“المناضل عمر الجاوي”..مسيرة نضالية وكفاح وطني دؤوب
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
كتب / حمزة عبدالقادر العطار
مقدمة
الكتابة عن القامة الوطنية الشامخة “عمر الجاوي” – رحمة الله تغشاه – اتسمت بأنها تمتاز بنكهة مشوبة بالروح الوطنية والكفاحية التي أتصف بها هذا الشخص، والتي علقت بها نفس متأصلة بالصمود والصلابة والتواضع الجم، وبحب مفعم بالولاء والإخلاص للوطن وللناس، كل تلك الصفات والمزايا الرائعة، تجسدت هذا الوطني الغيور – إبن الوهط البار – منذ بداية الخمسينات من القرن العشرين
ومن الإنصاف نحو هذه الشخصية العملاقة، العمل على إبراز مأثره الناصعة والنقية للأجيال الحالية والقادمة، “فعمر” معلم وطني ذو رصيد نضالي زاخر، ويكفيه فخرا – وهو في بداية الثلاثينات من عمره – أنه أول من جسده وحدة الأرض قبل الجميع – شمالا وجنوبا – في اوائل السبعينيات من القرن
الفائت، وذلك بجمع شمل المثقفين والكتاب والأدباء اليمنيين تحت مظلة “اتحاد الأدباء والكتاب”، في فترة حرجة لم تنبس شفة واحدة حينها – شمالا وجنوبا – بالمطالبة بتجسيد ذلك الأمل، وتنفيذه الى حيز الواقع باستثناء هذا المناضل الصلب.
النشأة في السلطنة العبدلية
هو عمر عبدالله السقاف “الملقب بالجاوي” من مواليد المدينة الطيبة “الوهط” في السلطنة العبدلية في عام 1938م.
المراحل الدراسية: تلقى دراسته الابتدائية في حاضرة السلطنة “الحوطة”، ودرس المرحلتين الاعدادية والثانوية في مصر حتى عام 1956م، طردته السلطات المصرية – أنذاك – مع ثلاثة وعشرين طالبا يمنيا من زملائه، نظرا لميوله السياسية التي اتسم بها في تلك الفترة وعاد إلى تعز ومنها إلى مستعمرة عدن.
أبتعث للدراسة الجامعية والعليا في الاتحاد السوفياتي في عام 1959م، حيث حصل على درجة الماجستير في الصحافة عن رسالته الموسومة بـ “الصحافة النقابية في عدن”، في نهاية عام 1966م.
المراحل العملية: عمل مدرسا بعد تخرجه من المرحلة الابتدائية ولمدة ثلاثة أعوام وقبل سفره إلى القاهرة.
عمل في الصحافة قبل ابتعاثه للدراسة العليا، حيث كتب العديد من المقالات السياسية في صحيفة “الطليعة”، لصاحبها المناضل الاستاذ “عبدالله عبدالرزاق باذيب” – رحمه الله، وهذه الكتابات أبرزت ميول “عمر” السياسية منذ وقت مبكر.
عمل مدرسا – بعد تخرجه من موسكو – في مدرسة المركز الحربي في تعز في عام 1967م.
عين رئيسا لتحرير صحيفة “الثورة” – بعد حركة 5 نوفمبر 1967م في الجمهورية العربية اليمنية.
أسس في نفس الفترة “وكالة الانباء اليمنية” – سبأ حاليا – وكان أول رئيس تحرير للوكالة.
النشاط الطلابي:
أسهم في تأسيس “اتحاد الطلاب اليمنيين” في القاهرة في عام 1956م وأنتخب عضوا في الهيئة الادارية.
أسهم في تأسيس “رابطة الطلاب اليمنيين” في الاتحاد السوفياتي، وأنتخب رئيسا للرابطة في عام 1966م.
النشاط السياسي والثقافي والحزبي:
شارك في تأسيس وقيادة المقاومة الشعبية للدفاع عن الثورة والجمهورية – إبان حصار السبعين يوما لصنعاء – في الفترة ما بين ديسمبر 1967م – فبراير 1968م.
عاد إلى عدن وبادر إلى تأسيس “اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين” كأول مؤسسة وحدوية وانتخب أمينا عاما للاتحاد في كل المؤتمرات التي عقدت منذ عام 1974م وحتى قيام دولة الوحدة في الثاني والعشرين من يونيو 1990م .
أصدر مجلة “الحكمة” ورأس تحريرها منذ صدورها في منتصف ابريل 1972م، وحتى 1990.
اختير عضوا في اللجنة الدستورية – وفد الجنوب – في نوفمبر 1972 لوضع مشروع دستور دولة الوحدة.
تبنى تأسيس “المجلس اليمني للمنظمات المهنية والابداعية”، وترأسه في نوفمبر 1985م.
شارك في تأسيس “حزب العمل اليمني” في تعز في عام 1971م.
أعلن عن تأسيس “حزب العمل اليمني” في تعز في عام 1971م أمينا عاما للحزب وحتى وفاته عام 1997م.
رأس تحرير صحيفة التجمع الصادرة عن الحزب.
عين مستشارا برئاسة الجمهورية بدرجة وزير في 23 ديسمبر 1990م.
شارك في لجنة الحوار الوطني إبان الأزمة في عام 1993م.
