مع نهاية سنة 2024 وبداية 2025، يراوح اليمن في حالة اللاسلم واللاحرب وفي حين يرى مراقبون "غياب أي أفق لنهاية الحرب"، يتوقعون "تصعيدا كبيرا" في ظل تهديدات جماعة "أنصار الله" الحوثيين، بالرد على أي عمليات عسكرية ضدها، لاسيما مع وجود رغبة أمريكية وبريطانية بتوجيه ضربة واسعة ضد الجماعة ردا على هجماتها البحرية على السفن العابرة عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.



وتتعدد الآراء والتوقعات بشأن التطورات المقبلة في اليمن إلا أنها تتفق في أن التصعيد سيكون العنوان الأبرز خلال عام 2025.

سيناريو واحد
وفي السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع أنه لا يوجد سوى سيناريو واحد وهو تصعيد الضربات الجوية على الحوثيين وقتل بعض قيادات الجماعة واستهداف مخازن الأسلحة التابعة لها.

وقال الشجاع في حديث خاص لـ"عربي21" إنه سيتم الاتفاق على دخول صنعاء بالطريقة التي تمت في دمشق ( العاصمة السورية) ثم ترتيب الوضع بين مختلف المليشيات ومن ضمنها الحوثيين الذين سيقبلون بالمتغيرات الجديدة على غرار ما حدث لحزب الله في لبنان".

وأضاف الأكاديمي اليمني أنه سيكون هناك استقرار جزئي يصب في مصلحة المليشيات ( بشكل عام) ولن يستفيد منه المواطن اليمني، إذ سيظل الوضع الاقتصادي منهار ولن تعود الدولة المركزية".

وأشار أيضا إلى أن "الصراع سيبقي  في دائرة التحكم به من قبل القوى الخارجية"، متوقعا أن يفقد الحوثيون السيطرة على محافظتي الحديدة وإب ( غرب ووسط)" فيما "سيستمر الصراع في المحافظات الجنوبية بين أدوات السعودية والإمارات وعمان".



ثلاثة سيناريوهات
من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في اليمن، عبدالكريم غانم إن الحد من قدرات الحوثيين العسكرية، أمر متوقع خلال العام 2025، والذي سيجعلهم أكثر استعدادا للحوار مع الأطراف السياسية الأخرى.

وطرح غانم خلال حديثه لـ"عربي21" ثلاثة سيناريوهات متوقعة للأحداث في العام 2025 أولها  يكمن في أنه في ظل انحسار النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا من المتوقع أن يواصل الحوثيون تصعيد هجماتهم الجوية بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل، لملء الفراغ الذي تركه انهيار حزب الله اللبناني.

وقال إن الحوثيين سيشكلون حائط الصد الأهم لوقاية إيران من أي عمليات عسكرية إسرائيلية قد تستهدف منشآتها النووية وبناها التحتية"، مؤكدا أن الحوثيين أقل انكشافا أمام الاستخبارات الإسرائيلية، وأقل اكتراثا بالدمار الذي سيلحق بالبنى التحتية في مناطق سيطرتهم، وهم كأي جماعة دينية لا يلقون بالا لحجم المعاناة التي سيتكبدها الأهالي في مناطق سيطرتهم، جراء تفاقم الانهيار الاقتصادي الناجم عن إخراج موانئ الحديدة ومطار صنعاء عن الخدمة.

وأشار الاكاديمي اليمني إلى أن من وجهة نظر الحوثيين فإن كلفة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضدهم تفوق حجم الخسائر العسكرية التي سيتلقونها، وكلما طال أمد الصراع الإسرائيلي ضد الحوثيين دون حسم تحولت هذه العمليات العسكرية إلى حرب استنزاف قد تجبر الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية إلى إبرام صفقة سرية، تتخلى بموجبها طهران عن دعم الحوثيين مقابل رفع العقوبات الأمريكية عن إيران وتقديم ضمانات بعدم استهداف منشآتها الاستراتيجية، وبناها التحتية.

وتابع: "وهو الأمر الذي سيحد من قدرات الحوثيين العسكرية، ويجعلهم أكثر استعدادًا للحوار مع الأطراف السياسية اليمنية".

