فاروق حسنى.. موعد مع التاريخ
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
افتتاح المتحف المصرى الكبير يشكل حدثًا عالميًا فريدًا، ليس فقط لأنه أكبر متحف متخصص فى العالم، ولكن لأنه يشكل مع أهرامات الجيزة بانوراما تاريخية سياحية فريدة من نوعها، تجمع بين أقدم وأعرق حضارة فى العالم، وبين الحداثة والتطور فى قمتها من خلال أحدث وسائل العرض المتحفى والواقع الافتراضى لرحلة عبر التاريخ للحضارة والتراث المصرى عبر عدة حقب زمنية ومن خلال أكثر من قاعة عرض، ليصبح هذا المتحف أعظم مشاريع القرن الواحد والعشرين فى العالم باعتراف كل الخبراء والمؤسسات الدولية، التى تنتظر بشغف الافتتاح الرسمى الذى يدعو إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى عددا من ملوك وقادة وزعماء العالم قريباً لتدشين هذا الحدث الذى يشكل أعظم هدية ثقافية وإنسانية تقدمها مصر للعالم، فى رسالة جديدة ترسخ قيمة مصر الثقافية والحضارية، وأيضا قدرتها على تجاوز وتحدى أعتى الصعاب والنهوض من جديد لمواكبة كل أشكال الحداثة والتطور على شتى المستويات، ولم يكن استعادة مصر لوجهها الحضارى إلا واحدة من المعارك التنموية التى خاضتها فى العشر سنوات الأخيرة وحققت فيها جميعاً ما يشبه المستحيل.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ المتحف المصري عبدالفتاح السيسى
إقرأ أيضاً:
إفيه يكتبه روبير الفارس "رشق الغول"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عندما ترى "آمنة" و"هنادي" القطار لأول مرة في فيلم "دعاء الكروان "، تصرخان: "الغول! الغول! حديد... عينيه تقدح نارًا وشرارًا!"، لكن الأم تهدئ من روعهما وتقول: "إنه القطار... ودّعنا الركايب".
القطار من أهم رموز النهضة الحديثة، وهو أحد أبرز مظاهر الحداثة. وقد دخل مصر أول قطار سنة 1854، إيذانًا ببدء عصر السكة الحديد.
ورغم ذلك، لا أفهم لماذا تكمن في الوعي الجمعي، عدواة باطنة لدى عدد من الأطفال والفتيان تجاه القطارات. وما المتعة في رشقه بالحجارة الحادة؟ ما اللذة في إصابة الركاب؟
هذه ظاهرة شهدتها كثيرًا أثناء استخدامي القطار، الذي أراه أفضل وسيلة للسفر بين الصعيد والقاهرة. كنت أظن أن هناك حقدًا طبقيًا يقف وراء رشق القطارات المكيفة التي تحمل السياح، وربما كراهية قديمة للأجانب، موروثة من تراث ثورة 1919، حيث كان قطع الفلكنات والهجوم على القطارات التي تنقل جنود بريطانيا من أبرز مظاهر العنف الثوري.
وكنت أظن أن هذه الظاهرة قد انتهت... لكن ما شهده مؤخرًا مركز منوف بمحافظة المنوفية أعاد إلى الأذهان ذكريات أليمة.
ففي حادثة مأساوية، ألقى مجموعة من الأطفال الحجارة على نوافذ القطار القادم من "طنطا – القاهرة"، أثناء ركوب رجل وابنته - من ذوي الهمم - عائدين من جلسة علاج دورية لها بمستشفى الهلال للتأمين الصحي بشبين الكوم.
تهشم الزجاج فجأة، واخترقت الحجارة جمجمة الطفلة ووالدها، مما أسفر عن إصابات مباشرة في الرأس والأنف.
وقد أصيبت الطفلة بكسر ونزيف حاد في المخ ناتج عن المقذوف، وأدى ذلك - للأسف - إلى تلف كامل في عينها، وحالتها غير مطمئنة.
هنا تجد نفسك حائرًا أمام سر المتعة التي يجدها البعض في إلحاق الأذى بأناس لا يعرفونهم. قد نُرجع المعنى القريب إلى سوء التربية والانفلات الأخلاقي، وانتشار العنف والفوضى، وسهولة الهروب من العقاب. فأنت ترشق قطارًا متحركًا، وأنت بمنأى عن قبضة الأمن.
أما المعنى البعيد، فقد يدفعنا إلى التساؤل عن سر هذه العداوة تجاه مظهر من مظاهر الحداثة. عداوة ممتدة لمظاهر أخرى عديدة.
فعلى الرغم من شراهتنا في استهلاك أدوات الحداثة، إلا أن هناك كراهية كامنة تجاهها. نرشقها بكل التهم والسلبيات، ونتهمها بأنها تدمر حياتنا.
إنها الغول الذي نخاف من تقدمه المستمر، فنكره أن نتعلمه، ويهرب طلابنا إلى القسم الأدبي حتى لا يواجهوه.
هي وسائل التواصل الاجتماعي التي نهدر فيها أيامنا وطاقتنا، ثم نسبها لأنها تحاصرنا بالسلبيات وتسرق متعتنا.
نعكس أهداف وجودها، ونتغنى بأننا "ودعنا الركايب"، ونرشق الإنسانية بحجارة "بطولاتنا التاريخية الكاذبة"، وحضارتنا في الرغى التي تعمي البصيرة.
أفيه قبل الوداع:
- يا مسافر وناسي هواك
- اوعى تقعد جنب الشباك