اقتصاديون لـ”الوحدة”: المنحة “مشروطة” و”المرتزقة” عاجزون عن تنفيذها
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
الوحدة نيوز:
قلل خبراء اقتصاديون من جدوى الدعم السعودي الجديد، المقدم لحكومة “المرتزقة” والبنك المركزي في عدن بمبلغ نصف مليار دولار أمريكي، وذلك لمعالجة عجز الموازنة لديها، ووقف التدهور المتسارع للعملة، وتحسين أوضاع المواطنين.
وأكد الخبراء أن هذا الدعم الاقتصادي لن يُسهم في تعزيز الاستقرار المالي في المناطق المحتلة، ولن يُساعد في التخفيف من معاناة المواطنين، نتيجة منظومة الفساد في ما يسمى بـ”الشرعية” والتي توظف ذلك الدعم في صالحها الخاص، مشيرين إلى أن الودائع السابقة لم تُحدث أثراً ملموساً في الخدمات الأساسية وحياة المواطنين، بل زادت سوءاَ وتدهور قيمة الريال أمام العملات الصعبة، حيث تجاوز سقف 2076 ريال مقابل الدولار الواحد، فضلا عن الارتفاع القياسي في أسعار السلع والمشتقات النفطية.
ورأي الخبراء أن المملكة لا تريد الاعتراف بأن ما تسمى حكومة “الشرعية” المتمسكة بها ثقب أسود غير قابل للإصلاح لافتين إلى أنها “عصابة فساد” ستلتهم كل الودائع وستجد طريقها إلى عواصم الشتات لترتيب شؤونهم الخاصة ولا يمكن أن يكونوا أمناء على مصالح الناس أبداً، معتبرين ذلك استمرار في الفشل.
وقال رشيد الحداد الخبير في الشأن الاقتصادي لـ”الوحدة”، أن الوديعة السعودية المقدمة مؤخراً لمرتزقتها في عدن مشروطة لا تستطيع حكومة “بن مبارك” تنفيذها في ظل انحسار سيطرتها الحقيقية على المحافظات الجنوبية، مشيراً إلى ان الشروط “تعجيزية” خاصة وأنها تطالب بالحد من الفساد وعدم تبديد هذه الوديعة بالإضافة الى الشفافية في عملية الصرف واجراء اصلاحات حقيقية بدءاً باستعادة 70% من الايرادات العامة الخارجة عن سيطرت تلك الحكومة.
وأضاف، أنه لم يكن هناك أي آثار ايجابية عقب إعلان السعودية عن تقديم وديعة في سعر الصرف في المحافظات الجنوبية والشرقية حتى من باب التفاؤل لأن هذه الوديعة لم تنقل بعد الى حسابات البنك المركزي في عدن، وايداعها مروهن بتحقيق المطالب السعودية.
وتابع “لو أن حكومة “بن مبارك” قادرة على تنفيذ تلك الشروط السعودية لما لجأت إلى السعودية للبحث عن منحة مالية اغاثية، لعجزها الكبير عن صرف رواتب الموظفين الوقعين تحت سيطرتها، بالإضافة إلى قيامها مطلع الشهر الجاري بسحب ما تبقى من أرصدة في حسابات جهات حكومية أخرى لسداد شحنة نفط صغيرة جداً تم استيرادها لتشغيل كهرباء مدينة عدن
وفي العام الماضي، كشف تقرير الخبراء الدوليين أن مبلغ 423 مليون دولار أموال عامة تم تحويلها من قبل حكومة “معين عبدالملك”، بشكل غير مشروع لمؤسسات خاصة منها مجموعة هائل أنعم.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
رحلة نزوح شاقة.. نازحو “قوز الحاج” يواجهون البرد والجوع
يواجه أكثر من 8 آلاف نازح في مخيم “قوز الحاج” شمال السودان معاناة يومية بعد هروبهم من هجمات “الدعم السريع”..
