أعداد: محمد الماحي

شهدت أم القيوين، منذ تولي صاحب السموّ الشيخ سعود بن راشد المعلّا، مقاليد الحكم بالإمارة في الثاني من يناير 2009، نهضة كبرى في جميع المجالات، ارتكزت على رؤية ثاقبة وعزيمة قوية وتخطيط محكم لبناء إمارة عصرية، إذ تم تحديث الدوائر المحلية لمواكبة ثورة الاتصال والمعلومات.
16 عاماً من البسالةِ والبناء، قاد فيها سموّه أم القيوين بحكمة القادة وشجاعة المحاربين وخبرة العلماء، تمكن عبرها من إحداث تطور كبير وصل إلى حدّ الإبهار، وتبوّأت الإمارة مكانة مستقبلية واعدة، لاسيما أنها تمتلك بنى تحتية على أعلى المقاييس والمستويات العالمية، كما تمتلك مقومات النهضة في شتى المجالات.


وتمضي أم القيوين بخطى واثقة ومدروسة لتحقيق التميز في كل المجالات عبر حزمة من المشروعات الجديدة التي يتم تشييدها، حيث حققت خلال ال3 أعوام الماضية طفرة عمرانية ونهضة تنموية، رسم خطوطها الاستراتيجية صاحب السموّ حاكم أم القيوين، فتقدمت بخطى سريعة نحو المستقبل، وبرؤى استراتيجية واضحة.

الصورة


لأن عملية التنمية لا تنفصل عن الإنسان وراحته واطمئنانه، حرص صاحب السموّ الشيخ سعود بن راشد المعلّا، على تطوير قطاع الإسكان، وشهدت الإمارة مشاريع إسكانية تضم 186 مسكناً، بينها 78 في حي «التسامح 2»، و32 في حي «التسامح 1»، و40 بمنطقة عود الطاير، وجار العمل على إنجاز 16 مسكناً في المنطقة نفسها، و20 مسكناً في الراعفة، خصصت لأسر مواطنة من ذوي الدخل المحدود، وخلال السنوات الثلاث الماضية، وزعت دائرة التخطيط العمراني 525 قطعة أرض سكنية على المواطنين المستوفين لشروط المنح والمستفيدين من برامج الإسكان الحكومية.
كما أنجزت وزارة تطوير البنية التحتية 20 كيلومتراً من الطرق الداخلية في حي الشهداء الذي يضم 232 مسكناً على مساحة 830 ألف متر مربع. وتأتي الطرق الجديدة لخدمة أهالي الحي، وتسهيل انتقالهم من مكان إلى آخر، من دون صعوبات، وتوفر لهم الأمن والسلامة أثناء استخدامهم الطرق الداخلية التي يمكن أن تستوعب زيادة في أعداد المركبات، وبلغت كلفة الحي نحو 324 مليون درهم.

الصورة


التعليم وبناء الإنسان
إيماناً من صاحب السموّ الشيخ سعود بن راشد المعلّا، بدور التعليم وأثره في بناء الإنسان وأنه بوابة العبور لمستقبل آمن ومتقدم ودوره في دعم مسيرة التنمية والاستثمار التي تشهدها الدولة، وبناءً على توجيهات سموّه، أسّست جامعة أم القيوين في عام 2012 التي بدأت بمسمى الكلية الإماراتية الكندية الجامعية وبالحصول على موافقة وزارة التربية والتعليم، تحوّلت إلى المسمى الجديد وهو «جامعة أم القيوين».
واستطاعت الجامعة خلال ثمانية أعوام أن تثبت نفسها بأن تكون صرحاً أكاديمياً يدعم مسيرة التعليم العالي في دولة الإمارات، عبر التخصصات المتنوعة والبرامج الأكاديمية والخدمات والتسهيلات والمعلومات التقنية المساهمة في تأهيل الطلبة للانضمام إلى سوق العمل.
وفي إطار حرصه على رفع المستوى العلمي للطلبة المنتسبين للجامعة، تقرر إنشاء مقر جديد للحرم الجامعي وفق أعلى المعايير الأكاديمية والتعليمية، قائم على مساحة 650 ألفاً و806 أمتار مربعة، بكلفة 50 مليون درهم، وتبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 5000 طالب وطالبة، ويضم المقر الجديد الكثير من المباني تشتمل 137 مكتباً للهيئات التدريسية والإدارية، وقاعات دراسية ومختبرات تعليمية مجهزة بأحدث التقنيات الجديدة، فضلاً عن المكتبة العامة، وإنشاء نحو 700 موقف مغطى للسيارات. كما يضم المقر مسرحاً وقاعة متعددة الأغراض واستوديوهات لتدريب طلبة الإعلام، وللأغراض التجارية التي تخدم الجامعة خاصةً، وإمارة أم القيوين عامة.

