ما زالت الشائعات تتردد حول الحالة الصحية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إثر العملية الجراحية العاجلة التي أجراها قبل أيام، مما دفع خبراء وأطباء إسرائيليين لتقديم التماس للمحكمة العليا يطالبون فيه بنشر تقرير طبي شامل وواضح عن حالته.

هايدي نيغيف، الكاتبة في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكدت أنه "مباشرة بعد انتهاء نشرات الأخبار، أعلن مكتب رئيس الوزراء بشكل مقتضب أن نتنياهو خضع لعملية جراحية لإزالة البروستاتا، مع أننا أمام إنسان تجاوز بالفعل سن 75 عامًا، مما يدعو الإسرائيليين للتحدث علانية عن حالته الصحية، لكن المشكلة، باعتراف الجميع، أنهم لا يعرفون شيئًا عنها.



فيما يمتنع مكتبه باستمرار عن نشر تقرير شامل وحديث عنها، مما يعني أن الإسرائيليين ليس لديهم معلومات عن الحالة المعرفية والجسدية والعقلية لمن يقف على رأس الدولة، ويتخذ قرارات مصيرية بشأنه حياتهم".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "رئيس الولايات المتحدة جو بايدن سحب بالفعل ترشيحه للانتخابات الرئاسية بسبب حالته الصحية المتراجعة، ومع ذلك فلا نتوقع سلوكا مماثلا من نتنياهو، الذي أثبت على مر السنين أن منصبه وكرسيّه هو الأهم بالنسبة له، بغض النظر عن وضعه القانوني، ومهما كانت ظروفه الصحية سيئة".



وأشارت إلى أن "المشكلة التي تواجه الإسرائيليين في هذه المسألة أن لديهم نقصا في المعلومات عن الحالة الصحية لرئيس حكومتهم، وهو مؤشر يليق فقط بالدول الأكثر تخلفاً، بل إن نتنياهو حصر الحديث عن حالته الصحية بصديقه المقرب رئيس الجهاز الطبي، الدكتور تسفيكا بيركوفيتش، الذي نشر في ديسمبر 2023 أن رئيس الوزراء يخضع لمراقبة طبية صارمة وروتينية، دون نتائج غير عادية، وأنه يحافظ على نمط حياة صحي ونظام غذائي سليم، وتم فحص جهاز تنظيم ضربات القلب المزروع في جسده، وتبين أنه يعمل بشكل صحيح".

وأوضح أنه "رغم عدم وجود تفاصيل حول سبب تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب في المقام الأول، وهو إجراء غريب، فإن الإعلان الأخير عن عملية إزالة البروستاتا، لا يوجد لها تفسير طبي شامل، مما يطرح أسئلة حقيقية وجدية عن الوضع الصحي لنتنياهو، في ظل أن القانون الأساسي لا يتعامل مع طبيعة الحديث عن الرعاية الطبية لرئيس الوزراء، مما يعيد لأذهان الإسرائيليين ما حصل إبان السكتة الدماغية التي أصيب بها رئيس الوزراء آنذاك أريئيل شارون في 2006، واستمرت عدة سنوات".

وأضاف أن "حالة التعتيم المحيطة بالظروف الصحية لنتنياهو في الحالات الروتينية والطارئة، مخالفة للأوضاع الطبيعية في أي دولة عادية، لأن من حق الجمهور الاطلاع عليها، وهي في باقي الدول مسألة روتينية، أما في إسرائيل فلا وجود لها، في حين أنه في الولايات المتحدة، يُطلب من المسؤولين تقديم تقرير عام، بدءًا من بيانات رأس المال، وحتى حالتهم الطبية، ويتم نشر تقرير نصف سنوي على موقع البيت الأبيض يستعرض التاريخ الطبي لنائب الرئيس، بما يتضمن نتائج الاختبارات المفصلة من ضغط الدم إلى النظر والحساسية، وحتى المكملات الغذائية التي يتناولها".

وختم بالقول إن "الشائعات المحيطة بمشاكل نتنياهو الطبية لن تتوقف، ولا تتعلق بالأسئلة المتعلقة بالمكملات الغذائية التي يتناولها، بل بخطر خلق فراغ حكومي، يهدد دولة الاحتلال برمّتها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو نتنياهو الاحتلال عملية جراحية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة

غزة- «عُمان»- بهاء طباسي: في ساعات الليل الأولى من الإثنين، الثاني والعشرين من أبريل 2025، اشتعلت السماء فوق غزة بموجات متلاحقة من القصف، كان الصوت هذه المرة مختلفًا، وكذلك الهدف. لم يكن منزلًا ولا مسجدًا أو حتى مدرسة؛ بل كانت الجرافات والكباشات والآليات الثقيلة هدفًا مباشرًا لصواريخ الاحتلال الإسرائيلي.

