عام جديد مع طموحات وتطلعات شعبية جديدة
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
انتهى العام 2024، ليبدأ عام جديد.. انطوى عام حمل الكثير من المآسي والأحداث المحزنة والسارة، ونحن في عُمان سنحتفل خلال أيام- وتحديدًا يوم الحادي عشر من يناير- بالذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد.
لقد ولَّى العام الماضي بحلوه ومُره، وشهد العالم برمته العديد من الأحداث المأساوية التي هزت الضمير الإنساني الحي، وزادت من وتيرة معاناة المستضعفين في الأرض، وعدم حصول الكثيرين على حقوقهم الكاملة وأدنى مقومات العيش الكريم.
نعم يأتي العام الجديد وهناك الكثير من المشاريع والطموحات والآمال لم تتحقق لشعوب المنطقة ولعدد من مواطني هذه الأرض، منها الحصول على وظيفة وعمل، وحل الكثير من قضايا المُسرَّحين من العمل وتواجد أعداد هائلة من أصحاب المطالبات المالية في السجون، الأمر الذي يتطلب بذل جهد أكبر من الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال والميسورين، في حل تلك الملفات وإغلاقها نهائياً بما يعجل بعودة المسجونين إلى أسرهم وذويهم في أقرب فرصة ممكنة.
الجهود والمساعي الحثيثة التي تبذلها الحكومة الرشيدة من أجل تحقيق تنمية مستدامة ورفاهية حقيقية لأبناء الوطن الأوفياء، لا شك أنها محل اهتمام كبير ومتابعة من جلالة عاهل البلاد المُفدّى، والعمل الجاد من أجل تصحيح أوضاع المعسرين وانتشالهم من حالات العوز والفاقة، ونرى ذلك من خلال التوجيهات السامية وانتهاج سياسات وسبل وطرق حديثة، منها توجيه المسؤولين في البلد لخدمة الناس والمجتمع، وأن يكونوا في الميدان.
ولا شك أن تفاني المسؤول في عمله، إنما هو تكليف وليس تشريفاً، وهبة المسؤول في خدمة المواطنين حتى في غير أيام الدوام الرسمي، كأن يكون العمل من بيته وموقعه، لإعادة التيار الكهربائي أو خدمة الماء، إلى الأسر الفقيرة التي قطعت عنها هذه الخدمات بسبب تراكم مستحقات مالية، ليس بمقدورها دفعها، فتلك الأسر بالكاد تجد ما تسد به رمقها وجوعها، في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.
كذلك من الأمور التي نأمل أن تأخذ بعين الاعتبار والعمل بها في هذا العام الجديد، تقديم منفعة مالية لربات البيوت، أسوة بتلك الفئة التي تجاوزت الستين عاما، واستحقت منفعة شهرية قدرها 115 ريالًا، بصرف النظر عما إذا كان من وصل إلى هذا السن ثريًا أم ميسور الحال أو فقيرًا.
إننا ونحن نبدأ عامًا ميلاديًا جديدًا، نتطلع إلى مزيد من التطور والاهتمام ومراعاة أحوال العامة من حيث توفير العيش الكريم لهم، والنظر إلى رفع معدلات الرفاه الاجتماعي والسعادة الاجتماعية للمواطنين، في هذه المرحلة المهمة من النهضة المتجددة بالقيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم- أيده الله.
ونأمل كذلك في هذا العام أن تتواصل مشاريع التنمية المحلية، خصوصََا مشاريع الطرق والجسور، ورفع كفاءة الطرق القائمة التي مر عليها عقود دون صيانة أو تطوير أو توسعة، خاصة في محافظتي جنوب وشمال الباطنة.
وفق الله عُمان وأهلها إلى ما يحبه ويرضاه، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يُهيئ ويُسخِّر لجلالة السلطان المعظم البطانة الصالحة لتعينه على حمل الأمانة والمسؤولية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا لـ «الاتحاد»: مناهج جديدة متطورة العام المقبل
دينا جوني (أبوظبي)
تشهد جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا تحولاً أكاديمياً نوعياً يقوم على منظومة متكاملة في التعلّم التعاوني. ومن أهم سمات هذا التحوّل تغيير المناهج الأكاديمية وإدخال تعديلات جوهرية عليها، وإعادة تصميم آلية الاختبارات وتقييم الدارسين، بهدف تعزيز التعلم التعاوني وتزويد الطلبة بالمهارات التي تؤهلهم لقيادة مستقبل الابتكار وريادة الأعمال.
وقال الدكتور إبراهيم سعيد الحجري، رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، في حوار مع «الاتحاد»، إن هذه التحولات تأتي استجابة لمتطلبات العصر الحديث، حيث لم تعد الأساليب التقليدية في التعليم والتقييم كافية لإعداد طلبة قادرين على مواجهة تحديات المستقبل.
