خبير آثار: مسار العائلة المقدسة رسالة سلام للعالم من أرض حوار الأديان والثقافات
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن إحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر رسالة سلام للعالم من أرض حوار الأديان والثقافات خارجيًا ومشروع تنموى شامل فى 16 محافظة داخليًا من تمهيد وتأمين الطرق الموصلة إلى المحطات وتزويدها بالخدمات والسعى لتوفير طاقة فندقية وطيران كاف لاستيعاب الأعداد الكبيرة لاقتفاء آثار السيد المسيح والسيدة مريم العذراء والقديس يوسف النجار ومباركتهم أرض مصر وانتشار المعجزات فى مواقع عديدة .
وأشار الدكتور ريحان إلى سبب اختيار مصر لرحلة العائلة المقدسة كما جاءت فى الكتاب المقدس " إذا ملاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِى حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِى لِيُهْلِكَهُ» فاختيار مصر هو أمر الرب .
وفى القرآن الكريم أية 50 فى سورة المؤمنون " وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" الربوة ذات قرار ومعين هى أرض مصر ويقال المقصود منها تل بسطة أول موقع للعائلة المقدسة فى الدلتا وهى تتميز بالربى والتلال العديدة.
ولأن مصر بلد الأمان استقبلت نبى الله يوسف وإخوته وعاشوا بمصر آمنين حتى نسل نبى الله موسى فهو موسى بن عمرام بن قاهات بن لاوى بن يعقوب والذى تربى بمصر حتى خروجه منها.
وأوضح الدكتور ريحان أن العائلة المقدسة مكثت فى مصر ثلاث سنوات و11 شهر وقطعت 3500 كم ذهابًا وإيابًا وقد جاء السيد المسيح وعمره أقل من عام أى جاء مصر طفلًا وعاد صبيًا وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر من رفح إلى الدير المحرق تضم حاليًا آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية
ويستهدف مشروع إحياء المسار 2.3 مليار مسيحى فى العالم علاوة على عددًا كبيرًا من المسلمين لو جاء مصر 2% فقط سيدخل مصر 46 مليون حاج مسيحى سنويًا.
وقد باركت العائلة المقدسة خمس مناطق رئيسية "ومنطقة غير محطة" شمال سيناء – الدلتا – وادى النطرون – منطقة حصن بابليون – صعيد مصر شملت رفح، الشيخ زويد، العريش، الفلوسيات، القلس، الفرما، تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، وادي النطرون، المطرية وعين شمس، الزيتون، حارة زويلة ، مصر القديمة وحصن بابليون، المعادي، سقارة، دير الجرنوس بمغاغة، البهنسا، جبل الطير بسمالوط، الأشمونين بالمنيا، ديروط، ملوي، كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة، الدير المحرّق وفى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربي "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء.
وينوه الدكتور ريحان إلى أشهر المعجزات المرتبطة بالعائلة المقدسة ففى تل بسطة شهدت ثلاث معجزات للسيد المسيح أهمها انباع بئر ماء شربوا منه جميعًا وباركه السيد المسيح، وأكدت الاكتشافات الأثرية لحفائر جامعة الزقازيق وجود هذا البئر فى أكتوبر 1977 حيث تم اكتشاف بئرًا للمياه فى تل بسطة شمال صالة الأعمدة للمعبد الكبير مبنية بالطوب الأحمر عمقها 6.60م تعود إلى العصر الرومانى وأثناء أعمال الكشف تفجرت المياه بداخله من عين ماء جانبية ويرجح أنه البئر الذى أنبعه السيد المسيح ونشر ذلك علميًا الدكتور محمود عمر محمد سليم عام 2000 تحت عنوان "بئر العائلة المقدسة فى تل بسطة".
