إعصار هيلاري القوي.. كاليفورنيا تحذر من فيضانات شديدة وانهيارات طينية
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
اتجه إعصار هيلاري المداري القوي، اليوم السبت، إلى جزيرة بابا المكسيكية، ما تسبب في تعطيل الحياه هناك وغلق المدارس والمصالح الحكومية في حين أصدرت السلطات في ولاية كاليفورنيا الأمريكية المجاورة تحذيرات من فيضانات شديدة وانهيارات طينية حال وصول الإعصار إلى الولاية في وقت لاحق من اليوم.
وأفادت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية أن إعصار هيلاري القوي وصل قبالة ساحل المحيط الهادئ في المكسيك يوم أمس الجمعة مصحوبًا بعاصفة قوية من الفئة الرابعة تسببت في هطول أمطار غزيرة على مدينة تيخوانا الحدودية مما هدد بتعرضها لانهيارات طينية قبل التوجه إلى جنوب كاليفورنيا كأول عاصفة استوائية هناك منذ 84 عامًا.
وحذر خبراء الأرصاد من أن العاصفة قد تسبب فيضانات شديدة وانهيارات طينية وحتى أعاصير في جميع أنحاء المنطقة. ونمت قوة هيلاري بسرعة في وقت مبكر من أمس الجمعة قبل أن تفقد بعض قوتها، حيث بلغت سرعة رياحها القصوى 130 ميلاً في الساعة (215 كم / ساعة) ليلة الجمعة، بانخفاض من 145 ميلاً في الساعة (230 كم / ساعة). ومع ذلك، كان من المتوقع أن يظل إعصارًا عند الاقتراب من شبه جزيرة باجا كاليفورنيا المكسيكية وعاصفة استوائية عند الاقتراب من جنوب كاليفورنيا في وقت لاحق من اليوم.
ولم تصل أي عاصفة استوائية إلى اليابسة في جنوب كاليفورنيا منذ 25 سبتمبر 1939، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية التي حثت السكان في منطقة واسعة من جنوب كاليفورنيا من الساحل إلى الجبال والصحاري الداخلية بضرورة توخي الحذر في حين حذر المركز الوطني الأمريكي للأعاصير من تهديدات محتملة للحياة والممتلكات.
وأشارت أحدث التوقعات إلى توجه هيلاري إلى اليابسة على طول منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة في شبه جزيرة باجا منذ صباح اليوم، على بعد حوالي 200 ميل (330 كيلومترًا) جنوب مدينة إنسينادا الساحلية على المحيط الهادئ. ومع تحركها شمالًا، قد تتسبب هيلاري في هطول أمطار غزيرة على تيخوانا الحدودية مترامية الأطراف في المكسيك والتي يبلغ عدد سكانها 1.9 مليون نسمة بشكل خاص وأضحت تتعرض لخطر الانهيارات الأرضية والفيضانات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تضاريسها الجبلية حيث تطفو الأكواخ على المنحدرات مع القليل من النباتات لتثبيت التربة في مكانها. بالإضافة إلى ذلك، يعيش عشرات الأشخاص تحت الأقمشة في الشوارع وفي القنوات في مناطق الفيضانات، بما في ذلك المهاجرون الذين يصلون يوميًا من مختلف أنحاء العالم.
وفي ليلة أمس الجمعة، كانت هيلاري تتمركز على بعد حوالي 285 ميلاً (460 كيلومترًا) جنوب غرب كابو سان لوكاس، بالقرب من الطرف الجنوبي لشبه جزيرة باجا. وكانت تتحرك من الشمال إلى الشمال الغربي بسرعة 13 ميلاً في الساعة (20 كم / ساعة) وكان من المتوقع أن تتجه شمالاً أكثر. وفي لاباز، العاصمة الخلابة لولاية باجا كاليفورنيا المكسيكية المطلة على بحر كورتيز، قامت الشرطة بدوريات في الشواطئ المغلقة لإبعاد السباحين عن الأمواج وتم إغلاق المدارس في خمس بلديات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فيضانات جنوب کالیفورنیا
إقرأ أيضاً:
هل يدفع ترامب كاليفورنيا لمسار الانفصال عن أميركا؟
واشنطن- لا يوفر الدستور الأميركي آلية قانونية أو سياسية سلمية للولايات الراغبة في الانفصال عن الدولة الاتحادية، وأكدت المحكمة العليا عام 1869 في قضية "تكساس ضد وايت" أن "الاتحاد غير قابل للانفصال، وأن الولايات ليس لها الحق في الانفصال من جانب واحد أو من تلقاء نفسها".
