تعرف على طبيعة العصر الأندلسي؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عرفت الحضارة الأندلسية وشكلت في عهد الدولة الأموية تحديدا في عصر الخليفة الوليد بن عبد الملك، فحكمها المسلمون منذ عام 93 للهجرة إلى عام 897 للهجرة، أي ما يقارب ال 800 عام وأكثر قليلا، حيث كانت الحضارة ونشأتها وازدهارها تحت حكم الإسلام بها؛ نظرا لأن هذا الازدهار لا يتم إلا تحت حكم قوي ورصين.
فقد تطورت بعد ذلك بالعلوم وبرز فيها الكثير من أمثال العالم عباس بن فرناس والعالم وزرياب صاحب ازدهار فن الموسيقى الأندلسية، فاهتموا بالتعليم والعلم والمعارف الكثيرة، فانتشر المكتبات وازدهرت، فهي أكبر دليل على مدى اهتمام الإسلام في العلم والمعرفة.
الطبيعة في العصر الأندلسي عندما نبدأ بالتحدث عن الطبيعة الأندلسية هذا يؤدي لحديثنا عن التصورات الكونية التي كانت في ذلك العصر من اللون الأخضر إلى الألوان الزاهية الأخرى التي تعكس الروح الرغبة في وصفها، لتشكل لنا لوحة فنية بتصورات دقيقة نستطيع من خلالها أن نرسم للقارئ الصورة حتى مخيلته.
فيستطيع سماع الأصوات الحية؛ من عيون ماء إلى هديل الحمام والعصافير، فهذه الصورة الحية شجعت شعراء الأندلس ليتجهوا إلى نوع شعري جديد وهو شعر الطبيعة، فيبدأ بوصف تلك المشاهد الفنية لتشكل صورة الطبيعية الخلابة في ذلك العصر.
خصائص الطبيعة في العصر الأندلسي إن الكتاب في ذلك العصر اتجهوا لرسم المعالم الطبيعية للحياة في العصر الأندلسي نظرا لما أعطى الله الأندلس من طبيعة خضراء خلابة تسرالأعين فكانت من أكثر البلاد العربية جمالا فمن أبرز خصائصها؛ أنها أعطت الطبيعة راحة نفسية لأنها تركت في نفوسهم طاقة كبيرة من الإيجابية، لا يوجد إنسان يعيش في هذه الطبيعة إلا أنه يحصل على الراحة.
إن شعر الطبيعة الخاص بهذا العصر كان مرآة تعكس الحياة الواقعية الطبيعية للعصر الأندلسي، تميزت بالطبيعة الصناعية وأقصد البرك المائية والنوافير والقصور، وكانت تعتبر الطبيعة الأندلسية الملاذ الآمن الذي يحتضن الناس لبث همومهم وأوجاعهم وأحزانهم بالرغم من طغي جانب الفرح والراحة عندهم، كانت الطبيعة تشكل الرفاهية لنفوس الناس فكانوا يعقدون مجالسهم في أحضانها.
إن الطبيعة شبهها الشعراء الأندلسيين بالمرأة فعدوها من محاسن الطبيعة إذ صوروا الورود كخدود المرأة الأندلسية ووصفوا قصب السكر قدودا وأيضا شبهوها بالشمس والجنة.
البواعث النفسية للطبيعة الأندلسية
عند ازدهار الدولة الأندلسية فوسع نطاقها فشمل جميع أنواع مناحي الحياة فيها، فهذا سبب لجعل الناس يرفهون عن أنفسهم لعدم وجود عائق لذلك فتطورت المجالات الثقافية والحضارية، أيضا إن الحضارة العربية كان لها دور في الاهتمام في الجانب الطبيعي الخلاب من عناية واهتمام، وإن الله تعالى أعطى الأندلس مناخا معتدلاً، وأيضا جوا لطيفا وفي معظم أيام السنة اسقاها المطر بغزارة
فكانت الأنهار كثيرة والينابيع والجداول كل ذلك من أسباب طبيعة الأندلس الساحرة فأصبحت حديقة واسعة مشهورة بالجبال الخضراء والسهول الشاسعة، أيضا إن الأندلسيين لم يجلسوا فقط وينظروا إلى ما أعطاهم إياه الله بل نظموا ونسقوا أبنيتهم وإعمار بلادهم، فحينها أصبحت هناك منافسة بين الخلفاء والأُمراء لبناء المدن وتشييد القصور وتخطيط البساتين والرياض، فلقد وصفها لسان الدين الخطيب بوصفه الدقيق للجمال الطبيعي الذي وهبهم الله إياه.