وفى سمنود بالغربية الماجور الحجرى حين رحب أهلها بقدوم العائلة المقدسة ويقال إنها أقامت فى المدينة ما بين ١٤ و١٧ يومًا وقد أهدى أهالى البلدة السيدة العذراء ماجورًا حجريًا لتعجن فيه، فى الوقت الذى أنبع السيد المسيح عين ماء فى المكان الذى أقاموا به ويوجد فى كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود ماجور كبير من حجر الجرانيت يوضع فيه ماء مصلى عليه، وفى سخا بكفر الشيخ حدثت معجزة ماء كعب يسوع حيث أوقفت السيدة العذراء مريم ابنها على قاعدة عمود فغاصت مشطا قدميه فى الحجر وانطبعت قدميه وقد تفجّر نبع ماء وسمى هذا المكان "كعب يسوع"، وأصبح الموقع بركة للناس حيث يأتون ويضعون فى مكان القدم زيتًا ويحملونه إلى بلادهم وينتفعون ببركة هذا الزيت فى الشفاء.
وفى وادى النطرون عطش الطفل ولم تجد السيدة العذراء مصدرًا للماء سوى بحيرة شديدة الملوحة، فخاضت داخلها لأمتار وأخذت بعض الماء منها لتروي طفلها ليتحول الماء المالح إلى عذب، ويتفجر في نفس الوقت ينبوع مياه عذبة بارتفاع 1.5 متر عن سطح المياه العادية والتدفق لازال حتى اليوم وهى معجزة "نبع الحمراء" في التراث المسيحي وهذه المياه مباركة ولها معجزات سواءً المالحة منها أو النبع العذب، فهي تشفي أمراض الروماتويد والروماتيزم، وجميع أمراض الحساسية بأنواعها.
وباركت العائلة المقدسة 17 مكان بموقع القاهرة الحالية منها عين شمس التى أصبحت مقرًا لأسقفية قبطية، ومنطقة شجرة مريم في المطرية حيث أنبع السيد المسيح بئر ماء بجوارها ونبتت هناك نباتات عطرية مثل نبات البلسان وهناك شارع بالمطرية يسمى شارع البلسم وشارع يسمى بئر مريم وانقطع شجر البلسان فى القرن السابع عشر بسبب فيضان النيل وقد زارت إمبراطورة فرنسا أوجينى شجرة مريم عام 1869، علاوة على مغارة أبى سرجة قرب حصن بابليون " كنيسة أبى سرجة حاليًا" وهى المغارة التي مكثت بها العائلة المقدسة ويميز هذه الكنيسة أيضًا وجود بئر ماء قديمة شرب منها السيد المسيح عليها باب زجاجي يمكن للزوار النظر من خلاله إلى البئر.
وفى صعيد مصر باركت العائلة المقدسة مغارة جبل الطير بسمالوط محافظة المنيا، وفى هذا المكان المبارك أنشأت القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة منحوتة في الصخر عام 328م عرفت بكنيسة الكف لمعجزة السيد المسيح حين منع سقوط صخرة عليهم عندما سند الصخرة الكبيرة بكفه الصغير فانطبع كفه على الصخرة، وصار الجبل يعرف باسم "جبل الكف "، وفى دير المحرّق بأسيوط البيت التى عاشت فيه العائلة المقدسة فى نهاية الرحلة وبقى على مساحته ثم تحول فى العصر المسيحى المبكر إلى كنيسة، ويوجد بها الحجر الذى جلس عليه السيد المسيح طبقًا للتقليد، ومكثت العائلة المقدسة بدير المحرّق 6 شهور و10 أيام .
وعن جهود الدولة فى إحياء المسار يشير الدكتور ريحان إلى نجاح مصر عام 2022 في تسجيل ملف الاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية .
علاوة على ما تم من مشروعات فى محافظات مصر المتواجد بها محطات الرحلة، ففى شمال سيناء تم رفع كفاءة البنية التحتية بالفرما والمناطق المحيطة بها ورصف الطريق المؤدى إلى المنطقة وتشجيره ورفع كفاءة الطريق وإنارة طريق الفرما، وفى الشرقية شهدت منطقة تل بسطا التى تبلغ مساحتها 124 فدان اكتشافات أثرية هامة كشفت عن المعبد الكبير للإلهة باستت وتم إقامة سور يحيط بتل بسطا مزود ببوابات إلكترونية وممر داخلى وتزويدها ببرجولات خشبية إحداهما لبئر العائلة المقدسة .
