لجريدة عمان:
2025-02-03@18:56:10 GMT

مخاطر جمة .. وتحديات تتطلب تعاون الجميع !!

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

قد يتصور البعض على الاقل ان التغيير على مستوى النظام السياسي قد يكون سهلا أو ميسورا خاصة اذا كانت الاعضاء الاساسية المكونة فيما بينها اعضاء النظام قد ارتبطت بدائرة محددة تتسم علاقاتها بالقوة والتماسك والاخلاص الترابط والوعي بمصالح الوطن والنظام ككل في كل مرحلة يمر فيها، او يتعرض فيها لضغوط ما قد تعرضه لخلافات بين عناصره الاساسية أو المؤثرة في عناصر النظام وتتيح الفرصة لتدخلات قد تؤثر على علاقات القوة بين اطراف ذات تأثير بشكل ما في اولوياتها او في اداء المنظومة التي استقرت عليه لفترة زمنية، ومع الوضع في الاعتبار ان قيادة النظام عادة ما تحيط نفسها بشخصيات ذات سمات خاصة على مستوى الولاء والاخلاص فان تعقيدات كثيرة قد تنشأ وتترك آثارها غير محسوسة بين العناصر المؤثرة في النظام او القادرة على توجيهه بشكل ما في ظروف الأزمة، وهى امور تتفاعل معا لتطرح نتائج وتفاعلات قد لا يشعر بها كثيرون او قد يفاجأ بها كثيرون حتى من داخل النظام ذاته، وهذه تمثل صدمة اخرى على الاقل بالنسبة لشخصيات مواقفها معروفة عادة باهتماماتها ونوازعها وحساباتها المبكرة على اكثر من مستوى.

واذا وضعنا في الاعتبار ان النظم السياسية تختلف فيما بينها ليس فقط في الحجم والتعقيد والاداء والنظم المحددة لادائها وقوانينها والاجراءات الخاصة بتسييرها في المجالات المختلفة، فاننا يمكن ان ندرك مدى التعقيد والتداخل والتقاطع بين العديد من الجوانب التي ترتبط وتترابط معا وتحتاج الى مهارات كثيرة لفض التشابك فيما بينها بشكل يسهل التعامل فيما بينها في الظروف المختلفة وفي هذا الاطار فانه يمكن الاشارة باختصار الى عدد من الجوانب، لعل من أهمها:

اولا، محاولة الايضاح التي تتناولها السطور القادمة انما هي محاولة للتفسير وفك التشابك بقدر الامكان لإظهار عمق ومدى التداخل والتقاطع على مختلف المستويات من ناحية ، وصعوبة فك ذلك الاشتباك فيما بينها من ناحية ثانية واذا كان ذلك يتسم بالتعقيد على مستوى الافراد والجماعات الصغيرة وذات المصالح المترابطة والمتداخلة فما بال الأمر على مستوى الجماعات والدول والمجتمعات المتعددة الدوائر والمستويات والمتداخلة الدوائر بأفرعها العديدة والمتنوعة والتي قد تؤدي الى نتائج وتوجهات متعددة على الكثير من المستويات، حتى اذا اردنا التخفيف من الأمر بشكل أو آخر. وحتى اذا أردنا الفصل بين المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية التقنية والانسانية وغير الانسانية وحسبما تستطيع المجالات ان تتسع وتستوعب، فان المجالات تعد في النهاية لا نهائية بالمعنى الكامل لذلك.

واذا كان الغلاف القشري للنظام السياسي السوري قد سقط عندما قرر بشار الاسد مغادرة دمشق والانضمام الى مجموعة موسكو التي منحته هو واسرته حق اللجوء السياسي لاسباب انسانية وهو حق يتقاطع في الواقع مع عناصر واسباب عديدة وخدمات ظاهرة ومستترة وتمثل عوامل مؤثرة في العلاقات الروسية السورية لسنوات عديدة مضت واخرى قادمة ولا تريد موسكو تغييرها بشكل او بآخر لأسباب استراتيجية تدخل في صلب العلاقات العميقة بين ودمشق وموسكو االيوم وامس وغدا، واذا كان ذلك سيؤدي الى تيسير بعض جوانب العلاقات الروسية السورية بشكل او بآخر، فانه من المبكر الحديث عن ذلك خاصة وان هناك جوانب عديدة ومتنوعة سوف تظهر وستطرح نفسها وآثارها على نحو لا يمكن اغفاله او التقليل من اهميته في الفترة القادمة خاصة وانه قد يترتب عليها على الأرجح نتائج عديدة وتحديات مختلفة ولعل القلق من هذا الموضوع هو ما بدأ يطرح اثاره من الآن وبشكل يزداد قوة مع مرور الوقت ولا يقلل منه الامل في تجاوز الكثير من التحديات وهو امل يظل قابلا للاختبار في الاشهر القادمة والمؤسفْ انه يحمل في أحشائه الكثير من العوامل والمؤثرات التي تؤثر بالضرورة في جوانب مهمة ولا يمكن اغفال تأثيرها على الجوانب التي تؤثر على العوامل الأخرى سواء اردنا ذلك ام تمنينا تجاوزه .

