غزة تستقبل 2025 بلهيب القنابل وأشلاء الأطفال
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
غزة "وكالات": استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرين في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة اليوم.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، إن قطاع غزة استقبل العام الجديد باستمرار المجازر الإسرائيلية.
أفاد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة بأن 15 فلسطينيا بينهم أطفال قتلوا بغارة جوية إسرائيلية فجر اليوم في بلدة جباليا في شمال قطاع غزة.
وقال بصل "نستقبل عام 2025 باستشهاد 15 مواطنا بينهم أطفال، و20 مصابا، في أول مجزرة إسرائيلية إثر غارة جوية باستهداف منزل يؤوي نازحين من عوائل بدرة، وأبو وردة، وطروش إثر غارة في بلدة جباليا" في شمال قطاع غزة.
وأدى القصف الجوي اليوم بصاروخين أطلقتهما طائرة حربية إسرائيلية إلى تدمير كلي المنزل المكون من ثلاثة طوابق، في بلدة جباليا بحسب ضابط في الدفاع المدني.
وقال "نقلنا إلى مستشفى المعمداني (في مدينة غزة) شهداء منهم أطفال ومصابين وبينهم أطفال ونساء، تم انتشالهم من تحت أنقاض المنزل المستهدف، ولا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض".
ولفت جثامين الشهداء بأغطية، ونقلت إلى المسشتفى المعمدان، في حي الزيتون بغزة، قبل أن يتم دفن عدد من الشهداء.
وقال شاهد عيان هو جبريل أبو وردة (35 عاما) وهو قريب عدد من الشهداء "ما زلنا نحاول انتشال شهداء ومصابين من تحت الأنقاض"، مشيرا أن المنزل "تحول إلى كوم ركام".
ولفت إلى أن "الانفجارات الناتجة عن القصف من الجو والدبابات بدأت في حوالي الواحدة فجرأ" مؤكدا أنه "في الصباح توجهنا إلى المنزل المستهدف، رأينا مجزرة، أشلاء أطفال ونساء، كانوا نائمين عندما قصفوا المنزل، لماذا قصفوا المنزل لا أحد يعرف كلهم مدنيون".
ومنذ نحو ثلاثة أشهر يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية برية في مناطق شمال القطاع التي تشمل بلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا للاجئين".
واعتقل الجيش الإسرائيلي قبل أيام عددا من الكوادر الطبية والطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، والذي أحرق العديد من الأقسام فيه وخرج كليا عن الخدمة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان ارتفاع "حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45553 شهيدا و108379 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023" لافتة إلى أنه "وصل للمستشفيات 12 شهيدا خلال ال48 ساعة الماضية" ولا تشمل الحصيلة الجديدة الفلسطينيين الذين قتلوا اليوم.
من جهة ثانية، أفادت المديرية العامة للدفاع المدني بأن "أكثر من 1500 خيمة تؤوي نازحين غمرتها مياه الأمطار في مخيمات النزوح" نتيجة للأمطار التي تشهدها مناطق قطاع غزة.
وأشارت في بيان إلى تضرر أمتعة عشرات آلاف النازحين وفراشهم وأغطيتهم. وخلال أسبوع، توفي سبعة أطفال ورضع بسبب البرد الشديد بحسب وزارة الصحة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أصغر مراسل في غزة.. محمد يوثق دموع الأطفال بعدسة اليُتم
يحمل الطفل محمد زياد مقيّد كاميرا صغيرة، ليوثق معاناة أطفال يتحدثون بلغة الكبار ويرسمون أحلامهم بدموع الصغار.
حكاية محمد هذه كانت موضوع حلقة 2025/2/2 من برنامج "ضحايا وأبطال" الذي يبث على منصة "الجزيرة 360″، مستعرضة فيها قصة استثنائية لطفل غزي يبلغ من العمر 13 عاما يبحث عن أحلامه وسط الركام.
"أنا محمد زياد مقيّد بالصف الثامن، أحب عمل الصحافة، أحب أن أقدّم فيديوهات لأوصل رسالة للعالم كله"، هكذا يعرّف محمد عن نفسه، قبل أن يسرد قصة فقدانه عائلته في غضون ثوانٍ معدودة.
خرج محمد من بيته ليملأ الماء، وحين عاد وجد منزله مدمرا وعائلته شهداء "قعدنا يومين أو ثلاثة ونحن نجد أشلاء منهم"، يروي محمد بألم، مضيفا "كان بيتي يعني كل شيء، كان كل طفولتي فيه، عشت فيه أحلى اللحظات".
ورغم المأساة فإن محمد لم يستسلم لأحزانه، بل قرر تحويل معاناته إلى دافع لتحقيق حلمه في الصحافة "في الحرب، خلص نويت إني أخش (أدخل) الصحافة"، يقول محمد الذي تأثر بتغطية الصحفي وائل الدحدوح "شفت الصحفي الدحدوح، فأنا حبيت أقلده، حضرت له فيديوهات كتير".
وبدأ محمد مسيرته الصحفية بإجراء مقابلات مع أطفال غزة حول معاناتهم اليومية "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اليوم سنسأل الأطفال: ماذا يأكلون؟ وكيف يعيشون في ظل هذه الأجواء وأجواء الحرب في القطاع؟"، يسأل محمد بثقة المراسل المحترف.
إعلان
لسان جيله
وفي تقييمه لتجربة محمد، يقول مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح للبرنامج "ممتاز، ما شاء الله عليه، يتحدث بطلاقة، واضح إنه عنده أساس يمكن البناء عليه، صحيح، هو اتكأ على قصته لكن في النهاية هو يحكي بلسان جيل في قطاع غزة".
وتعليقا على استهداف الأطفال في غزة، تقول المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز للحلقة "لا أعرف حقيقة كيف أترجم فعل انتزاع الطفولة من الأطفال، ليس فقط أطفال غزة، بل كل أطفال فلسطين، لا يوجد أي مصطلح يمكن استحداثه ليعبر عن هذه الجريمة".
اليوم، يعيش محمد في دير البلح بعيدا عن والده الصحفي الذي فضل إبعاده خوفا على حياته من الاستهداف المتعمد للصحفيين، ورغم كل شيء فإن محمد يواصل حلمه في توثيق معاناة أطفال غزة، ليكون صوتا لجيل كامل فقد طفولته وسط الحرب.
"كل غفوة أتأرجح بين الحلم والكابوس" يقول محمد، لكنه يصر على مواصلة رسالته الصحفية، ليوثق قصص الأطفال الذين "يتكلمون كالكبار وكأنهم لم يعرفوا الطفولة يوما".
الصادق البديري2/2/2025