الجارديان: معاداة السامية أداة سياسية تستغلها إسرائيل
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
تحولت قضية ما يسمي بـ “معاداة السامية” إلى محور جدل عالمي، حيث يشير مراقبون إلى استغلال المصطلح لإسكات الأصوات الناقدة، لا سيما تلك الموجهة ضد إسرائيل. تقرير نشرته صحيفة الجارديان اليوم، بقلم الكاتبة راشيل شابي، كشف كيف يتم توظيف هذا المصطلح بشكل متزايد في السياسة العالمية، ما يؤدي إلى تقويض الجهود الحقيقية لمعالجة معاداة السامية كقضية حقوقية.
في نوفمبر الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق مسئولين إسرائيليين، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب في غزة. وردت الحكومة الإسرائيلية على هذه القرارات بوصفها "معادية للسامية"، واعتبرها نتنياهو قرارًا "عنصريًا"، فيما وصفها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بأنها دليل على "التحيز ضد اليهود".
ووفقًا للتقرير، تكرر استخدام هذه التهمة خلال العام الماضي ضد منظمات إنسانية وأفراد، بما في ذلك منتقدون من داخل المجتمع اليهودي نفسه. يقول مراقبون إن هذا النهج المفرط أضعف مصداقية المصطلح وقلل من جديته في التصدي للعنصرية.
وأشار التقرير إلى دور اليمين المتطرف في توظيف معاداة السامية لخدمة أهدافه. في أوروبا، يتظاهر قادة سياسيون من أمثال فيكتور أوربان في المجر، بدعم الجاليات اليهودية كوسيلة لتبرير سياساتهم المعادية للإسلام والمهاجرين.
وفي المقابل، تستمر بعض التيارات المتطرفة في تعزيز نظريات المؤامرة التي تتهم اليهود بالسيطرة على العالم، مثل "نظرية الاستبدال الكبير"، مما يغذي كراهية واسعة النطاق ويستخدمها لتعزيز أجندات عنصرية.
تتطرق الكاتبة أيضًا إلى النقاشات الإعلامية التي تركز بشكل كبير على اتهام اليسار بمعاداة السامية، خاصة في سياق الاحتجاجات المناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة. في المقابل، يُهمل الحديث عن الكراهية الموجهة ضد الفلسطينيين أو عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية الأوسع.
ودعا التقرير إلى إعادة التفكير في الطريقة التي يتم بها استخدام مصطلح معاداة السامية. وأكدت شابي أن استغلال المصطلح لتحقيق أجندات سياسية يضعف الجهود الحقيقية لمكافحة التمييز، ويحول دون التصدي للأشكال الأخرى من العنصرية والتمييز.
تُظهر هذه التطورات أن معاداة السامية لم تعد قضية حقوقية، بل أداة سياسية تُستخدم لتحقيق أهداف مختلفة. مع استمرار هذه الديناميكية، يبقى التحدي الأكبر هو استعادة المعنى الحقيقي للمصطلح ومعالجة جذور المشكلة بعيدًا عن المصالح السياسية الضيقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة السامية معاداة المزيد معاداة السامیة
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: خطة بقيمة 800 مليار يورو لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية ودعم أوكرانيا.. إعادة تسليح أوروبا وتطوير الصناعات الدفاعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى خطوة تهدف إلى تعزيز أمن القارة العجوز وتوفير الدعم الحيوى لأوكرانيا، كشفت المفوضية الأوروبية عن خطة طموحة بقيمة ٨٠٠ مليار يورو لإعادة تسليح أوروبا.
وتهدف هذه الخطة، التى سلطت صحيفة الجارديان الضوء عليها، إلى دعم صناعة الدفاع الأوروبية وزيادة قدراتها العسكرية، مع توفير مساعدة عاجلة لكييف فى ظل تعليق المساعدات الأمريكية.
حيث كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن خطة طموحة تتكون من خمسة أجزاء، تهدف إلى دعم صناعة الدفاع فى أوروبا وزيادة قدراتها العسكرية، مع إمكانية حشد ما يقرب من ٨٠٠ مليار يورو، وتهدف هذه الخطة إلى تقديم دعم عسكرى عاجل لأوكرانيا، خاصة بعد تعليق الولايات المتحدة للمساعدات إلى كييف.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبى سيقترح منح الدول الأعضاء مساحة مالية أكبر للاستثمارات الدفاعية، بالإضافة إلى توفير ١٥٠ مليار يورو فى شكل قروض لتلك الاستثمارات، مع السعى لتعبئة رأس المال الخاص.