شارك في صياغة “وثيقة العهد والاتفاق” وكان من الموقعين عليها في 20 فبراير 1994 في الأردن.
أول من أطلق كلمة “الفيد” على الفاسدين والناهبين.
تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في أوائل التسعينات في مدينة صنعاء أصيب على إثرها.
ساهم في إثراء الحياة الثقافية والفكرية والسياسية، من خلال المقالات والدراسات والمحاضرات، وصدر له كتابان أحدهما عن “الصحافة النقابية في عدن” والآخر عن “حصار صنعاء” (الموسوعة اليمنية – 2003:846-848).
الوفاة:
أشار أ. شريف أحمد صلاح في مقالة له في صحيفة الأمناء بتاريخ 24 فبراير 2014م، إلى الساعات الأخيرة قبل وفاة هذا المناضل، تبين فيها نواهة وشموخ وإباء هذا الرجل، الذي لم يسع في حياته للحصول على منصب أو جاه وكان قادرا لأن يصل إلى ذلك، حيث أكد التالي:
قبل وفاة أ. عمر عبدالله الجاوي وبساعات طالب من غرفته في مستشفى عدن العام بإحضار ثلاثة شهود عدل ليشهدوا عما سيوصي به والمتضمنة التالي:
أن لا يتم إعلان الوفاة إلا بعد أن يوارى التراب.
أن لا يسمح لأي شخصية او شرائح رسمية في السلطة والمعارضة المشاركة في مراسيم الدفن.
ويواصل أ. شريف بأن الوفد الرسمي الذي أرسل للمشاركة في تشييع جنازته، لم يتمكن من اللحاق في حضور عملية الدفن، وعندما زاروا بيته في مدينة الوهط اندهشوا لتواضع وبساطة المنزل الذي يسكن فيه أهله.
(شريف أحمد صلاح 2014م: صحيفة الأمناء، – توفى عمر عن عمر ناهز السادسة والسبعين، في يوم 23 ديسمبر 1997م، بعد حياة حافلة بالعطاء.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
كلمات دلالية: فی تأسیس شارک فی فی عام
إقرأ أيضاً:
دول الخليج تبحث تأسيس الاتحاد الخليجي للرياضة المدرسية
رحب الاتحاد العماني للرياضة المدرسية بفكرة تأسيس الاتحاد الخليجي للرياضة المدرسية، وقال هشام العدواني نائب رئيس الاتحاد العماني للرياضة المدرسية: إن تأسيس هذا الاتحاد سوف يحقق الكثير من الأهداف الاستراتيجية، ويعزز الرؤى الخليجية المشتركة في اكتشاف المواهب المدرسية من اللاعبين واللاعبات، وتنمية قدراتهم، لدعم منظومة الرياضة المدرسية وصولًا إلى المشاركة في المنتخبات الرياضية الخليجية المختلفة، ترسيخًا لرؤى قادة دول مجلس التعاون أن "المستقبل خليجي".
وأضاف العدواني في تصريح خاص لـ"عُمان": إن الاتحاد العماني للرياضة المدرسية يرحب بهذه الفكرة وسنكون مساهمين ومساندين لها، ووجود هذا الاتحاد سيكون له قيمة مضافة، ويسهم في التكامل بين دول المنطقة من خلال تبادل الخبرات والتجارب والتنافس الرياضي قبل المشاركة في المحافل الدولية.
وكان فيصل المقصيد رئيس الاتحاد الرياضي المدرسي الكويتي قد أعلن بدء العمل على تأسيس الاتحاد الخليجي للرياضة المدرسية على غرار الاتحاد الخليجي لكرة القدم والاتحادات الرياضية الخليجية الأخرى، بما يسهم في تنفيذ استراتيجية "مواهبنا في مدارسنا".
وقال: "وجدنا ترحيبًا كبيرًا بهذه الفكرة لأنها تتسق مع التوجهات المستقبلية، ولدينا في المنطقة الخليجية المقومات الراسخة، وبالتنسيق المشترك يمكن أن نمضي في هذا الطريق، ونعبر بالفكرة إلى الأهداف الاستراتيجية"، مشيرًا إلى أن الخطط التي تتبناها الدول الخليجية في تعزيز الأنشطة الرياضية المدرسية سيكون لها أثر كبير وملموس ومستدام في الوصول إلى المخرجات الإيجابية.
وأعلن رئيس الاتحاد الرياضي المدرسي الكويتي أن هناك العديد من الاتصالات وتنسيق المواقف لبلورة الفكرة، والاتفاق على جميع المعطيات المطلوبة لتنفيذها، من خلال تبادل وجهات النظر وتطابقها مع الاتحادين المدرسيين بكل من البحرين والسعودية، والاتجاه لإجراء اتصالات أخرى مع الاتحادات الرياضية المدرسية بكل من الإمارات، وسلطنة عمان، وقطر، وقال: "واثقون من التوصل إلى موقف مشترك يؤسس ويمهد للإعلان عن هذا الكيان الخليجي في أقرب فرصة ممكنة، خاصة أن استضافة مملكة البحرين لدورة الألعاب المدرسية العالمية حققت الأهداف الاستراتيجية في لم الشمل الخليجي المدرسي، متوجهًا كذلك بالشكر إلى الإمارات على جهودها في استضافة الكونجرس الآسيوي الجامعي العام الماضي".