بوابة الوفد:
2025-02-03@19:43:48 GMT

كل عام وأنتم بخير

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

رحل عام واستقبلنا آخر، ولنا أن ننظر لما مضى، ونحلم بما آت سائلين الله لوطننا الخير والرقى.

ورغم الحزن المرير على آلاف الشهداء فى غزة، وأوجاع المُشردين والمُهجرين والخائفين تحت قسوة آلة الحرب الإسرائيلية المتوحشة، ورغم هموم المصريين وأوجاعهم فى ظل الأزمات الاقتصادية والظروف القاسية، فإننى مُتفائل بالعام الجديد، وآمل أن يكون عام خير واستقرار وسعادة للمصريين.

كان 2024 عاما صعبا، شهدت مصر خلاله أزمات قاسية، وواجهت تحديات جسيمة، وعانى المجتمع معدلات غير مسبوقة للتضخم نتيجة تراجع قيمة الجنيه، متأثرا بالانخفاض الكبير فى عائدات قناة السويس، والتراجع اللافت فى دخل السياحة نتيجة العدوان الإسرائيلى الدامى على غزة، وآثاره الخطيرة على المنطقة ككل.

لقد دفعت مصر من قبل نصيبها من فاتورة الحرب الروسية الأوكرانية، إذ واجهت ارتفاعات قياسية فى أسعار كثير من الغلال والخامات الأساسية، واستطاعت أن تواجه كل ذلك برُشد وصبر وكفاءة، مثلما نجحت قبلها فى التعافى من آثار جائحة كوفيد 19 على الاقتصاد.

وإذا كانت هذه الضربات المُتلاحقة مُنذ عام 2020 قد حملت كثيرا من الآثار السلبية على الشعب المصرى خاصة على المستوى الاجتماعى، إلا أنها نبهت صناع القرار والمجتمع الاقتصادى ككل لتصحيح كثير من الأوضاع غير السليمة فى بنية الاقتصاد، بما يُقلل من أى آثار لأزمات أخرى.

وبطبيعة الحال فقد لفتت هذه الازمات، الأنظار لمواطن الخلل فى بنية الاستثمار، وعجلت بدراسة الاصلاحات المؤسسية المفترضة للاستثمار. وفى الوقت نفسه، فقد ردت الاعتبار للاستثمارات الخاصة، والأجنبية باعتبارها أفضل الحلول الحاسمة والفعالة للمشكلات المتراكمة.

والأهم فى تصورى، هو أنها أعادت ثقة الحكومة فى القطاع الخاص، وأوجبت اتصال الحوار بين الجانبين باعتبار أن القطاع الخاص هو شريك حقيقى وضرورى فى التنمية، وهذا ما شهدناه قبل أيام قليلة خلال لقاء الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، برجال الأعمال المصريين. فعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات فى الرؤى، إلا أن انطلاق الحوار بصراحة وشفافية يمثل استعادة لقيمة حضارية أساسية فى إدارة اقتصاد دولة كبيرة بحجم مصر.

إن للأزمات الاقتصادية بشكل عام بعض الجوانب الإيجابية، مثل خلق الدافع لتقييم الأوضاع والتعرف على مختلف التصورات سعيا لتغيير السياسات بما يحقق نتائج أفضل. وهى أيضا نمثل إلحاحا وإلزاما لصانع القرار لوضع خطط تطوير وتحسين أداء، وهى مُحفزة لمواكبة السياسات والأفكار والنظم المتطورة فى شتى أنحاء العالم.

وهذا هو سر تفاؤلى بالعام الجديد، الذى آمل أيضا أن تنجح فيه جهود مصر والدول العربية فى إيقاف الحرب الدائرة فى غزة، لأن استمرارها يضر بالمنطقة ككل. كما أتمنى أن تصدق الأنباء المتداولة بشأن اعتزام روسيا وأوكرانيا التفاوض من أجل السلام، لينعم العالم باستقرار حقيقى. وأدعو الله أن يحفظ سوريا وشعبها العظيم وأن تنجو من شبح الاضطرابات والحرب الأهلية بعد سنوات طويلة من الدمار.

ولا شك أن تحقق ذلك سيعيد الانتعاش لأسواق السياحة والتجارة والخدمات فى المنطقة التى لا تكاد تنعم بقليل من السلام، حتى تتجدد فيها الصراعات والأزمات مرة أخرى. وهو ما يفتح الباب لتدفقات استثمارية ضخمة لمنطقة الشرق الأوسط. ولأن مصر فى المركز منها، ولديها سوق كبير، وأنظمة ومؤسسات قوية، وتتمتع بفرص عظيمة، فإنها قادرة على اجتذاب روؤس الأموال والمشروعات العظيمة.

لكن المُهم أن نستعد ونواصل إصلاحاتنا فى ثبات، حتى نتمكن من التفرغ لأهم ملفات التنمية المنسية وهى التعليم والصحة.

وسلامٌ على الأمة المصرية

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين كل عام وأنتم بخير الحرب الإسرائيلية المجتمع

إقرأ أيضاً:

دا أهمّ خطاب أشوفه لحميدتي من بدت الحرب

استمعت لخطاب الهالك [١]؛
——— الشال سمح! ———
دي خلاصة الخطاب بالنسبة لي ????؛
ببعض الجدّيّة؛
على عكس القريته في التعليقات قبل ما أحضر الخطاب، ووصفه بالهضربة والورجغة، فأنا بعتبر دا أهمّ خطاب أشوفه لحميدتي من بدت الحرب؛
أي نعم هو عبارة عن هضربة فعلاً، كما وصفوه؛
لــــــــــــكـــــــــــن؛
دا تحديييدا هو مصدر أهمّيته؛
لأنّه خطاب بيعبّر عن لاوعيه؛
وكما علّق أخونا Mouiz Siddeg [٢]: “البعاتي قلع الدبابير بتاعت فريق أول خلا ولبس الكدمول.”؛
المرّة دي الخطاب ما كان موجّه للشعب السوداني وللا المجتمع الدولي، ولا مصمّم لأجل الكسب السياسي، وإنّما هو بيخاطب “الأشاوس”: أمّته الهو مرسل ليها؛
والمرّة دي أكتر مرّة، ان لم تكن أوّل مرّة، يعبّر عن “قضيته” الجوهريّة البيقاتل من أجلها، هو وشرذمة الأشاوس المعاه؛
مرق عقدته الحقيقيّة تجاه من سمّاهم “أصحاب الامتيازات”؛
وبدلاً من أن يهاجم الفلول والمجرمين والكيزان والمش عارف، كما اعتاد في سابق خطاباته المعدّة بواسطة المستشارين، فهو في هذه المرّة، بين السطور، يتناول داود وحجّار، مجتمع الأثرياء الذي اجتهد في التقرّب إليه، وكانت آخر مساعيه قبل الحرب الدخول في شراكة معهم لابتلاع “زين”، البقرة الحلوب التي فضحت من قبل عقدة التعايشي في تمويل مشروع عجلاته!
ف حميدتي مشكلته ما مع كيزان ولا شريط نيلي، وإنّما مع المجتمع البرجوازي الذي يحاول الانتماء إليه، متوسّلا بكفيله؛
واسألني أنا من الناس البصاحبوك وهم يضمرون الغل والحسد!
في هذا الخطاب يتبيّن جليّا الرابط القوي جدّا بين حميدتي، الثري الأنيق المهندم، وبين الحثالة التي تقاتل من أجل مشروعه؛
من هنا ح تفهم سر رغبتهم الجامحة في اغتصاب الفتيات الوديعات؛
في احتلال المساكن الجميلة؛
في تخريبها وتدميرها إن لم يتسنّ الاستيلاء عليها؛
في نهب الذهب والحلي والملابس والسيّارات؛
في كلّ الشفناه؛
القصّة ما مجرّد رغبة في الحصول على غنائم لأجل الكسب المادّي، وإنّما القصد هو سلب أيّ ابتسامة وفرحة وبهجة ونعمة يشعر بالحرمان منها؛
وخلاصة خطاب حميدتي ليهم إنّكم تفكّروا ح نشيل منّهم شنو؛
ومنّهم ديل ما الجيش في سياق عسكري، ولا “الكيزان” الجوا الحكم قبل ٣٠ سنة، وإنّما المدنيّين البعتبرهم أصحاب امتيازات من ٧٠ سنة: أي بعمر الدولة الحديثة، “دولة ٥٦”؛
وهنا يظهر الرباط الوثيق بين حميدتي وقريبه عزّت؛
خطاب حميدتي، للمصادفة، جا بالتزامن مع حدوث شرخ مهم جدّا داخل معسكر أوليائه من المدنيّين؛
ظاهر الشرخ دا سياسي؛
لكن هو في الحقيقة، فيما يبدو لي، شرخ بين “أحباب حميدتي” البشاركوه عقده، وبين أعداؤه المجبور عليهم ومجبورين عليه في هذا التحالف الهش؛
فالأفنديّة الفي تقدّم البستعرّوا من الجنجويد ديل مصيرهم يختلفوا معاهم، لأنّه قضيّتهم ما واحدة؛
قضيّة ناس حميدتي بتمثّلها “مريم الشجاعة”، البتفخر بانتماها ليهم، زي ما كتبت قبل كدا [٣]؛
مش “مريم المنصورة”، “بت ملوك النيل”، الما كان أبوها بخيل!
نعود من حيث ابتدأنا؛
الشال السمح اللابسه حميدتي دا بالفعل كان أوّل حاجة لفتت نظري، وقلت وااو!
أها الواو دي، جد جد، بتلخّص القضيّة البحارب من أجلها حميدتي وجنجويده؛
يعني قشرته بالكدمول الأنيق ذو النسيج الفاخر دا بتعكس نفس شعور ناسه البلفّوا التياب البلقوها في بيوت الأثرياء كدمول؛
ف حميدتي، طول رحلة حياته، كايس الواو دي؛
لكن ما من عبد الله جعفر يعني، وان كان دي خطوة كويسة؛
وإنّما بيبحث عن نظرة الإعجاب دي عند أهل الامتيازات؛
وكلّ ما يصل ليها عند طبقة اجتماعيّة بتلقاه محاول يرتقي لطبقة أعلى، زي ما ممكن نشوف في سلوك القوني البيشكو من “التأطير” وهو يتلعثم في التعبير بالانجليزيّة ويحاول أن يحاكي لكنة “المفلهمين”؛
والمفردة الأخيرة وحدها قد تكفيك لاستيعاب نفسيّة المتعاطفين مع الجنجويد من أهل المدينة؛
المهم؛
هنا داير أبعث برسالة لحميدتي أختم بيها المقال القصير دا؛
يااا حميدتي؛
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
أو كما قال السموؤل؛
القصّة ما شال سمح بتلفّ بيه رقبتك؛
وإنّما يلزمك تسمّح رقبتك!

Abdalla Gafar

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الغارديان: ساعة القيامة تدق سريعًا.. ونزاعات 2025 ستخرج العالم عن السيطرة .. السودان الكارثة الإنسانية والنزاع المنسي
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • الغارديان: ساعة القيامة تدق سريعًا.. ونزاعات 2025 ستخرج العالم عن السيطرة
  • احترق منزله... الأب مجدي علاوي وعائلته بخير
  • أنا بخير الحمد الله.. بنتايك يطمئن جمهوره
  • في اليوم الوطني للعمل الاجتماعي.. تحية تقدير من وزير الشؤون لهؤلاء
  • أحمد المسلماني: الحرب العالمية الأولى والثانية نتاج نظريات ثقافية سياسية
  • كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
  • دا أهمّ خطاب أشوفه لحميدتي من بدت الحرب
  • حنان مطاوع: مصر بخير .. ومعرض الكتاب عيد للثقافة