وتوفر المادة الرابعة بالدستور، في قسمها الثالث، طريقة وشروط قبول ولايات جديدة ضمن الاتحاد، ولكنها لا تتناول طريقة انفصال ولاية إذا ما رغبت في ذلك.
ومن هنا، يتطلب تحقيق ذلك تعديلا دستوريا، وهي عملية معقدة تشترط موافقة ثلثي أعضاء مجلسيْ النواب والشيوخ، والتصديق عليها من قبل 3 أرباع الولايات الخمسين، وهو ما يستحيل عمليا في ظل الاستقطاب السياسي الذي يعصف بالحياة السياسية الأميركية.
غير أن ذلك لم يوقف تطلع بعض الفئات في بعض الولايات لفكرة الاستقلال والانفصال عن الاتحاد الأميركي، وتعزز ذلك بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب لفترة حكم ثانية، وتبنيه أجندة يمينية متشددة، مما دفع لتجديد الفكرة عند بعض نخب كاليفورنيا أكبر الولايات وأكثرها ليبرالية للانفصال عن الاتحاد الأميركي.
وعلى سبيل المثال، تهدف مبادرة "كالإيكزيت" إلى وضع قضية انفصال كاليفورنيا ضمن بطاقة الاقتراع بالانتخابات القادمة للتجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني 2026.
إعلان إرث من العداءتتميز العلاقة بين ترامب وكاليفورنيا بالتوتر وبخلافات حول مختلف القضايا، بما يعكس انقسامات أيديولوجية عميقة بين إدارة الرئيس الفدرالية وحاكم الولاية التقدمي جافين نيوسوم.
وتأتي السياسات البيئية والمناخية على رأس القضايا الخلافية، فلطالما دافعت كاليفورنيا عن مبادرات المناخ، وهو ما يتعارض جذريا مع موقف إدارة ترامب، كما برزت مؤخرا خلافات حادة حول التجارة والتعريفات الجمركية إثر فرض تعريفات واسعة النطاق بشكل كبير، بما يؤثر سلبا على اقتصاد الولاية.
وتعد "سياسات الهجرة" و"الملاذات الآمنة" من القضايا الساخنة في مواجهة الطرفين، حيث توفر قوانين الولاية الملاذ الآمن لملايين المهاجرين غير النظاميين، في الوقت الذي تضغط فيه إدارة ترامب كي تتعاون شرطة الولاية مع سلطات الهجرة بالتشديد وتطبيق القوانين.
ومن جانبه، لا يُخفي الرئيس ترامب ازدراءه لكاليفورنيا وقيمها التقدمية، ويعتبرها يسارية اشتراكية، ويقول بعض خبراء جامعة كاليفورنيا إن ترامب ربما يخطط لهجوم على كاليفورنيا يمتد من قطاعات الصحة العامة والمناخ إلى الهجرة والطاقة والتعليم.
ويملك ترامب القدرة على قطع الأموال للبرامج المهمة للولاية، بهدف الضغط من أجل إجراء تغييرات في السياسة المحلية بكاليفورنيا، بما يسهم في دعم التيارات المحافظة والجمهورية بها.
ويتذكر سكان كاليفورنيا أنه أثناء أزمة حرائق الغابات المروعة التي عصفت بالولاية نهاية العالم الماضي وبداية العام الحالي، قام ترامب بمهاجمة حكام الولاية الديمقراطيين بدلا من تقديم كلمات العزاء والدعم، وألقى باللوم عليهم في اندلاع الحرائق.
وخلال حملته الرئاسية الثانية، اتهم ترامب الديمقراطيين بتدمير كاليفورنيا وجعل سان فرانسيسكو مدينة غير صالحة للعيش، كما أدعى أن سياسة الولاية "المجنونة" تسببت بارتفاع التضخم والضرائب وأسعار الغاز وأعداد المهاجرين غير النظاميين.
تعد هذه الولاية صاحبة رابع أكبر اقتصاد عالمي، إذ بلغ ناتجها المحلي الإجمالي العام الماضي ما يقرب من 4.1 تريليونات دولار، ويأتي ترتيبها بعد كل من الولايات المتحدة والصين وألمانيا، وقبل بقية اقتصادات العالم بما فيها دول ضخمة مثل الهند واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا والبرازيل.