وفى الغربية تمت إعادة تأهيل المسار وتطوير كل العناصر التى تتحقق الرؤية البصرية الجمالية للمسار ودهان الواجهات وتوحيد واجهات ولافتات المحلات وتجميل الميدان الرئيسى، وفى كفر الشيخ فى سخا تم تطوير المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء، وفى وادى النطرون تم تطوير المسار بطول 26كم وشملت البوابة الرئيسية لمدخل مدينة وادى النطرون وتركيب لوحات إرشادية وبانرات ورصف وتوسعة أربع طرق وتأهيل الطرق المؤدية لأديرة الأنبا بيشوى والأنبا مقار والباراموس والسريان وتم تحديد أماكن التخييم بطريق دير الأنبا بيشوى والسريان .
وفى المطرية تم حل مشكلة الصرف الصحى بمنطقة شجرة مريم وحتى شارع المطرواى، وفى محيط مجمع الأديان بمصر القديمة تم دهان كل العقارات المطلة على جامع عمرو بن العاص بألوان موحدة وتدعيم الخدمات الأمنية وتنفيذ بوابة البونيبول بمدخل مجمع الأديان والانتهاء من البرجولات الخشبية والمظلات الخرسانية، وفى جبل الطير تمت أعمال تطوير شاملة منها ترميم الكنيسة الرئيسية والمدخل الرئيسى لها والاستراحة والطريق السياحى وتمهيد الطريق المؤدى إليها بالبازلت وأعمال التشجير وإنشاء مجمع أمنى بجبل الطير، وفى دير المحرّق تم رفع كفاءة الطرق الداخلية المحيطة بمناطق المسار وأعمال الإنارة داخل المنطقة الأثرية والمناطق المحيطة واللوحات الإرشادية والمرورية وتنسيق المواقع والتشجير وتشييد بوابات تناسب مسارات الزيارة وتطوير المناطق المحيطة بالأديرة والكنائس وتجديد الأسوار الخارجية لها وإقامة بوابات ومناطق لانتظار الزوار والأتوبيسات والسيارات وطلاء المنازل المجاورة وتخطيط الشوارع وتركيب الإنترلوك وتطوير وتبطين وتدبيش ترعة القوصية المؤدية إلى دير المحرّق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجلس الأعلى للثقافة الاثار لجنة الحضارة الحضارة المصرية العائلة المقدسة العائلة المقدسة السیدة العذراء الدکتور ریحان السید المسیح وادى النطرون المقدسة فى جبل الطیر تل بسطة
إقرأ أيضاً:
عصام عمر: قصة البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو غير تقليدية (حوار)
عصام عمر، نجم صاعد أثبت نفسه بقوة في الساحة الفنية المصرية، استطاع بفضل موهبته الفذة وتفانيه في العمل أن يترك بصمة واضحة في عالم السينما والدراما.
في فيلمه "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"، الذي انطلق عرضه في السينما المصرية بعد جولة عالمية، خاض عصام تحديًا جديدًا ومميزًا، فالفيلم، الذي أخرجه خالد منصور وأنتجته رشا حسني ومحمد حفظي، يروي قصة حسن، الشاب الثلاثيني الذي يضطر لمواجهة ماضيه أثناء محاولته إنقاذ كلبه الوفي رامبو.
الفيلم ليس مجرد عمل درامي تقليدي، بل هو رسالة إنسانية عميقة عن الصداقة والبحث عن الذات. بمشاركة الفيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بدورته الـ81، أثبت عصام عمر أن السينما المصرية قادرة على المنافسة عالميًا.
"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" ليس فقط محطة مهمة في مسيرة عصام عمر، بل هو تجربة استثنائية تعكس قدرته على اختيار أدوار مبتكرة تسلط الضوء على قضايا مجتمعية عميقة.
في البداية ما الذي جذبك للمشاركة في هذا الفيلم؟قصة الفيلم غير تقليدية ومليئة بالتفاصيل المؤثرة. الفيلم يدور حول فكرة الاغتراب ومواجهة مخاوف الماضي، وليس فقط عن العلاقة بين شخص وحيوانه الأليف. تحمست جدًا منذ عرض المشروع عليّ قبل سنتين، وحرصت على التدريب والتعمق في تفاصيل الشخصية والتفاعل مع الكلاب.
كيف تصف مشاركتك في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بفيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"؟المشاركة في مهرجان فينيسيا كانت نقطة تحول كبيرة في حياتي الفنية. لم يشارك أي فيلم مصري في المهرجان منذ 12 عامًا، وهو ما يجعل هذا الإنجاز فخرًا لي ولكل فريق العمل. تصفيق الجمهور في المهرجان جعلني أشعر بنعمة الله وفضله عليّ.
