ما السيناريوهات المتوقعة للأوضاع في اليمن خلال عام 2025؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
مع نهاية سنة 2024 وبداية 2025، يراوح اليمن في حالة اللاسلم واللاحرب وفي حين يرى مراقبون "غياب أي أفق لنهاية الحرب"، يتوقعون "تصعيدا كبيرا" في ظل تهديدات جماعة "أنصار الله" الحوثيين، بالرد على أي عمليات عسكرية ضدها، لاسيما مع وجود رغبة أمريكية وبريطانية بتوجيه ضربة واسعة ضد الجماعة ردا على هجماتها البحرية على السفن العابرة عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وتتعدد الآراء والتوقعات بشأن التطورات المقبلة في اليمن إلا أنها تتفق في أن التصعيد سيكون العنوان الأبرز خلال عام 2025.
سيناريو واحد
وفي السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع أنه لا يوجد سوى سيناريو واحد وهو تصعيد الضربات الجوية على الحوثيين وقتل بعض قيادات الجماعة واستهداف مخازن الأسلحة التابعة لها.
وقال الشجاع في حديث خاص لـ"عربي21" إنه سيتم الاتفاق على دخول صنعاء بالطريقة التي تمت في دمشق ( العاصمة السورية) ثم ترتيب الوضع بين مختلف المليشيات ومن ضمنها الحوثيين الذين سيقبلون بالمتغيرات الجديدة على غرار ما حدث لحزب الله في لبنان".
وأضاف الأكاديمي اليمني أنه سيكون هناك استقرار جزئي يصب في مصلحة المليشيات ( بشكل عام) ولن يستفيد منه المواطن اليمني، إذ سيظل الوضع الاقتصادي منهار ولن تعود الدولة المركزية".
وأشار أيضا إلى أن "الصراع سيبقي في دائرة التحكم به من قبل القوى الخارجية"، متوقعا أن يفقد الحوثيون السيطرة على محافظتي الحديدة وإب ( غرب ووسط)" فيما "سيستمر الصراع في المحافظات الجنوبية بين أدوات السعودية والإمارات وعمان".
ثلاثة سيناريوهات
من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في اليمن، عبدالكريم غانم إن الحد من قدرات الحوثيين العسكرية، أمر متوقع خلال العام 2025، والذي سيجعلهم أكثر استعدادا للحوار مع الأطراف السياسية الأخرى.
وطرح غانم خلال حديثه لـ"عربي21" ثلاثة سيناريوهات متوقعة للأحداث في العام 2025 أولها يكمن في أنه في ظل انحسار النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا من المتوقع أن يواصل الحوثيون تصعيد هجماتهم الجوية بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل، لملء الفراغ الذي تركه انهيار حزب الله اللبناني.
وقال إن الحوثيين سيشكلون حائط الصد الأهم لوقاية إيران من أي عمليات عسكرية إسرائيلية قد تستهدف منشآتها النووية وبناها التحتية"، مؤكدا أن الحوثيين أقل انكشافا أمام الاستخبارات الإسرائيلية، وأقل اكتراثا بالدمار الذي سيلحق بالبنى التحتية في مناطق سيطرتهم، وهم كأي جماعة دينية لا يلقون بالا لحجم المعاناة التي سيتكبدها الأهالي في مناطق سيطرتهم، جراء تفاقم الانهيار الاقتصادي الناجم عن إخراج موانئ الحديدة ومطار صنعاء عن الخدمة.
وأشار الاكاديمي اليمني إلى أن من وجهة نظر الحوثيين فإن كلفة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضدهم تفوق حجم الخسائر العسكرية التي سيتلقونها، وكلما طال أمد الصراع الإسرائيلي ضد الحوثيين دون حسم تحولت هذه العمليات العسكرية إلى حرب استنزاف قد تجبر الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية إلى إبرام صفقة سرية، تتخلى بموجبها طهران عن دعم الحوثيين مقابل رفع العقوبات الأمريكية عن إيران وتقديم ضمانات بعدم استهداف منشآتها الاستراتيجية، وبناها التحتية.
وتابع: "وهو الأمر الذي سيحد من قدرات الحوثيين العسكرية، ويجعلهم أكثر استعدادًا للحوار مع الأطراف السياسية اليمنية".
أما السيناريو الثاني وفقا لأستاذ علم الاجتماع السياسي اليمني، فيكمن في "تعرض إيران لعملية إسرائيلية أمريكية مشتركة تستهدف رأس النظام الإيراني، وقيادات الصف الأول في إيران، وتضعف قدرات طهران على تطوير منظومة الصواريخ والمسيرات، وتفرض حصارا اقتصاديًا وعسكريا عليها، بالتزامن مع استهداف مخازن سلاح الجو الحوثي، عبر عمليات عسكرية واسعة، تشترك فيها البحرية الأمريكية".
ويتم خلال هذه العمليات الواسعة بحسب غانم - "اغتيال قيادات الصف الأول لجماعة الحوثي، من خلال تعاون استخباراتي إماراتي/ أمريكي مع الحكومة الإسرائيلية، ينجم عنه إضعاف القدرات العسكرية الحوثية، وتتمكن على إثره الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من استئناف تصدير النفط، وإعادة ترتيب صفوفها، واستعادة السيطرة على الحديدة، وتحرير المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون شمال شرق تعز ، وصولًا، إلى مدينة إب، وريفها الجنوبي الغربي".
وقال إن هذا الأمر "سيؤدي إلى حرمان جماعة الحوثي من أهم مواردها الاقتصادية، وصولًا إلى حصاره في الهضبة الوسطى والمرتفعات الشمالية، وهو ما يجعلها مرشحة لانتفاضة شعبية عارمة، وتفاديًا لحدوث ذلك، يضطر الحوثي للدخول في حوار سياسي مع الفرقاء اليمنيين".
فيما يبرز السيناريو الثالث في "إنتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، بالتوصل لتسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتبادل الأسرى وإدارة قطاع غزة".
وهنا يتوقع الأكاديمي والسياسي اليمني أن يتخلى الحوثيون عن الهجمات ضد إسرائيل وفي أعالي البحار، ويعاودون استئناف الضغط العسكري، والهجمات المتقطعة، في مختلف الجبهات داخل اليمن، ومنها: جبهات مأرب وشبوة وتعز وغيرها، "لإجبار الأطراف اليمنية الأخرى على القبول باتفاقية سلام تمنحهم نصيبًا من عائدات النفط والغاز".
وقال إن هذا الأمر لاشك، "سيسهم في إطالة أمد الأزمة اليمنية، واستمرار حالة اللاحرب واللاسلم".
وأواخر كانون أول/ ديسمبر الفائت، أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء ومحافظات أخرى واقعة تحت سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.
والأربعاء، أعلنت جماعة الحوثي عن إسقاط طائرة أمريكية خلال تنفيذها مهام عدائية في أجواء اليمن، وذلك في ثاني عملية من نوعها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة اليمنية، يحيى سريع: "بعون الله تعالى تمكنت الدفاعات الجوية في القوات المسلحة اليمنية من إسقاط طائرة أمريكية نوع MQ_9 وذلك أثناءَ قيامها بتنفيذ مهام عدائية في أجواء محافظة مأرب".
وشنت الولايات المتحدة العديد من الهجمات ضد مواقع في اليمن، منذ الضربة الأولى التي وجهتها واشنطن بالتعاون مع لندن في 12 كانون الثاني/ يناير عام 2024؛ بهدف ردع الجماعة اليمنية، التي أعلنت أن المصالح الأمريكية والبريطانية هي أهداف مشروعة لها عقب الاستهداف.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية اليمن الحوثيين الولايات المتحدة الولايات المتحدة اليمن الحوثي عملية العسكرية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الیمن عام 2025
إقرأ أيضاً:
هل تستطيع أوروبا تعويض كييف عن المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن؟.. خبراء يجيبون
لا شك أن تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لفترة طويلة سيكون له تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين التعويض عنها، لكن بعض المجالات أسهل من غيرها مثل القذائف، وفقا لخبراء.
يرى معهد كيل الألماني أن الولايات المتحدة قدمت بمفردها نحو نصف قيمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في الفترة من 2022 إلى 2024. ويقول مصدر عسكري أوروبي لوكالة "فرانس برس" إن جزءا من المساعدات سُلم بالفعل، ولكن إذا لم يشهد الوضع على الجبهة تحولا في مواجهة الروس "فسيكون الأمر معقدا في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو، بدون مساعدات جديدة" بالنسبة للأوكرانيين.
ويقول المحلل الأوكراني فولوديمير فيسينكو: "إذا أخذنا في الحسبان ما تم تسليمه وما لدينا وما ننتجه، فإننا قادرون على دعم المجهود الحربي لستة أشهر على الأقل من دون تغيير طبيعة الحرب بشكل كبير".
ويرى يوهان ميشال، الباحث في جامعة ليون 3، أن "في معادلة حرب الاستنزاف أنت تضحي إما بالرجال أو بالأرض أو بالذخيرة. وإذا نفدت ذخيرتك، فإنك إما أن تنسحب أو تضحي بالرجال".
في ما يلي أربعة مجالات عسكرية قد تتأثر بتعليق المساعدات الأمريكية:
الدفاع المضاد للطائرات
تتعرض أوكرانيا باستمرار لوابل من الصواريخ والمُسيَّرات ضد مدنها وبلداتها أو بنيتها التحتية. تؤدي هذه الهجمات الكبيرة إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية وإجبارها على استخدام كميات كبيرة من الذخيرة.
بعيدا عن خط المواجهة، تمتلك أوكرانيا سبعة أنظمة باتريوت أمريكية حصلت عليها من الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا، ونظامين أوروبيين من طراز "SAMP/T" حصلت عليهما من روما وباريس لتنفيذ عمليات اعتراض على ارتفاعات عالية. ولدى كييف قدراتها الخاصة وحصلت على أنظمة أخرى تعمل على مدى أقل.
يقول الباحث الأوكراني ميخايلو ساموس، مدير شبكة أبحاث الجغرافيا السياسية الجديدة، وهي مؤسسة بحثية في كييف، إن "الصواريخ البالستية مهمة جدا لحماية مدننا، وليس قواتنا. لذا فإن ترامب سيساعد بوتين على قتل المدنيين".
ويشرح ليو بيريا-بينييه من مركز إيفري الفرنسي للأبحاث: "مع الباتريوت، كما هي الحال مع جميع الأنظمة الأمريكية، لدينا مشكلتان، مشكلة الذخائر ومشكلة قطع الغيار للصيانة. في ما يخص قطع الغيار، هل سنتمكن من شرائها من الأمريكيين وتسليمها للأوكرانيين أم أن الأمريكيين سيعارضون ذلك؟ لا نعلم".
لتوفير ذخائر الباتريوت، تقوم ألمانيا ببناء أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة، ولكن من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل عام 2027. وسوف تجد أوروبا صعوبة في تعويض أي نقص في هذا المجال.
ويقول ميشال: "إن أوروبا تعاني من بعض القصور في هذا المجال؛ فأنظمة "SAMP/T" جيدة جدا ولكنها ليست متنقلة، ويتم إنتاجها بأعداد صغيرة جدا. لا بد من زيادة الإنتاج، حتى لو كان ذلك يعني تصنيعها في أماكن أخرى غير فرنسا وإيطاليا". لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت. ويؤكد بيريا-بينييه أن "العملية كان ينبغي أن تبدأ قبل عامين".
ويضيف يوهان ميشال: "إن إحدى طرق التعويض تتمثل في توفير مزيد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ عمليات اعتراض جوي وصد القاذفات الروسية التي تضرب أوكرانيا"، فالأوروبيون زودوا أوكرانيا بطائرات "إف-16" و"ميراج 2000-5"، ولديهم مجال لزيادة جهودهم في هذا المجال.
ضربات في العمق
يمكن للمعدات الأمريكية توجيه ضربات من مسافة بعيدة خلف خط المواجهة، وهو ما يجعلها بالغة الأهمية بفضل صواريخ "أتاكمس أرض-أرض" التي تطلقها راجمات "هايمارز" التي أعطت واشنطن نحو أربعين منها لأوكرانيا.
ويشير ميشال إلى أنها "إحدى المنصات القليلة في أوروبا".
ويقول بيريا-بينييه: "إن أولئك الذين يملكونها يبدون مترددين في التخلي عنها، مثل اليونانيين". ويقترح ميشال أن "هناك أنظمة تشيكية، ولكنها أقل شأنا. يتعين على الأوروبيين أن يطوروا بسرعة أنظمة خاصة بهم، أو إذا كانوا غير قادرين على ذلك، أن يشتروا أنظمة كورية جنوبية".
ويشير ساموس إلى أن هناك إمكانية لتوجيه ضربات عميقة من الجو، ولدى "الأوروبيين والأوكرانيين الوسائل التي تمكنهم من ذلك"، مثل صواريخ "سكالب" الفرنسية، و"ستورم شادو" البريطانية.
ولكن بيريا-بينييه يشير إلى أن "المشكلة هي أننا لسنا متأكدين على الإطلاق من أن هناك أوامر أخرى صدرت بعد تلك التي أُعلن عنها".
القذائف المدفعية والأنظمة المضادة للدبابات
في هذا المجال، الأوروبيون في وضع أفضل.
يقول ميشال: "ربما يكون مجال الأسلحة المضادة للدبابات هو الذي طور فيه الأوكرانيون أنظمتهم الخاصة. فالصواريخ، مثل صواريخ جافلين الشهيرة التي زودتهم بها الولايات المتحدة، تكمل أنظمة المُسيَّرات "FPV" بشكل جيد".
وفي ما يتعلق بالمدفعية، يشير بيريا-بينييه إلى أن "أوروبا حققت زيادة حقيقية في القدرة الإنتاجية، وأوكرانيا في وضع أقل سوءا".
في أوروبا، تسارعت وتيرة إنتاج القذائف وتسليمها إلى أوكرانيا، ويخطط الاتحاد الأوروبي لإنتاج قذائف عيار 155 ملم بمعدل 1,5 مليون وحدة بحلول عام 2025، وهذا يزيد عن 1,2 مليون وحدة تنتجها الولايات المتحدة.
الاستطلاع/الاستعلام
تشتد الحاجة إلى الولايات المتحدة في هذا المجال الأساسي بفضل أقمارها الاصطناعية وطائراتها ومُسيَّراتها التي تقوم بجمع المعلومات ومعالجتها.
ويقول فيسينكو: "من المهم جدا أن نستمر في تلقي صور الأقمار الاصطناعية".
ويشير ميشال إلى أن "الأوروبيين لديهم بعض الأدوات، ولكنها ليست بالحجم نفسه على الإطلاق، والعديد منهم يعتمدون بشكل كامل على الولايات المتحدة في هذا المجال".