عائشة بنت محمد الكندية
الحياة عبارة عن سلسلة من المحطات التي تمنحنا الفرصة للتعلم، وترك بصمة مميزة في مسارنا. وأحيانًا، تأتي هذه المحطات محملة بالتحديات، لكنها تحمل أيضًا معها لذة الإنجاز التي تجعل كل الجهود تستحق العناء. وفي كل تجربة نخوضها، نتعلم أن العمل الجماعي والمثابرة هما المفتاح لتحقيق أحلامنا، مهما بدت الطريق مليئة بالعقبات.
في هذا العام، كانت لي تجربة مليئة بالحماس والتحديات؛ حيث بدأ الفريق يعمل بجد لتنظيم مشاركته في المهرجان. بدأت القصة بفكرة تصميم "بوث" (كابينة) يعكس الجمال بروح عصرية، يجذب الزوار من جميع الأعمار. ولكن مع كل حلم كبير، واجه الفريق مجموعة من التحديات المُتعددة قبل أن يصبح "البوث" حقيقة واقعة. وأبرز هذه التحديات كانت الميزانية المحددة التي شكلت عبئًا على الفريق، مع ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ. وللتغلب على هذا العائق، اقترح أحد الأعضاء البحث عن خيارات بأسعار معقولة، مما تطلب الكثير من البحث والمفاوضات. كما كان ضيق الوقت عائقًا كبيرًا، حيث اقترب موعد المهرجان بسرعة، ما دفع الفريق للعمل لساعات طويلة يوميًا. بين الاجتماعات وتنسيق المهام، تم تعديل جدول العمل مرات عديدة لتلبية المتطلبات المتزايدة.
علاوة على ذلك، كان التحدي الأكبر هو العثور على مصمم يستطيع تحويل الأفكار إلى واقع ملموس. وبعد أسابيع من البحث والاختيار، وجد الفريق مصممًا متحمسًا للفكرة، فبدأ العمل على التصاميم. وبرغم الصعوبات، نجح الفريق في تقديم "بوث" أبهر كل من زاره بتفاصيله الدقيقة وألوانه الجذابة، مما ترك أثرًا عميقًا في قلوب الزوار. وقد أدرك الفريق في النهاية أن العمل الجماعي والمثابرة هما المفتاح لتحويل أي تحدٍ إلى إنجاز عظيم.
ومن هنا، بدأت رحلتي مع زميلاتي بتلقي دعوة للمشاركة في المهرجان وفي هذا "البوث" الجميل. في إحدى أمسيات الشتاء الدافئة، استعديت ليومي الأول كموظفة في المهرجان؛ حيث كانت تلك أول تجربة لي في العمل في مثل هذه الفعاليات. انبهرت بجمال الأضواء والزينة التي غمرت المكان وبالأجواء المفعمة بالحياة. مع بداية عملي، بدأت أرد على استفسارات الزوار، مما جعلني أشعر بالفخر للتقرب من المجتمع بشكل أكبر. كما شاركت مع زميلاتي الشغوفات والمبدعات في فعالية "الحكواتي"، التي أُقيمت على مسرح وسط أجواء مليئة بالحماس والتفاعل مع الأطفال.
رغم أنني شعرت بالتوتر في البداية بسبب عدم تجربتي السابقة على المسرح، إلّا أن الدعم الذي تلقيته من زميلاتي كان له أثر كبير في تخفيف هذا الشعور. أحسست بالفخر والسعادة وأنا أروي القصص للأطفال الذين كانوا شغوفين لسماع الحكايات الشيقة بأسلوب مليء بالإبداع. وبعد ذلك، أضفت فقرة الأسئلة وتوزيع الهدايا جوًا من البهجة والسعادة على الأطفال، مما جعل التجربة أكثر ثراءً وإلهامًا.