الصورة


البنية التحتية 
في سياق مشاريع البنية التحتية، أنجزت وزارة تطوير البنية التحتية بالتعاون مع حكومة أم القيوين 4 مشاريع طرق جديدة وأعمال صيانة في مختلف مناطق الإمارة، لتسهيل حركة انتقال المواطنين والمقيمين وتحقيق حركة انسيابية في الشوارع الداخلية والخارجية، وتوفير السلامة والأمان لمستخدمي الطرق.
وتتضمن المشاريع الأربعة، إنشاء شارعي كورنيش الشاطئ والملك فيصل من دوار المصلى إلى البلاد القديمة، وتطويرهما ورفع كفاءتهما، وتوسعة شارعي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والثاني من ديسمبر في منطقة السلمة، ليصبحا شارعين مزدوجي الاتجاه.
كما أنجزت دائرة التخطيط والمساحة مشاريع طرق في منطقة الراشدية بطول 5.5 كيلومتر، وشوارع داخلية في منطقة النبغة، ضمن الخطة الاستراتيجية لرصف الطرق في الأحياء السكنية بالإمارة.
وتنفذ وزارة الطاقة والبنية التحتية مشروع إنشاء مبنى القيادة العامة لشرطة أم القيوين، ويقع على مساحة 17 ألفاً و750 متراً مربعاً، وبكلفة 103 ملايين درهم، ويتكون من 6 مبانٍ، تضم قاعات للاجتماعات، ومكاتب وأقساماً إدارية مختلفة وقاعات تدريب، مع المرافق الخدمية و365 موقفاً للسيارات.
فيما تُعد محطة «نقاء» لتحلية مياه البحر بنظام التناضح العكسي بأم القيوين، أحد أهم المشاريع الحيوية والمهمة في المنطقة، وتبلغ كلفتها نحو ملياري درهم، وسعة إنتاجها 150 مليون غالون يومياً، وتمثل واحداً من أهم المشاريع الاستراتيجية التي تترجم رؤية القيادة بشأن تحقيق الأمن المائي في الإمارات، بالنظر إلى دورها في استدامة إمدادات المياه العذبة، وخفض مؤشر ندرة المياه.

الصورة


اكتشاف المواهب
الثقافة والمعرفة مقومّان ضروريان في استراتيجية رسمها صاحب السموّ الشيخ سعود بن راشد المعلّا، لبناء الكوادر واكتشاف المواهب واستقطاب المبدعين، وطلب من جميع المؤسسات الالتزام بهذه الاستراتيجية، لذلك افتتح مسرح أم القيوين الوطني الجديد في منطقة السلمة، وتبلغ مساحته 800 متر، ويضم 260 مقعداً، وسيسهم في ظهور وجوه شابة جديدة على الساحة الإماراتية، وشهدت أولى المسرحيات التي عرضت على هذا المسرح إقبالاً كبيراً من الجمهور.
كما أنجز مبنى متحف أم القيوين الوطني الجديد بمنطقة أم القيوين القديمة على مساحة 8000 متر مربع، وسيتيح الفرصة للزوار للتعرف إلى تاريخ الإمارة، بأسلوب عرض متطور ومواكب لأحدث الوسائل والتقنيات، حيث سيضم أهم القطع الأثرية والمكتشفات التاريخية التي عثر عليها في مناطق مختلفة بالإمارة، وسيعرض ثقافة المنطقة العربية وتراثها عموماً.
ويسهم المتحف الجديد في ازدهار الاقتصاد السياحي والمعرفي، وصولاً إلى تعزيز مكانة الإمارة على خريطة السياحة الثقافية في المنطقة. كما يضيف منظوراً جديداً عن تاريخ الفن، ويُعدُّ منبراً للفنون والثقافة المعاصرة، وسيقدم بعضاً من أهم الأعمال الفنية بطريقة مبتكرة ومشوقة للزوار.

الصورة


خدمات صحية 
في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السموّ حاكم أم القيوين، توفر الإمارة خدمات صحية ورعاية طبية متميزة تشمل حاجة السكان، حيث شهد كل من مستشفى الشيخ خليفة العام ومستشفى أم القيوين، تطوراً ملحوظاً في تقديم الخدمات العلاجية في مختلف الأقسام والعيادات الخارجية، كما شهدت الإمارة افتتاح عيادات خاصة في كل المناطق، ما أسهم في تقديم أفضل خدمات علاجية، إلى جانب ذلك، كما أعيد تطوير عدد من المراكز الصحية وتزويدها بالأجهزة الحديثة والكوادر الطبية والتمريضية العالية الكفاءة، والمؤهلة لخدمة المرضى والمراجعين.
وافتتح سموّه في العام الماضي، مجمع الطب الوقائي الجديد، حيث نفّذ بأقسامه الرئيسية الثلاثة الطب الوقائي، والصحة المدرسية، والأمومة والطفولة، وهو مجمع يتميز بالحداثة ونموذجي وذو مواصفات معمارية تخدم الغرض المطلوب وتسهل إجراءات العمل، حيث جُهّز بأحدث المعدات الطبية والمختبرات والتجهيزات ذات مواصفات عالمية وجودة عالية.
نهضة صناعية 
تمضي أم القيوين بخطى ثابتة نحو تعزيز نهضتها الصناعية لتحقيق تنمية شاملة، وتوطيد مكانتها على خريطة الاستثمار المحلي والعالمي، عبر جذب رؤوس الأموال وتقديم كل التسهيلات الممكنة، فأصدر صاحب السموّ حاكم أم القيوين في 15 فبراير 2014 قانوناً بإنشاء مدينة أم القيوين الصناعية، بمساحة 70 مليون قدم مربعة، وتقع على شارع الشيخ محمد بن زايد وبالقرب من التقائه بشارع الإمارات.
وشهدت المدينة إقبالاً من مختلف المستثمرين نتيجة التسهيلات التي منحت لهم وتوفير البيئة التنافسية من خلال تجميع الصناعات المماثلة في مجالات الدعم اللوجستي وعمليات التشغيل، لتدعيم وارتقاء الصناعة بالإمارة وتحقيق الرؤية والطموحات، بتنوع المجالات الصناعية مثل الصناعات الغذائية وصناعة التعبئة والتغليف وصناعة العطور وصناعة الألمنيوم بمختلف أنواعه، وصناعة الأخشاب وغير ذلك.

