأعادتهم إلى قلوب الجمهور والمنتجين، ومن ثمّ أعادتهم هم أنفسهم إلى بؤرة الصناعة مرة أخرى.
ممثلة جميلة بالمقاييس الهوليودية تصلح واجهة للأفلام الرومانسية الخفيفة، ظل هذا هو الانطباع السائد عن الممثلة الأميركية ريس ويذرسبون لسنوات طويلة، ورغم شهرتها ومحاولتها الخروج من الصندوق بفيلم السيرة الذاتية والدراما الموسيقية "السير على الخط" (Walk the Line)، الذي حازت عنه بالفعل على جائزة أوسكار أفضل ممثلة عام 2006؛ فإن الأعمال التي يعرضها عليها المخرجون لم تتغير.
وهو ما دفعها إلى تحدي الجميع وخوض تجربة إنتاج فريدة من نوعها بالنظر إلى مسيرتها في 2014، منتصرة للأعمال التي تتحمس لها هي نفسها، وليس تلك التي تُحجِّم حدود موهبتها، هكذا استطاعت أن تكون بطلة فيلم "برّي" (Wild) الذي جلب لها ترشيحًا جديدًا للأوسكار.
وخلاله جسّدت ويذرسبون قصة حقيقية بطلتها شيريل سترايد، التي قررت الذهاب في رحلة برية بمفردها تقطع خلالها 1100 ميل بعد وصولها إلى الحضيض نفسيًا وجسديًا وماديًا، وأثناء رحلتها تُعيد اكتشاف نفسها، وتُجدد مبايعتها للحياة ورغبتها بالعيش.
ومع نجاح التجربة ووضع ويذرسبون حجر أساس جديد لقيمتها الفنية، شرعت بين وقت وآخر تشارك ببطولات نسائية ملهمة من إنتاجها؛ مثل: مسلسل "أكاذيب كبيرة صغيرة" (Big Little Lies) و"العرض الصباحي" (The Morning Show) بجانب اهتمامها بالإنتاج لنجوم آخرين أيضًا.
أمر مشابه إلى حد كبير تعرّضت له النجمة الشقراء تشارليز ثيرون، التي كشّرت عن أنياب موهبتها مبكرًا وتحديدًا في 2003، خلال فيلم "الوحش" (Monster)، الذي أنتجته ولعبت بطولته متخلية في سبيله عن وسامتها قبل أن تحصل عنه على الأوسكار، وهو قصة حقيقية عن عاهرة تقتل الرجال الذين تلتقيهم لسرقتهم.
بعدها رشحها بعض المخرجين لبطولة أدوار مركّبة؛ مثل: فيلم "شمال المدينة" (North Country)، الذي رشحت عنه للأوسكار وبافتا البريطانية والغولدن غلوب، أو فيلم "ماد ماكس: فيوري رود" (Mad Max: Fury Road) الذي حاز على 6 جوائز أوسكار واحتل المرتبة 199 ضمن أفضل 250 فيلمًا بتاريخ السينما العالمية وفقًا لموقع "آي. إم. دي. بي" الفني، كما استمرت بإنتاج أعمال مهمة فنية لنفسها؛ مثل: فيلمي "تالي" (Tully) و"بومبشيل" (Bombshell).
عاد لينتقمبالرغم من الشهرة الجارفة التي منحتها سلسلتا أفلام "مغامرة بيل وتيد الرائعة" (Bill & Ted’s Excellent Adventure) و"ماتريكس" (The Matrix) للنجم كيانو ريفز، بالإضافة إلى أعمال أخرى ناجحة لعب بطولتها، وصولًا إلى نصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فإنه -طوال ما يقارب 10 سنوات- تخبطت مسيرته وتراجع مستوى أعماله، حتى بات ريفز الذي يحبه الجمهور محض ذكرى بعيدة.
لحسن الحظ مُنح ريفز الفرصة في 2014 لأداء شخصية "جون ويك" المتقاعد القاتل الذي تنقلب حياته رأسًا على عقب حين يُقتل جروه الذي منحته له زوجته قبل وفاتها، فيقرر الانتقام لحزنه ومرارة الفقد وسرقة فرصته الوحيدة للتعافي.
