تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في قلب الصراع الثقافي والسياسي الذي يعيشه المجتمع السوري، يبرز الجدل حول مسألتين ساخنتين: الحجاب والخمور. 

بينما تتباين الآراء حول هاتين القضيتين، يعكس هذا الجدل انقسامًا اجتماعيًا عميقًا بين مكونات الشعب السوري، ويطرح أسئلة مهمة حول الهوية، الحرية الشخصية، والعادات الاجتماعية في ظل الظروف الراهنة.

الحجاب.. بين التدين والاختيار الشخصي

يشهد المجتمع السوري منذ سنوات تطورًا في تزايد ارتداء الحجاب، سواء كان ذلك نتيجة للضغط الاجتماعي أو قناعة دينية.

و يراه البعض رمزًا للالتزام الديني والتقاليد، بينما يراه آخرون تقييدًا للحرية الشخصية وتعبرًا عن التأثيرات السياسية والدينية التي تسعى بعض القوى إلى فرضها. 

وفي بعض المناطق، أصبح الحجاب شائعًا بشكل أكبر، خاصة في المدن ذات الطابع المحافظ، حيث يتزايد الحضور العام للنساء المحجبات في الشوارع والمؤسسات. ومن جهة أخرى، يرى منتقدو هذه الظاهرة أنها جزء من محاولات فرض الأيديولوجيا الدينية على المجتمع السوري في ظل الحرب والمعاناة.

الخمر: تحدٍ للخصوصية الثقافية وواقع جديد

فيما يتعلق بالخمور، فإن استهلاكها يظل محط جدل آخر. في سوريا، تاريخيًا، كانت المدن الكبرى مثل دمشق وحلب تعرف بمزاجها الليبرالي نسبيًا فيما يتعلق بالعادات الاجتماعية، بما في ذلك تناول الخمور.

 ولكن مع تصاعد النزاعات والأيديولوجيات المتنوعة، بدأت أصوات متشددة تروج لمواقف صارمة ضد الخمور، معتبرة إياها تهديدًا للهوية الثقافية والدينية للمجتمع. 

وفي المقابل، يرى البعض أن حق الفرد في الاختيار هو أساس الحريات الشخصية، وأن منع الخمور يتنافى مع مبادئ التعددية والحرية التي تسعى بعض القوى لتكريسها في المجتمع السوري بعد الحرب.

أزمة الهويات الثقافية في سوريا

الجدل حول الحجاب والخمور ليس مجرد مسألة اجتماعية بل هو انعكاس لصراع أوسع حول هوية سوريا في مرحلة ما بعد الحرب.

 حيث يتداخل الدين مع السياسة، ويتداخل التقاليد مع رغبات التجديد.

و بالنسبة للبعض، تمثل هذه القضايا فصولًا من تاريخ سوريا الحديث، حيث تأثر المجتمع بالتغيرات العالمية واندفاعات الحداثة.

 أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي معركة للحفاظ على العادات التي لطالما كانت جزءًا من الهوية السورية التقليدية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشرع سوريا الخمور ارتداء الحجاب المجتمع السوری

إقرأ أيضاً:

أولهم بشار الأسد.. الشعب السوري يتطلع لمحاسبة مجرمي الحرب

بفارغ الصبر، ينتظر الشعب السوري محاسبة أسماء عديدة من نظام البعث، الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وفي مقدمتهم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

 

الجرائم التي ارتكبها مسؤولو النظام السابق ضد الإنسانية اعتبارا من 2011، عبر العديد من الطرق منها، استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين والتعذيب الممنهج والتهجير القسري، حظيت بتغطية دولية واسعة في تقارير الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات.

 

مع ذلك، أفلت هؤلاء المجرمون حتى اليوم من المساءلة عن جرائمهم التي ارتكبوها بفضل "سلطة النقض" (فيتو) التي استخدمتها روسيا والصين في مجلس الأمن.

 

لكن مع الإطاحة بنظام البعث الذي دام 61 عاما في سوريا، ظهرت المزيد من الأدلة على انتهاكات حقوق الإنسان، والتي ستلعب دورا كبيرا في محاكمة المتورطين في الجرائم.