كان الناس ينغمسون ويلهون في خمرهم وحبهم فكان أثرها على عقول الأندلسيين كبير فازدهر حينها شعر الطبيعة إذ اعتبروها مسرحًا لحياتهم.
وصف مظاهر الطبيعة في حياة العصر الأندلسي إن الشعر في العصر الأندلسي الذي يندرج تحت مسمى الشعر الطبيعي كان يعكس وكأنه مرآة عن شدة تعلق الأندلسيين بالطبيعة وكانوا يفضلونها دائما، فكان التواصل بينهم وبين الطبيعة اتصال وطيد فامتزجت القصائد بالطبيعة بل إنها خلقت في وسط البيئة الطبيعية، فبعض الشعراء كانوا يرونها كائناً حياً يحادثونه ويتبادلوا أطراف الحديث معه ويلجأون إليها في أفراحهم ومآسيهم.
وأيضا كانوا الشعراء يتصفون من خلال شعرهم فنلاحظ دقة وصفهم لأصغر تفصيل بطبيعتهم؛ فعند قراءة شعر الطبيعة تشعر وكأنك تجلس في وسط أشجارها وبديعها الخلاب وتسمع أصوات الينابيع وأصوات الكائنات فيها وألوان العصافير وكأنها أمامك حية وليست أبيات شعر تقرأها فهذا من أسباب تأثيرها النفسي عليهم فنجد شعر الطبيعة الأندلسي من أكثر الشعر يتسم بالدقة والبديع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الازدهار الأندلس الحضارة الطبيعة العلم والمعرفة شعر الطبیعة
إقرأ أيضاً:
الوادي الأعلى .. مشاريع تنموية تروي جمال الطبيعة
تتميز سلطنة عُمان بثراء طبيعي وثقافي فريد، حيث تتناثر البلدات والقرى الصغيرة بين ولاياتها، كل منها يحمل سحرًا خاصًا يجذب الزوار ويجعلهم يفتتنون بجمالها، ومن بين هذه البلدات الساحرة، تبرز بلدة الوادي الأعلى بولاية بهلا، الواقعة أسفل جبل الكور، حيث تنساب الطبيعة الخلابة بين التلال كأغنية قديمة يرددها الزمان، وألهمت هذه البلدة الشاعر الجزائري الدكتور محمد ناصر، الذي استوحى من جمالها قصيدته الشهيرة «وادي الجلال والجمال»، التي جسدت في أبياتها روعة الطبيعة العُمانية.
جبل الكور
أكد الشيخ الدكتور عبدالله بن علي بن زاهر الهنائي، رئيس اللجنة الرئيسية بالوادي الأعلى، أن بلدة الوادي الأعلى تتمتع بموقع استراتيجي وطبيعة ساحرة تجعلها واحدة من أجمل البلدان في سلطنة عُمان، وأشار إلى أن البلدة تقع تحت سفوح جبل الكور، وتعد ملتقى لعدة أودية، مما يجعلها معبرًا طبيعيًا إلى جبل الكور وقراه، وأوضح الدكتور عبدالله أن الحكومة تعمل حاليًا على رصف الطريق المؤدي إلى جبل الكور، رغم التحديات التي واجهت المشروع لفترة طويلة، وعند اكتماله، سيختصر الطريق الوقت والمسافة بشكل كبير، حيث سيصل الزائر إلى جبل الكور في 15 دقيقة فقط بدلًا من ساعة كاملة، مؤكدًا أن هذا المشروع سيُسهم في إيجاد حركة اقتصادية وسياحية نشطة، كما سيكون منفذًا إضافيًا لربط قرى وادي العين، مما يعزز الروابط بين المناطق ويدفع عجلة التنمية.
