توقفت اليوم الأربعاء إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا مع انتهاء أجل اتفاقية العبور الحالية التي امتدت 5 سنوات بين موسكو وكييف، مما يمثل خسارة شبه كاملة لموسكو التي كانت مهيمنة ذات يوم على سوق الغاز الأوروبية.

وجهزت بقية الدول التي تشتري الغاز الروسي -مثل سلوفاكيا والتشيك والنمسا- إمدادات بديلة، ولا يتوقع محللون تأثيرا يذكر على السوق جراء توقف تدفق الغاز الروسي.

موقف المفوضية الأوروبية

وقللت المفوضية الأوروبية من حجم أثر توقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا اليوم الأربعاء، قائلة إن التوقف في الأول من يناير/كانون الثاني الجاري كان متوقعا، وإن الاتحاد الأوروبي مستعد لذلك.

وقال متحدث باسم المفوضية "البنية التحتية للغاز في أوروبا مرنة بما يكفي لتوفير الغاز من منشأ غير روسي إلى وسط أوروبا وشرقها عبر طرق بديلة".

وأضاف "تم تعزيز الاتحاد الأوروبي بقدرات استيراد كبيرة جديدة للغاز الطبيعي المسال منذ عام 2022".

وتوقعت المفوضية الأوروبية في وقت سابق أن يكون تأثير توقف إمدادات الغاز الروسي محدودا، مشيرة إلى أنه يمكن الاستعاضة عن 14 مليار متر مكعب سنويا تمر عبر أوكرانيا بالكامل بواردات الغاز الطبيعي المسال وخطوط الأنابيب غير الروسية عبر طرق بديلة.

إعلان

وأشارت المفوضية وقتها إلى أنه تم تحسين مرونة نظام الغاز في الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر في السنوات الأخيرة من خلال مبادرات، مثل أهداف ملء خزانات الغاز، وتدابير كفاءة الطاقة، ونشر الطاقة المتجددة، وتدابير الحد من الطلب الطوعي.

بالمقابل، قال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو اليوم الأربعاء إن إيقاف نقل الغاز عبر أوكرانيا سيكون له تأثير "بالغ" على دول الاتحاد الأوروبي وليس روسيا.

وحذر فيتسو الموالي لروسيا مرارا من أن إيقاف عبور الغاز سيكلف سلوفاكيا مئات الملايين من اليورو نتيجة خسارة عائدات العبور وزيادة رسوم استيراد الغاز من جهات أخرى، مضيفا أن ذلك سيؤدي أيضا إلى ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء في أوروبا.

الواردات الأوروبية من الغاز الطبيعي الروسي

وفي الربع الثالث من عام 2024 كان حجم الغاز الطبيعي في الحالة الغازية المستورد من روسيا أقل بنسبة 54% مما كان عليه في الربع الأول من عام 2021، وفي الأرباع الثلاثة الأخيرة زادت الواردات من روسيا وأصبحت حصتها الآن قريبة من تلك المسجلة في الربع الثالث من عام 2022، لكنها تظل أقل بكثير من مستويات ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي الأرباع الثلاثة الأخيرة من السنة الماضية زادت الواردات من روسيا، وأصبحت حصتها قريبة من تلك المسجلة في الربع الثالث من عام 2022، لكنها ظلت أقل بكثير من مستويات ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية.

وانخفضت حصة روسيا في واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي في الحالة الغازية بشكل طفيف من 22% في الربع الثالث من عام 2022 إلى 20% في الربع الثالث من عام 2024.

الواردات الأوروبية من الغاز المسال الروسي

زاد استيراد الغاز الطبيعي المسال المستورد من روسيا في الربع الثالث من عام 2024 بنسبة 2% مقارنة بما كان عليه في الربع الأول من عام 2021، ومع ذلك وبسبب ارتفاع الأسعار زادت قيمته في هذه الفترة بنسبة 150%، وفق ما ذكره مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات).

إعلان

وانخفضت حصة روسيا في واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال من 12% في الربع الثالث من عام 2022 إلى 10% في الربع الثالث من عام 2023، لكنها ارتفعت مرة أخرى إلى 20% في الربع الثالث من عام 2024.

وكانت أعلى حصة في الربع الثالث من عام 2024 للولايات المتحدة بنسبة 35%، وفق بيانات (يوروستات).

الواردات الأوروبية من الغاز المسال من روسيا وخارجها

وفي مجمل عام 2023 تراجعت حصة الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب ضمن واردات الاتحاد الأوروبي من أكثر من 40% في عام 2021 إلى نحو 8% في عام 2023.