غارات تحرق المعدات الثقيلة

«كأنهم يقتلون أذرعنا وأقدامنا»، هكذا وصف محمد الفرا، موظف في بلدية خانيونس، مشهد احتراق كراجه البلدي الذي يحتضن آخر ما تبقى من جرافات. ويضيف لـ«عُمان»، بينما يلف ذراعه المصابة بشاش طبي: «نستخدم هذه الآليات لفتح الطرق، لانتشال الشهداء، لتوصيل المياه، لإزالة الركام.. هم لا يقصفون الآلة، بل يقصفون قدرتنا على التنفس».

في منطقة القرارة شرق خانيونس، استُهدفت جرافات تعود لشركة جورج، كانت تعمل ضمن مشاريع إعادة الترميم في ظل هدنة سابقة سمحت بدخولها. وقد دُمرت بالكامل.

أمّا في جباليا شمال قطاع غزة، فامتدت النيران إلى كراج بلدي آخر، تحوّل إلى رماد بعد أن طالته قذائف الطائرات الإسرائيلية. كان الكراج يضم معدات مصرية أدخلت خلال اتفاقات إنسانية سابقة، لكنها الآن باتت أجزاء محترقة متناثرة.

الدفاع المدني بلا أدوات

«نطفئ النار بصدورنا، ونحفر بأيدينا»، يصرخ أحد أفراد طواقم الدفاع المدني بينما يحاول بصعوبة السيطرة على حريق اشتعل في إحدى الجرافات قرب مجمع السرايا وسط غزة.

يقول الرائد محمد المغير، المسؤول فيرالدفاع المدني في قطاع غزة: «كل المعدات التي نملكها إما أُتلفت أو باتت غير صالحة للاستخدام، نقوم بانتشال الضحايا من تحت أنقاض منازل قُصفت منذ أيام، باستخدام أدوات يدوية».

ويوضح المغير لـ«عُمان»: «الاحتلال يعلم أننا بحاجة لهذه الجرافات لفتح الطرق المغلقة بالركام والنفايات، وللبحث تحت الأنقاض عن أحياء ربما ما زالوا يصارعون الموت. لهذا يستهدفها عمدًا».

ركام فوق الركام

تُظهر الصور الجوية -التي التُقطت فجر اليوم، من طائرات استطلاع غير مأهولة- مساحات واسعة من خانيونس وقد تحولت إلى ساحة فوضى: حفارات محطمة، شاحنات محروقة، وشوارع مملوءة بالركام من جديد بعد أن جُهزت لمرور فرق الإنقاذ.

في شارع الثلاثيني بمدينة غزة، شوهدت نيران مشتعلة تلتهم أرضًا زراعية كانت تأوي ثلاث جرافات، كانت تعمل على توسعة ممر طارئ لوصول المساعدات. الآن، تحولت الأرض إلى مقبرة للأمل.

تقول منى سكيك، وهي مهندسة بقسم الطوارئ في بلدية غزة خلال حديثها لـ«عُمان»: «في كل مرة نعيد ترتيب ركامنا، يأتي الاحتلال ليبعثره من جديد»،

وتشير إلى صور كانت قد التقطتها لجرافة بلون أصفر فاقع قبل أن تُقصف بساعات: «كان زميلنا هاني يقول إن هذه الجرافة ستُسهم في إنقاذ حياة مئات الأشخاص. لم يعلم أنها ستُدمر بهذه الطريقة، كي لا ننقذ أحدًا».

سياسة الأرض الميتة

ما يحدث لا يبدو عشوائيًا، بل هو تنفيذ دقيق لسياسة إسرائيلية قديمة متجددة، تهدف إلى تدمير أي مقومات لحياة مدنية. يقول الدكتور نائل شعث، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة: «الاحتلال لا يكتفي بقتل الناس، بل يقتل القدرة على الترميم والبقاء».

ويضيف لـ«عُمان»: «استهداف الجرافات جزء من سياسة الأرض المحروقة، التي تهدف إلى إفراغ المناطق من السكان، ومنع العودة إليها، عبر نسف كل أدوات الحياة فيها. إذا استمرت هذه الحملة أسبوعًا آخر، سنشهد تكرارًا لنموذج شمال القطاع: تدمير كامل وتفريغ سكاني».

هذا الرأي يوافقه المحلل العسكري الفلسطيني عبد الحكيم عبد العال، الذي قال في اتصال هاتفي لـ«عُمان»: «استهداف الجرافات يهدف للسعي لإفقاد قطاع غزة القدرة على فتح الشوارع المغلقة بالركام والنفايات، والبحث تحت الأنقاض وما إلى ذلك، وبالتالي رفع حاجة القطاع لتفاهمات تسمح بإدخال معدات جديدة».