التغيير: وكالات
على مدار الأشهر الماضية، نزح آلاف السودانيين قسرا من بيوتهم وأراضيهم الزراعية هربا من الموت بالرصاص أو الاعتقال أو الاعتداءات التي ترافق هجمات قوات الدعم السريع شرق ولاية الجزيرة وسط البلاد.
آلاف الأسر وصلت من قرى شرق الجزيرة إلى ولاية نهر النيل حيث أنشأت لهم سلطاتها مجموعة خيام في ساحات خالية بمدينة شندي ومدن أخرى بالولاية بينها عطبرة والدامر.
ورصدت الأناضول معاناة النازحين بمخيم “قوز الحاج” بولاية نهر النيل الذي يؤوي أكثر من 8 آلاف نازح جاؤوا من قرى شرقي “الجزيرة”.
ويقع مخيم “قوز الحاج” شمال مدينة شندي بنحو 20 كيلو متر ويضم نازحين من قرية برنكو ومدينة تمبول.
وروى النازحون للأناضول، مشقة رحلتهم مع أهوال النزوح وصعوبة الطريق من الجزيرة حتى وصولهم المخيم بولاية نهر النيل.
ونزح من الجزيرة أكثر من 343 ألف شخص بين 20 أكتوبر و13 نوفمبر 2024، وفق منظمة الهجرة الدولية.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ولاية ملتهبةفي ديسمبر 2023، سيطرت “الدعم السريع” بقيادة أبو عاقلة كيكل وهو من أبناء ولاية الجزيرة، على مدن عدة، بينها مركزها “ود مدني”.
وتصاعدت الاشتباكات بين “الدعم السريع” والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 أكتوبر 2024، على خلفية انشقاق “كيكل” عن قوات الدعم السريع وإعلان انضمامه إلى الجيش.
ومنذ ذلك الوقت، وجهت جهات محلية ودولية اتهامات للدعم السريع بـ”ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية” بحق المدنيين بالجزيرة، إلا أن “الدعم السريع” قالت إنها “تهاجم قرى يوجد بها مقاتلون سلحهم الجيش السوداني”.
وتسيطر “الدعم السريع” حاليا على أجزاء واسعة من الولاية، عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
آلام ونزوحالمعلم خالد محمد جعفر قال للأناضول: “تعرضت قريتنا برنكو في شرق الجزيرة لهجوم من الدعم السريع، ودخلوا علينا من كل الاتجاهات، وعانينا منهم، حيث دخلوا بيوتنا وضربونا بالسياط والعصي وطلبوا منا ما نملكه من ذهب وسلاح وهواتف محمولة”.
ومنذ شهرين، قال جعفر إن أهل القرية تجمعوا مع أذان الفجر وقرروا الخروج من ديارهم في وقت واحد مشيا على الأقدام.
وأضاف: “حملنا كبار السن والمرضى في عربة الكارو والدرداقة (آلة يدوية تستخدم لحمل مواد البناء)، وأثناء سيرنا في الطريق ولعدم توفر المياه عانينا من العطش الشديد”.
وتابع: “بعض النساء الحوامل ولدن في الطريق تحت الشجر، وهناك العديد ماتوا في الطريق، وهناك من فقد حياته حتى بعد أن وصلنا ومنهم والدتي”.
وأشار جعفر إلى أن النازحين الكبار بعد أن وصلوا إلى مخيم “قوز الحاج” أصبحوا يتعالجون من الأمراض التي أصابتهم جراء شرب المياه الراكدة، والأطفال كانوا يشكون من تورم أقدامهم بسبب السير لعشرات الكيلومترات.
وأردف: “وصلنا إلى مخيم قوز الحاج وأهل المنطقة ساعدونا، لكن كما ترون المعسكر يحتاج لخيام وحمامات، ومع فصل الشتاء وبرودة الجو لا توجد أغطية برد، وغذاؤنا وجبتين من العدس في اليوم، كما أن هناك أمراض منتشرة في المخيم”.