ومع أن قصة العمل تبدو عادية ولا تُبشِّر بأي شيء أكثر من فيلم تشويقي مثير، لكن أداء ريفز البارع وتقمصه التام للشخصية، بالإضافة إلى تصميم الحركة والمعارك وزوايا التصوير، كل ذلك نقل العمل إلى مستوى آخر، أدى بالتبعية لتقديم إحدى أشهر وأنجح سلاسل الأفلام خلال السنوات الأخيرة، علمًا بأن العمل صدرت منه 4 أجزاء، آخرها هذا العام، وتجاوزت إيراداته مليار دولار مع الإعلان عن تقديم جزء خامس قريبًا.
الأمر الذي جعل ريفز مطلوبًا مرة أخرى سينمائيًا، حتى إنه قدّم جزءًا جديدًا من سلسلة "بيل وتيد" في 2020، وآخر من سلسلة "ماتريكس" في 2021. كما شارك بالأداء الصوتي في الجزء الرابع من فيلم الرسوم المتحركة "قصة لعبة"، ويعكف حاليًا على التحضير للجزء الثاني من فيلم "قسطنطين"، الذي حقق جزؤه الأول نجاحًا ملحوظًا وحاز استحسان النقاد والجمهور في 2005.
أحد النجوم الذين يُتوقّع لهم أن يحظوا بسنوات قادمة أفضل في مسيرتهم: نيكولاس كيدج، الذي ظل لأكثر من عقد لا يُقدّم سوى أفلام تجارية من الدرجة الثانية لا تحقق له إلا الانتشار السلبي، إذ فاجأ كيدج الجمهور والنقاد بالدور الذي قدمه بفيلم "خنزير" (Pig) في 2021.
وقد جاء الفيلم أشبه بملحمة شعرية عن الفقد والحنين والحب والحزن ومحاولات الإنسان الحثيثة للإمساك بشيء ذي معنى، بعيدًا عن صخب المدينة والحياة الاستهلاكية الباردة.
بعدها قدم كيدج العديد من الأدوار؛ أشهرها: دراكولا بفيلم "رينفيلد" (Renfield)، بالإضافة إلى القيام بمباحثات حول إحياء أعمال ناجحة قديمة، وتقديم أجزاء جديدة من "فيس أوف" (Face Off) و"الكنز الوطني" (National Treasure).
النجم الثاني هو بريندان فريزر الذي سقط خارج خريطة هوليود السينمائية، وفي 2022 أُسند إليه دور البطولة بفيلم "الحوت" (The Whale)، وهو ما حاز عنه جائزة أوسكار مستحقة لأفضل ممثل.
ويُنتظر أن يعرض له فيلم "قتلة زهرة القمر" (Killers of the Flower Moon) في أكتوبر/تشرين الأول القادم، الذي يشارك في بطولته مع ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو، وهو من إخراج مارتن سكورسيزي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فیلم ا
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يكشف عن اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى أرشدنا في كتابه الكريم أن ندعوه بأسمائه الحسنى فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: 180]، وقال: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الإسراء: 110]، وقال: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [طه: 8]، وقال: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الحشر: 24].
وبين "عبر صفحته الرسمية على فيس بوك" ان الحسنى مؤنث الأحسن؛ أي لله تعالى أحسن الأسماء وأجلها وأعظمها وأشرفها لاشتمالها على معاني التقديس والتعظيم والتمجيد، وهي أحسن المعاني وأشرفها، وعلى صفات الجلال والكمال لله رب العالمين.
اسم الله الأعظم
وكشف عن اسم الله الأعظم الذى إذا دعى به أجاب واذا سئل به أعطى وقال إن أسماء الله الحسنى كثيرة، ولفظ الجلالة "الله" هو الاسم الأعظم، وهو أعلى مرتبةً من سائر الأسماء؛ قال تعالى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].
أسماء الله الحسنى
وتابع: ومن هذه الأسماء تسعة وتسعون اسمًا من حفظها دخل الجنة، لقوله ﷺ: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة» [البخاري]. وقيل: من أحسن مراعاتها والمحافظة على ما تقتضيه، وصدق بمعانيها وعمل بمقتضاها. وقيل: من أخطر بباله عند ذكرها بلسانه معانيها وتفكر في مدلولاتها متدبرًا ذاكرًا راغبًا راهبًا معظِّمًا لها ولمسمياتها، مقدِّسًا للذات العلية، مستحضرًا بباله عند ذكر كل اسم المعنى الدال عليه.
