أعلنت شركة الغاز الروسية "غازبروم" توقف توريد الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر الأراضي الأوكرانية.

وذكرت "غازبروم" في بيان لها أن الاتفاقية المتعلقة بنقل الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا انتهت اليوم عند الساعة 08:00 صباحاً.

وجاء في البيان: "تم حرمان غازبروم من فرصة تزويد الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا.

ولا يتم حالياً نقل الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية".

وكانت شركة الغاز الأوكرانية "نفتوغاز" قد رفضت تجديد الاتفاقية التي استمرت لمدة خمس سنوات مع "غازبروم"، وانتهت صلاحيتها اليوم.

وسبق أن صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تسمح لروسيا بـ"جني مليارات الدولارات عبر دماء الأوكرانيين"، وأمهل الاتحاد الأوروبي عاماً كاملاً لاتخاذ التدابير اللازمة.

من جانبه، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن بلاده فقدت سوقاً مهماً، لكنه أكد أن الاتحاد الأوروبي سيكون المتضرر الأكبر من التطورات الأخيرة.

أما المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، فأعلنت أن نظام الغاز في القارة يتمتع بـ"المرونة والصمود"، وأكدت قدرة الاتحاد الأوروبي على مواجهة التداعيات السلبية لتوقف نقل الغاز عبر أوكرانيا.

ورغم توقف الإمدادات عبر أوكرانيا، تواصل روسيا بيع الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر مسارات أخرى تشمل المجر وتركيا وصربيا.

 

أوروبا تخفض من استيرادها للغاز الروسي

وكان الاتحاد الأوروبي قد قلّص بشكل كبير اعتماده على الغاز الروسي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط 2022. ففي عام 2021، كان 40 بالمئة من الغاز المستورد إلى دول الاتحاد الأوروبي يأتي من روسيا، لكن هذه النسبة انخفضت إلى أقل من 10 بالمئة بحلول عام 2023.

ومع ذلك، تواصل بعض الدول الأعضاء في الاتحاد، مثل سلوفاكيا والنمسا، شراء كميات كبيرة من الغاز الروسي.

وتحقق روسيا إيرادات سنوية تتجاوز 5 مليارات دولار من بيع الغاز لدول الاتحاد الأوروبي. وكانت قد بدأت توريد الغاز عبر أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 1991.

وفي محاولة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، اتجه الاتحاد الأوروبي نحو مصادر بديلة مثل الغاز الطبيعي المسال (LNG) من قطر والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الغاز المستورد من النرويج، وهي دولة غير عضو في الاتحاد.

 

مولدوفا تعلن حالة طوارئ

من جهة أخرى، يمكن أن تتأثر مولدوفا، التي ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، سلباً بالتطورات الأخيرة. تعتمد مولدوفا على الغاز المستورد من روسيا عبر أوكرانيا لتوليد معظم الكهرباء، ويتم إرسال الكهرباء بهذه الطريقة إلى منطقة ترانسنيستريا الانفصالية المدعومة من روسيا.

وكانت مولدوفا قد أعلنت في منتصف كانون الأول الماضي حالة طوارئ في قطاع الطاقة لمدة 60 يوماً، حيث دعا وزير الطاقة كونستانتين بوروسان المواطنين إلى توفير استهلاكهم للطاقة.

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

أولى تداعيات وقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا

بدأت تداعيات توقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا في الظهور، خاصة في سلوفاكيا ومولدوفا، مع إثارة ردود فعل في القارة العجوز.

وأعلنت شركة الطاقة الروسية الحكومية غازبروم، في أول أيام العام الجديد، تعليق نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا كما هو مخطط له.

وأضافت، في بيان عبر تطبيق تليغرام، أنه "ليس لدى الشركة الروسية أي وسيلة قانونية أو فنية لضخ الغاز عبر أوكرانيا بسبب عدم تجديد القيادة في كييف عقد نقل الغاز".

رئيس وزراء سلوفاكيا يحذر

قال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو إن إيقاف نقل الغاز عبر أوكرانيا سيكون له تأثير "بالغ" على دول الاتحاد الأوروبي وليس روسيا.

وحذر فيتسو الموالي لروسيا مرارا من أن إيقاف عبور الغاز سيكلف سلوفاكيا مئات الملايين من اليورو نتيجة خسارة عائدات العبور وزيادة رسوم استيراد الغاز من جهات أخرى.

وأضاف أن ذلك سيؤدي أيضا إلى ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء في أوروبا.

وأدانت الحكومة السلوفاكية كييف بسبب عدم مد العمل بالاتفاق، في حين أكدت للسكان أن منشآت تخزين الغاز لديها ممتلئة بنسبة 100%، وأن لديها ما يكفي من الاحتياطيات لفترة الشتاء.

ومن جانبه، هدد رئيس الوزراء السلوفاكي، الذي يتهمه منتقدون باتخاذ موقف مؤيد لروسيا، بوقف إمدادات الكهرباء من سلوفاكيا إلى أوكرانيا.