 

واستنادا لمصادر مفتوحة، جمع مراسل الأناضول أشهر الأسماء التي خدمت سابقا في وحدات أمنية رفيعة المستوى تابعة لنظام الأسد، والذين كان لهم دور كبير في جرائم الحرب بحق السوريين.

 

- بشار الأسد.. مهندس الوحشية في سوريا

 

يأتي بشار الأسد، الذي فر إلى روسيا، في صدارة الأسماء التي يتطلع السوريون لمحاسبتها، لكونه قائد تلك الفترة التي شهدت استخدام العنف اعتبارا من المظاهرات السلمية، ولموافقته على استخدام الأسلحة الكيماوية.

 

كما كان للأسد دور في توجيه قوات الجيش والأمن الخاضعة لقيادته لأساليب التعذيب الوحشية بحق السوريين المعارضين له.

 

الأسد وصف في 2011، المتظاهرين والمطالبين بسوريا أكثر حرية وديمقراطية بالـ "إرهابيين" وقام بتعبئة قوات الأمن لقمع تلك التحركات الشعبية.

 

وخلال الحرب على الثورة السورية المشروعة، تسبب الأسد في مقتل مئات الآلاف من السوريين وتعذيبهم وتشريد الملايين داخل وخارج البلاد.

 

وبناء على معلومات الشبكة السورية لحقوق الإنسان (منظمة حقوقية مستقلة) التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين، نفذ النظام 217 هجوما بالأسلحة الكيماوية ضد المناطق المدنية في السنوات الـ12 الماضية.

 

وكان الهجوم الأول في حي البياضة بمحافظة حمص (وسط) في ديسمبر/ كانون الأول 2012، حيث قتل في الهجوم الكيماوي ألف و514 شخصا بينهم 214 طفلا وأصيب 11 ألف آخرين.

 

تلاه في أغسطس/ آب 2013، الهجوم الكيماوي على منطقة الغوطة الشرقية بالعاصمة دمشق، التي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف 400 مدني.

 

ويُعتبر بشار الأسد بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة السورية في عهد النظام البائد، مهندس المأساة الإنسانية التي حلت بالمدنيين من خلال الضربات الجوية التي استخدمت فيها البراميل المتفجرة ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

وبحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن طيران النظام السوري استخدم البراميل المتفجرة 81 ألفا و916 مرة على المناطق المدنية منذ يوليو/ تموز 2012، ما أسفر عن مقتل نحو 11 ألفا و87 مدنيا بينهم 1821 طفل.

 

- ماهر الأسد.. قائد عمليات الحصار والإعدام

 

ماهر الأسد شقيق بشار الأسد وأحد جنرالات جيش النظام السوري المخلوع، يبرز كواحد من الشخصيات الرئيسية في قائمة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية.

 

ماهر أحد كبار مسؤولي الآلية العسكرية والاستخباراتية للنظام السوري، متهم بتنفيذ تفجيرات عشوائية وعمليات عسكرية باستخدام الأسلحة الثقيلة في التجمعات السكنية.

 

وبحسب تقرير مؤلف من آلاف الصفحات لمجموعة من المنظمات غير الحكومية الأوروبية بشأن الهجمات بالسلاح الكيماوي في منطقتي الغوطة الشرقية وخان شيخون بإدلب (شمال)، جاء اسم ماهر الأسد بأنه هو الذي أعطى الأمر بارتكاب هذه الجرائم.

 

ولعبت الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد، دورا رئيسيا في الحصار والقصف والهجمات في أنحاء سوريا خلال 14 عاما، حيث حاصرت مناطق مثل الغوطة الشرقية مما تسبب في وفاة آلاف المدنيين بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية.

 

ومن المعروف أيضا، أن ماهر الأسد هو رئيس شبكة إنتاج وتهريب المخدرات "الكبتاغون" التي كانت تشحن إلى دول المنطقة والعالم بشكل كبير.

 

وأدت التطورات في سوريا عام 2011 وانهيار النظام السياسي والاقتصادي في لبنان إلى انتشار تجارة الكبتاغون في المنطقة.

 

وقدر "مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية" المتابع لتجارة الكبتاغون في العالم العربي أن نظام الأسد حصل بين عامي 2020 و2022، على متوسط ​​2.4 مليار دولار سنويا من سوق الكبتاغون العالمية تبلغ قيمتها حوالي 5.7 مليارات دولار.

