كشف الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، عن منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يروّج لحديث منسوب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يدّعي أن صيام أول يوم من شهر رجب يعادل كفارة 3 سنوات، وأن صيام اليوم الثاني يعادل كفارة سنتين، وأن أي يوم آخر في الشهر يعادل كفارة سنة.

 وأكد أبو عمر أن هذا الحديث غير صحيح ولا يمتّ للنبي بصلة، مشددًا على أنه "حديث موضوع ومكذوب".

الأزهر: رجب من الأشهر الحُرُم ويحمل معاني عظيمة وإلهامات روحيةعبادة واحدة يجب الإكثار منها في شهر رجب.. الإفتاء توصي بها

وفي مقطع فيديو نشره عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أوضح أبو عمر أن هذا النوع من الأحاديث الملفقة يجب الحذر منه وعدم نشره بين الناس، داعيًا إلى الرجوع للمصادر الموثوقة للتحقق من صحة الأحاديث قبل تداولها.

وعن حكم صيام اليوم الأول من شهر رجب، أكد الداعية بالأوقاف أن صيام أول أيام هذا الشهر مباح ومشروع، موضحًا أن من يصومه يُثاب، ومن لم يصمه فلا إثم عليه. 

وأضاف أن صيام أول يوم من رجب لا يختلف عن باقي أيام الشهر، حيث إن شهر رجب يُعد من الأشهر الحرم التي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على تعظيمها.

وأشار الشيخ أيمن أبو عمر إلى قول النبي، صلى الله عليه وسلم، لأحد الصحابة: "صم من الحرم واترك"، موضحًا أن هذا الحديث يترك الأمر لرغبة الشخص في صيام أيام من الأشهر الحرم أو تركها. 

هل صيام أول رجب يكون يومًا أم ثلاثة أم 7 أيام؟.. كثيرون لا يعرفونحكم صيام أول يوم في شهر رجب هل هو سنة.. الإفتاء تجيب

وأكد أن تخصيص أول يوم من رجب بالصيام استنادًا إلى الحديث المكذوب لا يجوز شرعًا، لأن الحديث غير صحيح ولا يجوز العمل به أو الترويج له.

واختتم أبو عمر حديثه بتوجيه نصيحة إلى المسلمين بأهمية تحري الدقة فيما يخص أمور الدين، خاصة مع انتشار المعلومات غير الصحيحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 ودعا إلى الرجوع إلى أهل العلم ومصادر الشريعة الصحيحة لتفادي الوقوع في نشر الأحاديث المكذوبة التي قد تضلل الناس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صيام شهر رجب حكم صيام أول يوم في رجب حديث ضعيف فضل الصيام في رجب المزيد صیام أول یوم أن صیام أبو عمر شهر رجب

إقرأ أيضاً:

مدى جواز العمل بالأحاديث الواردة في صيام شهر رجب

قالت دار الإفتاء المصرية إن الأحاديث الواردة في صيام شهر رجب وإن كانت ضعيفة إلا أنَّها ممَّا يُعْمَل به في فضائل الأعمال على ما هو المقرر عند جمهور الفقهاء، كما أنَّ الصيام في شهر رجب داخل في عموم الصوم التطوعي الذي رغب الشرع فيه.

ما ورد في صيام شهر رجب في السُنَّة


وأوضحت الإفتاء أن ما ورد في صيام شيء من شهر رجب من السُنَّة، هو ما رواه الإمام أبو داود عن مُجِيبَةَ الباهليَّة، عن أبيها، أو عمها، أنَّه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمَّ انطلق، فأتاه بعد سنة، وقد تغيَّرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ قال: «وَمَنْ أَنْتَ؟» قال: أنا الباهلي، الذي جئتك عام الأول، قال: «فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟»، قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟»، ثم قال: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قال: زدني؛ فإن بي قوة، قال: «صُمْ يَوْمَيْنِ»، قال: زدني، قال: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، قال: زدني، قال: «صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ»، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها.

ومنها ما رواه الإمام البيهقي في "فضائل الأوقات" عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا يُقَالُ لَهُ رَجَبٌ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمًا سَقَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ النَّهْرِ».

صحة الأحاديث الواردة في صيام شهر رجب
وأضافت الإفتاء أن هذه الأحاديث لا يصحُّ منها شيءٌ؛ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "تبيين العجب" (ص: 11): [لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديثٌ صحيحٌ يصلح للحجة] اهـ.
وروى الإمام البيهقي عن أبي قلابة رضي الله عنه قال: "في الجنة قصر لصُوَّام رجب". قال الإمام أحمد: "وإن كان موقوفًا على أبي قلابة وهو من التابعين، فمثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغ عمن فوقه ممن يأتيه الوحي، وبالله التوفيق".
وتلك الأحاديث الواردة في صومه أو صوم شيء منه وإن كانت ضعيفة فإنَّها ممَّا يُعْمَل به في فضائل الأعمال على ما هو المقرر عند عامة العلماء في مثل ذلك، كما نقله الإمام النووي وغيره؛ قال الإمام النووي في كتابه "الأذكار" (ص: 8، ط. دار الفكر): [قال العلماءُ من المحدّثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويُستحبّ العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعًا] اهـ.
وقال في "التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث" (ص: 48، ط. دار الكتاب العربي): [ويجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع من الضعيف والعمل به من غير بيان ضعفه في غير صفات الله تعالى، والأحكام؛ كالحلال والحرام وغيرهما، وذلك كالقصص، وفضائل الأعمال، والمواعظ، وغيرها مما لا تعلق له بالعقائد والأحكام، والله أعلم] اهـ.
وقال العلامة ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الفقهية الكبرى" (2/ 54، ط. المكتبة الإسلامية): [تقرَّر أنَّ الحديثَ الضعيف والمرسل والمنقطع والمعضل والموقوف يعمل بها في فضائل الأعمال إجماعًا، ولا شكَّ أن صوم رجب من فضائل الأعمال فيُكْتَفَى فيه بالأحاديث الضعيفة ونحوها، ولا يُنْكِر ذلك إلا جاهل مغرور] اهـ.
ومنها ما رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».

وما رواه الإمام أحمد عن صدقة الدمشقي أن رجلًا جاء إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عن الصيام، فقال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الصِّيَامِ صِيَامَ أَخِي دَاوُدَ؛ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا».

 

مقالات مشابهة

  • مدى جواز العمل بالأحاديث الواردة في صيام شهر رجب
  • وكيل أوقاف الفيوم يشهد اختبارات المتقدمين للحصول على فتح كتاب بوزارة الأوقاف
  • وكيل أوقاف الفيوم يلتقي أعضاء نقابة القراء.. ويوجه بقراءة سورة الجمعة
  • وكيل أوقاف الفيوم يلتقي أعضاء نقابة القراء ويوجه بتلاوة "سورة الجمعة"
  • وكيل أوقاف الفيوم يشهد اختبارات فتح الكتاتيب لتأهيل النشء على منهج وسطي
  • حكم صيام شهر رجب كاملًا.. الإفتاء توضح
  • مختار جمعة يحذر: الحديث عن الذات الإلهية دون علم يهدد العقيدة
  • انعقاد مجلس الحديث الـ23 لقراءة صحيح الإمام البخاري من مسجد الإمام الحسين
  • حكم صيام أول يوم في شهر رجب