الصورة


تطوير الخدمات
عمل صاحب السموّ الشيخ سعود بن راشد المعلّا، على تطوير الخدمات، وإنجاز المعاملات الحيوية التي تمسّ كل قطاعات المجتمع، ويُعدُّ مركز خدمات أم القيوين الجديد الذي افتتحه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ سعود بن راشد المعلّا، أول مركز خدمات موحد في الإمارة، يصب في مصلحة المواطنين والمقيمين، ويخفف عنهم عناء التنقل بين مختلف الدوائر الحكومية لإنهاء معاملاتهم.
ويقدم المجمع 170 خدمة تحت سقف واحد دون الرجوع إلى الدوائر الأخرى، عبر موظفين وموظفات من أصحاب الخبرات والكفاءات والتي لا تقل عن 5 سنوات خدمة في ذات المجال الذي يعملون فيه، موزعين على نوافذ الخدمة والاستقبال.
ويتميز المجمع بموقعه الاستراتيجي على الشارع الرئيسي في اتجاه مدينة الذيد، وأنشئ على مساحة نحو 3 آلاف متر مربع، ويشمل مكاتب خلفية صممت بصورة عصرية، حيث تسعى حكومة أم القيوين بمبادراتها لتطوير الخدمات الحكومية بالإمارة، لكونها المقياس الحقيقي للخطط التنموية والاستراتيجيات، والأساس الذي تبنى عليه جودة العمل الحكومي والخدمات التي تقدمها، ما يتطلب بناء منظومة إدارة مثلى للارتقاء بالخدمات الحكومية، وتحسين إجراءاتها، الأمر الذي تعمل عليه الدولة منذ زمن ليس قصيراً.
المشاريع الترفيهية
أنجزت حكومة أم القيوين، أحد أهم المشاريع الترفيهية بالإمارة، وهو مشروع الواجهة المائية، وهي المكان المثالي لقضاء أجمل الأوقات، حيث يمكّن المرتادين من ممارسة هواية السباحة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، ومشاهدة أشجار القرم في الجزر المقابلة للشاطئ، وممارسة رياضة الجري على مضمار يمتد طوله 16 كيلومتراً.
كما يضم المشروع مناطق مخصصة لعشاق رياضة التزلج على اللوح، وأماكن للألعاب الرياضية وألعاب أطفال، إلى جانب مدرج لمشاهدة العروض الفنية والفعاليات المتنوعة، وممارسة قوارب التجديف في الخور. 
خطى سريعة
تتقدم إمارة أم القيوين بخطى سريعة نحو المستقبل برؤى استراتيجية واضحة، وخريطة مُحددة لتحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية التي تعزّز ازدهار الدولة بشكل مستدام، وضمان بناء مستقبل راسخ لأجيالها. 
وشارفت المرحلة الأولى لمشروع تطوير جزيرة السينية على الانتهاء، ومتوقع إنجازها خلال العام المقبل، حيث تشمل إنشاء جسر يربط الجزيرة بالإمارة، متصلاً بشارع الاتحاد، وبكلفة 300 مليون درهم.
وتتولى «أم القيوين العقارية» مهام مراحل المشروع، الذي يضم 300 فيلا فاخرة مطلة على الواجهة المائية، و250 تاون هاوس، و14 بناية تضم 570 وحدة سكنية، وفندقين، و85 هكتاراً من الحدائق والأماكن المفتوحة، ومسارات ترفيهية واسعة النطاق لاستكشاف الجزيرة، ومجموعة من المطاعم والمحال التجارية المتنوعة، والشواطئ الرائعة والمرافق المتطورة.
كما أطلقت حكومة أم القيوين أكبر مشروع سكني بالإمارة تحت اسم «بساتين السرة»، ويشتمل على 1850 قطعة أرض سكنية متاحة للتملك الحر لكافة الجنسيات، مما يوفر فرصاً استثمارية وسكنية هائلة. سيتمكن الزوار من الاطّلاع على تفاصيل المشروع، بما في ذلك الخدمات والمرافق المتميزة التي يتضمنها مثل المساجد والمدارس، ويهدف إلى تلبية احتياجات الأسر والمستثمرين، بتوفير بيئة سكنية متكاملة وحديثة.
القطاع السياحي
شهد القطاع السياحي في أم القيوين، وبتوجيهات صاحب السموّ الشيخ سعود بن راشد المعلّا، نمواً ملحوظاً خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بعد تحقيق تجارب سياحية فريدة وتطوير وجهات جديدة وتفعيل سياحة المهرجانات، بهدف جذب السياح من مختلف دول العالم وتلبية أذواق السائحين من داخل الدولة.
وحققت فنادق الإمارة خلال الربع الأول من العام الجاري، أعلى نسبة إشغال في تاريخها وصلت إلى 66.55%، ما يؤكد نجاح جهود الارتقاء بأداء القطاع السياحي وتعزيز مساهمته في الاقتصاد المحلي للإمارة، كما ارتفع متوسط مدة إقامة النزلاء في المنشآت الفندقية خلال الربع الأول 2024 بنسبة 7% مقارنة بالمرحلة ذاتها من العام الماضي، فيما بلغ عدد زوار المحميات الطبيعية 110 آلاف، وزار الوجهات الثقافية نحو 8000 سائح، خلال 2023.
إنجازات 
بفضل توجيهات صاحب السموّ الشيخ سعود بن راشد المعلّا، حققت إمارة أم القيوين إنجازات عدة على جميع المستويات، حيث وقّعت اتفاقية بين حكومة أم القيوين وشركة موانئ هاتشيسون التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً، لتطوير وتشغيل مرافق حاويات ميناء أحمد بن راشد بأم القيوين، وستقيم موانئ هتشيسون أم القيوين ضمن تشغيلها لحاويات الميناء أربعة مرافق للرسو بطول 845 متراً على امتداد مساحة 23 هكتاراً، في إطار مخطط لتطوير مرافق الميناء الذي يُعدّ جزءاً من خطط التطوير المستقبلية.
شهدت أم القيوين، منذ تولي صاحب السموّ الشيخ سعود بن راشد المعلّا، مقاليد الحكم بالإمارة في الثاني من يناير 2009، نهضة كبرى في جميع المجالات، ارتكزت على رؤية ثاقبة وعزيمة قوية وتخطيط محكم لبناء إمارة عصرية، إذ تم تحديث الدوائر المحلية لمواكبة ثورة الاتصال والمعلومات.
16 عاماً من البسالةِ والبناء، قاد فيها سموّه أم القيوين بحكمة القادة وشجاعة المحاربين وخبرة العلماء، تمكن عبرها من إحداث تطور كبير وصل إلى حدّ الإبهار، وتبوّأت الإمارة مكانة مستقبلية واعدة، لاسيما أنها تمتلك بنى تحتية على أعلى المقاييس والمستويات العالمية، كما تمتلك مقومات النهضة في شتى المجالات.
وتمضي أم القيوين بخطى واثقة ومدروسة لتحقيق التميز في كل المجالات عبر حزمة من المشروعات الجديدة التي يتم تشييدها، حيث حققت خلال ال3 أعوام الماضية طفرة عمرانية ونهضة تنموية، رسم خطوطها الاستراتيجية صاحب السموّ حاكم أم القيوين، فتقدمت بخطى سريعة نحو المستقبل، وبرؤى استراتيجية واضحة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ سعود بن راشد المعلا حاكم أم القيوين أم القيوين الشیخ سعود بن راشد المعل ا حاکم أم القیوین البنیة التحتیة صاحب السمو على مساحة فی منطقة

