جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-04@10:00:45 GMT

أيام تترك بصمتها

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

أيام تترك بصمتها

عائشة بنت محمد الكندية

الحياة عبارة عن سلسلة من المحطات التي تمنحنا الفرصة للتعلم، وترك بصمة مميزة في مسارنا. وأحيانًا، تأتي هذه المحطات محملة بالتحديات، لكنها تحمل أيضًا معها لذة الإنجاز التي تجعل كل الجهود تستحق العناء. وفي كل تجربة نخوضها، نتعلم أن العمل الجماعي والمثابرة هما المفتاح لتحقيق أحلامنا، مهما بدت الطريق مليئة بالعقبات.

وبينما نعيش هذه التجارب، نكتشف أن الجمال لا يكمن فقط في النتيجة النهائية، بل أيضًا في الرحلة التي نخوضها بكل تفاصيلها.
في هذا العام، كانت لي تجربة مليئة بالحماس والتحديات؛ حيث بدأ الفريق يعمل بجد لتنظيم مشاركته في المهرجان. بدأت القصة بفكرة تصميم "بوث" (كابينة) يعكس الجمال بروح عصرية، يجذب الزوار من جميع الأعمار. ولكن مع كل حلم كبير، واجه الفريق مجموعة من التحديات المُتعددة قبل أن يصبح "البوث" حقيقة واقعة. وأبرز هذه التحديات كانت الميزانية المحددة التي شكلت عبئًا على الفريق، مع ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ. وللتغلب على هذا العائق، اقترح أحد الأعضاء البحث عن خيارات بأسعار معقولة، مما تطلب الكثير من البحث والمفاوضات. كما كان ضيق الوقت عائقًا كبيرًا، حيث اقترب موعد المهرجان بسرعة، ما دفع الفريق للعمل لساعات طويلة يوميًا. بين الاجتماعات وتنسيق المهام، تم تعديل جدول العمل مرات عديدة لتلبية المتطلبات المتزايدة.
علاوة على ذلك، كان التحدي الأكبر هو العثور على مصمم يستطيع تحويل الأفكار إلى واقع ملموس. وبعد أسابيع من البحث والاختيار، وجد الفريق مصممًا متحمسًا للفكرة، فبدأ العمل على التصاميم. وبرغم الصعوبات، نجح الفريق في تقديم "بوث" أبهر كل من زاره بتفاصيله الدقيقة وألوانه الجذابة، مما ترك أثرًا عميقًا في قلوب الزوار. وقد أدرك الفريق في النهاية أن العمل الجماعي والمثابرة هما المفتاح لتحويل أي تحدٍ إلى إنجاز عظيم.
ومن هنا، بدأت رحلتي مع زميلاتي بتلقي دعوة للمشاركة في المهرجان وفي هذا "البوث" الجميل. في إحدى أمسيات الشتاء الدافئة، استعديت ليومي الأول كموظفة في المهرجان؛ حيث كانت تلك أول تجربة لي في العمل في مثل هذه الفعاليات. انبهرت بجمال الأضواء والزينة التي غمرت المكان وبالأجواء المفعمة بالحياة. مع بداية عملي، بدأت أرد على استفسارات الزوار، مما جعلني أشعر بالفخر للتقرب من المجتمع بشكل أكبر. كما شاركت مع زميلاتي الشغوفات والمبدعات في فعالية "الحكواتي"، التي أُقيمت على مسرح وسط أجواء مليئة بالحماس والتفاعل مع الأطفال.
رغم أنني شعرت بالتوتر في البداية بسبب عدم تجربتي السابقة على المسرح، إلّا أن الدعم الذي تلقيته من زميلاتي كان له أثر كبير في تخفيف هذا الشعور. أحسست بالفخر والسعادة وأنا أروي القصص للأطفال الذين كانوا شغوفين لسماع الحكايات الشيقة بأسلوب مليء بالإبداع. وبعد ذلك، أضفت فقرة الأسئلة وتوزيع الهدايا جوًا من البهجة والسعادة على الأطفال، مما جعل التجربة أكثر ثراءً وإلهامًا.
ما أضاف لروعة التجربة هو التفاعل بين الفريق والزوار، فقد كانت هناك لحظات عفوية مليئة بالضحك والمشاعر الإيجابية. تعلمت كيف يمكن للتعاون أن يجعل كل تحدٍ يبدو أصغر، وكيف يمكن للإبداع أن يحول الأفكار العادية إلى لحظات استثنائية تبقى في الذاكرة. كانت هذه التجربة درسًا عمليًا في تجاوز التحديات والعمل بيد واحدة لتحقيق رؤية مشتركة.
ختامًا.. أدركت أنَّ المشاركة في الفعاليات ليست مجرد تجربة عمل؛ بل هي فرصة لاكتشاف الذات والمساهمة في إسعاد الآخرين. إنها لحظات تُثبِت لنا أن العمل المشترك والتعاون قادران على تحقيق المستحيل. عندما نضع شغفنا في كل ما نفعله، نصنع أثرًا يدوم في حياتنا وحياة من حولنا. والمؤكد أن المستقبل مليءٌ بالفرص لكل من يملك الإصرار والشغف، وكل خطوة صغيرة نحو الأمام هي إنجاز عظيم يستحق الاحتفاء.
 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"زنوبيا" تُحذف من المناهج السورية.. فهل كانت مجرد شخصية خيالية؟