ثانيا، ان من العوامل التي جذبت الانتباه مع ظهور بوادر الخلاف الايراني السوري ليس فقط القلق الايراني الواضح والمستمر من الخلاف بين الدولتين ولكن ايضا التي تشير إلى أن ما حدث في سوريا هو مؤامرة امريكية اسرائيلية سوف تهزمها سوريا او بمعنى ادق « الشرفاء السوريون « و»الشباب المقاومون خلال اقل من عام « على حد قول المرشد العام للثورة الايرانية على خامنئي، وبغض النظر عن التصريحات الايرانية التي ردت عليها دمشق وكانت العلاقات من قبل وثيقة، فإن حرص البلدين على اعادة العلاقات الدبلوماسية واستئناف العمل في سفارتي البلدين يعد مؤشرا ايجابيا يستحق التشجيع نظرا لاهمية العلاقات السابقة بين البلدين ولضرورة هذا الامر حتى تعود العلاقات الى التحسن مرة اخرى في الفترة القادمة، والمؤكد ان ذلك سوف يستغرق وقتا لمراجعة العلاقات والوقوف بالعلاقات امام العوامل والعناصر التي انتقلت بالعلاقات من النقيض الى النقيض وبسرعة شديدة. يضاف الى ذلك انه من الاهمية بمكان ان تسعى الادارة السورية الجديدة بقيادة احمد الشرع وعبر علاقاته التي يبدو انها لاتزال محدودة حتى الان الى توسيع دائرة العلاقات والشروع في ملء الوظائف الشاغرة في اقسام النظام المختلفة حتى يمكن النهوض بمتطلبات الفترة القادمة وما قد تفرضه من اعباء عديدة وفي مختلف المجالات بالتأكيد بحكم ما تفرضه عمليات سقوط الانظمة السياسية من نتائج وما تحتاجه بالضرورة من جهود ومساع للتعاون على اوسع نطاق لحشد الطاقات والكوادر المخلصة والراغبة في العمل لصالح الوطن ومستقبله بغض النظر عن المحاصصة ولعل الاهمية التي تمثلها ايران على صعيد العلاقة مع سوريا تتمثل في علاقة الجوار الوثيقة والتعاون العميق في المجالات الدفاعية وغيرها والتي تدخلت اسرائيل لضربها في ظروف محددة .. واذا كانت مجموعة التعيينات التي تمت حتى الان قد اثارت بعض الجدل حول شخصيات محددة ، فإن ما قد يثار في المستقبل يظل كبيرا نظرا لاعتبارات متعددة بما في ذلك العوامل ذات الصلة بالجماعات والطوائف المتعددة والتي اثارت وتثير المخاوف على مستويات عدة تضعها اطراف عديدة في الاعتبار اليوم وغدا . ولعل ذلك يؤكد ضرورة العمل من اجل الاعداد لبناء قاعدة صلبة للدولة الجديدة تقوم على أسس راسخة تحرص من خلالها على تجاوز ما اثبتت تجربة السنوات الماضية ضعفه او عدم ملاءمته للظروف أو للاحتياجات الوطنية للمجتمع السوري وتطلعاته ولاحتياجاته الحقيقية التي اثبتت الاحداث والتطورات ضرورتها للحاضر والمستقبل .

