التربية السورية تحدث تعديلات جذرية في المناهج الدراسية.. ما الذي تغير؟
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
أعلنت وزارة التربية السورية عن إجراء تغييرات جذرية في المناهج الدراسية لكافة المراحل التعليمية من الصف الأول الابتدائي إلى الثالث الثانوي، في خطوة قالت إنها تهدف إلى تحديث المحتوى التعليمي ومواكبته للمتغيرات الوطنية والاجتماعية، وإزالة آثار النظام السابق وتعزيز قيم ومبادئ جديدة تتماشى مع الأوضاع الحالية.
وقامت الوزارة بحذف بعض الفقرات ونصوص مرتبطة بالخطاب السياسي الذي كان سائدًا في فترة حكم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، واستبدالها بمحتوى يعزز من القيم الوطنية الجديدة، كما تم حذف صور القادة السابقين والشعارات المرتبطة بالنظام، وهو تغيير جذرّي يعكس السعي لإحداث تحول شامل في التربية الوطنية بما يتماشى مع التغيرات الاجتماعية والسياسية في البلاد.
مادة التربية الإسلامية
في إطار التعديلات التي تمت على المناهج، كانت مادة التربية الإسلامية محط اهتمام خاص، فقد تم حذف الأحاديث الضعيفة التي كانت جزءا من المنهج السابق، واستُبدلت بأحاديث صحيحة من كتب الحديث المعتمدة، حيث تسعى هذه التعديلات إلى تصحيح المفاهيم الدينية وتقديم المعرفة الإسلامية بما يتماشى مع القيم الدينية الصحيحة بعيدًا عن التفسيرات المتطرفة.
وشملت التعديلات تغيير بعض العبارات ذات الطابع الوطني لتصبح أكثر ارتباطًا بالقيم الدينية، مثلا تم استبدال عبارة "الدفاع عن الوطن" بعبارة "في سبيل الله"، مما يعكس توجهًا جديدًا نحو ربط القيم الوطنية بالمفاهيم الدينية العليا، والصراط المستقيم طريق الخير بـ "طريق الإسلام".
مواد التاريخ والجغرافيا
وفي مواد التاريخ والجغرافيا، فقد شهدت تغييرات كبيرة، حيث تم حذف الفقرات التي تناولت "الآلهة والرموز غير الدينية"، واستُبدلت بمحتوى يعزز من القيم العلمية والثقافية، وتم تعديل مواد الجغرافيا لإزالة أي إشارات أو مواقع جغرافية مرتبطة بالنظام السابق، مع التركيز على تنوع الطبيعة السورية وأهمية الوحدة الوطنية.
وفي مادة التاريخ، تم أيضًا استبعاد بعض الرموز والشخصيات التي كانت تمجد في الحقبة السابقة، وهو ما يمثل خطوة نحو تصحيح التاريخ المعتمد في المناهج الدراسية بما يتناسب مع المرحلة الجديدة التي تعيشها سوريا.
وتم تعزيز التركيز على المفاهيم التي تسلط الضوء على الوحدة الوطنية ومؤسسات الدولة السورية الحديثة.
مناهج اللغة العربية
وتم إجراء في مجال اللغة العربية تعديلات تهدف إلى تحسين جودة المحتوى الأدبي وتعزيز القيم الإنسانية، إضافة إلى حذف نصوص كانت تروج للنظام السابق أو تحمل طابعًا سياسيًا، واستُبدلت بأعمال أدبية وشعرية تهدف إلى إثراء اللغة وتعزيز قيم الحرية والتعاون بين أفراد المجتمع.
وفيما يتعلق بالمحتوى الأدبي، تم إدخال نصوص أدبية وكتب تُعزز من الفكر النقدي وتعزز من تفكير الطلاب بشكل موضوعي وحيادي، بعيدًا عن التأثيرات السياسية أو الأيديولوجية التي كانت تروج لها النصوص القديمة.
ومن ناحية أخرى أصدر وزير التربية والتعليم نذير القادري، قرارا بإلغاء مادة (التربية الوطنية) الحالية من المناهج الدراسية والامتحانات لهذا العام، وذلك لـ"احتوائها معلومات مغلوطة تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الأسد المخلوع وترسيخ قواعد حزبه".
