الرياح العاتية تقتلع خيام النازحين في غزة والأمطار تبتلع ما بقي
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
الثورة / افتكار القاضي
يعيش النازحون الفلسطينيون في غزة ظروفاً مأساوية كارثية، بسبب تداعيات المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة مصحوبا بأمطار غزيرة وعواصف شديدة في ظل نقص حاد في الغذاء وبدائل الإيواء ن مع أزمة في عمليات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي التي تجمعت في الشوارع نتيجة الأضرار الهائلة في شبكات الصرف الصحي جراء حرب الإبادة الوحشية والتدمير الإسرائيلي المتواصل لكل مناحي الحياة.
وتعرضت آلاف الخيام في أماكن النزوح بمناطق متفرقة من قطاع غزة، للغرق جراء هطول الأمطار الغزيرة، والرياح الشديدة التي اقتلعت مئات الخيام، ما فاقم معاناة العائلات التي تعيش ظروفا غاية في الصعوبة وتواجه بردا قارسا دون حماية أو مكان آمن تلجأ إليه.
أوقات عصيبة
ويمضي النازحون في مواصي خان يونس ورفح جنوب القطاع، وخان يونس والمحافظات الوسطى والشمالية، أوقاتاً عصيبة، داخل خيامهم التي غرقت بفعل مياه الأمطار الغزيرة وعصفت بها الرياح واقتلعتها .
شهادات موجعة، لنازحين يتحدثون عن تطاير وغرق خيامهم تحت تأثير الرياح العاتية التي اجتاحت القطاع خلال اليومين الماضيين، وفاقمت من معاناتهم التي تدمي القلوب .
ويشكون من تفاقم الأوضاع جراء تسرب مياه الأمطار داخل الخيام وغمرها للفرش والأغطية والملابس وكل الأغراض، ما يحيل حياة النازحين إلى واقع صعب وسط صراخ الرضع والأطفال الذين يتجمدون حتى الموت .
ظروف كارثية
ودفعت الظروف الكارثية التي يعيشها نحو مليونَي نازح منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى العيش في خيام مهترئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة ولا تقي من برد الشتاء وموجات الصقيع.
وقالت مسؤولة الطوارئ في وكالة الأونروا لويز ووتريدغ في تصريحات صحفية، إن أكثر من مليوني شخص ما زالوا محاصرين في ظروف مروعة في غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية.
وأشارت إلى أن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، للتدفئة، وأن الأمراض منتشرة في القطاع في ظل انعدام الخدمات الصحية وتتعرض المستشفيات للهجوم والحرق بشكل مستمر.
وحذرت مسؤولة الاتصالات الرئيسية في منظمة اليونيسف في غزة روزاليا بولين، من صعوبة الوضع في قطاع غزة مع حلول فصل الشتاء، مشيرة إلى أن الأطفال يعانون من البرد والرطوبة.
وتلقت طواقم الإنقاذ، المئات من نداءات الاستغاثة من النازحين، الذين غمرت مياه الأمطار خيامهم ومنازلهم المدمرة، وأكدت أنها لا تستطيع سوى إجلاء النازحين من أماكنهم المتضررة إلى أماكن أخرى تكون في الأغلب غير صالحة للإيواء، ويبقون في العراء تحت المطر والبرد القارس.
مناشدات
وناشد الدفاع المدني في غزة، بإنقاذ العائلات، ومساعدتها في الانتقال إلى أماكن إيواء مناسبة تقيها من مياه الأمطار، خاصة النازحين في مخيمات وسط مدينة غزة ومواصي خان يونس ورفح وغربي دير البلح.
ويعاني مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، داخل الخيام المصنوعة من القماش والنايلون، والكثير منها صارت مهترئة، من ظروف معيشية قاسية وصعبة، جراء شحة مستلزمات الحياة الأساسية والملابس والفرشات والأغطية، وسط تقديرات حكومية بأنّ 81% من الخيام تدهورت بشكل كامل، بفعل عوامل الزّمن والظّروف المناخية.
حيث يشهد قطاع غزة منخفضا جويا مصحوبا برياح عاتية وأمطار غزيرة ابتلعت المئات من خيام النازحين، وجعلتهم بدون مأوى أو حماية من تأثيرات المنخفض الجوي والبرد القارس الذي يتغلغل إلى عظامهم بلا رحمة ويفتك بالأطفال الرضع، والعالم يتفرج بصمت، بعد أن فقد إنسانيته، إلا من تنديدات خجولة هنا وهناك، وأصوات هدها الإعياء وهي تصرخ وتستغيث، دون أن تجد لها صدى .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: میاه الأمطار قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
شهداء في خان يونس والاحتلال ينسف مباني برفح
استشهد 3 فلسطينيين بينهم طفل، وأصيب آخرون، صباح اليوم الأحد، في قصف للاحتلال على مدينة خان يونس، في وقت ينسف فيه عددا من المباني السكنية في رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد صياد برصاص بحرية الاحتلال، في بحر خان يونس.
وأضافت المصادر ذاتها، أن شهيدين ارتقيا، أحدهما طفل، إثر قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في بلدة خزاعة شرق المدينة.
وفي هذه الأثناء، ينسف الاحتلال عددا من المباني السكنية شمال مدينة رفح.
الأونروا تحذر
من جهتها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من مخاطر انتشار الأمراض جراء التراكم الكبير للنفايات في قطاع غزة الذي يشهد تدهورا كبير في الأوضاع الإنسانية إثر استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.
وقالت الوكالة الأممية في بيان إن الحرب في غزة تتسبب بتراكم كبير للنفايات، مما يُسهم في انتشار الأمراض.
وأوضحت أنها تواصل تقديم خدمات جمع النفايات الصلبة وترحيلها في جميع الأماكن التي يمكن الوصول إليها.
وفي السياق، أشارت إلى أن فرقها عملت على تنظيف 150 فتحة صرف صحي (مُنهل)، تخدم أكثر من 23 ألف نازح.
إعلانوجددت الأونروا مطالبها لإسرائيل برفع فوري للحصار المفروض على القطاع واستئناف وقف إطلاق النار.
ولأكثر من مرة، حذرت بلديات قطاع غزة من تراكم مئات الآلاف من الأطنان بين المدن والأحياء السكنية مما يترك آثارا خطِرة على صحة الإنسان والبيئة.
ويعود تراكم النفايات إلى منع إسرائيل طواقم البلديات من الوصول للمكبات الرئيسية، التي تقع غالبا في المناطق الشرقية لقطاع غزة في أماكن بعيدة عن الأحياء السكنية المكتظة، في حين تعطلت هذه الخدمات بشكل كبير بعد إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات والوقود للقطاع.
ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمعن في قصف البيوت والخيام والمستشفيات ومدارس الإيواء في غزة، مواصلا مجازره بحق المدنيين بلا توقف منذ أكثر من عام ونصف العام.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، مما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدت تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.