الحوثيون.. سلاح طهران الأخير
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
قبل أن تقرأ ليس فى هذه الكلمات أى تربص أو تصيد أو محاولة إلقاء اللوم أو التبعة على أحد أيًّا كان.. ذك تنويه لا بد منه فى ضوء أن قراءتنا لما يقدم من مشاهد وتطورات نعيشها حاليا على صعيد الأحداث الساخنة فى المنطقة تنطلق من موقف مسبق.
أقول ذلك بمناسبة التصعيد الكبير الذى حدث على جبهة المواجهة بين الحوثيين فى اليمن وإسرائيل.
من بين ما يجرى فإن عمليات الحوثيين تحقق هذه الحالة حيث تقض مضاجع الإسرائيليين وتخرجهم من حالة الأمان الكامل التى ربما طالت بفعل عدم تعرض المدن الإسرائيلية للعمليات العسكرية على مدار عقود، إلى أن تم كسر هذه الحالة على أشكال متفاوتة فيما بعد طوفان الأقصى سواء من قبل حماس أو حزب الله فيما بعد أو جماعة الحوثيين فى اليمن أو تلك التى قامت بها حركة المقاومة الإسلامية فى العراق أو باختصار تلك العمليات التى تمت من قبل ما اصطح على تسميته أو وصفه بمحور المقاومة أو جبهة الإسناد.
لا يمكن إنكار أن تلك الجبهة حققت على مدار العام أو أكثر قليلا ما لم يتم من قبل ونقلت المعركة إلى داخل إسرائيل رغم أن التكلفة كانت باهظة وعالية وهذا جانب يجب استيعابه بشأن المواجهات والمعارك بين الدول أو أشباه الدول ممثلة فى حركات المقاومة.
غير أن مسار الأوضاع فى المنطقة يفرض علينا التساؤل حول سيناريوهات المواجهة بين الحوثيين واسرائيل وهل تسلك نهاية مختلفة عن باقى المواجهات؟ لقد كشفت الفترة الماضية أن الحوثيين كانوا رقما صعبا فى معادلة المواجهة مع إسرائيل، بعيدا طبعا عن بعض التأثير السلبى لعملياتهم على الجانب العربى فيما يتعلق بحركة الملاحة، وما زالوا حتى اللحظة يمثلون تحديا سواء للولايات المتحدة أو بريطانيا فضلا بالطبع عن إسرائيل التى تتوعد الجماعة بتصفية الحساب معها فى ضوء ما ألحقته بالدولة العبرية من خسائر وأضرار على مستوى صورتها كقوة لا يمكن أن يتم النيل منها.
السؤال هل يمثل الحوثيون استثناء من قاعدة مواجهة اسرائيل لمحور المقاومة؟ بعيدا عن العوامل التى أسهمت فى تعزيز موقف تل ابيب سواء كانت إقليمية أم دولية، فإنها نجحت فى مواجهة حماس فى غزة، وغيرت من معادلة الموقف الذى فرضته طوفان الأقصى، كما قضت بشكل جزئى على قدرات حزب الله، وأجهزت أخيرا على ما تعتبره خطرا من الجبهة السورية بإسقاط نظام الأسد وبالتالى قضت على نفوذ إيران هناك، فيما يبدو أنها حيدت ذلك القلق الناجم عن الصواريخ القادمة من العراق ولم يتبقَّ أمامها سوى عمليات الحوثيين. وفى ضوء الحقيقة التى لا يمكن انكارها بشأن ارتباط محور المقاومة بإيران، يبدو أن العمليات الحوثية تمثل الورقة الأخيرة التى تلعب بها طهران من أجل الحفاظ على صورتها على الأقل دون أن يكون فيما نقول تقليل مما يقوم به الحوثيون.
رغم كل الآمال بنجاح أى جهد يحاول تقويض قدرات إسرائيل فى ضوء استفحال خطرها فى المنطقة، حتى لو بمنطق عدو عدوى صديقى، وهو فى حالتنا غير قائم فى حدود رؤيتنا للأمور، إلا أنه للأسف فإن الظروف الإقليمية بل والدولية خاصة مع قرب تولى ترامب الحكم تشير إلى أن الإجهاز على روح المقاومة بكل أشكالها وأنواعها ربما يكون هو الأرجح.. السيناريو الذى ندعو الله ألا يحدث!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبدالرازق فى ضوء
إقرأ أيضاً:
قيادي في حماس: سلاح المقاومة خط أحمر وغير مطروح للنقاش
#سواليف
شدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس سامي أبو زهري، على أن سلاح المقاومة خط أحمر وغير مطروح للنقاش.
وأضاف في تصريحات نقلتها رويترز، أن الحركة لن تقبل مقايضة سلاح المقاومة بإعادة الإعمار ودخول المساعدات.
وكان قد صرح القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، بأن حكومة الاحتلال، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تسعى إلى العودة إلى سياسة العدوان ضد الشعب الفلسطيني، رغم الاتفاق القاضي بوقف إطلاق النار.
مقالات ذات صلة طقس العرب .. 5 ظواهر جوية ترافق الحالة الجوية خلال الأيام القادمة 2025/03/04وأشار حمدان إلى أن الاحتلال كان معنيًا بانهيار الاتفاق منذ البداية، وعمل بكل جهده لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف أن هناك محاولات مفضوحة من قبل الاحتلال للتنصل من الالتزامات التي تضمنها الاتفاق، مؤكدًا أن هذه التصرفات تعكس نية الاحتلال في استئناف التصعيد العسكري.
وأكد حمدان أن الاحتلال قد خرق الاتفاق بعدم السماح بدخول 50 شاحنة وقود يوميًا إلى قطاع غزة، وهو ما يُعد خرقًا واضحًا لبنود الاتفاق.
كما أشار إلى أن الاحتلال منع القطاع التجاري من استيراد الوقود بأنواعه المختلفة، مما يزيد من معاناة السكان ويزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في القطاع.
دعا حمدان المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال لضمان تنفيذ الاتفاقات وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.