أعلنت وزارة التربية والتعليم في سوريا عن تعديلات شاملة على المناهج الدراسية، شملت إزالة أي إشارة إلى رموز النظام السابق، بما في ذلك النشيد الوطني. ومن بين التغييرات المثيرة للجدل، جاء قرار حذف أي ذكر للملكة السورية زنوبيا وخولة بنت الأزور، بحجة أنهما "شخصيتان غير حقيقيتين"، وفقًا لتصريحات الوزارة.

اعلان

وفي محاولة لاحتواء هذا الجدل، أكد وزير التربية والتعليم السوري، نذير القادري، أن المناهج الدراسية ستبقى على وضعها الحالي حتى يتم تشكيل لجان مختصة لمراجعتها وإجراء التعديلات المطلوبة.

إلاّ أن الحديث عن إمكانية إجراء هذه التعديلات، أثار عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد اعتبرها كثيرون إنكارًا للتاريخ وتشويهًا للحقائق.

ومن ضمن جملة التعديلات، يُعدّ قرار حذف الفصل المتعلق بالملكة زنوبيا من بين أكثر النقاط إثارة للجدل، مما يدفع للتساؤل: هل يمكن حقًا اعتبار زنوبيا شخصية خيالية؟

ماذا نعرف عن زنوبيا وهل هي حقيقية؟

ولدت زنوبيا حوالي عام 240 ميلادية في مدينة تدمر السورية، بحسب العديد من المصادر التاريخية. نشأت في بيئة ثقافية غنية، حيث تلقت تعليمها في الإسكندرية، ودرست تاريخ الإغريق والرومان. كانت سوريا آنذاك مقاطعة رومانية، وشكل هذا السياق جزءًا من حياتها السياسية لاحقًا.

تشير المصادر التاريخية إلى زنوبيا كواحدة من أعظم الملكات في التاريخ القديم، والتي كانت تتمتع بجمال لافت وذكاء استثنائي. وتوصف بأنها امرأة ذات قدرات مذهلة، استطاعت أن تحول تدمر إلى قوة عظمى في الشرق الأدنى، ولا تزال تُذكر كرمز للقيادة والشجاعة.

بحلول عام 258 ميلادية، تزوجت زنوبيا من لوكيوس سبتيموس أوديناثوس، المعروف باسم أُذينة، الحاكم الروماني لسوريا. أنجبت منه طفلين وعاشت معه في تدمر، المدينة التي كانت مركزًا تجاريًا مزدهرًا على طريق الحرير. كان أُذينة حاكمًا ذا نفوذ، وتشاركت معه زنوبيا في إدارة شؤون الحكم، مما ساهم في صقل فكرها السياسي وتطوير رؤيتها القيادية.

بعد اغتيال أُذينة وابنه في عام 266/267 ميلادية، أصبحت زنوبيا وصية على العرش. ومع وصولها إلى السلطة، تبنت سياسات زوجها لكنها وسعت نفوذها بجرأة. استغلت ضعف الإمبراطورية الرومانية الناتج عن انشغالها بغزوات في أوروبا، ونجحت في فرض سيطرتها على سوريا وشمال بلاد ما بين النهرين.

وتشير بعض الروايات إلى غزوها لمصر عام 270 ميلادية وضمها لاحقًا إلى مملكتها، مما جعل زنوبيا قائدة لمملكة شاسعة امتدت على مساحات واسعة من الشرق.

لكن هذا التوسع لم يدم طويلًا، وتختلف الروايات حول مصيرها، تقول بعض المصادر إن الإمبراطورية الرومانية أرسلت جيشًا بقيادة الإمبراطور أورليان الذي هزم زنوبيا في نفس العام. أُسرت زنوبيا واقتيدت إلى روما كجزء من موكب النصر الروماني. بينما تفيد روايات أخرى بأنها حاولت الفرار مع ابنها إلى بلاد فارس على ظهر جمل.

