تقرير: اغتيال سليماني نقطة تحول في سوريا وإيران
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
قال وزير الأمن البريطاني السابق، توم توجندهات، إن اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، بأمر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان الحدث الذي أشعل سلسلة من التغيرات أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وكشفت عن ضعف النظام الإيراني.
وفي حديثه عبر بودكاست كوفليكتيد، أشار توجندهات إلى أن سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد في يناير 2020، كان يحتفظ بشبكة واسعة من العلاقات والتفاهمات الإقليمية التي لا يمكن استبدالها بسهولة.
وقال توجندهات: "كان سليماني شخصية محورية تحمل في رأسها كل العلاقات والاتفاقيات في المنطقة. اغتياله كان بمثابة الزر الذي بدأ في تفكيك نظام الأسد".
وأكد الوزير السابق أن غياب سليماني أدى إلى تفاقم التحديات داخل الحرس الثوري الإيراني، حيث يشهد الجيل الشاب في الحرس انقسامات عميقة، مع اتهامات للقيادة القديمة بالفساد والعجز.
تطرق توجندهات إلى التوترات المتزايدة داخل النظام الإيراني، حيث يتزايد الحديث عن مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بخصوص الاتفاق النووي. ومع ذلك، يواجه هذا التوجه معارضة من المتشددين داخل الحرس الثوري الذين يرفضون فكرة التفاوض مع من يعتبرونهم "قتلة قاسم سليماني".
وأوضح أن هذا الانقسام يعكس أزمة أعمق داخل النظام، حيث يحاول المتشددون التمسك بـ"نقاء" أيديولوجي يتعارض مع واقع التحديات التي تواجه النظام.
رأى توجندهات أن سوريا تقف عند منعطف تاريخي بعد سقوط نظام الأسد، مشيراً إلى أنها قد تصبح "قوة اقتصادية كبيرة" في الشرق الأوسط خلال عقد إذا أُديرت عملية إعادة البناء بشكل صحيح.
وقال: "هناك لحظات تاريخية يموت فيها الماضي بكل أوهامه. هذه واحدة من تلك اللحظات، وأعتقد أن النظام في طهران سيسقط في غضون سنوات قليلة، مما يفتح الباب أمام الحرية والفرص".
لكنه حذر من المخاطر المستمرة في سوريا، حيث تتصارع مجموعات كردية وجماعات متطرفة مثل هيئة تحرير الشام على النفوذ، مشيراً إلى أن هذه التحديات تتطلب استراتيجية طويلة الأمد من الغرب.
وانتقد توجندهات ضعف الاستراتيجية الغربية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن التراجع الأمريكي في أفغانستان وغياب ردود فعل قوية بعد استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية في 2013 منحا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة لتقديم نفسه كـ"زعيم قوي". وأضاف: "بوتين ليس أكثر ثباتاً من الغرب، لكنه يتقن خلق وهم الثبات، وهذا كان كافياً لجعل البعض يتخذون قرارات أدت إلى معاناة جماعية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا سليماني اغتيال المزيد إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران: ترامب يجب أن يُحاكم ويدفع ثمن اغتيال سليماني
بغداد اليوم- متابعة
قال نائب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إيرج مسجدي، اليوم الأربعاء، (1 كانون الثاني 2025)، إن الرئيس الأمريكي، المنتخب دونالد ترامب "يجب أن يحاسب" على أمره باغتيال قاسم سليماني، قبل خمس سنوات.
وتحيي إيران الذكرى الخامسة لمقتل سليماني العقل المدبر لعمليات الحرس الثوري في الخارج، بغارة جوية أمريكية أمر بها دونالد ترامب، قُتل في هذه الضربة أيضاً نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وشخصيات أخرى.
ونقلت وكالة فارس التابعة للحرس الثوري عن مسجدي قوله، إن "الرئيس الأمريكي، أعلن رسمياً أنه أعطى الأمر، فما هو حقه في ذلك؟ وبأي معايير إنسانية أو قانونية أو دولية أو حقوقية؟".
وكان مسجدي مستشاراً سابقاً لسليماني قبل تسميته سفيراً لإيران في بغداد.
واتهم مسجدي ترامب بأنه "قدّم أكبر خدمة للتيار الإرهابي" لإعطائه أوامر قتل سليماني الذي وصفه بـ"رمز وعامل رئيسي في مكافحة الإرهاب".
وفي وقت سابق اليوم، أفادت وكالة (إيسنا) الحكومية عن كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، بأن إيران ستتابع الشكوى ضد المسؤولين عن مقتل سليماني.
وقال، إن: "القضية ترتبط بمبادئ القانون الدولي، لا سيما اتفاقية عام 1973 المتعلقة بحماية المسؤولين والدبلوماسيين أثناء أداء مهامهم خارج البلاد، التي تضمن لهم الحصانة. وأضاف أن "المسؤولين عن الجرائم ضد الأشخاص المشمولين بالحصانة يجب أن يخضعوا للمساءلة وفق هذه الاتفاقية".
وأوضح المسؤول الإيراني أن طهران "تأمل في أن يتم التوصل إلى نتائج نهائية بأسرع وقت".
وأشار إلى وجود تنسيق مع الجهاز القضائي العراقي، قائلاً إن: "العراق هو الجهة المختصة قانونياً لمعالجة هذه القضية"، مشيراً إلى أن العراق "قد فتح ملفاً خاصاً بهذه القضية وأجرى تحقيقاً شاملاً".
لكنه قال إن التحقيقات في العراق "لم تصل بعد إلى مرحلة إصدار لائحة اتهام ضمن النظام القضائي العراقي، لكن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن القضية باتت في مراحلها النهائية".
وهدد قادة في "الحرس الثوري" باغتيال ترامب ومسؤولين في إدارته الأولى، خصوصاً وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، انتقاماً لقاسم لسليماني.