"إعادة تسليح أوروبا"
وخلال عرضها لحزمة "إعادة تسليح أوروبا" فى بروكسل، أكدت فون دير لاين أن "هذه لحظة حاسمة بالنسبة لأوروبا، ونحن مستعدون للتدخل". وأضافت أن المقترحات "يمكن أن تحشد ما يقرب من ٨٠٠ مليار يورو من نفقات الدفاع من أجل أوروبا آمنة ومرنة".
يأتى هذا الإعلان فى أعقاب قرار واشنطن بتعليق جميع المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، مما أدى إلى حظر وصول ذخيرة ومركبات ومعدات حيوية أخرى بقيمة مليارات الدولارات، فى الوقت الذى يضغط فيه الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، على كييف للموافقة على اتفاق سلام مع روسيا.
وكتبت فون دير لاين فى رسالة إلى زعماء الاتحاد الأوروبي: "لقد بدأ عصر جديد. وتواجه أوروبا خطرًا واضحًا وحاضرًا على نطاق لم يشهده أى منا فى حياتنا البالغة نحن نعيش فى أكثر الأوقات أهمية وخطورة".
خطة المفوضية
وتتضمن خطة المفوضية اقتراضًا مشتركًا جديدًا للاتحاد الأوروبى بقيمة ١٥٠ مليار يورو، سيتم إقراضه لحكومات الاتحاد الأوروبى لتمويل القدرات الأوروبية الشاملة فى مجالات مثل الدفاع الجوى والصاروخي، وأنظمة المدفعية، والصواريخ، والذخيرة، والطائرات بدون طيار وغيرها من الاحتياجات.
وأوضحت فون دير لاين أن "هذا من شأنه أن يساعد الدول الأعضاء على تجميع الطلب والشراء معًا. وهذا من شأنه أن يقلل التكاليف، ويقلل من التشرذم، ويزيد من قابلية التشغيل البيني، ويعزز قاعدتنا الصناعية الدفاعية".
وأضافت أن "هذه المعدات تتيح للدول الأعضاء تكثيف دعمها لأوكرانيا بشكل كبير. لذا، يتعين علينا أن نرسل معدات عسكرية فورية لأوكرانيا".
كما أعلنت فون دير لاين أن المفوضية ستقترح تخفيف القيود المالية التى يفرضها الاتحاد الأوروبى على الإنفاق الحكومى "للسماح للدول الأعضاء بزيادة إنفاقها الدفاعى بشكل كبير" دون إثارة قواعد عجز الميزانية العقابية. وقالت: "إذا زادت الدول الأعضاء إنفاقها الدفاعى بنسبة ١.٥٪ من الناتج المحلى الإجمالى فى المتوسط، فقد يؤدى هذا إلى خلق مساحة مالية تقترب من ٦٥٠ مليار يورو على مدى أربع سنوات".
وتتضمن الحزمة أيضًا إجراءات من جانب بنك الاستثمار الأوروبى - الذى تريد الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى من خلاله إسقاط القيود على الإقراض لشركات الدفاع - وعلى اتحاد الادخار والاستثمار لمساعدة الشركات الأوروبية فى الوصول إلى رأس المال.
قمة خاصة فى بروكسل
ومن المقرر أن يناقش زعماء الاتحاد الأوروبى هذه المقترحات فى قمة خاصة مخصصة للإنفاق الدفاعى فى بروكسل.
وتأتى قمة الخميس فى بروكسل التى تعقد بعد محادثات طارئة نهاية الأسبوع شاركت فيها أيضا بريطانيا وحلف شمال الأطلسى فى وقت تنظر أوروبا فى احتمالات سحب الولايات المتحدة دعمها طويل الأمد من أوكرانيا وحتى من حلفائها الأوروبيين.
من جانبه، صرح وزير المالية الفرنسي، إيريك لومبارد، بأن بلاده "ستضطر إلى الإنفاق بشكل أسرع وأقوى" على الدفاع، حتى لو كان هذا يعنى أنها ستضطر إلى تحقيق وفورات فى أماكن أخرى، مؤكدًا أن نظام الرعاية الاجتماعية سيظل سليمًا إلى حد كبير.
كما رفض لومبارد الاستيلاء على الأصول الروسية لتمويل الإنفاق العسكرى الأوروبي، قائلاً إن موقف باريس هو أن "هذه الأصول الروسية تنتمى بشكل خاص إلى البنك المركزى الروسي" وأن الاستيلاء عليها "سيكون مخالفًا للاتفاقيات الدولية".