إقرأ أيضاً:

حاكم الشارقة: تاريخ عُمان غني ومشرف وأصيل.. ووثقته في كتابي «سلطان التواريخ»

الشارقة: «الخليج»

تحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في لقاء بُث عبر قناة الشارقة، حاوره فيه محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، عن آخر إنجازاته التاريخية الفكرية «البرتغاليون في بحر عُمان» أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م، ويحتوي على 21 مجلداً يروي فيها سموه تفاصيل أحداث مرتبطة بشكل مباشر بالمنطقة وتاريخها وبحر عُمان بشكل خاص.

واستهل صاحب السمو حاكم الشارقة اللقاء التلفزيوني بشرحٍ مفصل لفكرة مشروع جمع وترجمة وطباعة الوثائق التاريخية الذي يعمل عليه سموه، ذاكراً سموه أنه في عام 1985 وبعد إتمامه درجة الدكتوراه وطباعة الأطروحة في كتاب، ذهب سموه إلى مكتبة الهند في بريطانيا مقابلاً مديرها بلومفيلد، الذي كان يمتلك خلفية كاملة عن التاريخ في جميع المجالات منها المكتبات والإدارة وغيرها، وهو من حول مكتبة الهند إلى المكتبة البريطانية الكبرى بمقرها الجديد.

أوضح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أنه سلم مدير المكتبة البريطانية الأطروحة، حيث أخذ يقلبها متسائلاً عن مصادر الوثائق التي جاءت فيها، سارداً سموه تفاصيل جهوده في الحصول على الوثائق البريطانية وانتقال سموه لمدينة مومباي الهندية للحصول على نُسخ من الوثائق وذلك لإتمام دراسة الدكتوراه بعد صعوبة الحصول عليها في بريطانيا، وكانت فكرة الذهاب إلى مومباي من سيدة هندية عجوز كانت تجلس في المكتبة وتعمل على أطروحة، وأوضحت لسموه أن مومباي تضم نفس الوثائق الموجودة في المكتبة.

وأخذ صاحب السمو حاكم الشارقة يشرح لبلومفيلد تفاصيل العقبات التي يواجهها الدارس في مكتبته، مشيداً سموه بمكتبة مومباي من حيث تفاصيل الكتب المبوبة للوثائق وسلاسة الحصول على المعلومات والمصادر، قائلاً سموه إن نفس هذه الإشكاليات التي يواجهها اليوم هنا في المكتبة البريطانية، كانت قد حصلت لسموه في البرتغال، موضحاً سموه رغبته في الحصول على الوثائق الشبيهة في المكتبة البريطانية، وقام سموه بتصوير جميع الوثائق والاستعانة بأشخاص مفرغين بعد تقديم التسهيلات من مدير المكتبة، مبيناً سموه أنه عمل نفس الخطوات في مكتبة في البرتغال للحصول على وثائق تاريخية تساعد سموه في دراسته وإصداراته.