أوضح الحجري، أن جامعة خليفة تؤمن بأن التعليم يجب أن يكون ديناميكياً، يواكب التغيرات السريعة في سوق العمل والتطورات التقنية المتلاحقة. لذلك، أعادت الجامعة صياغة المناهج الدراسية، مستبدلة الحشو الزائد بمقررات تركز على مهارات البحث العلمي وريادة الأعمال، مما يعزز قدرة الطلبة على التعلم المستمر واكتساب أدوات التفكير النقدي والابتكار.
المناهج المطورة
وأشار إلى أن الجامعة أطلقت مبادرة لإعادة هيكلة المناهج، حيث يبدأ الطلبة الجدد في دراسة المناهج المطورة اعتباراً من العام الأكاديمي المقبل. كما أكد أن الجامعة تسعى إلى تحويل الأبحاث العلمية إلى مشاريع ذات تأثير مجتمعي ملموس، بدلاً من الاكتفاء بالنشر الأكاديمي.
وأضاف، أن الجامعة لم تكتفِ بإعادة هيكلة المناهج، بل أحدثت أيضاً نقلة نوعية في آلية التقييم، حيث تم استبدال الاختبارات التقليدية الفردية بأساليب تقييم جماعية، تماشياً مع مفهوم التعلم التعاوني.
وأوضح قائلاً: «نريد أن نُخرج جيلاً قادراً على العمل بروح الفريق، والتفكير الجماعي، واتخاذ القرارات في بيئات عمل تنافسية. لذلك، أصبح الطالب مطالباً بمراجعة المادة العلمية قبل المحاضرة، حيث تعتمد الفصول الدراسية في الجامعة على النقاش التفاعلي بين الطلبة، الذين يعملون ضمن مجموعات لاستخلاص المفاهيم الأساسية وتطبيقها عملياً». ولفت إلى أن الاختبار لم يعد مجرد وسيلة لقياس التحصيل الفردي، بل أصبح تجربة تعاونية تعزز الفهم العميق للمادة العلمية.
«المعلم الذكي»
وأشار الحجري إلى أن الجامعة تبنت أيضاً تقنيات متقدمة لدعم العملية التعليمية، ومن أبرزها مشروع «المعلم الذكي»، الذي يتيح للطلبة التعلم في أي وقت وأي مكان، من دون التقيد بالمحاضرات التقليدية. وقال: «يمنح هذا النظام الطلبة مرونة غير مسبوقة في إدارة تعليمهم، كما يتيح لنا كإدارة أكاديمية متابعة تطورهم بشكل دقيق وتقديم الدعم المطلوب في الوقت المناسب. فبدلاً من الاعتماد على اختبارات فصلية قليلة لقياس الأداء، أصبح لدينا أدوات تكنولوجية قادرة على تقييم الطالب بشكل يومي، مما يمكننا من التدخل الفوري لمعالجة أي فجوات أو صعوبات تعليمية».
وفيما يتعلق برؤية الجامعة لمستقبل خريجيها، أكد دكتور الحجري، أن الهدف الأساسي هو إعداد طلبة قادرين على خلق فرص العمل، وليس فقط البحث عنها. وقال: «في الإمارات، هناك أكثر من 70 جامعة، ولا نريد أن يكون خريجونا مجرد أرقام في سوق العمل، بل نريدهم أن يكونوا رواد أعمال قادرين على إطلاق مشاريعهم الخاصة. لذلك، أطلقنا مبادرة داخلية لإعادة هيكلة المناهج، بحيث يتعلم الطالب كيفية تحويل أفكاره إلى مشاريع قابلة للتنفيذ».
وأضاف: «حرصنا على أن تكون مشاريع التخرج أكثر ارتباطاً بالواقع العملي. فبدلاً من تقديم تقرير أكاديمي تقليدي، أصبح على الطلبة إعداد عرض احترافي لإقناع المستثمرين بجدوى مشاريعهم. ولضمان استمرارية هذه المشاريع بعد التخرج، أسست الجامعة شركة مملوكة لها بالكامل، توفر دعماً استثمارياً أولياً للخريجين، لمساعدتهم في تطوير أفكارهم وتحويلها إلى شركات ناشئة».
تفاعلية
اعتبر الحجري أن جامعة خليفة لا تهدف فقط إلى تقديم تعليم أكاديمي متميز، بل تعمل على بناء بيئة تعليمية تفاعلية تتيح للطلبة التفكير والإبداع والابتكار.
وأشار إلى أن هذه التغييرات التي أجريت ليست مجرد تعديلات أكاديمية، بل هي جزء من رؤية أوسع تهدف إلى إعداد كوادر وطنية قادرة على قيادة مسيرة التنمية والابتكار في دولة الإمارات والعالم.