بين القصف والبرد.. مأساة أطفال غزة لا تنتهي
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
في عالمنا الذي يعج بالتكنولوجيا والرفاهية، يعيش أطفال غزة واقعًا مختلفًا تمامًا.. واقعًا مليئًا بالصعاب والمعاناة، حيث تطحنهم الحياة القاسية وتسرق منهم براءة الطفولة.
بينما يرقص العالم على أنغام الاحتفالات بقدوم عام جديد بين الأضواء وأصوات الألعاب النارية، يعيش أطفال غزة في ظلام دامس يصرخون من الألم والبرد، يواجهون قسوة الحرب والشتاء القارس، مطالبين العالم أن ينظر إليهم.
وبين أنقاض منازلهم المدمرة وبقايا ذكرياتهم المحطمة، يتشبث أطفال غزة بحلم خافت في غدٍ أفضل، في ظل واقع قاسٍ يسرق منهم طفولتهم ويحمل كاهلهم أعباء تفوق قدرتهم.
الاحتلال يقصف خياما تؤوي نازحينالمشهد يتكرر بعد كل غارة يشنها الاحتلال على قطاع غزة، ولا سيما عندما يستهدف النازحين. قصف الاحتلال خياما تؤوي نازحين في القطاع أسفر عن شهداء ومصابين في موقع اعتقد النازحون إليه أنه بمنأى عن الاستهداف.
منظر المجازر يتجدد في سجل حافل من المذابح التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تستهدف نيرانه أشكال الحياة كافة.
أينما تجد أحياء يتنفسون وأبرياء يحاولون العيش في واقع أقل ما يوصف بأنه مأساوي في غزة، تجد فوهات مدافع الاحتلال وبنادقه وهي تحصد الأرواح حتى ولو صغار لجأوا إلى خيام واهية لا تصمد أمام أدراج الرياح.
واليوم، لقي 7 رضع حتفهم في قطاع غزة جراء البرد القارس الذي ضرب المنطقة خلال الأيام الماضية، وتسببت موجة الصقيع الشديدة في انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد وفيات الأطفال بين النازحين؛ بسبب موجات البرد القارس والصقيع، ليصل العدد إلى سبع حالات خلال أسبوع واحد.
غزة تحت وطأة البرد.. وفاة 7 رضع خلال أسبوع واحد جراء الموجة الباردةمحلل سياسي: تصريحات ترامب المتناقضة حول غزة تثير القلق
وهناك أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و21 يومًا، إضافة إلى وفاة ممرض في خيمته بمواصي خان يونس، وفق وسائل الإعلام الفلسطينية.
وسبق أن حذرت الأمم المتحدة من المخاطر التي يشكلها البرد على حياة الأطفال، في وقت يعاني فيه النازحون من ظروف مأساوية داخل الخيام المتهالكة التي لا توفر الحماية الكافية، كما تتوقع الأرصاد الجوية استمرار الصقيع والأمطار الغزيرة، وهو ما يزيد من معاناتهم.
وكرر المكتب الإعلامي في غزة دعوته إلى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى التدخل الفوري للضغط على الاحتلال لوقف جرائم الإبادة الجماعية، كما طالب بتوفير مساعدات أساسية تشمل المأوى والغذاء والدواء لضمان سلامة المدنيين وحمايتهم من برد الشتاء القارس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة نازحين المعاناة أطفال غزة الحياة القاسية المزيد أطفال غزة
إقرأ أيضاً:
غزة تستغيث: تجمدنا يا عالم (2)
صادق سريع
في غزة وداعات لا تنتهي، يولد طفل ويستشهد والده، وتتأرمل أمه بتأريخ واحد، فالموت هناك يمر كثيراً على أهل غزة، ولا يقطع زياراته لهم ليلاً ونهارا، لكنهم لم يموتوا، ولا هم أحياء، بل أموات يتنفسون.