ثالثا، انه ليس من المبالغة الاشارة الى ان التحدي الداخلي هو من أصعب التحديات، ان لم يكن أ صعبها في ظل الظروف والاوضاع السورية القادمة والمحتملة، ويبدو انها تستعجل التعبير عن نفسها ، فالى جانب التعدد العرقي والطائفي والتنوع الاثني والذي يعبر عن نفسه في تعدد وتنوع الطوائف واهتماماتها واولوياتها ووجود عوامل تحريض ظاهرة ومستترة وعناصر خلاف قديمة ومتجددة فضلا عن بعض آثار الماضي على الاقل في بعض الاحيان او بعض المناطق ، فضلا عن تولد عوامل واسباب تثير او تحرض عليه لأسباب مختلفة وقد تعود للماضي البعيد فان هذا التحدى هو ما يحتاج بالضرورة التعامل الجاد والبعيد النظر معه حتى لا يفتح المجال امام مضاعفات المجتمع والمستقبل في غنى عنها الان وغدا وبعد غد. ومن هنا فان مساحة واسعة من التعاون ، بل والنجاح فيه ترتبط الى حد كبير بالعلاقات بين الجيران وادراك المصالح المشتركة والمتبادلة فيما بينها وبكيفية تحقيق ما هو مشترك اليوم وغدا وتعظيم عناصر الالتقاء واحتواء عوامل الخلاف بقدر الامكان . ومن المؤكد ان تغييرا كالذي حدث في النظام السياسي في سوريا هو تغيير ضخم خاصة مع الاسلوب الذي تم به وهو ما يمكن ان يزيد من المشكلات والتحديات التي تتسابق اطراف عديدة حول سوريا لاستغلالها لصالحها بشكل او بآخر وهو ما يحتاج تعاون جهود السوريين للتصدى له ووقفه عند حدود لا تؤثر في مصالح سوريا او أمنها وتماسك اراضيها . وسوريا في النهاية قادرة على ذلك مع بعض التضحيات ..

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فیما بینها على مستوى

إقرأ أيضاً:

خبير استراتيجي يحذر من تأثيرات سلبية لابتعاد العراق عن النظام السوري - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

حذر رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، اليوم الإثنين، (3 شباط 2025)، من الأضرار التي قد تلحق بالعراق جراء استمرار ابتعاده عن النظام الجديد في سوريا، وما له من تبعات.

وقال فيصل لـ"بغداد اليوم"، إن "مواقف العراق العدائية في العلاقة مع سوريا من المؤكد سيكون لها تأثيرات سلبية خطيرة على التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني والاجتماعي والثقافي، التي تشكل أعمدة العلاقات بين البلدين".

وأضاف، أن "الذهاب إلى علاقات عدائية وقطيعة وغلق الحدود والهجوم الإعلامي على سياسة سوريا، والتهديد بالمعنى العسكري والسياسي للنظام السوري، كلها مؤشرات سلبية على مصالح العراق الاقتصادية والطاقة، وسوريا بلد مهم زراعي واقتصادي، ومنها يمكن تصدير النفط والغاز إلى أوربا عبر المؤانى، وأيضاً أهميتها السياحية".

وأشار فيصل إلى أن "الجانب الأهم في العلاقة هو الجانب الأمني، بسبب الحدود المشتركة التي تربط البلدين، وحملات التشنج والتوتر، والعداء للنظام السوري، وهم في مرحلة انتقالية، ليست في صالح العراق، خاصة في ظل الانفتاح العربي والدولي على دمشق".

وبين، أن "المرحلة الانتقالية الحالية في سوريا لن تكون موجودة في المستقبل، بعد إقامة الانتخابات وكتابة الدستور".

وتمر العلاقات العراقية-السورية بمرحلة حساسة نتيجة التغيرات السياسية في سوريا والانفتاح العربي والدولي عليها وعلى الرغم من العلاقات التاريخية والجغرافية بين البلدين، شهدت الفترة الأخيرة تباعداً في المواقف بين بغداد ودمشق، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الأمني والاقتصادي.

كما تشكل سوريا ممراً مهماً للعراق، إضافة إلى دورها كمحور زراعي وسياحي مهم في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الشرع: النظام الاشتراكي فيه الكثير من السلبيات التي أثرت في المواطن وسنعيد هيكلة الاقتصاد في سوريا ونتخلص من الفساد
  • خبير استراتيجي يحذر من تأثيرات سلبية لابتعاد العراق عن النظام السوري
  • خبير استراتيجي يحذر من تأثيرات سلبية لابتعاد العراق عن النظام السوري - عاجل
  • رئيس ألمانيا في المملكة.. تعاون اقتصادي ورؤية مشتركة للقضايا الدولية
  • السفير شن:العلاقات الصناعية والتجارية بين تركيا ومصر تتجلى بشكل قوى في مجال المنسوجات
  • خبراء: إعادة النظام الصحي بغزة تتطلب 12 عاما 
  • كاتب صحفي: ترامب شخصية مختلفة ومن الممكن إقامة علاقة مصلحة معه بشكل واضح
  • خبراء: إعادة النظام الصحي بغزة تتطلب 12 عاما
  • الصليب الأحمر: النظام الصحي في غزة دُمر بشكل كامل (فيديو)
  • الصليب الأحمر: النظام الصحي في قطاع غزة دمر بشكل كامل