ما أضاف لروعة التجربة هو التفاعل بين الفريق والزوار، فقد كانت هناك لحظات عفوية مليئة بالضحك والمشاعر الإيجابية. تعلمت كيف يمكن للتعاون أن يجعل كل تحدٍ يبدو أصغر، وكيف يمكن للإبداع أن يحول الأفكار العادية إلى لحظات استثنائية تبقى في الذاكرة. كانت هذه التجربة درسًا عمليًا في تجاوز التحديات والعمل بيد واحدة لتحقيق رؤية مشتركة.
ختامًا.. أدركت أنَّ المشاركة في الفعاليات ليست مجرد تجربة عمل؛ بل هي فرصة لاكتشاف الذات والمساهمة في إسعاد الآخرين. إنها لحظات تُثبِت لنا أن العمل المشترك والتعاون قادران على تحقيق المستحيل. عندما نضع شغفنا في كل ما نفعله، نصنع أثرًا يدوم في حياتنا وحياة من حولنا. والمؤكد أن المستقبل مليءٌ بالفرص لكل من يملك الإصرار والشغف، وكل خطوة صغيرة نحو الأمام هي إنجاز عظيم يستحق الاحتفاء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
انتبه.. لماذا يجب أن تترك خزان البنزين في سيارتك على الربع؟
يعتقد البعض أن ترك خزان الوقود شبه فارغ حتى آخر لحظة مسألة عادية، لكن الحقيقة أن هذه العادة قد تتسبب في أضرار جسيمة للسيارة على المدى الطويل.
فالحفاظ على مستوى الوقود أعلى من الربع على الأقل ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة ميكانيكية للحفاظ على أداء السيارة وتجنب الأعطال المفاجئة.
1- تجنب ارتفاع حرارة مضخة الوقودمضخة الوقود هي القلب النابض لمنظومة تزويد المحرك بالبنزين، وهي تعمل داخل الخزان نفسه. من مهام الوقود أنه يساعد في تبريد المضخة أثناء تشغيلها، ولكن عندما ينخفض مستوى الوقود لأقل من الربع، تبدأ المضخة في امتصاص بعض الهواء، مما يقلل من التبريد اللازم لها.
بمرور الوقت، ومع تكرار هذه العادة، تتعرض المضخة للإجهاد الحراري مما قد يؤدي إلى تعطلها بشكل مفاجئ، وهو عطل مكلف قد يصل إلى آلاف الجنيهات، خصوصًا أن بعض السيارات الحديثة تعتمد على مضخات وقود إلكترونية معقدة.
2- تجنب انسداد الفلاتر والبخاخاتمع الاستخدام المستمر، تتراكم الرواسب والشوائب في قاع خزان الوقود. هذه الشوائب قد تكون:
جزيئات صدأ من جدران الخزان المعدنية.رواسب الوقود القديمة الناتجة عن تبخر البنزين وترسب مكوناته الثقيلة.شوائب دقيقة تدخل أثناء عمليات التعبئة.
عندما يكون مستوى الوقود مرتفعًا، تبقى هذه الشوائب في القاع، ولكن عندما ينخفض الوقود لأقل من الربع، تبدأ المضخة في سحب الوقود من القاع مباشرة، مما يؤدي إلى:
النتيجة؟ صيانة مكلفة وعمر أقصر للمحرك
عند إهمال هذه العوامل، ستجد نفسك مضطرًا لدفع مبالغ كبيرة لإصلاح مضخة الوقود أو تنظيف البخاخات، وهو أمر يمكن تجنبه بسهولة عبر عادة بسيطة: إبقاء خزان الوقود ممتلئًا على الأقل إلى الربع دائمًا.
الوقود ليس مجرد طاقة، بل حماية لمحرك سيارتكلا تنتظر حتى يضيء تحذير انخفاض الوقود لتقرر تعبئة سيارتك.
فالمستوى المنخفض لا يعني فقط خطر التوقف المفاجئ في مكان غير مناسب، بل يؤثر مباشرة على عمر المحرك وكفاءة الوقود.
اجعلها قاعدة: احتفظ بمستوى الوقود دائمًا أعلى من الربع، فذلك لن يوفر لك الوقود فحسب، بل سيحمي سيارتك من أعطال باهظة أنت في غنى عنها.