أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية كبرى بمسجد الرحمن
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
عقدت مديرية أوقاف الفيوم اليوم الأربعاء، أمسية دعوية بمسجد الرحمن بالكعابي الجديدة التابع لإدارة سنورس ثان.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه الأزهري،وزير الأوقاف، وبحضور فضيلة الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وفضيلة الشيخ أحمد سيد عبد الله،مدير الإدارة،وفضيلة الشيخ عماد محمود،مفتش المنطقة،وفضيلة الشيخ محمد محمود قارئا ومبهتلا،وجمع غفير من رواد المسجد، وذلك تحت عنوان: "محاسبة النفس.
وخلال اللقاء أكد العلماء أن محاسبة النفس زاد المتقين، وسبيل النَّجاة يوم الدين، وقد أقسم الحق سبحانه بالنفس الكريمة التي تُكثِر لَوْمَ صاحبِها ومحاسبتَه، يقول سبحانه: “وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ”، ودعانا نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) إلى محاسبة النفس، وأخبرنا أن أذكى المؤمنين هو الذي يضع الموت في حسبانه ويعمل لآخرته، فحينما سئل نبينا (صلى الله عليه وسلم) أي المؤمنين أكيس؟ قال (صلى الله عليه وسلم): “أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا”، ويقول سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): “حاسِبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنوها قبل أن تُوزَنُوا، وتزيَّنوا للعرض الأكبر: “يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيةٌ”.
وأشار العلماء إلى أنه إذا كان الإنسان سيلقى ربه سبحانه، ويحاسبه ويسأله عن كل شيء؛ فحُقَّ له أن يحاسِب نفسه قبل أن يُحاسَب، حيث يقول الحق سبحانه: “وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ”، ويقول سبحانه: “وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”، ويقول تعالى: “إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا”، ويقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): “مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة “.
كما أوضح العلماء أن العاقل هو الذي لا يغفل عن دوام محاسبة نفسه، ويتزوَّد بالتقوى ليوم القيامة، حيث يقول الحق (سبحانه): “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى”، ويقول سبحانه: “وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”، ويقول تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ* وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”، لافتين إلى أنه بالمحاسبة تُزَكَّى النفس وتُرَقَّى إلى معالي الأمور وصالح الأخلاق، حيث يقول الحق سبحانه: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”، ويقول الحسن البصري (رحمه الله): إنَّ العبدَ لا يزالُ بخيرٍ ما كان له واعظٌ مِن نفسه، وكانت المحاسبةُ مِن هِمَّتِه، ولا شك أن محاسبة النفس لا تقف عند حد النظر فيما قدمت لآجلتها، ومحاسبتها على أداء الشعائر من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍّ ونحو ذلك، بل يمتد مفهومها ليشمل محاسبة النفس على ما قدمت لعمارة الكون، وماذا قدم الإنسان لأهله ووطنه والإنسانية من علم نافع وعمل جاد، فالعاقل هو من يعمِّر الدنيا بالدين، ويلبي نداء وطنه متى دعاه الوطن أو احتاج إليه، فما أحوجنا إلى دوام محاسبة النفس، والمبادرة بتعجيل التوبة الصادقة؛ والعزم الصادق على الإصلاح، حيث يقول نبينا (عليه الصلاة والسلام): “إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا”.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أسامة الأزهري وزير الأوقاف ادارة سنورس الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الفيوم اليوم مديرية اوقاف الفيوم محمود الشيمي وكيل وزارة الاوقاف بالفيوم صلى الله علیه وسلم محاسبة النفس حیث یقول
إقرأ أيضاً:
أوقاف الفيوم تفتتح خمسة مساجد جديدة وسط ترحيب الأهالي
افتتحت أوقاف الفيوم، اليوم الجمعة، خمسة مساجد جديدة بعد الانتهاء من عمليات الإحلال والتجديد.
المساجد التي افتتحت هي:
مسجد الرحمة بقرية التوفيقية، ومسجد إدريس عبد الواحد بعزبة أحمد طه، ومسجد الرحمة بقرية الاستماطي، ومسجد الخمسين بمركز طامية، ومسجد الرحمن الكبير بقرية حرفوش.
حضر مراسم الافتتاح وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم الدكتور محمود الشيمي، إلى جانب النائب محمد عبد القوي، عضو مجلس النواب، والمهندس خالد فراج، رئيس مجلس المدينة، وعدد من قيادات الأوقاف ومديري الإدارات.
وأُقيمت خطب الجمعة تحت عنوان: "فما ظنكم برب العالمين.. صناعة الأمل"، حيث تناول العلماء مفهوم الأمل والتوكل على الله وأهمية العمل والإنتاج في بناء الأمم.
خطبة الجمعة: دعوة للأمل والعمل
ركز العلماء في خطبهم على أن الإسلام يحث على الأمل، ويحذر من اليأس والقنوط من رحمة الله. وأكدوا أن الأمل مقترن بالأخذ بالأسباب والعمل الجاد، مستشهدين بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا".
وأضاف العلماء أن الشريعة الإسلامية تدعو إلى إتقان العمل، مستشهدين بحديث النبي: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه". وأوضحوا أن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم والعمل، وأن الاعتماد على الآخرين دون بذل الجهد يضعف الإرادة ويهدد الاستقلال.
رسائل ضد الهجرة غير الشرعية
تطرقت الخطب أيضًا إلى خطورة الهجرة غير الشرعية، مؤكدين أن طلب الرزق يجب أن يكون ضمن حدود الشرع والأمان. وأدان العلماء المخاطرة بالحياة عبر قوارب الموت بحثًا عن ثراء موهوم، داعين الشباب إلى استثمار طاقاتهم في العمل المشروع داخل أوطانهم.
رسالة الوزارة: بيوت الله نبراس الأمل
تعكس هذه الفعاليات التزام وزارة الأوقاف بتطوير بيوت الله لتكون منارات علم ودعوة إلى الخير. وأكد وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم أن افتتاح هذه المساجد يأتي ضمن خطة الوزارة لتطوير البنية التحتية للمساجد، تماشيًا مع رؤية الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.
اختتمت الفعاليات بتوجيه الدعاء إلى الله أن يحفظ مصر وشعبها، وأن تظل المساجد منارات للأمل والعمل الصالح، تدعو إلى الخير وتنهى عن الفحشاء والمنكر.