ما رأيك في تصنيف الفيلم كعمل موجه للنخبة؟أرفض فكرة تصنيف الأفلام على أنها للنخبة فقط. فيلمنا شعبي بكل تفاصيله ويمكن للجمهور العام فهمه والتفاعل معه. أطمح إلى كسر القوالب النمطية عن أفلام المهرجانات وتقديم أعمال ذات قيمة تمس حياة الناس.
كيف تعاملت مع شخصية "حسن" وعلاقته بالكلب رامبو؟شخصية حسن تمثل شابًا يعيد اكتشاف نفسه في رحلة مليئة بالتحديات. التعامل مع الكلب رامبو كان جزءًا مهمًا من التحضير. تدربت لفترة طويلة للتعايش مع الكلاب والتفاعل معها بشكل طبيعي، وكان هدفي أن يظهر ذلك بصدق على الشاشة.
حدثنا عن كواليس العمل؟العمل مع فريق مميز مثل المنتج محمد حفظي والمخرج خالد منصور كان تجربة ممتعة ومثرية. شعرت بالثقة الكبيرة التي وضعوها فيّ لتقديم هذا العمل. أيضًا، كانت لي تجربة رائعة مع ركين سعد، التي أعتبرها صديقة وممثلة موهوبة جدًا، وأتمنى أن نعمل معًا مجددًا.
هل شعرت بالخوف عند تصدرك البطولة في فيلم طويل مثل "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"؟بالطبع، هناك مسؤولية كبيرة تأتي مع تصدر البطولة، خاصة في فيلم يشارك في مهرجان عالمي مثل فينيسيا. لكنني أعتبر الخوف محفزًا للإبداع، وبدلاً من أن يثبط عزيمتي، يدفعني لتقديم أفضل ما لدي. النجاح لا يعتمد على الفرد فقط، بل هو نتيجة عمل جماعي، وهذا ما جعلني أشعر بالثقة أثناء العمل على هذا الفيلم.
كيف كانت ردود الأفعال بعد عرض الفيلم في المهرجانات المختلفة؟كانت ردود الأفعال إيجابية جدًا، سواء من الجمهور أو النقاد. شعرت بفخر كبير عندما سمعت التصفيق الطويل بعد عرض الفيلم. أكثر ما أسعدني أن الفيلم لم يُنظر إليه كعمل موجه للنخبة فقط، بل استطاع الجميع التفاعل معه وفهم رسالته.
ما أبرز التحديات التي واجهتها أثناء تصوير الفيلم؟التحديات كانت كثيرة، أبرزها التعامل مع الكلاب على نحو يبرز العلاقة الطبيعية بين حسن ورامبو. بالإضافة إلى ذلك، تطلّب الفيلم الكثير من المشاهد العاطفية التي تعكس صراعات حسن النفسية مع ماضيه، وكان من المهم أن تظهر هذه المشاعر بشكل حقيقي ومؤثر.
ما الرسالة التي ترغب في توجيهها لجمهورك؟
أشكر كل من دعمني وآمن بموهبتي. الجمهور هو الدافع الأكبر الذي يجعلني أقدم أفضل ما لدي. أعدكم بمواصلة تقديم أعمال تلامس قلوبكم وتحترم عقولكم، وأتمنى أن أظل دائمًا عند حسن ظنكم.
ما الذي تطمح إليه في مشوارك الفني؟
أطمح لتقديم أعمال مختلفة ومتنوعة تترك أثرًا إيجابيًا في المجتمع. النجاح بالنسبة لي هو أن أتمكن من تقديم أفكار جديدة تمس الجمهور وتساهم في إحداث تغيير. ما زلت في بداية طريقي، وأتعلم مع كل خطوة جديدة.
ماذا عن أعمالك المستقبلية؟أعمل حاليًا على قراءة عدة نصوص، وأطمح لتقديم أدوار مختلفة تمامًا عن ما قدمته في "رامبو". أحب التنوع وتحدي نفسي كممثل، وأبحث دائمًا عن الأعمال التي تحمل رسالة وتُحدث أثرًا.