وبالنسبة للغاز عبر خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال مجتمعين، شكلت روسيا أقل من 15% من إجمالي واردات الغاز في الاتحاد الأوروبي.

وجاء هذا الانخفاض بفضل الزيادة الحادة في واردات الغاز الطبيعي المسال من جهات أخرى والانخفاض العام في استهلاك الغاز بالاتحاد الأوروبي.

وجاءت واردات الاتحاد الأوروبي في السنة الماضية (أحدث البيانات السنوية المتاحة) وفق الحصص كالتالي:

النرويج: 30.3% بواقع 87.8 مليار متر مكعب. الولايات المتحدة: 19.4% بواقع 56.2 مليار متر مكعب. روسيا (عبر الأنابيب وبالحالة المسالة): 14.8% بواقع 42.9 مليار متر مكعب. دول شمال أفريقيا: 14.1% بواقع 41 مليار متر مكعب. بريطانيا: 5.7% بواقع 16.6 مليار متر مكعب. قطر: 5.3% بواقع 15.5 مليار متر مكعب. دول أخرى: 10.3% بواقع 29.9 مليار متر مكعب.

واستورد الاتحاد الأوروبي 120 مليار متر مكعب من الغاز المسال في 2023، وكانت الولايات المتحدة أكبر مورّد إلى التكتل، بحصة 50% من إجمالي الواردات، وقد تضاعفت الواردات من الولايات المتحدة 3 مرات تقريبا مقارنة بعام 2021.

وجاء أكبر مستوردي الغاز الطبيعي المسال في الاتحاد الأوروبي على النحو التالي، وفق المفوضية الأوروبية التي لم تفصح عن بيانات الدول:

فرنسا. إسبانيا. هولندا. بلجيكا. إيطاليا. إعلان تراجع الطلب الأوروبي على الغاز

في عام 2023 انخفض الطلب الداخلي على الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي بنسبة 7.1% مقارنة بعام 2022، لينخفض ​​إلى 12.71 مليون تيراجول.

وحدثت أكبر الانخفاضات في الاستهلاك في:

البرتغال (20.2%). النمسا (13.2%). التشيك (11.9%).

بالمقابل، سُجلت أكبر الزيادات في الاستهلاك في:

فنلندا (25.6%). السويد (11.1%). بولندا (5.2%). طرق تدفق الغاز الروسي

كان الغاز الروسي يتدفق إلى أوروبا عبر 4 أنظمة خطوط أنابيب كالتالي:

خط نورد ستريم تحت بحر البلطيق. خط عبر بيلاروسيا وبولندا. خط عبر أوكرانيا. خط ترك ستريم تحت البحر الأسود عبر تركيا إلى بلغاريا.

وبعد بدء الحرب قطعت روسيا معظم الإمدادات عبر خطوط أنابيب البلطيق وبيلاروسيا وبولندا تحت تأثير ضغط روسيا لتحصيل مقابل الغاز بالروبل، وتم تفجير خط أنابيب البلطيق.

وتسبب قطع روسيا الإمدادات في أزمة طاقة بأوروبا، واضطرت ألمانيا إلى إنفاق مليارات اليوروات لإنشاء محطات عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال الذي يأتي عبر طريق السفن، وخفض المستخدمون وارداتهم مع ارتفاع الأسعار، وسدّت النرويج والولايات المتحدة الفجوة لتصبحا أكبر موردي الغاز.

ونظرت أوروبا إلى قطع روسيا الإمدادات باعتباره ابتزازا للطاقة، ووضعت خططا للقضاء تماما على واردات الغاز الروسي بحلول عام 2027.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الربع الثالث من عام 2024 واردات الاتحاد الأوروبی الغاز الطبیعی المسال فی الاتحاد الأوروبی المفوضیة الأوروبیة ملیار متر مکعب واردات الغاز عبر أوکرانیا الأوروبیة من الغاز الروسی المسال من من الغاز من روسیا عام 2021 عام 2023

إقرأ أيضاً:

نهاية عصر إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا

توقفت صادرات الغاز الطبيعي الروسية عبر خطوط أنابيب تمر من أوكرانيا إلى أوروبا، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء أول أيام العام الجديد، بعد انقضاء أجل اتفاقية العبور وإخفاق موسكو وكييف في التوصل إلى اتفاق لمواصلة التدفقات.