جدل واسع حول التعديلات
أثارت هذه التعديلات الجذرية جدلًا واسعًا في المجتمع السوري، حيث اعترض البعض على حذف بعض الرموز الوطنية التي ترتبط بالتاريخ السوري، فقد اعتبر بعض النقاد أن هذه التغييرات قد تؤدي إلى تهميش بعض الأبعاد التاريخية والثقافية التي تشكل هوية الشعب السوري.
ودعت بعض الأوساط التعليمية إلى ضرورة مشاركة المعلمين والأكاديميين في عملية التعديل لضمان أن التغييرات ستكون فعالة ومتوافقة مع التطورات التعليمية.
ولم تصدر وزارة التربية السورية بيانًا رسميًا يوضح تفاصيل هذه التعديلات أو يحدد الجهة المسؤولة عنها، مما أضاف مزيدًا من الغموض حول أسباب تنفيذ هذه التغييرات بشكل مفاجئ.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم المرأة والأسرة وزارة التربية التعديلات سوريا سوريا تعديلات وزارة التربية المرأة والأسرة المرأة والأسرة المرأة والأسرة المرأة والأسرة المرأة والأسرة المرأة والأسرة سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المناهج الدراسیة تهدف إلى
إقرأ أيضاً:
نظام اللامركزية| حسام بدراوي يطرح حلول جذرية لتطوير التعليم
أكد المفكر السياسي الدكتور حسام بدراوي، مستشار الحوار الوطني لرؤية مصر 2030، أن مشكلة التعليم في مصر معروفة جذورها، وما يصيبنا بالحزن أننا نعلم هذه المشكلات ولا نسعى لحلها بشكل جذري، قائلًا: “الدولة على مدار 25 عامًا مضت وضعت سياسات واستراتيجيات، لكنها لم تُنفذ، وفي عام 2014، تم إعلان تشكيل لجنة حكومية لوضع رؤية مصر 2030 في التعليم.”
انقلبت سيارتها 4 مرات.. ابنة الفنان المنتصر بالله تتعرض لحادث سير مروعمتصلة أو منفصلة.. أمين الفتوى يوضح كيفية قضاء أيام رمضان الفائتة
وتابع المفكر السياسي الدكتور حسام بدراوي، خلال لقاء في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: "ومع ذلك، فإن الرؤية في حد ذاتها ليست تفصيلية، لكنها تضع الإطار العام فقط، وكان من المفترض أن تأخذ الحكومة هذه الرؤية، ويتفرع منها سياسات وبرامج وإجراءات، توضح كيف يمكن تحقيق الأهداف، وكيف يمكن ضمان استدامتها؟ وكيف نقيس نجاحها؟"
وأكمل المفكر السياسي الدكتور حسام بدراوي، أن : "رؤية 2030 للتعليم بسيطة، مثل كل دول العالم، وتضم خمسة محاور: الأول هو الإتاحة، ثم الجودة، وعدم التمييز و الإتاحة تشمل رؤية مستقبلية للاحتياجات في كل محافظة، وهذا ليس صعبًا، لكنه يتطلب تكلفة ومنهجية واضحة. أما الجودة، فمعاييرها باتت عالمية وعابرة للقارات، وعندما أنشأنا هيئة ضمان الجودة والاعتماد منذ عام 2005، كان الهدف وضع معايير يتم تحديثها كل خمس سنوات، ولكن للأسف لم يُنفذ منها سوى 15% منذ تدشينها."
واستطرد: "على مستوى الجودة، على سبيل المثال، يتم قياس جودة اللغة العربية في الصف الرابع الابتدائي، ولا يصح أن يأتي كل وزير جديد ليغير النظام. لا يجوز أن يكون لدينا طلاب في مراحل التعليم المختلفة لا يتحدثون العربية بطلاقة ولا يجيدون كتابتها، ومع ذلك لا نغير الأسلوب أو النظام."
وشدد على ضرورة تطبيق نظام اللامركزية في إدارة العملية التعليمية، من خلال حوكمة إدارة المؤسسات التعليمية، وتطوير الوزارات المعنية، مع رقمنة إدارة المؤسسات، بالإضافة إلى تعزيز وجدان الطالب والمعلم، والعمل على صناعة الوجدان وبناء الشخصية، وتنمية القدرة التنافسية والمرونة، بحيث يكون الطالب قادرًا على تدريب نفسه وتطوير مهاراته بعد التخرج.