ممشى الوادي الأعلى
يُعد مشروع ممشى الوادي الأعلى من أبرز المشاريع التنموية في البلدة، حيث يمتد بطول 3.3 كيلومتر، وعرض 3 أمتار، ويتميز برصفه ببلاط الإنترلوك الذي يوفر سطحًا آمنًا ومريحًا للمشاة، كما يتميز الممشى بنظام إضاءة يعتمد على الطاقة الشمسية عبر 220 عمودًا، مما يجعله صديقًا للبيئة ويقلل التكاليف التشغيلية، ويهدف المشروع إلى تحقيق عدة أهداف، منها تعزيز الصحة العامة وتوفير بيئة مثالية لممارسة رياضة المشي، وتقليل الحوادث المرورية من خلال تخصيص مسار آمن للمشاة بعيدًا عن الشوارع المزدحمة، وتعزيز السياحة وجذب الزوار بفضل الموقع الاستراتيجي الذي يربط بين معالم تاريخية وطبيعية.
وأشار الدكتور خليفة بن سيف الهنائي، المشرف العام على المشروع، إلى أن نسبة الإنجاز في المرحلة الأولى بلغت 60% بتكلفة 20 ألف ريال عُماني، مؤكدًا أن العمل جارٍ وفق الخطة الزمنية والمواصفات المحددة، مع متابعة دقيقة لضمان جودة التنفيذ.
ويعد مشروع مصلى العيد في الوادي الأعلى من المشاريع المميزة التي تجمع بين الجوانب الروحية والترفيهية، ويمتد المشروع على مساحة تفوق 10.000 متر مربع، ويتسع المصلى لأكثر من 5000 مصلٍّ، بالإضافة إلى ذلك، يضم المشروع متنزهًا سياحيًا يتناغم مع الطبيعة الخلابة للموقع، وتم تصميم المشروع بحلول هندسية مبتكرة، منها بناء جسور بطول 300 متر لحماية المنطقة من مخاطر السيول، كما يهدف المشروع إلى تعزيز السياحة الداخلية والخارجية، وتوفير بيئة مناسبة للفعاليات الثقافية والاجتماعية.
تعاون مجتمعي ودعم مؤسسي
يعتمد تمويل المشروع على مساهمات الأفراد والمؤسسات، حيث يتم تخصيص جزء من التبرعات كصدقات جارية، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى، التي شملت صب الخرسانة الأساسية، بينما تتطلب المرحلة الثانية تخصيص 25.000 ريال عماني لإنشاء الطريق الدائري وجسر الحماية.
وأكد راشد بن مهنا الهنائي، نائب رئيس اللجنة الرئيسية بالوادي الأعلى، أن تشكيل اللجنة جاء نتيجة إيمان المجتمع بمبدأ التعاون والتكاتف، وتضم اللجنة عدة فرق عمل، أبرزها اللجنة الإشرافية لمتابعة سير العمل، واللجنة الفنية للإشراف على الأعمال الهندسية، ولجنة العلاقات العامة للترويج للمشروع وجمع الدعم.
الجدير بالذكر أن المشاريع التنموية في الوادي الأعلى، مثل ممشى الوادي الأعلى ومصلى العيد، تسهم في تعزيز جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة، كما تعكس هذه المشاريع روح التعاون المجتمعي والرؤية المشتركة لتحقيق التقدم والازدهار، وختامًا، أكد راشد بن سيف الهنائي أن هذه المشاريع ستُسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أهالي الوادي الأعلى والوادي السافل، كما ستوفر بيئة صحية وسياحية تجعل من الوادي الأعلى وجهة مميزة في سلطنة عُمان.