كيف تتجنب استحضار الماضي أثناء الخلافات مع الشريك؟
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
غالبًا ما يلجأ الشركاء أثناء النقاشات الحادة إلى استدعاء مشكلات سابقة وشكاوى غير ذات صلة، مما يُشتت الانتباه عن المشكلة الحالية ويُعقّد الحوار. ومع تصاعد التوتر، يصبح استحضار الماضي أكثر شيوعا، مما يُثقل الحاضر ويُضعف فرص تحقيق تفاهم مستقبلي. هذا السلوك يؤدي إلى إرهاق عاطفي وتشويش على المشكلة الأساسية، حيث يشعر أحد الطرفين أو كلاهما بعدم التقدير أو بأنه مُهاجَم، مما يُعيق الحوار البنّاء.
استحضار مشكلات قديمة أثناء النقاش ينبع غالبًا من مشاعر غير محلولة أو انعدام التفاهم. يحدث ذلك عندما يشعر أحد الشريكين بأن المشكلات السابقة لم تُعالج بشكل كافٍ، أو كرد فعل دفاعي عند مواجهة الانتقاد. تراكم المشاعر السلبية، مثل الغضب أو الإحباط، يمكن أن يدفع إلى استدعاء الماضي للتعبير عن تلك المشاعر. كما يمكن أن يكون نتيجة لضعف الثقة أو الإحساس بالإهمال العاطفي، مما يجعل من الماضي وسيلة للتعبير عن احتياجات غير مُلباة. إذا تُركت هذه القضايا دون حل، فإنها تتحول إلى مصدر دائم للتوتر والصراعات المتكررة.
استدعاء الماضي يعيق النقاش الصحي والبنّاء، حيث يُشتت الانتباه عن المشكلة الحالية ويُشعل أجواء دفاعية وسوء فهم. كما أن تجاهل القضايا العاطفية وعدم حلها يؤدي إلى تآكل الثقة بين الشريكين ويضعف الحميمية، مما يعقّد التعاون وحل النزاعات المستقبلية.
إعلانلحل هذه الإشكالية، من الضروري تخصيص وقت منفصل لمعالجة القضايا القديمة في بيئة هادئة وآمنة. التركيز على الحوار المفتوح والصريح مع الالتزام بالاستماع المتبادل يُساعد على حل المشكلات من جذورها.
عندما يستدعي شريكك الماضي أثناء النقاش، قد يكون ذلك تحديًا عاطفيًا، ولكن التعامل معه بهدوء ووضوح يمكن أن يحسن مسار الحوار. إليك ما يمكنك فعله عمليًا:
ابق هادئا ومتماسكاتجنب الرد بسرعة أو بحدة. خذ نفسا عميقا وركز على الحفاظ على هدوئك. وتذكر أن استدعاء الماضي غالبا ما يعكس مشاعر غير محلولة أو إحباطا قديما.
اعترف بالمشاعر دون تصعيدبدلا من رفض الحديث عن الماضي، اعترف بمشاعر الشريك بعبارات مثل: "أفهم أن ما حدث في الماضي كان صعبًا عليك". هذا لا يعني الاتفاق أو تبرير كل شيء، ولكنه يظهر أنك تستمع وتقدر مشاعره.
أعد الحوار إلى الحاضربرفق، أعد توجيه النقاش نحو القضية الحالية بقولك: "أنا أقدر أنك تشعر أن هذا الأمر مرتبط بما حدث سابقًا، لكن دعنا نحاول حل ما نواجهه الآن. يمكننا العودة لمناقشة الماضي لاحقا إذا كنت بحاجة لذلك". هذه الطريقة تظهر احترامك للماضي مع التركيز على الحلول الحالية.
استخدم أسلوب "أنا" لتجنب اللومتجنب الصيغ التي قد تزيد التوتر مثل: "أنت دائما تستحضر الماضي!" وبدلا من ذلك، استخدم عبارات مثل: "أشعر أننا بحاجة للتعامل مع هذه المشكلة بشكل مباشر الآن، لأنني أريد حلها بطريقة تريحنا".
حدد وقتا لمناقشة الماضي إذا لزم الأمرإذا كانت مشكلات الماضي تؤثر بشكل متكرر على النقاشات، اقترح تحديد وقت منفصل للحديث عنها بعمق. مثلا: "يبدو أن هناك أمورا من الماضي ما زالت تؤثر علينا. هل يمكننا تخصيص وقت للحديث عنها لاحقًا؟".
مارس التعاطف والاستماعأظهر للشريك أنك تسمع مشاعره دون مقاطعة. أحيانًا كل ما يحتاجه هو الشعور بأنه مسموع. وكرر بعض ما قاله للتأكيد على فهمك: "أنت تقول إنك شعرت بالإهمال حينها، أليس كذلك؟".
كن واضحا في نيتك لحل المشكلة الحالية. إذا شعرت بأن استدعاء الماضي يعطل التقدم، ذكر الشريك بلطف بهدفكما المشترك: "أنا أريد أن نجد حلا لهذه المشكلة، حتى نشعر بالراحة ونمضي قدما".
الاتفاق على وقت منفصل لمناقشة القضايا الماضيةعندما يصر الشريك على استدعاء قضايا من الماضي أثناء النقاش، يمكن الاتفاق على تخصيص وقت لاحق لمناقشتها دون تشتيت الانتباه عن المشكلة الحالية.
إذا أصر الشريك على مناقشته في الحال، كن هادئًا وثابتًا في موقفك، واستمر في اقتراح وقت آخر للحوار. هذا الأسلوب يُظهر احترامك لمشاعره مع الحفاظ على تركيز النقاش الحالي، ويمنحكما فرصة لمعالجة القضايا الماضية في بيئة هادئة ومناسبة.