وأشار سموه إلى أنه استعان بجهود موظفة في المكتبة البريطانية كانت تعمل في قسم الوثائق البرتغالية وتدعى فيونا ويلكي، حيث استأذن سموه مدير المكتبة بأن تُحال على التقاعد وتكفل سموه بتكاليف تقاعدها وتوظيفها مع سموه لتساعده في تجميع الوثائق البرتغالية، مشيراً سموه إلى أن المكتبة كانت تحتفظ بالوثائق البرتغالية، وذلك بعد استعادة مومباي من البرتغاليين، حيث أرادوا معرفة ودراسة المنطقة، كاشفاً سموه أن نقل وترجمة الوثائق البرتغالية للمكتبة البريطانية استغرقا 5 سنوات، عمل عليها شخص يدعى دنفر ويتحدث البرتغالية ومعه فريق عمل متمكن.

وبيّن سموه أن الوثائق البرتغالية تتناول مومباي وما وراءها وهي التي تهم الأشخاص هناك، موضحاً سموه اهتمامه لمعرفة الوثائق البرتغالية التي تتحدث عن تاريخ الخليج وبحر عُمان، وكانت فيونا حلقة الوصل بين سموه والمكتبة البريطانية للحصول على الوثائق البرتغالية، التي خصص لها سموه مكتباً في لندن، واستقطبت 4 أشخاص يتحدثون اللغة البرتغالية القديمة ويترجمونها للغة البرتغالية الحديثة، بالإضافة إلى فريق عمل يتكون من 29 شخصاً، للتعامل مع تحديات الوثائق التي تكون مكتوبة بخط اليد ومر على أوراقها زمن طويل أثرت في جودتها وحروفها وقراءتها.

وأضاف سموه أن فيونا كُلفت بالتعامل مع جميع الوثائق البرتغالية الموجودة في مراكز مختلفة حول العالم، مثل البرتغال أو إسبانيا أو منطقة غوا في الهند، حيث تتوزع الوثائق في الأرشيف الوطني البرتغالي ولها النصيب الأكبر بالإضافة إلى أرشيف الكنائس والجيوش والموانئ.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أنه عمل أيضاً مع شخص يدعى السيد مايكل بيندر وكان يعمل في وظيفة مسؤول مالي بشركة نفط الهلال وخصص له سموه مكتباً قريباً من منزله في منطقة يورك في الشمال البريطاني، وكانت تعمل معه سيدتان تقومان باستلام الوثائق من المكتبة البريطانية عبر نقلها لمنطقة يورك، وتقومان بتحويل الوثائق من خطوط الكتابة اليدوية إلى طباعة بالآلة الطابعة، ويقوم سموه بالتأكد من صحتها ومراجعة ما تم طباعته مع السيد بيندر عبر الاتصال الهاتفي أو عبر رسائل البريد.

وشرح سموه آلية عمل الفرق التي يأتي بعضها بالوثائق ومن ثم ترجمتها وطباعتها ويتم إدخالها كملف وترتيبها، مستعرضاً سموه وثيقة أرسلها السيد بريدم الذي وكلت له مهمة البحث والترجمة والطباعة إلى مايكل بيندر تضمنت تقريراً مفصلاً حول الخطوات وتوزيع العمل على الفريق، وكانت فيونا تعمل على توزيع النسخ حيث تبقى نسخة في بريطانيا ونسخة يحتفظ بها سموه معه، ويتم التواصل بعد توفر النسختين للمراجعة وقراءته.

وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أنه تتم المراجعة والوقوف على الاختلافات في الأسماء العربية والمناطق المذكورة في الوثائق، لافتاً سموه إلى أنه وفر تعريفات على هامش كل صفحة توضح هذه الاختلافات وهي ستفيد كل من يبحث في الكتب، مشيراً سموه إلى أن العمل في جمع هذه الوثائق وطباعتها بهذه الصورة حتى صدور هذه السلسلة استغرقت 36 عاماً، بداية من عام 1989م ولغاية يومنا هذا.

وكشف سموه أنه في شهر أغسطس من عام 2006 أي بعد 18 عاماً من بدء جمع وترجمة وطباعة الوثائق التاريخية، كان سموه يصلي صلاة المغرب وتلقى سموه مكالمة لم ينتبه لها إلا في صباح اليوم التالي، وتفيد المكالمة بقدوم فيونا مساء الأمس لتسليم آخر ملف من الوثائق وتهنئة سموه باكتمال المشروع، حيث تركت نسختين من الملف الأخير، نسخة واحدة لصاحب السمو حاكم الشارقة والنسخة الأخرى للسيد بريدم، وعندما طلب سموه الاتصال بفيونا لشكرها جاء الخبر الصادم بأنها فارقت الحياة بعد تسليمها الملف الأخير وعودتها إلى مقرها.

وأشار سموه إلى أنه بعد رحيل فيونا ذهب بريدم لمكتبها وأخذ الأوراق المهمة التي نقلها لمقره وكانت مرتبة لغاية ديسمبر 2006، وكتب بريدم مذكرة باللغة الإنجليزية حول تفاصيل المشروع وتم ترجمتها للغة العربية، وخط فيها جملة قائلاً: هذه المجموعة من الوثائق والترجمات لم يقم شخص وحتى البرتغاليون أنفسهم بمثل هذا الجمع، الذي قام به الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تم البحث في السجلات الأرشيفية في البرتغال وإسبانيا وغوا ودول أخرى عن مواد ذات صلة، وقد تم نسخ كل ما يتعلق بالخليج من الخط البرتغالي القديم وترجمته للغة الإنجليزية الحديثة.

وبيّن صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية العمل وجمع الوثائق الذي أُنجز، والذي لا يختص بسلسلة «البرتغاليون في بحر عُمان» ومجلداته ال 21 فقط، بل يُمكن من خلالها إصدار أكثر من 200 مجلد، والسلسلة الحالية تخص فقط بحر عُمان، مبيناً سموه طلب العديد من الأشخاص والمسؤولين كتابة ما يتصل بتاريخ الهند وشرق إفريقيا لما يمتلكه سموه من معرفة وأدلة ووثائق تعكس تاريخ المناطق المختلفة، موضحاً سموه أن هذه الوثائق لا تكون للقراءة اليومية والاستمتاع، بل لخدمة الباحثين والاستفادة منها، مشيراً سموه إلى أنه في آخر كل مجلد سيجد الباحث دليل الباحثين، الذي كتب فيه سموه ملخصات الأجزاء وتعليق سموه على الأحداث، بالإضافة إلى ترقيم الوثيقة وكتابة أرقام الصفحات وذلك تسهيلاً على الباحث.

وتناول سموه طرق الاستفادة من مخرجات هذا المشروع الذي يظهر الآن على شكل وثائق وأخرجت في صورة حوليات، مشيراً سموه إلى أن كل ملف من الممكن أن يخدم ما بين 150 – 200 وثيقة، ويستطيع الباحث من خلال قراءته الوقوف على التفاصيل والوصول لعدد من الوثائق التي تساعده في الحصول على درجة الدكتوراه، فهي منقحة والهوامش واضحة ومتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية.

وتحدث سموه عن سبب تسمية الإصدار «البرتغاليون في بحر عُمان» وتناوله منطقة بحر عُمان التي تمتد من باكستان لغاية مضيق هرمز ومنطقة صلالة في الجنوب، سارداً سموه أحداث هذه المنطقة وطريقة عبور السفن في البحر وإبحارها مع التيارات للتنقل بشكل آمن، إضافة إلى التحديات التي تواجه السفن في تحميل البضائع من الدول المختلفة وتبادلها، وذلك عبر المرور بموانئ و«بنادر» موجودة في بحر عُمان وليست في عُمان فقط.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن البرتغال لا تمتلك مركزاً على أراضي الخليج، واحتلالها للدول من خلال مراكز مختلفة، ولكن لا تقود الحروب، بل كانت قوتهم في البحر من خلال استخدام سلاح «البارود»، بينما أهالي المنطقة كانت أسلحتهم السيوف، وهذا ما يرجح كفتهم في الحرب، ويجعل استقرار البرتغاليين في الجزر، ضارباً سموه مثلاً عن مسقط وهي جزيرة تحيط بها الجبال.

وكشف سموه أن سلسلة «البرتغاليون في بحر عُمان» تضم 1138 وثيقة، وتم وضعها في ذاكرة إلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية، وسيتم توزيع 10 آلاف ذاكرة إلكترونية في معرض مسقط الدولي للكتاب هدية للزوار، وذلك لنشر الفائدة والانتفاع منه دون مقابل تسهيلاً على الباحثين.

ووصف سموه تاريخ عُمان بالغني والمشرّف والأصيل، مستشهداً سموه بكتابة «سلطان التواريخ» الذي تناول سموه فيه تاريخ ملوك وسلاطين عُمان، ومواجهتهم للاحتلال وانتصارهم عليهم وطردهم، مشيراً سموه إلى أنه دليل على قوة الوطنية عند أهالي هذه المنطقة والبلد، بداية من زمن قوم عاد وصولاً لمحاولات الفرس لاحتلال المنطقة وثم اليعاربة والبوسعيد، الذين ورثوا شرق إفريقيا وأخرجوا منها البرتغاليين وانسحبوا منها لغاية موزمبيق، التي كانت تمتد حدود عُمان منها ولغاية «جوادر».

وعن سبب تسمية صاحب السمو حاكم الشارقة كتابه «سلطان التواريخ» علق سموه بأن السلطان هو الحجة والعلم، موضحاً سموه أن الحِجة لمحاججة الناس في تواريخهم والرد عليهم بالدليل، والعلم من خلال إصدار الكتاب بأجزائه المختلفة، مبيناً سموه أن السلسلة تناولت التاريخ القديم الغامض، ولم يواصل سموه البحث في ما هو معروف وشائع ويستطيع الجميع الوصول إليه، وقد كتب فيه الكثير من المؤرخين.

الصورة

وذكر سموه دوافع البحث في الموضوع البرتغالي الذي جاء بعد الانتهاء من أطروحة في الاحتلال والافتراءات البريطانية، كان لابد من معرفة الأمر الذي جاء بهم للمنطقة، وبالبحث كانت الوثائق البريطانية توضح الصراع بين البريطانيين والبرتغاليين، وعلّل سموه دوافع وجود البرتغاليين بالدرجة الأولى احتلال القسطنطينية من قبل العثمانيين، الذي كان مركزاً للبابوية وأصدر «البابا» أمراً بمقاطعة منتجات المسلمين وكل ما يوردونه سواء القادم من إيطاليا أو مصر، وعدم التعامل والتواصل معهم.

وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة أن الأوروبيين كانوا يستوردون البهارات لحفظ اللحوم من رائحة العفونة وتغيير الطعم، ولا توجد لديهم منتجات قطنية وحريرية ويصعب على النساء خاصة في فصل الصيف لبس الملابس الصوفية، ولذلك كانت الحاجة مُلحة لاستيراد البهارات والقطن والحرير من الهند والصين.

وتحدث سموه عن طريق الحرير الذي يبدأ من غرب الصين انتقالاً لبلاد السند وصولاً لكرمان في شمال إيران ثم شمال سوريا وتركيا انتهاءً بدول أوروبا، موضحاً سموه أن المناطق التي يمر بها طريق الحرير تواجه في بعض الأحيان انقطاعاً بسبب الحروب أو قُطاع الطرق فتقف البضائع، مستذكراً سموه أحد الأحداث التي وقعت في شمال الهند وبالتحديد على حدود أفغانستان، ولم تستطع القافلة المرور، فأخذوا يغيرون طريق البضائع ويستخدمون نهر السند للتنقل جنوباً حتى يصلوا لبحر عُمان من مصب نهر السند، وكانت السفن تتحرك لغاية هرمز ثم إلى منطقة ماغستان ومنطقة شاميل ومنطقة توزرج من ثم إلى كرمان، لتكمل القافلة مشوارها في طريق الحرير.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن بعض التجار كانوا يسلكون مصب نهر السند إبحاراً إلى صُحار وصولاً إلى مليحة ومن ثم إلى ميناء الدُّور في أم القيوين، ومن ثم تنقل البضائع إلى بلاد فارس، أو يسلكون الطريق الآخر من خلال دبا، ذاكراً سموه أن ظهور طريق دبا أشعل الخلاف بين العمانيين وضباط إسكندر الأكبر في مليحة، وذلك رغبةً في عدم انقطاع مرور البضائع عنهم، وهذا ما يفسر وجود عدد كبير من رؤوس الأسهم في منطقة مليحة.

وتحدث سموه عن الخدعة التي قام بها أهل كرمان لنقل الحرير من الصين إليهم، حيث كان ممنوعاً نقلها للخارج، سارداً سموه أن أهل كرمان أخذوا نساءهم ووضعوا بيوض الحرير في شعورهن واستطاعوا نقلها من الصين إلى كرمان، وأضاف سموه أن أغلب الاتفاقيات التي توضحها الوثائق التاريخية كانت مع الهولنديين والبرتغاليين والإنجليز ورغبتهم في شراء الحرير من الصين.

وكشف سموه أن الهنود البُهره هم من كانوا يتحكمون في مرور البضائع من مصر إلى أوروبا، وبالتحديد في عهد الفاطميين، وكانت عائلة كريمي هي المالكة للشركة المصدرة، وجميع العاملين فيها من نفس العائلة بداية من ربان السفينة والموظفين في المراكز، ومع خروج الفاطميين من مصر على يد المماليك خرج البُهره وانسحبوا ورجعوا إلى الهند.

ورد صاحب السمو حاكم الشارقة على ادعاءات البرتغاليين في قصة فاسكو ديغاما وقيامه ب 6 رحلات حتى وصل لرأس الرجاء الصالح، ذاكراً سموه أنها سفن ذهبت لتستكشف وبالصدفة استطاع المرور من جنوب إفريقيا.

وتحدث سموه عن مساعدة المسلمين للإيطالي كريستوفر كولومبوس الذي أراد اكتشاف العالم الجديد ليصل إلى الهند، وقصته في مدينة غرناطة الإسبانية عندما كانت محاصرة وإصراره على الدخول للمدينة، مشيراً سموه إلى أن كولومبوس فور دخوله سأل عن المكان الذي تُبنى به السفن التي تُبحر في المحيط، ذاكراً سموه أن كولومبوس التقى بأحد العلماء المسلمين وسأله عن ركوب البحار، وقام العالم المسلم بإعطائه الخرائط والتفاصيل الخاصة بالإبحار وصولاً للهند، وهذا يدل على مرور العرب في جنوب إفريقيا قبل الجميع.

وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة جانب الأمانة العلمية في نقل الأحداث كما جاءت في الوثائق والتاريخ دون زيادة أو نقصان، كاشفاً أنه يستعين بأساتذة من جامعات عديدة من مختلف دول العالم يساعدون سموه في القراءة والبحث عن المزيد من التفاصيل في التاريخ، عارضاً سموه أحد الكتب التي يمتلكها باللغة البرتغالية وتحتوي على وثيقة لم تظهر في البحث، ذاكراً سموه أن أحد الذين يعملون معه وهو بين سلوت مدير أرشيف الهيك في هولندا، قد قرأ وثيقة تحمل عنوان «حوليات في حكام نواب الملك» وهي إحدى مراسلات نواب ملك البرتغال، وكان النائب في منطقة «كنك» في بر فارس.

وسرد سموه ما جاء في الوثيقة على لسان المتحدث: لقد اتصلت بكايد وقمت بترتيب اغتيال الإمام سيف بن سلطان إمام اليعاربة في عُمان، مشيراً سموه إلى أن الوثيقة ذكرت أن رجلاً من أهل كايد سيشارك معهم، ومحمد بن سيف بن علي القاسمي حاكم الصير، ومحمد بن محمد بن ناصر بن جيفر المالكي، موضحاً سموه أنهم دخلوا من شمال صُحار إلى سمائل، موضحاً سموه أن الإمام كان يسلك الطريق المؤدي من مسقط إلى نزوى عبر سمائل، ولكن صادف ذلك اليوم تغيير الطريق وتم كشف مخططهم والقبض عليهم.