وأوضح انه لا يُفهم من قوله ﷺ في الحديث المتفق عليه: «تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا» أن الأسماء محصورة في العدد المذكور فقط؛ لأن أسماء الله تعالى لا يمكن أن يحصيها العد، إذ لا يمكن لأحد من الخلق أن يحيط بكنهه تعالى. فقد قال سبحانه في وصف كلماته: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ) [لقمان: 27].
وقد نقل اتفاق العلماء على ذلك الإمام النووي فقال: "واتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه سبحانه وتعالى؛ فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين، وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة؛ فالمراد: الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء" [شرح صحيح مسلم].
ولفت إلى أن أسماء الله سبحانه وتعالى منها ما هو أسماء جمال، ومنها أسماء جلال، ومنها أسماء كمال. فأسماء الكمال كالأول والآخر والمحيي والمميت والضار والنافع، وأسماء الجمال مثل: الرحمن والرحيم والعفو والغفور، وأسماء الجلال كالمنتقم والجبار والمتكبر.
اسماء لا يجوز إطلاقها على غير الله
وذكر ان من أسمائه ما لا يجوز إطلاقه على غيره سبحانه كـ"الله والرحمن"، ومنها ما يجوز كـ"الرحيم والكريم". ومنها ما يُباح ذكره وحده كأكثرها، ومنها ما لا يُباح ذكره وحده كـ"المميت والضار"؛ فلا يقال: يا مميت ويا ضار، بل يقال: يا محيي يا مميت، ويا نافع يا ضار؛ وذلك تأدبًا في حقه تعالى وتفاديًا من إيهام ما لا يليق بجلاله تعالى.
ومثل صفاته تعالى وأفعاله يجب تنزيه أسمائه سبحانه عما لا يليق بعظمته وجلاله، ويجب تنزيه سائر أسمائه عن تفسيرها بما يوهم نقصًا في حقه تعالى وينافي كماله، كتفسير الرحيم برقيق القلب لاستحالة ذلك عليه تعالى. قال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) [الأعلى: 1-2]، أي: نزِّه اسمه تعالى عن كل ما لا يليق به.
ومذهب جمهور أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية أن أسماءه تعالى توقيفية كصفاته؛ فلا يُثبت له اسم ولا صفة إلا إذا ورد ذلك في النصوص الشرعية أو ثبت بالإجماع.
الحكمة من ذكر اسماء الله الحسنى
ومن حكمة الله في ذكر أسمائه وصفاته أن نتخلَّق بها كما ورد في الأثر: (تخلَّقوا بأخلاق الله)، فنتخلَّق من الرحيم بالرحمة، ومن الكريم بالكرم، ومن الحليم بالحلم... وهكذا؛ فإن جميع الأسماء للتخلُّق إلا اسمه تعالى "الله" فإنه للتعلُّق.
ولأهمية أسمائه تعالى في الإيمان به وأمره عباده بالتخلُّق بها، ختم سبحانه وتعالى كثيرًا من الآيات في كتابه الكريم بالأسماء الحسنى؛ فلا تكاد تجد صفحة من المصحف إلا وقد ختمت كثير من الآيات فيها باسم أو اسمين من أسمائه تعالى، وما ذلك إلا لأمرين اثنين:
الأمر الأول: دلالة هذه الأسماء على معانٍ عظيمة.
الأمر الثاني: الدلالة على أن الطريق إليه تعالى لا يتأتى إلا عبر المرور من باب معرفة أسمائه سبحانه وتعالى والتعبد بها.
واختتم كلامه قائلا: إن أسماء الله سبحانه وتعالى مليئة بالحِكَم والأسرار التي يعرفها أهل الله الذاكرون السائرون في طريقه، فعلى كل مسلم أن يذكر الله سبحانه في كل حال بما يحب من أسمائه، ويجتهد في التخلق بهذه الأسماء ومراعاتها في حياته كلها، ليفتح له أبواب أسرارها.