محمد رامس الرواس

 

تنبع أهمية التوجيه السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بإجراء الدراسات اللازمة ووضع برامج وسياسات لمواجه تحديات التركيبة السكانية، من باب الحرص على مستقبل الوطن والمواطن، والحيلولة دون تأثير هويات وثقافات وقيم وأخلاقيات أخرى وافدة علينا.

ومن هذا المنطلق يجب أن نكون أكثر موضوعية وواقعية، ونحن ندرس هذا الموضوع، الذي يجب أن يخضع للبحث العميق والدراسة الوافية من خلال مختصين وخبراء مطلعين على الموضوع بصفة مباشرة، بهدف وضع صياغة علمية لطبيعة وآثار هذه القضية، واقتراح السبل والعلاج الناجع لها.

ولا شك أن الآثار الاجتماعية والثقافية المترتبة على أية تحديات في التركيبة السكانية لوطننا العزيز، يجب أن تحتل أولويات البحث الذي سيعكف عليه الباحثون الاجتماعية والجهات المختصة في الدولة، لما لهذه التحديات من نتائج سلبية على المجتمع والهوية الوطنية.

ويمكن، في هذا السياق، البدء بالتوعية كمرحلةٍ آنيةٍ، تُشارك فيها وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، والجهات الفاعلة في أوساط الشباب والنساء وغيرهم من فئات المجتمع، من أجل تسليط الضوء على مثل هذه التحديات ووضع الحلول لها؛ سواءً من الناحية الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وحتى الأمنية.

وأرى أننا أمام تحديين أساسيين، الأول: زيادة أعداد العمالة الوافدة بوتيرة مُتسارعة وربما غير منظمة في بعض الجوانب والقطاعات، بالتوازي مع عدم تناسب هذه الزيادة مع ارتفاع أعداد المواطنين.

الثاني: تباين التركيب النوعي الاجتماعي، من حيث نسبة الذكور إلى الإناث، وهذا تحدٍ يفرز آثارًا اجتماعية سلبية مختلفة.

لذا يُمكننا توصيف المسألة الديموغرافية بأنها تعاني من بعض الاختلالات، المرتبطة بالتركيبة السكانية، مع غياب رؤية ديمغرافية وطنية تعمل على تنظيم مكوّنات المجتمع، والحفاظ على الخصائص المختلفة للهوية الوطنية الجامعة. ومكمن الخلل يتمثل في غياب التوازن في السياسات التعليمية والاقتصادية والمهنية وغيرها بالدولة؛ مما يجعلها غير مُتناغِمة مع السياسة التنموية للقطاعات الاجتماعية والثقافية. وهذا الأمر مرتبط، من ناحية أخرى، بعدم توافر سياسة سكانية تُحدِّد أعداد الوافدين، ولذا يجب ألا يكون الأمر مجرد تلبية لمتطلبات اقتصادية أو اجتماعية دون ضوابط واضحة، ودون تنسيق مع الجهات المعنية بالدولة.

وختامًا.. كل هذه العوامل يجب أن تكون دافعًا لجهات الاختصاص من أجل استحداث سياسات وتشريعات قانونية تُعيد المسارات الديموغرافية إلى جادة الصواب، وتُحافظ على التكوين السُكّاني للدولة، والعمل على بلورة التوجيهات السامية ووضعها محل التنفيذ في أسرع وقتٍ ممكنٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السجن 7 سنوات وغرامة نصف مليون جنيه لعامل تعدى على أرض أثرية

عاقبت محكمة جنايات بنى سويف، برئاسة المستشار محمد عبدالله رشوان، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين أشرف أبوالحسن محمد وشريف حسنى الشافعى، وأمانة سر أمجد سمير، متهمًا بالسجن ٧ سنوات وغرامة نصف مليون جنيه، لإدانته بالتعدى على منطقة أثرية، وبناء منزل فيها، مكون من ٣ طوابق، بدون ترخيص، بمركز إهناسيا بالمحافظة، وألزمت المتهم بالمصروفات الجنائية.

وكانت النيابة العامة قد أمرت بإحالة «جابر. ع. م. ح»، عامل، إلى محكمة الجنايات لتعديه على أرض أثرية تابعة لمنطقه آثار إهناسيا بأن أقام منشأة بها بدون تصريح.

وأكدت المحكمة أنه استقر فى يقينها ووجدانها، مستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة، ما يتحصل فى قيام المتهم «جابر. ع. م. ح» بالتعدى على الأرض المملوكة لهيئة الآثار، وذلك بأن قام بالتعدى ببناء منزل من ثلاثة طوابق على مساحة «٥. ٣٤ متر مربع»، بمنطقة المتروك بمركز إهناسيا، والتعدى يقع بالقطعة رقم «١٩١» بحوض الإشارات نمرة ١٦، وبالمعاينة الأثرية اتضح أن التعدى ضار بأرض الآثار، ويؤدى إلى تشويه المنطقة الأثرية.
وأضافت المحكمة أن الواقعة قد استقام الدليل على صحتها وثبوتها فى حق المتهم من شهادة كل من مفتشا آثار مركز إهناسيا وبنى سويف ومدير المساحة والأملاك بآثار بنى سويف وما ثبت بمعاينة لجنة هيئة الآثار بقيام المتهم بالتعدى على الأرض المملوكة لهيئة الآثار، وأن المتهم مخالف لقانون حماية الآثار. وثبت من معاينة اللجنة المنتدبة من هيئة الآثار أن الغرض من البناء هو التعدى على الأراضى التابعة لأملاك هيئة الآثار، وثبت من استعلام شركة توزيع كهرباء بنى سويف أن المنزل محل الواقعة يوجد به عداد كهربائى، وحيث إن المحكمة اطمأنت إلى أدلة الثبوت فى الدعوى، ومن ثَمَّ فإنه يكون قد رسخ فى عقيدة المحكمة على سبيل القطع واليقين أن المتهم تعدى على أرض أثرية تابعة لمنطقة آثار إهناسيا.

المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • صحة قنا تعقد اجتماعا لمتابعة رفع مؤشرات الإدارة السكانية
  • وفاة مواطن أثناء البحث عن آثار في ميفعة عنس
  • السجن 7 سنوات وغرامة نصف مليون جنيه لعامل تعدى على أرض أثرية
  • رتيبة النتشة: إسرائيل تسعى لتغيير التركيبة الديموغرافية الفلسطينية
  • اكتشاف أكبر موقع لآثار أقدام ديناصورات في بريطانيا
  • قيادي بمستقبل وطن: ننتظر حلولا فعّالة لدعم الصناعة بعد قرار الحكومة
  • البنك المركزي يعلن سياسته النقدية الجديدة بخفض الاحتياطي النقدي لـ10% وإعادة التركيبة الفئوية للعملة لضبط الأموال المنهوبة
  • أسامة نبيه أبرز المرشحين لقيادة منتخب الشباب خلفا لـ " ميكالي "
  • توجيهات سامية بإجراء الدراسات اللازمة لمواجهة تحديات التركيبة السكانية