هل هناك فارق بين كلمة «الماعون» التي ذكرت في القرآن الكريم، والمعنى المتعارف عليه من أنها أدوات المنزل والمطبخ وغيرها؟، تساؤل يجيب عنه التقرير التالي عنه وفق ما قاله فضيلة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، لا سيما وأن كلمة ماعون تشهد عملية بحث مكثفة بالتزامن مع انطلاق امتحان اللغة العربية في الدور الثاني للثانوية العامة 2023.

معنى كلمة الماعون

وقد وردت كلمة الماعون في سورة تحمل الاسم ذاته، يقول تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ (3) فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ (4) ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ (5) ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ (6) وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ (7).

وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره: أنت تتطوع بأثر نفع الشيء فالشيء سيرجع لك مثل ماعون البيت الطشت أو الحلة وغيرها من الأشياء التي تستعار، فالفقير يستعير هذه الأشياء ، حتى الشيء الذي يعد أثر نفعه للغير وحقيقة ملكيته للشخص وسيعود له هذا الماعون مرة أخرى.

وواصل الشيخ الراحل: «إذا نظرت لهذه السورة وجدتها تتضمن أصول اقتصادية والتي بها نظام الكون الدقيق وتتضمن أصل وجداني وهو القرب من الله وبالتالي تكون الرعية الإسلامية متكافلة ومستشعرة عبوديتها جميعا لإله واحد».

وذهب عدد من العلماء في معنى كلمة الماعون الوارد في قوله تعالى: وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ. {سورة الماعون:7} إلى عدة أقوال: منها أن المراد به ما يُستعار، كالقِدر، والقصعة، والفأس، والإبرة، ونحوها مما جرى عرف الناس باستعارتها من بعضهم، وهذا مروي عن ابن مسعود، وابن عباس.

وقيل في تفسيرها:  «أنها الزكاة، وهذا مروي عن عليّ، وابن عمر، والحسن، وعكرمة، وقتادة، وقيل المراد به المال، قاله سعيد بن المسيب، والزهري. وقيل غير ذلك ».

امتحانات اللغة العربية في الثانوية العامة

وكانت كلمة «الماعون» محل بحث عبر الإنترنت مؤخرا بالتزامن مع بدء امتحانات الدور الثاني للغة العربية في الثانوية العامة 2023، وتواصلت «الوطن» مع الدكتور نورالدين عابدين، أستاذ اللغة العربية المساعد بجامعة الإسكندرية، لمعرفة مفرد كلمة مواعين، حيث أوضح أن مفرد ماعون.

وأشار عابدين إلى أن معنى الماعون أي «الشىء الذي يساعد، وتطور اللفظ لكلمة مواعين، أي الأشياء التي تُستخدم في المطبخ للمساعدة في عملية الطهي» بحسب تعبيره، لافتا إلى أن كلمة ماعون مذكورة في القرآن الكريم في آخر سورة «الماعون».

وأضاف أستاذ اللغة العربية، أن الكلمة تطورت اصطلاحيًا إلى مواعين وهي كل شيء يساعد الإنسان، وأن كلمة مواعين تُطلق على كل شيء بداخل المطبخ وليس أداة معينة، موضحًا أنها تُوزن على وزن فاعول في اللغة العربية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشيخ الشعراوي اللغة العربية امتحانات الدور الثاني اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

كيف نشأ تنوع الحياة على الأرض؟.. تفسير جديد لأسباب “الانفجار الكامبري”

الولايات المتحدة – شهدت الكرة الأرضية قبل 500 ألف عام تقلبات حادة في مستوى الأكسجين نهارا وليلا، الأمر الذي تسبب بالانفجار الكبير في تنوع الكائنات الحية المعروف باسم “الانفجار الكامبري”.

فقد توفر الأكسجين آنذاك نهارا بكثرة، أما في الليل فكاد لا يوجد منه ما يكفي للتنفس. وهذا بالضبط ما واجهته أشكال الحياة المبكرة في محيطات وبحار الأرض قبل حوالي نصف مليار سنة. في خضم هذه الظروف، حدث الانفجار الكبير في تنوع الكائنات الحية المعروف باسم “الانفجار الكامبري”.

وأظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications أن التقلبات الحادة في مستويات الأكسجين لعبت دورا محوريا في هذا الفصل الدرامي من التطور.

ولطالما كان العلماء يتساءلون دائما عن المحفز الحقيقي لهذه القفزة التطورية، فرجح الكثيرون منهم أن السبب يعود إلى تغيرات طويلة المدى في الغلاف الجوي، مثل الارتفاع العام في مستويات الأكسجين، ولكن بدأت هذه الفرضية تواجه شكوكا في السنوات الأخيرة. وطرحت الدراسة الجديدة عاملا مختلفا تماما، فقالت إن التقلبات اليومية للأكسجين في المياه الضحلة جعلت حياة الكائنات المبكرة، وهي أسلاف كل الحيوانات المعاصرة، أكثر تعقيدا وأجبرتها على تطوير آليات تكيف جديدة وساهمت بشكل غير مباشر في ضمان تنوعها البيولوجي المذهل.

كما أظهرت الدراسة أن التحديات البيئية القاسية مثل نقص الأكسجين الليلي، يمكن أن تكون محركا رئيسيا للتطور. أما التكيف مع الظروف المتقلبة فقد يكون عاملا مساعدا على الابتكار البيولوجي، مع العلم أن “الطبيعة تبتكر أفضل عندما تتعرض للضغط”، وهذا ما توحي به الاكتشافات الجديدة.

وتعيد هذه الرؤية الجديدة كتابة الفصل الحاسم من قصة الحياة على الأرض، وتؤكد أن التحديات البيئية قد تكون أعظم حافز للإبداع التطوري!

واستخدم العلماء نموذجا حاسوبيا يحاكي ظروف قاع البحر المشمس في تلك الحقبة، حيث أخذوا في الاعتبار تفاعلات الكائنات الحية المختلفة، وخصائص الماء والرواسب، ودرجات الحرارة، ومستويات الإضاءة الشمسية وأنواع الرواسب المائية.

وكشفت النتائج أنه حدثت تقلبات حادة في نسبة الأكسجين بين الليل والنهار في المياه الضحلة الدافئة خلال العصر الكامبري، وكان المستوى العام للأكسجين أدنى مما هو عليه اليوم.

وفي النهار أدى التمثيل الضوئي للطحالب البحرية إلى إنتاج كميات كبيرة من الأكسجين. لكن مع حلول الليل وانعدام الضوء، كان يتوقف التمثيل الضوئي، فتبدأ هذه الطحالب تستهلك الأكسجين للقيام بوظائفها الخلوية، مما أدى إلى نقص حاد فيه (نقص الأكسجة).

وشكلت هذه التقلبات اليومية في مستويات الأكسجين اختبارا فيزيولوجيا صارما للكائنات الحيوانية المبكرة. وغالبا ما تكون الظروف القاسية محفزا للابتكار التطوري، مما يعزز تطور سمات متخصصة تزيد من قدرة الكائنات على التكيف.

والسمات التكيفية التي ساعدت على البقاء في هذه البيئة المتقلبة انتقلت عبر الأجيال، مما ساهم في ظهور أشكال حياتية أكثر تعقيدا وتطورا.

المصدر:  Naukatv.ru

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي يوضح معنى قوله تعالى اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً
  • الشيخ خالد الجندي: المنافقون اتخذوا أيمانهم درعًا زائفًا
  • وزير الدفاع الأمريكي يوشم كلمة كافر على ذراعه باللغة العربية.. صور
  • كيف نشأ تنوع الحياة على الأرض؟.. تفسير جديد لأسباب “الانفجار الكامبري”
  • شاب من بوروندي يعتكف في المسجد الحرام بعد تعلمه العربية.. فيديو
  • وزير الدفاع الأمريكي يشعل ضجة بعد كتابة كلمة "كافر" باللغة العربية على ذراعه
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • قضايا الدولة تطعن على حكم إلغاء قرار وزير التعليم بإضافة اللغة العربية والتاريخ لمجموع المدارس الدولية
  • في أجواء روحانية.. السيسي يوجه كلمة مهمة للأمة العربية والإسلامية باحتفال ليلة القدر
  • جمعية حماية اللغة العربية تبحث خطتها الاستراتيجية