ولفت إلى أن هناك حالات لدغات من العقارب والثعابين، وخلال اليومين الماضيين توفي طفلان بسبب لدغة ثعبان، وفق قوله.
رحلة عذابالنازح بهاء الدين الفضل سعد، قال للأناضول: “نزحنا بسبب اجتياح الدعم السريع قريتنا برنكو وقرى شرق الجزيرة، بعد أن هاجمونا بكثير من العربات والدرجات النارية”.
وأضاف: “ومن هنا بدأت رحلة العذاب والنهب، بدأوا بالسيارات ثم كسروا كل المحال التجارية ونهبوها وما تركوا شيئا، وكل أهل القرية اختبأوا في منازلهم، بينما قوات الدعم السريع هم في الشوارع والأزقة والدكاكين”.
ومع مرور الأيام، قال سعد: “بدأنا نفقد الكثير من أبناء القرية برصاص الدعم السريع وازاد الأمر سوءا مع استمرار الانتهاكات التي لم يسلم منها طفل أو امرأة أو شيخ كبير”.
وبعد أن سيطر الهلع على الجميع، ذكر سعد أن أهل القرية خرجوا على أرجلهم في رحلة قاسية من برنكو إلى شندي التي تبعد بالسيارة أكثر من 10 ساعات.
وعن حالهم بعد الاستقرار في المخيم، قال سعد: “لنا في المخيم قرابة شهرين، والمعاناة واضحة، يوجد حوالي 300 خيمة لكن عدد الناس كبير ولدينا نقص حاد في المأوى والكساء”.
نداء إغاثةبين النازحين الصيدلي فواز عبد الباقي، الذي قال: “قوات الدعم السريع حولت قريتنا بولاية الجزيرة إلى جحيم بعد أن دخلتها وقتلت ونهبت كل شيء”.
بكثير من الأسى، قال عبد الباقي: “عاملونا وكأنهم ليسوا بشرًا، واضطررنا إلى مغادرة منازلنا إلى هنا، لقد فقدنا أملاكنا، ونريد أن نعود لمنازلنا متى ما عاد الأمن والاستقرار”.
وشاكيا من أوضاع المخيم، أضاف: “نواجه الكثير من المشاكل هنا، نعاني من نقص الطعام والأغطية، لكن يمكننا أن نأكل ما يكفي للبقاء على قيد الحياة”.
وتابع: “بعض منظمات الإغاثة والجهات الخيرية تساعد، ورسالتي إلى المنظمات الدولية هي: ساعدونا، فالناس يعانون هنا”.
نوم الأرضروضة الطيب إحدى النازحات، روت للأناضول ساعات الرحيل وقرار النزوح، بقولها: “نزحنا على أرجلنا، خرجنا من قريتنا بالجزيرة بملابسنا التي علينا فقط ولم نحمل معنا أي شيء، واعتدت علينا قوات الدعم السريع بالضرب ونهبوا كل ممتلكاتنا حتى البهائم، ومشينا لأيام حتى وصلنا إلى ولاية نهر النيل”.
وبألم يكسو ملامح وجهها، قالت الطيب إن رجال القرية “لم يتركوا البيوت وينزحوا نحو المجهول خوفا من القتل أو الضرب، بل خوفا على شرف نسائهم وأخواتهم”.
أمِنت الطيب على روحها لكنها نقلت أوضاعا مزرية عن المأوى الجديد فقالت: “نحن الآن ننام على الأرض ولا يوجد غذاء كاف ولا علاجات، ونحن نتقي البرد هذه الأيام بإشعال الحطب”.
وختمت حديثها بالقلق وترقب الغائبين: “عدد من سكان قريتنا قتلوا، وهناك مفقودين لا نعرف مصيرهم بسبب انقطاع شبكة الاتصالات”.
المصدر: الأناضول
الوسومانتهاكات الدعم السريع بالجزيرة حرب الجيش والدعم السريع قوز الحاج ولاية الجزيرة