إعلانويقترب عدد سكان الولاية من 40 مليون نسمة، مما يعكس تنوعا سكانيا فريدا، وتمتلك اقتصادا قويا ومتنوعا يشمل الصناعات الرئيسية كالتكنولوجيا والترفيهية والزراعية والتصنيعية.
يُذكر أن كاليفورنيا موطن "وادي السيليكون" مركز الإبداع التكنولوجي الأميركي، وبالإضافة إلى أنها توفر نسبة ضخمة من الإنتاج الزراعي الأميركي، وتلعب موانئها -مثل ميناء لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو- دورا محوريا بالتجارة الدولية.
ومن الناحية السياسية، تصوت كاليفورنيا للديمقراطيين، وفي انتخابات عام 2024 حصل ترامب فقط على نسبة 38% من الأصوات فيها، وبشكل عام تبقى الولاية معقلا للديمقراطيين والتيار اليساري، وهو ما يضعها في مواجهة مباشرة وفي صراع حاد مع كل ما يتخذه ترامب من قرارات ومواقف.
ويرى هنري برادي أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيركلي بمنطقة سان فرانسيسكو أن الجمهوريين "يعتبرون كاليفورنيا وحشا ويجب معاقبتها في كل شيء" ورغم أنها انضمت للاتحاد الأميركي عام 1850 فإنه وبعد كل هذه السنوات يرى تيار واسع من سكان الولاية أن كاليفورنيا وأميركا قد انجرفا بعيدا جدا عن بعضهما البعض.
أدوات كاليفورنيا القانونيةخلال فترة ولاية الرئيس ترامب الأولى، رفعت كاليفورنيا أكثر من 120 دعوى قضائية ضد إدارته، متحدية السياسات المتعلقة بالهجرة واللوائح البيئية والرعاية الصحية، وفازت بما يقرب من ثلثي هذه القضايا، مما شكل سابقة لإستراتيجياتها القانونية الحالية.
وقبل أيام، رفع حاكم كاليفورنيا دعوى قضائية لمنع ترامب من فرض تعريفات شاملة. وقال إنه "لن تتأثر أي ولاية أخرى بذلك أكثر من كاليفورنيا" وأضاف نيوسوم أن "الدعوى القضائية تتحدى سلطة الرئيس ترامب في فرض رسوم جمركية شاملة، وهو ما أشعل حربا تجارية عالمية".
وتجادل هذه الدعوى بأن استخدام ترامب قانون الصلاحيات الاقتصادية الدولية الطارئة -لفرض تعريفات جمركية على المكسيك وكندا والصين بنسبة 10% وعلى جميع الواردات- تصرف "غير قانوني" حيث يمكّن القانون الرئيس من تجميد المعاملات ردا على التهديدات الخارجية، وهو ما يتوفر في الحالة الراهنة.
إعلانوتجادل كذلك في أن سن مثل هذه التعريفات يتطلب موافقة الكونغرس، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الدعوى تعد الـ14 من نوعها في أقل من 3 أشهر ترفعها كاليفورنيا ضد إدارة ترامب.
واتجه حاكم الولاية إلى القضاء، بعدما فشلت مطالبته البيت الأبيض بإعفاء صادرات كاليفورنيا من "التعريفات الانتقامية" التي فرضها ترامب.
يتزعم ماركوس رويز إيفانز حركة "كالإيكزيت" الانفصالية التي تشبه مثيلتها البريطانية، والتي سبق أن نجحت في إخراج لندن من الاتحاد الأوروبي.
ويكرر إيفانز أن "قيم كاليفورنيا مختلفة تماما عن القيم الأميركية، وقد ظلت على هذا النحو فترة طويلة".
ويضيف "إذا انتهى الأمر للطرح في بطاقة الاقتراع ووافق عليه الناخبون، فلن يعني ذلك في الواقع انفصال كاليفورنيا الفوري، وسيؤدي ذلك إلى إنشاء لجنة رسمية لدراسة جدوى كاليفورنيا كدولة مستقلة".
وبعيدا عن المسار القضائي، لا يبقى إلا مسار الثورة والانفصال باستخدام القوة، لكن البروفيسور هنري برادي لا يعتقد أن انفصال كاليفورنيا يمكن أن يحدث أو سيحدث في المستقبل القريب. ومع ذلك، يقول إنه "من الناحية الاقتصادية، يمكن لكاليفورنيا أن تكون ولاية غنية ناجحة مستقلة، في حين أنه سيكون ضارا جدا للولايات المتحدة أن تخسر كاليفورنيا".