بعد إعفاء الحريديم من التجنيد..غالانت يستقيل من الكنيست
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
استقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، من الكنيست، لكنه بقي عضواً في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
في إعلان بثه التلفزيون الإسرائيلي مباشرة، استذكر النائب البارز في حزب الليكود عقوداً من الخدمة العسكرية والسياسية ونسب الفضل لنفسه في تدهور قدرات حماس وحزب الله وإيران العسكرية، لكنه قال إنه مسؤول، بصفته وزير الدفاع السابق، عن الفترة التي سبقت هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023 والحرب في غزة، حسب "تايمز أوف إسرائيل".Gallant resigns from Knesset, denounces imminent bill to exempt Haredim from IDF https://t.co/QvykwYgUK1
— The Times of Israel (@TimesofIsrael) January 1, 2025وأكد غالانت أنه لا يزال يؤمن بمسار وقيم حزبه الليكود، رغم رفضه لبعض سياساته الأخيرة، وانتقد محاولة الحكومة إصلاح القضاء ووصفه بـ "خطر واضح وفوري"، وشدد أيضاً على التجنيد الكامل والشامل لكل الإسرائيليين، وعلى تجنيد الأرثوذكس المتطرفين الذي عده "ضرورة عسكرية".
وأوضح أن سبب إقالته في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، هو موقفه من تجنيد الحريديم، واتهم خلفه في المنصب، يسرائيل كاتس، ونتانياهو بالعمل على إعفاء المتدينين المتشددين من التجنيند، وهو الأمر الذي لا يمكنه أن" يكون شريكاً فيه".
واختلف نتانياهو وغالانت بشكل متكرر منذ نهاية 2022، حيث طرده رئيس الوزراء مرة أولى من الحكومة في بداية مارس (آذار) 2023.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غالانت نتانياهو إسرائيل نتانياهو
إقرأ أيضاً:
محللون إسرائيليون: 7 أكتوبر كشف الفشل المتجذر بالمؤسسة العسكرية
القدس المحتلة- كشفت تحقيقات الجيش الإسرائيلي حول أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي ركزت على سير المعارك والأحداث في "كيبوتس كفار عزة" ومعسكر "ناحل عوز" في "غلاف غزة" الإخفاقات المتجذرة لدى وحدة الاستخبارات العسكرية "أمان"، والفشل التراكمي على مدار عقد من الزمن للمؤسسة العسكرية التي أخفقت في منع معركة "طوفان الأقصى".
وأظهرت إفادات كبار الضباط الإسرائيليين، الذين حققوا في نحو 40 مسرح معركة منفصلا، أن التحقيقات التي تتمحور حول الفشل الاستخباراتي والإخفاق العملياتي لمختلف الأجهزة الأمنية والجيش، هي ليست سوى غيض من فيض للفشل الهائل، بحيث إن 10% فقط من قائمة الإخفاقات تم الكشف عنها للجمهور، في حين أن هناك قائمة أخرى أكثر صعوبة في الاستيعاب.
تتضمن كل التحقيقات، التي أجراها ضباط احتياطيون ونظاميون تتراوح رتبهم من عقيد إلى مقدم، رسوما بيانية تسرد القصة كاملة تقريبا من حيث عدد الرجال المسلحين على الجانبين، وميزان عدد القوات من الجيش الإسرائيلي وكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– في ساحات المعارك ومواقع القتال في "غلاف غزة"، وكذلك عدد القوات الإسرائيلية المتأهبة وعدد المسلحين المهاجمين.
إعلانوفي تجسيد لعدم جاهزية الجيش الإسرائيلي وكذلك الإخفاق الممنهج، يُظهر ميزان القوى في "كيبوتس كفار غزة" والذي كان الأكثر تطرفا، أنه في الساعات الأولى للهجوم، واجه 14 مسلحا من فرقة الحراسة والطوارئ الإسرائيلية 250 مقاتلا من حماس، حيث قتل سبعة من أعضاء فرقة الحراسة، بينما لم يكن هناك في الكيبوتس سوى جندي واحد في الخدمة.
وما يعكس الفشل المترسخ داخل المؤسسة العسكرية، أنه قبل ما يقرب من عقد من الزمان، أزال الجيش الإسرائيلي البؤر العسكرية التابعة للمستوطنات، ونقل القوات إلى معسكرات عسكرية قريبة أكبر حجما، لكن هذه البؤر العسكرية كانت هي نفسها تحت الهجوم المفاجئ، حيث واجهت صعوبة خلال الساعات الأولى بالمساعدة في الدفاع عن المستوطنات، رغم أن هذه كانت مهمتها الرئيسية.
كارثة كبرىوفي قراءة لما يتكشف من التحقيقات الميدانية في المعارك والمواقع التي شهدت اشتباكات في "غلاف غزة"، يقول المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل "حتى عندما يظن المرء أننا سمعنا ورأينا كل شيء، فإن المجموعة الجديدة من التفاصيل مقلقله ومثيرة، كما أنها تصور أكبر كارثة في تاريخ إسرائيل بألوان أكثر قتامة من الأسود".
ويضيف المحلل العسكري، أن البيانات التي اعتمدها الجيش الإسرائيلي في تحقيقاته تظهر أنه في كافة المواقع وساحات القتال يكون عدد المهاجمين (من المقاومة الفلسطينية) مرتفعا، ويفوق كثيرا عدد المدافعين (القوات الإسرائيلية) ثم تتقلص قوة المدافعين في غضون 6 ساعات لأنها تتكبد خسائر، وتتضاعف قوات الجيش وفرق الحراسة الإسرائيلية.