ويأتي ذكر سموه هذه القصة ونشر وثيقة نائب ملك البرتغال في كتابه من أجل المحافظة على الأمانة العلمية في نقل الأحداث، ولم يخبئ سموه أو يحسن صورة القواسم في القصة وفعلهم الشنيع ومحاولتهم قتل رئيس وإمام الدولة.

وأشار سموه إلى أنه لم يكتف بذكر القصة فحسب، بل اتصل على صديقه السيد باروس في مكتبة غوا بالهند، ليستفسر عن الوثيقة البرتغالية التي تروي القصة، ولم تكن المكتبة تمتلك الوثيقة وقتها حيث استعارها البرتغاليون من المكتبة، وتحدث سموه عن جهوده في توفير الوثيقة ووجودها في مكانها، حتى لا يأتي الباحث ولا يجد المعلومة الكاملة وينقل التفاصيل ناقصة.

وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة وضعه تعليقاً في الكتاب جاء فيه، للأمانة العلمية لم أقم بإخفاء تلك الوثيقة التي بها ما يمس سمعة القواسم فقمت بنشرها كما جاءت في كتاب وثائق مجلس الدولة، وهو الجزء الثالث في موسوعة سلطان التواريخ، داعياً سموه الباحثين لعدم إغفال الحقائق في بحثهم ودراساتهم.

واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه في اللقاء التلفزيوني موجهاً شكره لكل من سيستمع إلى اللقاء المطول، متمنياً سموه أن تعم الفائدة على جميع، من استمع للحديث المصور أو قرأ إصدار «البرتغاليون بحر عُمان».

سقوط الأندلس من أسباب وجود البرتغاليين في المنطقة

أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن أسباب وجود البرتغاليين في المنطقة يعود إلى سقوط الأندلس وانتصار المسيحيين، في الوقت الذي يقابله هزيمة المسيحيين في القسطنطينية، مشيراً سموه إلى رغبتهم في خوض حرب في المنطقة، حيث كانت الصين تمتلك أسطولًا حربياً تجارياً يصل لغاية سريلانكا «سيلان»، وتدخل في المنطقة للتبادل التجاري، موضحاً سموه أن ساحل فارس كان يضم مدارس باللغة الصينية كما أن مدينة كانتون في الصين بها مدارس فارسية.وتحدث سموه عن عدة طرق للتجارة قديماً قبل طريق الحرير الذي كان يأتي من الخليج العربي إلى البصرة وتنتقل القوافل إلى حلب ثم طرسوس وصولاً للبندقية في إيطاليا وذلك عبر السفن، واصفاً سموه أن الطليان كانوا المتحكمين في التجارة بالبحر المتوسط، أما الطريق الآخر فيكون من البحر الأحمر ثم القصيّر وبعدها عبر القوافل إلى الإسكندرية ثم إلى أوروبا.

إشراف مباشر في إخراج الكتب والإصدارات

تحدث صاحب السمو حاكم الشارقة عن إشرافه المباشر في إخراج الكتب والإصدارات الخاصة به، كاشفاً سموه أنه يقرأ الإصدار 5 مرات، يقوم سموه خلالها بإعادة الصياغة والتعديل والإضافة، والتركيز على عدد الفقرات والأسطر والكلمات، مع مراعاة أدوات القراءة وعلامات الترقيم وتسلسل الأفكار لضمان ترسيخها في عقل القارئ وسلاسة تلقيه المعلومات.وأضاف سموه أنه فور وصول الكتاب إلى مرحلته الأخيرة فإنه يلقي نظرة أخرى عليه قبل الطباعة، ويكون سموه أول من يقتني الإصدار ويقرأه كاملاً قراءة نقدية، مشيراً سموه إلى أنه يشيد بعمله ونفسه أحياناً وتارة أخرى ينتقد بعض ما جاء في الكتاب ويعيد صياغته، فيعيش سموه تجربة القارئ ليكون المخرَج مفيداً ويلبي رغبة القارئ، وهو أسلوب علمي من الدرجة الأولى.

مقالات مشابهة

  • نفاد جميع نسخ «البرتغاليون في بحر عُمان» من معرض مسقط (فيديو)
  • نفاد جميع نسخ «البرتغاليون في بحر عُمان» من معرض مسقط
  • محمد بن راشد: انطلاقنا نحو المستقبل مرتكز على إرث حضاري غني
  • ولي عهد أم القيوين يطلق مشروع «داون تاون أم القيوين» المتكامل على ساحل الإمارة
  • حاكم الشارقة: تاريخ عُمان غني ومشرف وأصيل.. ووثقته في كتابي «سلطان التواريخ»
  • سفراء أميركا اللاتينية يشيدون برؤية الإمارات في ترسيخ العمل الإنساني العالمي
  • سلطان عمان يستقبل حاكم الشارقة في قصر العلم
  • سلطان عُمان يستقبل حاكم الشارقة في قصر العلم
  • زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، قيادة لواء خليفة بن زايد الثاني المحمول جواً التابع لقيادة حرس الرئاسة.
  • حميد بن راشد يستقبل حمد الشرقي بالرباط