وكم أطفال جرحى من ضحايا الحرب القذرة، مثل تلك الطفلة الجريحة التي أُجبرها الجيش الفاشي على النزوح من شمال إلى جنوب غزة والمرور من سط أكوام الدمار ووحشة المكان وصعوبة الظروف، وشدة البرد والقصف المستمر.
وكم نساء مثل تلك المرأة النازحة كرهاً بساق مبتورة من بيت حانون شمال غزة إلى جنوب القطاع المنكوب، حيث أختار لها الموت، برفقة عائلتها الحزينة التي بات أغلب أفرادها في خبر كان.
في غزة بحت أصوات الإستغاثات ، لا طعام ولا دواء وماء ولا أمان، ولا إسعاف ولا أكفان، هناك فقط بشر تموت في الخيام من شدة البرد في ليالي برد الشتاء، وقلوب تتوقف من شدة البرد، وأطلال مشافي مدمرة وأصوات انفجارات هنا وهناك، وبكاء ومآتم لا تنتهي، وكلاب ضالة تنهش جثث الموتى في الأزقة والشوارع والساحات العامة، وتحت ركام الدمار.
أيا أمة محمد، أيعقل أن تتوقف قلوب أطفال المسلمين من شدة البرد في ليالي هذا الشتاء البارد!؟ وتُقدم جثت الموتى وجبة شهية للقطط والكلاب الجائعة؟!!
أعجزت أمة الإسلام وأمم هذا العالم الرخيص عن تدفئة أطفال رضَّع من البرد!؟
قيل في أساطير الزمن الغابر أن العرب لم تكن تنام على ثأر، فما بال الأعراب اليوم يمسون ويصبحون ويمضون حياتهم في الذل والمهانة تحت حكم لص وضيع يشار إلى اسمه بالكيان اللقيط، تسلط على أرض ليست ملكه ، وأنما ملك شعب فلسطين!؟
وهكذا جاء الرد على صمت العالم الحقير من جدارية خطها مقاوم جريح على مستشفى الشفاء بغزة؛ “ستبقى لنا غزة وإن أصابها خذلان العالم كله”.
عندما سُئل الكاتب الساخر “مارك توين”: كيف تكون الإنسانية؟ أجاب بكل بساطة: “إذا كانت الفرحة في قلوب الآخرين تسعدك.. فأنت إنسان”.
وهذا هو النداء الأخير من أهل القطاع لمعشر المسلمين: مستشفيات غزة تُحرق وتُباد في هذه اللحظات، (الأندونيسي، كمال عدوان، العودة .. الخ)، فماذا أنتم فاعلون!؟
لا شيء سيفعلون غير الاحتفال بعيد رأس الميلادية (الكريسمس) على جثت وهياكل وعظام الغزيين.
ما الذي سيذكر العرب (إنَّ غزة تُباد)، إن لم يذكرهم ما يرونه كل يوم من مشاهد الدمار، ومجازر الإبادة الجماعية، وحرب التجويع، وصرخات الثكالى، وآنات الجرحى (ضحايا إجرام الليكود الذي يفتك بكل شيء يتنفس في غزة حتى الجماد)!؟
فهل ستذكِّرهم كلمات أغنية “وين الملايين”..
الشعب العربي وين
الغضب العربي وين
الدم العربي وين
الشرف العربي وين
أُكتب يا زمان
الثورة إيمان
الثورة عنوان.
لتذكير العرب الأحرار والمطبعين، ها قد وصلت أرقام حرب إبادة غزة في اليوم الـ454 مُنذ بدء العدوان الصهيو – أمريكي، إلى 46 ألف شهيد، وأكثر من 120 ألف جريح ومفقود، بينهم 18 ألف طفل شهيد؛ بمعدل طفل شهيد كل 40 دقيقة، والناجي من أطفال غزة يموت من الجوع والمرض والتشريد والتهجير، ومن برد الشتاء القارس.
اللهم يا من لا يهزم جنده، ولا يخلف وعده، ولا إله غيره، كن لغزة عوناً ونصيراً ومعيناً..
اللهم انصرهم ولا تنصر عليهم، واجعل نصرهم للعالم آية يا جبار يا عزيز.