Relatedيهود سوريا يسعون لإعادة بناء الكنيس الأقدم في العالم بحي جوبر الدمشقي.. فهل يعودون بعد سقوط الأسد؟سوريا: تعيين ميساء صابرين كأول امرأة بمنصب حاكم المصرف المركزي.. فمن تكون؟سوريا: إدارة العمليات تضم لقواتها "جهاديين أجانب" وتمنحهم رتبا عسكرية رفيعة

وخلدت زنوبيا في العديد من الأعمال الأدبية والتاريخية. في رواية "أنا زنوبيا ملكة تدمر" للكاتب الفرنسي بيرنار سيميوت، يصور المؤلف قصتها بإبداع أدبي. أما المؤرخ الإنجليزي إدوارد غيبون، فقد وصفها في كتابه "اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها" بأنها "المرأة التي استطاعت بعبقريتها الفائقة أن تتجاوز القيود الاجتماعية والمناخية التي فرضت الخمول على جنسها في آسيا". 

في المحصلة، نرى بوضوح أن المصادر التاريخية تنظر إلى زنوبيا باعتبارها شخصية حقيقية تركت بصمة عميقة في تاريخ المنطقة، مستندة إلى الأدلة التي تعزز وجودها كملكة حكمت تدمر بذكاء وقوة. هذه التوثيقات التاريخية، إلى جانب إنجازاتها الملموسة، تجعل من الصعب إنكار حقيقة وجودها وتأثيرها العميق في تاريخ الشرق القديم.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سوريا تستقبل العام الجديد بالأمل.. احتفالات وتطلعات نحو الحرية والتغيير بعد سنوات من القمع بعد أربعة شهور من تنفيذها.. إسرائيل تكشف تفاصيل استهداف منشأة صواريخ إيرانية في سوريا مرهف ابو قصرة المكنى بأبو حسن الحموي أصبح وزيرا للدفاع في سوريا الجديدة.. ماذا نعرف عنه؟ سوريامدارس مدرسةتعليمتاريخروماهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب في يومها الـ454: قتلى وجرحى في غزة وإسرائيل تعلن تدمير منظومة صاروخية في لبنان يعرض الآن Next زيلينسكي: أوكرانيا تستعد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا يعرض الآن Next "من الشهادة في سبيل الوطن" إلى "في سبيل الله".. تعديلات تربوية تثير جدلا واسعا في سوريا يعرض الآن Next ثروات تعادل اقتصادات دول.. من تصدّر قائمة أغنى رجال العالم عام 2024؟ يعرض الآن Next لحماية الأطفال من إدمان الإنترنت.. اليونان تعزز الرقابة الأبوية والحكومية بتطبيق جديد اعلانالاكثر قراءة توقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاقية النقل ماذا نعرف عن هجوم نيو أورلينز الذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا على الأقل وجرح العشرات؟ نازحو غزة يواجهون شتاءً قاسياً وسط نقص حاد في الاحتياجات الأساسية أبوظبي تحطم الأرقام القياسية في رأس السنة 53 دقيقة من الألعاب النارية المتواصلة في مشاهد بهية ساحرة دول لا تحتفل برأس السنة الليلة! تعرف عليها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومرأس السنةالسنة الجديدة- احتفالاتسورياإسرائيلضحاياتحقيقغزةسباحةبشار الأسدأوروبامياه متجمدةنيويوركالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • بن غيث: "مواجهة الأهلي كانت صعبة للغاية"
  • تجربة متكاملة في متنزه القرم تجمع بين التنوع الغذائي والتنظيم
  • مفتي الجمهورية: رحلة العائلة المقدسة إلى مصر كانت تشريفا لأرضها| فيديو
  • حصاد وزارة العمل خلال الـ7 أيام الماضية
  • إسلام كابونجا: مقابلة حمو بيكا كانت حلم حياتى (فيديو)
  • "زنوبيا" تُحذف من المناهج السورية.. فهل كانت مجرد شخصية خيالية؟
  • داليا البحيري: تجربة السفارة في العمارة مع عادل إمام لا تُنسى
  • محافظ الغربية في أول أيام 2025: نواصل العمل لتحقيق أفضل الخدمات للمواطنين
  • "أكشن ايد": الأشهر الـ3 الماضية كانت الأقسى على سكان قطاع غزة