أما السيناريو الثاني وفقا لأستاذ علم الاجتماع السياسي اليمني، فيكمن في "تعرض إيران لعملية إسرائيلية أمريكية مشتركة تستهدف رأس النظام الإيراني، وقيادات الصف الأول في إيران، وتضعف قدرات طهران على تطوير منظومة الصواريخ والمسيرات، وتفرض حصارا اقتصاديًا وعسكريا عليها، بالتزامن مع استهداف مخازن سلاح الجو الحوثي، عبر عمليات عسكرية واسعة، تشترك فيها البحرية الأمريكية".

 ويتم خلال هذه العمليات الواسعة بحسب غانم -  "اغتيال قيادات الصف الأول لجماعة الحوثي، من خلال تعاون استخباراتي إماراتي/ أمريكي مع الحكومة الإسرائيلية، ينجم عنه إضعاف القدرات العسكرية الحوثية، وتتمكن على إثره الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من استئناف تصدير النفط، وإعادة ترتيب صفوفها، واستعادة السيطرة على الحديدة، وتحرير المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون شمال شرق تعز ، وصولًا، إلى مدينة إب، وريفها الجنوبي الغربي".

وقال إن هذا الأمر "سيؤدي إلى حرمان جماعة الحوثي من أهم مواردها الاقتصادية، وصولًا إلى حصاره في الهضبة الوسطى والمرتفعات الشمالية، وهو ما يجعلها مرشحة لانتفاضة شعبية عارمة، وتفاديًا لحدوث ذلك، يضطر الحوثي للدخول في حوار سياسي مع الفرقاء اليمنيين".

فيما يبرز السيناريو الثالث في "إنتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، بالتوصل لتسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتبادل الأسرى وإدارة قطاع غزة".

وهنا يتوقع الأكاديمي والسياسي اليمني أن يتخلى الحوثيون عن الهجمات ضد إسرائيل وفي أعالي البحار، ويعاودون استئناف الضغط العسكري، والهجمات المتقطعة، في مختلف الجبهات داخل اليمن، ومنها: جبهات مأرب وشبوة وتعز وغيرها، "لإجبار الأطراف اليمنية الأخرى على القبول باتفاقية سلام تمنحهم نصيبًا من عائدات النفط والغاز".

وقال إن هذا الأمر لاشك، "سيسهم في إطالة أمد الأزمة اليمنية، واستمرار حالة اللاحرب واللاسلم".

وأواخر كانون أول/ ديسمبر الفائت، أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء  ومحافظات أخرى واقعة تحت سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.



والأربعاء، أعلنت جماعة الحوثي عن إسقاط طائرة أمريكية خلال تنفيذها مهام عدائية في أجواء اليمن، وذلك في ثاني عملية من نوعها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة اليمنية، يحيى سريع: "بعون الله تعالى تمكنت الدفاعات الجوية في القوات المسلحة اليمنية من إسقاط طائرة أمريكية نوع MQ_9 وذلك أثناءَ قيامها بتنفيذ مهام عدائية في أجواء محافظة مأرب".

وشنت الولايات المتحدة العديد من الهجمات ضد مواقع في اليمن، منذ الضربة الأولى التي وجهتها واشنطن بالتعاون مع لندن في 12 كانون الثاني/ يناير عام 2024؛ بهدف ردع الجماعة اليمنية، التي أعلنت أن المصالح الأمريكية والبريطانية هي أهداف مشروعة لها عقب الاستهداف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية اليمن الحوثيين الولايات المتحدة الولايات المتحدة اليمن الحوثي عملية العسكرية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الیمن عام 2025

إقرأ أيضاً:

اليمن يحذر من محاولات الحوثيين «شرعنة» انتهاكاتهم

أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

أخبار ذات صلة اليمن: قصف جوي يستهدف صنعاء دبلوماسية الإمارات.. شراكة وسلام

حذرت الحكومة اليمنية من محاولة جماعة الحوثي شرعنة انتهاكاتهم وممارساتهم ضد الملاحة الدولية عبر «الندوات»، مشيرةً إلى أن «الجماعة» تحاول استغلال ذلك لإضفاء شرعية على أنشطتها والترويج لنفسها لاعباً رئيسياً في مجال أمن الملاحة، جاء ذلك فيما حذر خبراء ومحللون من تعاون وثيق بين الحوثيين و«القاعدة» لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والملاحة الدولية.
وحذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الشركات المالكة والمشغّلة للسفن، إضافة إلى شركات الشحن والتأمين، من الاستجابة للدعوة التي وجهتها جماعة الحوثي للمشاركة في ندوة نقاشية عبر الإنترنت حول «أمن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن»، وهي التي تُعدّ من أبرز التهديدات لحركة الملاحة التجارية العالمية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية، «سبأ».
وأوضح الإرياني أن هذه الدعوة تأتي في وقتٍ تواصل فيه جماعة الحوثي منذ قرابة العام، تصعيد تهديداتها ضد حركة الملاحة البحرية، مشيراً إلى أنها شنت مئات الهجمات باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى القوارب الملغمة، وأسفرت هذه الهجمات عن تدمير سفن تجارية، ومقتل العديد من البحارة، والاستيلاء على سفن أخرى، في تحدٍ صارخ للقوانين البحرية الدولية.
وأشار الإرياني إلى أن تحقيقاً لمنظمة «InPact» السويسرية، كشف أن الهجمات التي شنّتها جماعة الحوثي ضد حركة الملاحة البحرية كانت تحت إشراف مركز تنسيق العمليات الإنسانية، الذي أنشأته الجماعة في فبراير 2024.
واعتبر الإرياني أن الحوثيين يحاولون استغلال هذه الندوة لإضفاء شرعية على أنشطتهم والترويج لنفسهم لاعباً رئيسياً في مجال «أمن الملاحة»، تحت غطاء «الندوات الإنسانية»، مشيراً إلى أنها محاولة بائسة تهدف إلى التمويه على أفعالهم التي تسببت في مقتل العديد من الأبرياء، وهددت الاقتصاد العالمي في أحد أهم ممرات التجارة البحرية الدولية.
في غضون ذلك، حذر خبراء ومحللون سياسيون من التنسيق القائم بين جماعة الحوثي وتنظيم «القاعدة» الإرهابي في اليمن، وأشاروا إلى وجود غرف عمليات مُشتركة بينهما، وتنسيق ممنهج لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والملاحة الدولية.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن هناك العديد من البراهين التي تثبت وجود علاقة بين جماعة الحوثي وتنظيم «القاعدة»، رغم اختلاف الأيديولوجيات بينهما، لكن هدفهما واحد وهو الإرهاب وتهديد الأمن والاستقرار والسيطرة على مقدرات الدولة اليمنية وتحقيق مصالح خاصة.
‏وشدد الطاهر في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن خطر الحوثي و«القاعدة» ليس على اليمن فقط، بل على المنطقة كلها.
وذكر الكاتب السياسي اليمني عادل الأحمدي أن جماعة الحوثي عملت منذ الانقلاب على الحكومة الشرعية، على تسهيل دخول الإرهابيين الأجانب وإصدار هويات لعناصر تنظيم «القاعدة» تمكنهم من التحرك داخل وخارج اليمن.
وأوضح الأحمدي لـ«الاتحاد» أن الحوثيين عندما سيطروا على بعض المدن في 2014، قاموا بإطلاق سراح مساجين على ذمة قضايا إرهابية، منهم 252 ينتمون لـ«القاعدة»، وكانت مناطق سيطرة الحوثي ملجأ لإيواء العناصر الإرهابية الفارين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية.
وكشف عن وجود معسكرات لـ«القاعدة» داخل مناطق سيطرة الحوثيين، وهناك تنسيق لتنفيذ عمليات في بعض مناطق الحكومة الشرعية.

مقالات مشابهة

  • دعم اجتماعي للعملية العسكرية التي تقودها المنطقة العسكرية الساحل الغربي
  • مصر تجهز طائرات رافال واف 16 لضرب الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • مظاهرة مليونية في صنعاء دعماً للمقاومة الفلسطينية وتأييداً للعمليات العسكرية اليمنية 
  • نوات الإسكندرية 2025: مواعيد وأسماء النوات المتوقعة خلال فصل الشتاء
  • هل تتعاون الصين سراً مع الحوثيين؟ وما المقابل الذي تحصل عليه؟ الإستخبارات الأمريكية تكشف معلومات خطيرة
  • إعلام إسرائيلي: فخر الصناعات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية عجزت عن التصدي للصواريخ اليمنية
  • تخوفات إسرائيلية من دخول حرب استنزاف مع الحوثيين في اليمن..ما القصة؟
  • اليمن يحذر من محاولات الحوثيين «شرعنة» انتهاكاتهم
  • 28 ضحية من المدنيين في اليمن بانفجار ألغام الحوثيين خلال ديسمبر