إعلان

لكن شركة "إس بي بي" المهيمنة على استيراد الغاز في سلوفاكيا أكدت، بعد توقف استقبالها الغاز الروسي، أنها استعدت للموقف وستزود جميع عملائها عبر طرق بديلة، وفي الأساس عبر خط أنابيب من ألمانيا والمجر، لكنها ستواجه تكاليف إضافية بسبب رسوم النقل.

استعداد نمساوي

وأكدت الحكومة النمساوية اليوم الأربعاء أن فيينا كانت مستعدة لانتهاء سريان اتفاقية نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا، وأن الإمدادات إلى البلاد مستمرة من خلال مصادر أخرى مثل نقاط التغذية في ألمانيا أو إيطاليا ومن مرافق التخزين.

وقالت وزيرة الطاقة النمساوية ليونورا غيفيسلر: "أدينا واجبنا وكنا مستعدين جيدا لهذا السيناريو.. لم تعد النمسا تعتمد على الغاز الروسي وذلك أمر جيد".

لا تدفئة أو مياه ساخنة في مولدوفا

وقطعت منطقة ترانسنستريا الانفصالية في مولدوفا إمدادات التدفئة والمياه الساخنة عن المنازل اليوم الأربعاء بعد توقف استقبال الغاز من روسيا.

ونقلت رويترز عن موظفة في شركة تيراستبلو إنرجو المحلية للطاقة، قولها من مدينة تيراسبول الرئيسية في المنطقة: "لا تدفئة أو مياه ساخنة"، مضيفة أنها لا تعرف إلى متى سيستمر هذا الوضع.

ومنطقة ترانسنستريا موالية لروسيا وانفصلت عن بقية مولدوفا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، وكانت تتلقى الغاز الروسي عبر أوكرانيا، لكن طريق الإمداد هذا توقف اليوم الأربعاء مع انقضاء سريان اتفاقية نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا.

وقالت شركة الطاقة في بيان على موقعها الإلكتروني إن التدفئة انقطعت في الساعة السابعة من صباح اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، لكن بعض المرافق مثل المستشفيات لن تشهد انقطاعا.

ونصحت السكان بارتداء الملابس الثقيلة وجمع أفراد الأسرة في غرفة واحدة وتعليق بطانيات أو ستائر سميكة على النوافذ وأبواب الشرفات واستخدام المدافئ الكهربائية.

وقالت الشركة: "ممنوع استخدام المواقد التي تعمل بالغاز أو الكهرباء لتدفئة الشقة، قد يؤدي هذا إلى مأساة".

إعلان

وهناك سلام بشكل عام بين ترانسنستريا ومولدوفا منذ حرب قصيرة اندلعت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1992، ويتمركز في المنطقة نحو 1500 جندي روسي.

مناشدة برلمان ترانسنستريا

وناشد برلمان ترانسنستريا الكرملين والبرلمان الروسي الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق جديد مع أوكرانيا يسمح بمواصلة إمدادات الغاز، وقالت موسكو في ذلك الوقت إنها ستحمي مواطنيها وجنودها في المنطقة.

وكانت روسيا تزود مولدوفا بنحو ملياري متر مكعب من الغاز سنويا تضخها عبر ترانسنستريا، حتى انتهاء سريان اتفاقية نقل الغاز عبر أوكرانيا.

وتتهم مولدوفا روسيا باستغلال اعتمادها عليها في مجال الطاقة من أجل زعزعة استقرارها، وهو ما تنفيه موسكو.

يشار إلى أن شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم قالت يوم السبت الماضي إنها ستعلق صادراتها إلى مولدوفا اعتبارا من الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش في الأول من يناير/ كانون الثاني 2025 بسبب ديون لم تسددها مولدوفا التي ستواجه انقطاعات حادة في الكهرباء.

وتقول روسيا إن مولدوفا يجب أن تسدد ديونها عن الإمدادات السابقة.

ووفقا للحسابات الروسية، يبلغ الدين 709 ملايين دولار، أما مولدوفا فقد حددت الدين عند 8.6 ملايين دولار.

خسائر

تشير بعض التقديرات إلى أن قطع خط نقل الغاز عبر أوكرانيا سيؤدي إلى تكبيد روسيا خسائر بقيمة 6 مليارات دولار سنويا، في حين أن أوكرانيا سوف تخسر حوالي 250 مليون دولار كانت تحصل عليها مؤخرا من غازبروم مقابل رسوم العبور.

مقالات مشابهة

  • أسعار الغاز الأوروبي تقفز بعد توقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا
  • أسعار الغاز الأوروبية ترتفع بعد توقف تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا
  • روسيا تقلص تدفق امدادات الغاز إلى أوروبا
  • توقف عبور الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • نهاية عصر إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • أولى تداعيات وقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • “غازبروم” الروسية توقف ضخ الغاز إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا
  • روسيا توقف تدفق الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.. ما هي الخسائر الأوروبية؟
  • أوكرانيا توقف تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا