في شهرها الخامس ضرورة وقف الحرب
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
في شهرها الخامس ضرورة وقف الحرب
تاج السر عثمان بابو
1بعد أن أخرجت أثقالها من دمار وخراب، دخلت الحرب في السودان شهرها الخامس دون حسم لها من أحد الطرفين المتصارعين على السلطة والثروة بدعم محاور إقليمية ودولية، وأصبح واجباً وقف الحرب، ووضع حد لجرائمها، فقد ارتفع عدد القتلى لأكثر من 3900 شخص، وأكثر من 4 ملايين نازح حسب الأمم المتحدة، وتضرر المدنيون جراء القصف الجوي للأحياء السكنية، والنقص في الغذاء والدواء والوقود وانقطاع خدمات الماء والكهرباء لفترات طويلة، ونقص الدواء والعلاج، واحتلال الجنجويد لمنازل المواطنين وعرباتهم وممتلكاتهم وارتفاع تكلفة المواصلات والسلع الضرورية، وتدمير البنيات التحتية وقصف المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والمصانع.
فضلاً عن حالات العنف الجنسي والاغتصاب، وتوقف العام الدراسي والعام والجامعي، وتدهور الأوضاع المعيشية والزيادات في الأسعار، وحرق الأسواق، وتدمير الإنتاج الزراعي حتى أصبحت البلاد مهددة بالمجاعة، فقد أشارت الأمم المتحدة إلى أن السودان يواجه خطر الجوع لأكثر من 20,3 مليون شخص الذين يعانون من نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي الحاد، أي الجوع الشديد، فضلاً عن عدم فتح المسارات الآمنة لوصول الإغاثات للمواطنين تحت وابل الرصاص والقنابل، مع عدم صرف العاملين لمرتباتهم لمدة أربعة أشهر، وجرائم الجنجويد في الإبادة الجماعية في غرب دارفور.
إضافة لخطورة تمدد الحرب لبقية الأقاليم كما حدث في دارفور التي تكررت فيها المجازر والإبادة الجماعية، وكردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق، واتخاذها طابعاً عرقياً وإثنياً، مما يهدد وحدة البلاد، كما في دعوات الفلول لتسليح في الشرق، والدعوات للقبائل لدعم الجنجويد في دارفور، مما يهدد أمن البلدان المجاورة، مما يتطلب ضرورة وقف الحرب لا إطالة أمدها، لضمان وحدة وسلامة وسيادة البلاد.
2القضية العاجلة أمام الحركة الجماهيرية وقف الحرب، ومحاسبة المسؤولين عنها وعدم الإفلات من العقاب الذي شجع على المزيد من ارتكاب الجرائم ،وخروج الجنجويد من منازل المواطنين، ومن الأحياء والمدن، ومراكز الخدمات الأساسية من مؤسسات تعليمية وعلاجية وخدمية، واتخاذ الناس دروعاً بشرية في الأحياء، مما أدى لقتلى وجرحى، كما في مطالب المتضررين بخروج الجنجويد من منازلهم ومن الأحياء السكنية ووقف قصف الجيش للمدنيين، وخروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، والإسراع في الترتيبات الأمنية لحل الجنجويد وجيوش الحركات والكيزان، وقيام الجيش القومي المهني الموحد، وقيام الحكم المدني الديمقراطي، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
إضافة للجهود الإقليمية والدولية الداعية لوقف الحرب كما في منبر جدة، الاتحاد الافريقي و”الإيقاد”، التي تدعو لوقف دائم للحرب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والمشاركة مع أصحاب المصلحة المدنيين في عملية سياسية شاملة. إلخ.
3بعد تجربة الحرب المريرة يجب الاستفادة من التجربة السابقة والتقييم الناقد لها، فلا يمكن تكرار الأخطاء التي قادت للأزمة والحرب، كما في حديث محمد الفكي سليمان لقناة الجزيرة الذي أشار إلى”أن الدعم السريع يجب أن يكون ضمن الجيش القادم”، مما يعيد إنتاج الحرب من جديد، فالدعم السريع بعد كل الجرائم التي ارتكبها مليشيا لا بد من حلها، مع كل مليشيات وجيوش والحركات و”الكيزان” وقيام الجيش القومي المهني الموحد.
كما لا يمكن معالجة الأوضاع بعد الحرب كما جاء في البيان الختامي للقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بعد اجتماعها في أديس أبابا 14- 15 أغسطس 2023، الذي لم يخرج عن عموميات لا تخاطب جذور المشاكل، بل يسير في نفس النهج السياسي والاقتصادي الذي قادة للأزمة وأدى لانفجار الحرب، فالمطلوب بعد تجربة الحرب مخاطبة جذور المشاكل، والتوجه للتغيير الجذري الذي يضع حداً للحروب والانقلابات العسكرية واستدامة الديمقراطية والتنمية، وتعزيز السيادة والوطنية ووحدة البلاد، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم، ووقف نهب ثروات البلاد، وتوجيهها لتنمية وتطوير البلاد، والحكم المدني الديمقراطي، وعقد المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، وتجاوز الحلول التي تعيد الشراكة مع العسكر والجنجويد التي تقود للحرب وعدم الاستقرار الذي عانت منه البلاد.
alsirbabo@yahoo.co.uk
الوسوم#السودانيون_العالقون_بليبيا الحرب الحكم المدني الديمقراطي الخرطوم السودان تاج السر عثمان بابو قوى الحرية والتغيير كردفانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب الخرطوم السودان قوى الحرية والتغيير كردفان وقف الحرب کما فی
إقرأ أيضاً:
تضرر العشرات من مواقع النزوح.. الهجرة الدولية: ''مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات تواجه الآن تحديات جديدة''
قالت منظمة الهجرة الدولية، ان أكثر من 73 موقعاً للنزوح في محافظة مأرب، شرقي البلاد، ـ التي تستضيف أكبر تجمع للنازحين في البلاد ـ تعرضت لأضرار جسيمة جراء الأحداث المناخية القاسية، خلال الأشهر الماضية.
واوضحت المنظمة في تقرير حديث لها، أن محافظة مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات التي شُرِّدت بسبب العنف، تواجه الآن تحديات جديدة، حيث تسببت الفيضانات والعواصف الشديدة في ترك العديد من العائلات معرضة للمخاطر ودون حماية كافية.
وأضافت "قد تعرض أكثر من 73 موقع نزوح لأضرار جسيمة جراء الأحداث المناخية القاسية، مما ترك العديد من الأشخاص بدون مأوى آمن وزاد من مخاطر الأمراض والنزوح المتجدد"