التوقف عن محاولة الفوز بالنقاشالخلافات ليست ساحة معركة، بل فرصة لفهم أعمق ونمو مشترك بين الشريكين. السعي للفوز في الجدال أو استحضار أخطاء الماضي لن يحل المشكلة، بل يزيد التوتر ويضعف الثقة.
بدلا من ذلك، ركّز على الحاضر واعمل مع شريكك لإيجاد حلول تُعزز التفاهم والاحترام المتبادل، مما يجعل العلاقة أقوى وأكثر استقرارا.
في أوقات التوتر، من السهل الانفعال والتصرف دون تفكير، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة. خذ لحظة لتهدئة نفسك وتنظيم أفكارك قبل الرد. الإنصات بهدوء والتفكير بعقلانية يساعدان على التعبير بشكل أفضل، بعيدًا عن ردود الفعل المتسرعة أو استحضار الماضي. هذا النهج يعزز الحوار البناء ويدعم التفاهم المتبادل.
معالجة جذور المشاعر تدريجيا والعمل على بناء الثقة يتطلب صبرا وجهدا، لكنه يقوي الروابط ويخلق حوارا صحيا ومستقرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المشکلة الحالیة استدعاء الماضی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الخلافات الشيعية: عقبة أمام قانون الحشد الشعبي
4 مارس، 2025
بغداد/المسلة: تُظهر تصريحات عضو اللجنة المالية في مجلس النواب محاسن حمدون غموضاً كبيراً حول مصير قانون الحشد الشعبي.
وأكدت أن الخلافات داخل البيت الشيعي، خاصة حول تقاعد قادة الحشد، تعيق التقدم نحو إقرار القانون.
وتُبرز هذه التصريحات واقعاً سياسياً معقداً يعكس صراعاً داخلياً على النفوذ أكثر منه نقاشاً تقنياً حول التشريع.
ويبدو أن التوافق على سن التقاعد، إذا تماشى مع القانون الاتحادي الموحد، قد يُرضي الأطراف السنية، لكن العقدة الحقيقية تكمن في عدم قدرة الشيعة على تسوية خلافاتهم الداخلية، مما يطرح تساؤلات عن مدى تماسك الكتل السياسية الشيعية في مواجهة قضايا مصيرية كهذه.
و يُعزز قرار مجلس الوزراء في 25 شباط 2025 بإحالة مشروع القانون إلى البرلمان محاولات الحكومة لتجاوز العراقيل. ويأتي هذا القرار بعد تأجيلات متكررة للتصويت في البرلمان، مما يكشف عن هشاشة التوافق السياسي.
وتشير الأرقام إلى أن الحشد يضم نحو 165 ألف مقاتل، بحسب تقديرات غير رسمية، مما يجعل تنظيم أوضاعهم ضرورة ملحة لضمان استقرارهم كمؤسسة. ومع ذلك، فإن استمرار الخلافات يُنذر بمخاطر قد تؤثر على قدرة الحشد على أداء دوره الأمني، خاصة في ظل التحديات الإقليمية المستمرة.
وتتركز النقاط الخلافية حول القانون ذاته وسن التقاعد، وهي قضايا تعكس أبعاداً أعمق من مجرد تشريع. ويُلاحظ أن تأخير القانون منذ سنوات يكشف عن صراع بين الفصائل الشيعية للحفاظ على هيمنتها عبر قادة ميدانيين، وبين رغبة أخرى في دمج الحشد بشكل كامل في المنظومة العسكرية الرسمية.
ويرى المحللون أن هذا التوتر قد يُضعف الحشد كقوة موحدة إذا لم تُحل هذه الإشكاليات، لا سيما أن بعض الفصائل ترى في القانون تهديداً لاستقلاليتها السياسية والعسكرية.
يُسلط الصمت الحالي للفصائل المسلحة الضوء على تحول استراتيجي محتمل.
ويُفسر هذا الهدوء، بعد فترة من التصعيد ضد أهداف أمريكية، بأنه رد فعل على تطورات إقليمية ومحلية، مع مخاوف من ضربات أمريكية قد تُعرض قوتها للخطر. وتشير تقارير إلى أن الفصائل نفذت أكثر من 150 هجوماً منذ 2023، مما أحرج الحكومات العراقية المتعاقبة. ويُرجح أن تتحول هذه الفصائل إلى لاعب سياسي أكثر فعالية في المستقبل، مستفيدة من نفوذها البرلماني للتأثير على مصير القانون.
ويُعيد تاريخ تشكيل الحشد الشعبي في 2014 التأكيد على دوره الحاسم في مواجهة داعش. وأصبح في 2016 قوة رسمية بقانون البرلمان. وتُظهر الإحصاءات أن تضحيات الحشد كبيرة، مع آلاف القتلى في معارك داعش، مما يجعل تنظيم أوضاعه مطلباً وطنياً أكثر منه فئوياً. ومع ذلك، فإن الخلافات الحالية قد تُعيق هذا الهدف، خاصة إذا استمر التجاذب بين رؤى الدمج والاستقلال.
والخلافات الشيعية ليست مجرد عقبة تشريعية بل صراع على السلطة والنفوذ. ويُعتقد أن استمرار التأخير قد يُضعف الحشد كمؤسسة، خاصة إذا فشلت الحكومة في تحقيق توازن بين طموحات الفصائل ومصلحة الدولة. وتُشير التجربة إلى أن الحشد يمكن أن يكون أداة ضغط سياسي وعسكري إذا لم يُنظم بشكل صحيح، كما حدث خلال فترة حكم مصطفى الكاظمي. وتبقى القدرة على حسم هذا الملف اختباراً لقدرة النخب السياسية على تجاوز المصالح الضيقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts