تفوّق البنوك في التحول الرقمي
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmal.com
يُؤدي القطاع المصرفي العُماني دورًا كبيرًا في التحول الرقمي من خلال تعزيز العمل بالتقنيات المالية الحديثة التي تدخل إلى السوق؛ الأمر الذي يمكّن الكثير من العاملين في هذا القطاع من تبني أنظمة معلوماتية حديثة وطرح المزيد من المنتجات المصرفية الجديدة التي يمكن من خلالها جذب العملاء وتعزيز إيداعاتهم وادخاراتهم في البنوك المحلية.
وتساعد هذه التطورات في تعزيز دور البنوك والمؤسسات المالية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للجمهور، ومواجهة التحديات والمشاكل التي يعاني منها الناس من خلال استخدام أجهزة الاتصالات الحديثة في التعاملات اليومية.
وقد أدخلت البنوك خلال العقدين الماضيين العديد من التطبيقات والبرامج والتقنيات الحديثة في الأعمال المصرفية؛ الأمر الذي سهل على العملاء الوصول إلى حساباتهم دون أي عناء، فيما تستمر المصارف في تطوير هذه الخدمات كما هو معمول به لدى الكثير من المصارف الخليجية في المنطقة، التي أصبح الربط فيما بينها سارياً بفعالية منذ أكثر من عقدين. وتعمل هذه المصارف على تعزيز وسائل الابتكار لديها، ودفع القطاع المصرفي الخليجي لتنبي واستخدام المزيد من التقنيات الحديثة في عملياتها اليومية. وخلال العام الحالي اعتمد مجلس محافظي البنك المركزي العُماني أساسيات الإطار التنظيمي لتعزيز الشمول المالي وزيادة الكفاءة في القطاع المصرفي وتبني التقنيات الحديثة لمواكبة التطورات التي يشهدها هذا القطاع، في الوقت الذي يعمل القطاع المصرفي على مواجهة التحديات المتمثلة في حماية البيانات الشخصية والخصوصية، والتعرف على العملاء ومصادر أموالهم لمكافحة غسل الأموال، وتطوير السياسات واتخاذ الإجراءات لحماية الجميع من القرصنة وضمان خصوصية العملاء في مواجهة التحديات التي تأتي من المؤسسات والأفراد من الخارج من خلال تحسين تقنيات الأمان السيبراني، وتعزيز الشفافية لضمان ثقة العملاء والتزامها بالقوانين.
ومن هذا المنطلق، نرى اليوم أن هناك تفوقًا في بنوك المنطقة في التحول الرقمي بحيث أصبحت تتفوق على نظيراتها من المصارف العالمية بعد نجاحها في تبنِّي التحول الرقمي بنسبة 87% في معاملاتها اليومية. كما إن الموظف الخليجي في المصارف أصبح اليوم مُلتزمًا بالعمل المصرفي بحيث أصبحت معدلات التسرب الوظيفي غير قلقة وفي حدود (15- 20%)؛ أي أعلى قليلًا مما هو مسجل في بنوك آسيا (10- 15%)، وبنوك أمريكا الشمالية (12- 15%)، وفق بيانات تقرير شركة "آرثر دي ليتل" التي تعمل في مجال الاستشارات الإدارية في العالم، والتي تحدثت مؤخرًا عن أهمية تجربة الموظف في تعزيز النجاح المؤسسي بمنطقة الشرق الأوسط في التحول الرقمي.
وقد استند التقرير على الخبرات المتراكمة لديها في مساعدة المؤسسات في مجال التأثير المباشر لتجربة الموظفين على تحسين الربحية مشيرة أنه بالرغم من التقدم الذي تحرزه البنوك بالشرق الأوسط في مجالات المساواة والمشاركة، إلّا أنها لا زالت بحاجة إلى الاستمرار في الاستثمار- على غرار نظيراتها الآسيوية والدولية- في برامج التوجيه والتدريب ورفاهية العاملين وتقدير الموظفين، بهدف تحقيق تغيير مستدام في تجربة الموظف، لكنها ما زالت تواجه تحديات في استقطاب واستبقاء الموظفين لديها بسبب ارتفاع معدلات التسرب الوظيفي كما سبق ذكره.
ومن هنا فإنها تطالب بضرورة الاستثمار وتحسين تجربة الموظفين لديها على صعيد الأداء المالي والإنتاجية والابتكار واستبقائهم لا سيما في الأسواق سريعة النمو والتطور المنطقة، مع العمل على اعتماد أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول ومبادرات مخصصة للموارد البشرية، وبرامج رفاهية للموظفين؛ الأمر الذي يساعد على درجة ولاء الموظفين وانتمائهم لمؤسساتهم وكذلك زيادة إنتاجيتهم.
عالم المصارف مُنشغلٌ اليوم من أجل توفير مزيد من البرامج التدريبية المتطورة حول الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وتستعين بالمؤسسات المالية العالمية الأخرى المماثلة لها من أحل تعزيز وتطوير الموظفين وتنمية مهاراتهم وتمكينهم للعمل في مختلف مسارات التعلُّم المخصصة وفي مجالات التحليل والبحث العلمي. وهذا ما يتطلب العمل به في المصارف العُمانية مع تبني برامج وتقديم الحلول لمشاكل العاملين لديها لاستمرارهم واستدامتهم في تلك الاعمال المطلوبة، مع العمل على تبنِّي استراتيجية لدفع عجلة النمو التنظيمي، وتعزيز القدرة على التكيف، وتحفيز مستوى الابتكار في تلك المصارف.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی التحول الرقمی القطاع المصرفی من خلال
إقرأ أيضاً:
«التحول الرقمي وأثره على الأداء المالي».. رسالة دكتوراة في مجمع الفنون والثقافة بجامعة حلوان
شهد مجمع الفنون والثقافة بجامعة حلوان حدثاً علمياً بارزاً تمثل في مناقشة رسالة دكتوراه متميزة، حول التحول الرقمي وأثره على الآداء المالى، وذلك بحضور الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، وتاتى الفاعلية للتأكيد على المكانة المرموقة التي يحظى بها المجمع كمنصة علمية وثقافية رائدة.
وأكد الدكتور أشرف رضا، المدير التنفيذي لمجمع الفنون والثقافة، أن المجمع أصبح الوجهة المفضلة لنخبة الباحثين لمناقشة رسائلهم العلمية، مشيراً إلى أن المجمع يتمتع بتجهيزات تقنية متطورة وقاعات مجهزة بأحدث الوسائل السمعية والبصرية. وأضاف: "نفخر بأن مجمع الفنون والثقافة أصبح صرحاً علمياً وثقافياً يليق بمكانة جامعة حلوان، حيث نستقبل باستمرار مناقشات رسائل الماجستير والدكتوراه مما يؤكد ثقة المجتمع الأكاديمي في إمكانياتنا وتجهيزاتنا المتميزة."
وناقش الباحث محمد أنور محمد السيد تركي رسالته للدكتوراه تحت عنوان "دور التحول الرقمي في تحسين الآداء المالي - دراسة تطبيقية" (The role of digital transformation in improving financial performance: An applied study)، أمام لجنة علمية رفيعة المستوى ضمت إلى جانب محافظ القاهرة كلاً من الدكتور عبد الله رمضان نائب محافظ السويس، والدكتور عمر محمد عبد الحميد سالمان، والدكتور محمود مجدي بربري.
وتناولت الرسالة موضوعاً يواكب التطورات العالمية المعاصرة في مجال التحول الرقمي، حيث قدم الباحث دراسة تطبيقية معمقة تستهدف تحليل وتقييم دور التحول الرقمي في تحسين الأداء المالي، وهو موضوع يكتسب أهمية متزايدة في ظل التوجه العالمي نحو الرقمنة وتطوير الأداء المؤسسي.
ويأتي هذا الحدث العلمي المتميز ليؤكد حرص جامعة حلوان على توفير بيئة أكاديمية داعمة للبحث العلمي، كما يبرز الدور الحيوي لمجمع الفنون والثقافة في خدمة المجتمع الأكاديمي وتعزيز مسيرة البحث العلمي في مصر.