 

- علي مملوك.. اسم بارز في سياسات القمع

 

علي مملوك يُعتبر اليد اليمنى لبشار الأسد ورئيس مجلس الأمن القومي للنظام المخلوع، ومن الأسماء البارزة المسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب وممارسات التعذيب في البلاد.

 

وتشير التقارير إلى أن المؤسسات الاستخباراتية والأمنية التي كان يقودها مملوك مسؤولة عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين.

 

الوحدات الأمنية التابعة لمملوك، مارست القمع والتعذيب الممنهجين ضد المتظاهرين والصحفيين والناشطين وعمال الإغاثة وعرضت المعتقلين للعنف الجسدي والجنسي والنفسي.

 

مملوك وُضع على قائمة العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب، وصدرت بحقه مذكرة اعتقال في فرنسا عام 2018 بتهمة انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب الوحشي حتى الموت.

 

- جميل حسن.. متهم بتعذيب المعتقلين بالسجون

 

يُتهم جميل حسن الرئيس السابق للمخابرات الجوية في النظام المخلوع، بتنظيم انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وجرائم حرب في عهد النظام.

 

نفذ حسن في فترة ولايته التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء والاعتقالات الجماعية أثناء قمع المظاهرات.

 

واتهم حسن بارتكاب جرائم حرب في لائحة الاتهام التي قدمتها وزارة العدل الأمريكية بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

 

وذكرت اللائحة أن حسن "أحرق السجناء بالأسيد (حمض) بعد تعليقهم في السقف من معصمهم، وجعل السجناء يستمعون إلى صراخ من تعرضوا للتعذيب، وأجبر السجناء على البقاء في نفس الزنزانة مع جثث القتلى.

 

-عاطف نجيب.. قمع الاحتجاجات في درعا

 

شارك عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد والرئيس السابق لمديرية الأمن السياسي للنظام المخلوع في درعا (جنوب)، في قمع المظاهرات السلمية عام 2011.

 

الاحتجاجات في درعا بدأت كرد فعل على اعتقال وتعذيب الأمن لأطفال كتبوا شعارات مناهضة للنظام على جدران إحدى المدارس في المدينة.

 

وجرى قمع التظاهرات السلمية بعنف شديد وبتعليمات من عاطف نجيب، الذي مارس العقاب الجماعي بحق أهالي درعا ومنع وصول المياه والغذاء والمساعدات الطبية إلى المنطقة.

 

- قوائم تحتوي على آلاف أسماء الأشخاص

 

أنشأت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قاعدة بيانات شاملة تتضمن تفاصيل الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد والمسؤولون عنها طيلة 14 عاما.

 

وتضمنت القوائم أسماء 16 ألفا و200 شخص ثبت مسؤوليتهم عن الجرائم أو المرتبطين بها، شملت أشخاصا من القوات العسكرية والأمنية ومن ميليشيات النظام والمعروفة محليا بـ"الشبيحة" ومجموعات موالية أخرى.

 

ومن أبرز الأسماء، فهد جاسم الفريج وزير الدفاع السوري السابق، والعماد علي أيوب، واللواء زهير الأسد واللواء سليم حربا رئيس اللجنة العسكرية في حلب واللواء حسام لوقا رئيس إدارة المخابرات العامة وغيرهم.

 

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

 

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.


مقالات مشابهة

  • الإعلان عن أولى المشاريع الكبرى التي ستنفذها تركيا في سوريا
  • أولهم بشار الأسد.. الشعب السوري يتطلع لمحاسبة مجرمي الحرب
  • من السعودية إلى سوريا.. إليكم عدد الطائرات الإغاثية التي وصلت دمشق للآن
  • عمرو أديب : كل الدول التي أرسلت مسؤولين لـ سوريا لها مصالح
  • صناعة الآلهة!
  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الرابعة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري
  • إعلامي: على الشعب السوري المحافظة على مقدرات الدولة
  • مادورو يحذر من "إرهاب رقمي" شلّ المجتمع السوري
  • الكشف عن الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيين في غزة