واستمر تدفق الغاز رغم استمرار الحرب لنحو 3 سنوات، لكن شركة غازبروم الروسية للغاز قالت إنها أوقفت توريد الغاز في الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش بعدما رفضت أوكرانيا تجديد اتفاقية العبور.

ولن يؤثر التوقف، الذي كان متوقعا على نطاق واسع، على الأسعار بالنسبة للمستهلكين في دول الاتحاد الأوروبي على عكس ما حدث عام 2022، عندما أدى انخفاض الإمدادات الروسية إلى ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية وتفاقم أزمة تكلفة المعيشة والإضرار بالقدرة التنافسية للتكتل.

انقطاع

وجهزت باقي الدول التي لا تزال تشتري الغاز الروسي، مثل سلوفاكيا والنمسا، إمدادات بديلة، وستواصل المجر استقبال الغاز الروسي عبر خط أنابيب "ترك ستريم"، الذي يحتوي على فرعين في قاع البحر الأسود.

وقطعت منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا والموالية لروسيا إمدادات التدفئة والمياه الساخنة عن المنازل اليوم الأربعاء.

وذكرت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي استعد لقطع الإمدادات.

إعلان

وقال متحدث باسم المفوضية إن "البنية الأساسية للغاز في أوروبا مرنة بما يكفي للتزود بالغاز من منشأ غير روسي.. تم تعزيزها منذ عام 2022 بقدرات جديدة وكبيرة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال".

وقلّص الاتحاد الأوروبي اعتماده على الطاقة الروسية منذ بداية الحرب في أوكرانيا من خلال شراء كميات إضافية من الغاز من النرويج عبر خطوط أنابيب وشراء غاز طبيعي مسال من قطر والولايات المتحدة.

وقالت أوكرانيا إن أوروبا اتخذت بالفعل قرار التخلي عن الغاز الروسي.

وقال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو في بيان: "أوقفنا عبور الغاز الروسي. هذا حدث تاريخي. روسيا تخسر أسواقها، وستتكبد خسائر مالية".

إمدادات بديلة

ستخسر أوكرانيا بذلك ما يصل إلى مليار دولار سنويا قيمة رسوم تدفعها روسيا، وللتغلب على هذه الخسارة، سترفع الحكومة تعريفة نقل الغاز للمستهلكين المحليين إلى 4 أضعاف ابتداء من اليوم الأربعاء، مما قد يكلف هذا القطاع أكثر من 1.6 مليار هريفنيا (38.2 مليون دولار) سنويا.

وستخسر غازبروم أيضا نحو 5 مليارات دولار قيمة مبيعات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

وأوقفت غازبروم إمداداتها لشركة "أو إم جي" النمساوية منتصف نوفمبر/تشرين الثاني بسبب خلاف تعاقدي، لكن الغاز الروسي وصل إلى النمسا عبر سلوفاكيا بمعدل 200 غيغاوات تقريبا يوميا في الساعة.

وقالت هيئة تنظيم الطاقة في النمسا (إي-كونترول) إنه من المتوقع أن يصل معدل التدفق من سلوفاكيا إلى النمسا اليوم الأربعاء إلى حوالي 7 غيغاوات يوميا في الساعة.

وقالت شركة "إس بي بي"، المشتري الرئيسي للغاز في سلوفاكيا، إنها ستزود عملاءها بالغاز عبر خطوط أنابيب بالأساس من ألمانيا ومن المجر أيضا، لكنها ستتحمل تكاليف نقل إضافية.

ونقلت الطرق المختلفة مجتمعة كمية قياسية بلغت 201 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى أوروبا عام 2018.

إعلان

وأُغلقت معظم طرق نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، ومن بينها خط يامال-أوروبا عبر روسيا البيضاء وخط نورد ستريم عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا والذي تعرض للتفجير عام 2022.

وشحنت روسيا حوالي 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا في عام 2023، انخفاضا من 65 مليار متر مكعب عندما بدأ آخر تعاقد في عام 2020 ولمدة 5 سنوات.

مقالات مشابهة

  • أسعار الغاز الأوروبي تقفز بعد توقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا
  • “بروغل”: روسيا ثاني مورد للغاز إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2024
  • برلماني روسي: الاتحاد الأوروبي سيتحسر على أوقات إمداده بالغاز الروسي
  • توقف عبور الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • أوكرانيا توجه ضربة قاتلة للاقتصاد الروسي وتمنع تدفق غاز روسيا إلى أوروبا
  • توقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية
  • نهاية عصر إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • توقف نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبرالأراضي الأوكرانية
  • بولندا تتولى رسميًا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر