بوابة الوفد:
2025-03-06@14:00:58 GMT

الجولانى الديكتاتور الناعم

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

كما توقعت فى مقالى الأخير المعنون «سوريا فى الفخ»، تراجع أحمد الشرع «الجولانى» عن تصريحاته السابقة حول الدستور والانتخابات الرئاسية، وأعلن أن البلاد تحتاج نحو أربع سنوات حتى يمكن إجراء انتخابات رئاسية، وأن كتابة دستور جديد لسوريا يعبر عن كل مكوناتها السياسية وأطيافها الدينية، يحتاج ثلاث سنوات.

كلام الجولانى جاء طبيعيا ومتسقا مع تطلعاته والواقع السورى، فالرجل لا يكذب ولكنه يتجمل، بعد أن اكتشف أن حكاية الثلاثة أشهر التى حددها سابقا لا تكفى لفعل أى شيء، فلم يكن لديه من الخبرة أن يفرق بين قيادة دولة كبيرة وعميقة ومعقدة النعرات، وبين إدارة فصيل عسكرى أو قطيع يتربى فى الصحراء.

ويحاول الجولانى جاهدا تبرير رغبته المستقبلية فى الانفراد بحكم سوريا، بأن البلاد تحتاج إلى سيطرة قوية من هيئة التحرير على كل مقاليد الأمور، وعلى كل الأراضى السورية، حتى ولو كان ذلك على حساب مصالح وحقوق الأقليات.

وعلى طريقة الديكتاتور الناعم، أخرج مظاليم بشار ونظامه الفاسد وأدخل بدلا منهم سوريين مثله يعارضون مجيئه على دبابة تركية وحماية إسرائيلية وأمريكية، متجاهلا تماما التركيبة السياسية للبلاد، فهو لا يرى أحدا سوى رجاله فقط فى الهيئة التى يتزعم فصائلها رفاق الدرب والأصدقاء المقربون.

نحن على أعتاب عام جديد، ولا حديث للجولانى إلا عن الفصائل أما الأطياف السياسية فلا وقتها الآن، حتى إسرائيل عدو سوريا التقليدى، انتقدت ذلك التجاهل على لسان وزير خارجيتها جدعون ساعر الذى يخشى أن تنقلب الأقليات وتحدث فوضى فى البلاد، مطالبا بحماية الأكراد والعلويين والمسيحيين وغيرها من طوائف الداخل السورى لتهدأ الحدود.

الخطير أن الجولانى يبرر عدم تضمين حكومته أى طيف سياسى مدنى بعدم استقرار الوضع فى البلاد، زاعما أن «محاصصة الحكومة» أى وجود تمثيل نسبى للطوائف الرئيسية سيؤدى إلى تشتيت الأهداف، فهو لا تعنيه الديمقراطية ولا التعددية السياسية، وإنما فقط كرسى الحكم الذى يجرى تفصيله وتصنيعه بمشاركة قوية من مخابرات تركيا وأمريكا وإسرائيل.

كل خطوات الجولانى تؤكد أنه يعد نفسه بشياكة لرئاسة سوريا حتى إذا خاض الانتخابات آخرون لإكمال الديكور، ولذا فهو يركز على ولاء مجتمع العشيرة، وقطع فى ذلك مسافات، ولا يتبقى أمامه سوى قوات سوريا الديمقراطية «قسد» المناهضة للوجود التركى، ويغريها الآن بتمثيل معقول فى وزارة الدفاع.

الرجل بصراحة يريد الأرض بكل ما فيها له وميليشياته، رافضا الفيدرالية وأى تقسيم لا تكون فيه هيمنة للذين حاربوا معه لإسقط النظام، ويبحث عن أى وسيلة لإنقاذ الاقتصاد وإعادة الإعمار عبر بوابة تركيا والخليج وفى المقدمة ( قطر والامارات والسعودية ) بعدها يشدد قبضته ويدخل التاريخ كأول إرهابى سابق أسقط الأسد فى ثلاثة أيام.

وقد يسأل سائل، إذا كانت هناك مخاوف من أن ينقلب الجولانى ويعود إلى سيرته الأولى كمتطرف ومتشدد دينى.. فلماذا يهرول البعض إليه؟ ولماذا هذه الزيارات والاتصالات من وزراء الخارجية العرب والأوربيين؟ هل هو لمجرد استكشاف نيات الرجل الذى يتخفى فى البذلة الأمريكانى، أم أن كل دولة تريد أن يكون لها دور فى بداية تأسيس سوريا الجديدة؟

فى جميع الأحوال، الأيام المقبلة ستخبرنا اليقينا، وسيتأكد للجميع إذا ما كان «الجولانى» المعدل سيقرن أقواله بأفعال، ويعجل بالدستور والانتخابات الرئاسية أم سينتظر سنوات كما قال بحجة التحديات الداخلية ونشاط بقايا النظام وعدم استقرار المنطقة، خاصة شمال شرقى البلاد التى تلعب فيها تركيا لعب الشيطان.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تصريحاته السابقة

إقرأ أيضاً:

لاصيفر: الفوضى السياسية تمنع تطبيق الفيدرالية في ليبيا

ليبيا – شدد المستشار السياسي إبراهيم لاصيفر على أن نظام الأقاليم الثلاثة الذي طُبّق في ليبيا عقب الاستقلال لم يعد قابلاً للتطبيق في الظروف الراهنة، معتبرًا أن الحديث عن الفيدرالية يجب أن يكون بيد الشعب الليبي عبر استفتاء عام، وليس من اختصاص أي فرد بعينه، بمن فيهم موسى الكوني.

???? الفيدرالية بين الماضي والحاضر

أكد لاصيفر، في تصريحات خاصة لصحيفة “اندبندنت عربية“، أن ليبيا عاشت فترة من الاستقرار والرخاء خلال حكم الملك إدريس السنوسي تحت مظلة النظام الفيدرالي. ومع ذلك، أشار إلى أن الظروف التي كانت سائدة في البلاد خلال فترة الاستقلال عام 1951 تختلف جذريًا عن الوضع الحالي، حيث تعاني ليبيا من انقسامات اقتصادية ومالية وسياسية وأمنية، فضلاً عن غياب دستور ينظم الحياة السياسية.

???? الشعب هو صاحب القرار

وأوضح لاصيفر أن النظام الفيدرالي الذي انتهى العمل به في 26 أبريل 1963 له إيجابيات وسلبيات، مثل أي نظام حكم آخر. لكنه شدد على أن إعادة العمل بهذا النظام يجب أن تكون قرارًا شعبيًا، وليس فرديًا، مؤكدًا أنه “ليس من حق موسى الكوني الحديث عن العمل بنظام الأقاليم الثلاثة، إذ لم يُعرض الأمر على استفتاء عام”.

???? قلق من تحركات الأمم المتحدة

وأشار لاصيفر إلى أن موسى الكوني وغيره من المسؤولين الليبيين يشعرون بالخوف بعد تشكيل اللجنة الاستشارية التابعة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واعتبر أن الخوف الحقيقي ليس من اللجنة ذاتها، وإنما من تحركات الأمم المتحدة التي بدأت بتنفيذ خطتها عبر تشكيل اللجنة الاستشارية، ثم تعيين المبعوثة الأممية الجديدة، حنا تيتيه.

كما لفت إلى أن المسؤولين في الشرق والغرب باتوا يكثرون من التصريحات والمبادرات، فيما قام قائد قوات الشرق، خليفة حفتر، بزيارة بيلاروسيا وفرنسا، بينما توجه رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد الدبيبة، إلى الدوحة، في إطار محاولات للحفاظ على مواقعهم وإطالة بقائهم في السلطة.

???? دعوة إلى صفقة سياسية

دعا لاصيفر إلى ضرورة التوصل إلى صفقة سياسية بين الأطراف الليبية قبل الحديث عن الفيدرالية، مشددًا على أن الشعب الليبي هو الجهة الوحيدة المخولة باختيار نظام الحكم.

كما اتهم الطبقة الحاكمة بالسعي إلى إبقاء الأزمة قائمة دون حلول حقيقية، حيث تتحدث بخلاف ما تفعل، مما جعل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية تستفيد من استمرار الانقسام والفوضى، مشيرًا إلى أن ليبيا لا تواجه أزمة في شكل الحكم، بل في إدارة البلاد نفسها، وهو ما يقرره الشعب وليس الأفراد.

 

مقالات مشابهة

  • لاصيفر: الفوضى السياسية تمنع تطبيق الفيدرالية في ليبيا
  • الجرادق “الناعم”… حلوى تراثية تزين موائد السوريين في رمضان
  • الأحزاب السياسية تستعد لمعركة 2026 بتشكيل لجان الإنتخابات
  • بوادر حرب أهلية في سوريا.. استبعاد الأكراد من "الحوار الوطني" تضع سوريا عند مفترق طرق
  • 3 أخطاء ارتكبها حميدتي في مسيرته السياسية
  • التحالفات السياسية في العراق: هل هي لعبة جس نبض أم تحركات حاسمة؟
  • رغم معارضة الشرع.. هل تكون الفيدرالية الخيار الأمثل لإعادة إعمار سوريا؟
  • وزير الداخلية يواصل لقاءاته السياسية والاجتماعية
  • ثلاثة قوانين جدلية جديدة.. أزمة قد تطفو على الساحة السياسية العراقية
  • يعقوبيان: الحياة السياسية في لبنان بدأت بالانتظام