غزة تقاوم بيديها

في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، اجتمع عشرات الشبان بعد الفجر، بعضهم يحمل معاول، وآخرون يحملون أكياس رمل. لا جرافات ولا شاحنات. فقط سواعد نحيلة تقاوم جبلًا من الحطام.

يقول وسام الشريف لـ«عُمان»، وهو متطوع في إحدى مجموعات الطوارئ: «كلما أُبيدت آلية، يظهر عشرة شبان يعوضونها بأجسادهم. الاحتلال يحاول تحطيمنا نفسيًا، لكنه لا يعرف أننا نحن من نصنع الجرافة».

في شارع عمر المختار، سار طابور من الأطفال وهم يحملون أوعية مياه صغيرة يملؤون بها حفرًا غمرها الغبار، في محاولة بائسة لجعل الطريق سالكًا.

وفي مستشفى الشفاء، روت الطبيبة أميرة أبو جامع كيف اضطروا لنقل جرحى في عربات يدوية بعد أن استُهدفت شاحنة الإسعاف الخاصة بهم. تقول لـ«عُمان»: «حتى الحركة لإنقاذ الناس أصبحت عذابًا، وكل ما نملكه هو الصبر».

كراجات الموت المؤجل

تشير الإحصائيات الأولية الصادرة عن وزارة الأشغال العامة بغزة إلى أن أكثر من 40 آلية ثقيلة تم تدميرها خلال ليلة واحدة فقط. وشملت الغارات كراجات البلديات في جباليا، وخانيونس، ومدينة غزة، إضافة إلى معدات شركات خاصة مصرية كانت تعمل على إعادة فتح الشوارع بعد الهدنة.

وقد أكد الرائد محمود بصل، مدير الدفاع المدني في غزة، في تصريح لـ«عُمان»: «إننا أمام نكسة كبيرة في قدراتنا التشغيلية، ونحتاج بشكل عاجل إلى دخول معدات بديلة. الاحتلال يدرك أن هذه المعدات لا تُستخدم في الحرب، بل في ترميم آثارها، ومع ذلك يستهدفها بمنهجية».

في جباليا، قال سامر النجار، عامل سابق في كراج البلدية: «كنت أنام في الكراج بجوار الجرافة التي أعمل عليها، واليوم أراها مدمرة، وكأنني فقدت جزءًا من جسدي».

تصعيد غير مسبوق

جنوبًا، وتحديدًا في مناطق قيزان رشوان وقيزان النجار بخان يونس، سُجّلت انفجارات متتالية بفارق زمني لا يتجاوز أربع ثوانٍ، هزّت الأرض وأطلقت سحبًا كثيفة من الدخان.

«هذه الانفجارات لم أشهدها منذ بداية الحرب» يقول أيمن النجار من سكان المنطقة لـ«عُمان»: «كانت الأرض ترتجف كأن زلزالًا يضربنا. ثم رأينا النيران تبتلع كل شيء».

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن سقوط 17 شهيدًا بينهم خمسة أطفال، جراء هذه الغارات المكثفة التي لم تبقِ مكانًا آمنًا جنوب القطاع.

رسالة الاحتلال: لا ترميم

يرى مراقبون أن الرسالة واضحة: لا ترميم، لا إعادة إعمار، لا حياة. فالاحتلال لا يكتفي بالقتل، بل يستهدف أدوات النجاة.

وقال الناشط الحقوقي علاء الديري: «استهداف الجرافات انتهاك مزدوج، لأنه يحرم الجرحى من الوصول للمستشفيات، ويمنع إخراج جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وهو أمر تجرّمه اتفاقيات جنيف».

وأضاف لـ«عُمان»: «نحن أمام جريمة مركبة، لا تستهدف المدنيين فقط، بل تستهدف قدرتهم على التعامل مع المأساة».

مقالات مشابهة

  • محمد معز رئيس المالديف الذي منع الإسرائيليين من دخول بلاده
  • ملعب جويّ فوق لبنان.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ
  • حقيقة تدهور الحالة الصحية لـ عادل إمام ودخوله المستشفى «صور»
  • حقيقة دخول عادل إمام العناية المركزة بعد تدهور حالته الصحية
  • علي فرج .. طفل قذفته صواريخ الاحتلال إلى منزل مجاور .. هذه حالته الصحية / فيديو
  • كيف حُوصر حزب الله؟ تقريرٌ إسرائيليّ يتحدّث
  • تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
  • استطلاع يظهر تدني ثقة الإسرائيليين في نتنياهو.. خارطة الأحزاب
  • رئيس وزراء لبنان: ماضون في ردم الفجوة مع الأشقاء
  • زوجة مدير مستشفى كمال عدوان: حالته الصحية تزداد سوءا داخل المعتقل