ورغم دفع تعزيزات عسكرية وأمنية إلى "غلاف غزة"، يقول المحلل إن "من تبقى على قيد الحياة من مقاتلي قوات النخبة (التابعة لكتائب القسام)، كانوا يواصلون الاشتباك والتقدم وينتقلون إلى مواقع أخرى، ويكملون التوغل وقتل عناصر الأمن والجنود وخطف المدنيين والعسكريين، وهذا ما تجلى خلال مهاجمة الموقع العسكري ناحل عوز، وكذلك كيبوتس كفار عزة".
إعلانوأوضح المحلل العسكري أنه "عادة ما كانت تغادر قوات النخبة مكان المعركة مع إنجازات وغنائم، ومن ثم تصل قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة إلى موقع القتل، وتبدأ في البحث عن المسلحين المتبقين وإنقاذ الإسرائيليين الناجين، بحيث إن قوات النخبة تفوقت وتقدمت ميدانيا على قوات الجيش الإسرائيلي خلال سير المعارك".
ولفت هرئيل إلى أن الفشل والإخفاق تواصل حتى خلال سير المعارك، وهذا تجسد في "كفار عزة" بعد أكثر من 12 ساعة على الهجوم، حيث كان هناك بالفعل نحو ألف جندي داخل الكيبوتس وفي محيطه، ولكن في كل هذه الفوضى، واجه الضباط صعوبة في تحديد موقع قوات النخبة التي كانت بالمكان، ولم يتمكنوا من فهم أسلوب عملها.
استغرق الأمر وقتا طويلا بالنسبة لبعض الوحدات للتواصل والاشتباك مع المقاتلين، حسب ما يضيف المحلل العسكري، وقال "كان هناك بعض الضباط الذين فضلوا الانتظار خارج الكيبوتس للحصول على أوامر مفصلة من هيئة الأركان العامة بالجيش، في حين كان المدنيون لا يزالون تحت النار والاشتباكات وحملات الاختطاف في عدة مواقع داخل الكيبوتس".
يقول المحلل العسكري في موقع "والا" أمير بوحبوط إنه "تكشفت صورة قاتمة في معسكر ناحل عوز، حيث كانت هناك بالفعل قوة عسكرية كبيرة، حوالي 90 جنديا، معظمهم من كتيبة غولاني 13، لكن لم تكن على قدر الجاهزية الدفاعية بتاتا، وانهارت القوات الإسرائيلية بعد نحو 15 دقيقة، حيث تمكن مقاتلو حماس من حسم المعركة".
وأشار المحلل العسكري إلى أن "حماس أدركت أن معسكر ناحل عوز يشكل مركز ثقل حيويا في تشكيل الجيش الإسرائيلي، كما يشكل نقطة ضعف هشة يمكن استهدافها، حيث تدربت حماس لسنوات طويلة للسيطرة عليه، حتى إنها قامت ببناء نموذج مصغر للمعسكر لإعداد مقاتليها للمهمة".
إعلانويضيف بوحبوط أن التحقيق في سقوط معسكر "ناحل عوز" في السابع من أكتوبر "يكشف عن عمق فشل الجيش الإسرائيلي، بالمقابل كان إنجاز حماس مؤثرا بشكل مؤلم، حيث درست الحركة المعسكر بالتفصيل، وعرفت بالضبط عدد الجنود الذين خدموا هناك أثناء النهار وفي عطلات نهاية الأسبوع، والأسلحة التي كانوا مسلحين بها؛ النتيجة، أصبح المعسكر فخا للموت".
إخفاقات الاستخباراتومن وجهة نظر الرئيس السابق لقسم الأسرى والمفقودين في الاستخبارات العسكرية "أمان" آفي كالو، فإن "ما كشفت عنه التحقيقات في إخفاق 7 أكتوبر يشير إلى أن إسرائيل تلقت ضربة مروعة ومدمرة، خاصة في مجال جمع المعلومات، وهو ما يعكس إخفاقات شعبة الاستخبارات العسكرية، التي أقرت أنه لا يوجد لديها معلومات كافية عن كافة التنظيمات المسلحة في قطاع غزة".
ويعتقد كالو أن إسرائيل مطالبة بالعودة إلى استخدام الأساليب القديمة في جمع المعلومات، بعد أن اعتمدت على التكنولوجيا في مجال الاستخبارات، "وأغفلت الاهتمام بهوية العدو عشية السابع من أكتوبر، لدرجة حتى الاستخفاف به والاستهانة بقدراته وما يقوم به على أرض الواقع، وهو ما عكس فشل الاستخبارات الإسرائيلية في اختراق صفوف حماس".
وأوضح أن تحقيق الجيش أظهر أنه كان هناك "تراجع في مكانة اللغة والثقافة والأيديولوجيا والإدراك الديني في العملية الاستخباراتية"، وبالتالي فإن "معرفة العدو ومكانته حجر أساس بالعمل الاستخباراتي"، قائلا إن "عمق الفشل يوضح بشكل أكبر أنه بالنسبة لإسرائيل مطلوب منها التغيير باستمرار في مواجهة تراكم متغير باستمرار من التهديدات المادية والتكنولوجية، والتي تجسدت بهجوم 7 أكتوبر".