تقرير| نجيب علي العصار

في لحظة انتظار بصالة استقبال المسافرين في مطار صنعاء الدولي، كان المهندس “عماد محمد النعيمي” تحدوه اللهفة لرؤية من يشتاق لرؤيتهم، وتشرئب أعناقه نحو بوابة الوصول بانتظار أسرته العائدة من الأردن على رحلة للخطوط الجوية اليمنية، لكن حال القدر بين عماد وأقاربه ولم يرهم بعد أن استشهد وتحول إلى جثة هامدة إثر غارات عدوانية إسرائيلية جبانة استهدفت المطار، وتحولت الفرحة إلى حزن وآسى ألمت بأسرته المكلومة.

ذعر وارتباك

كما وثقت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة ذعر وتدافع المسافرين اليمنيين في صالة مطار صنعاء الدولي لحظة تعرض المطار لغارات صهيونية، وأظهرت المشاهد حالة من الارتباك والذعر في أوساط المسافرين داخل صالة المطار، في حين رصدت مشاهد أخرى تصاعد أعمدة الدخان عقب استهداف برج المطار، وشوهد بعض الجرحى وهم يسقطون في صالات الاستقبال.

خطة طوارئ

ويوضّح مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف، في حديث لصحيفة “الوحدة” أنه تم تنفيذ خطة طوارئ أثناء العدوان على المطار لإجلاء للركاب في وقت قياسي، والذي ساهم في الحد من عدد الضحايا مقارنة بحجم الاستهداف المباشر للمطار في وقت كانت الصالات تكتظ بالمسافرين.

وقال “أن طيران العدوان الإسرائيلي استهدف مطار صنعاء الدولي أثناء هبوط طائرة الخطوط الجوية اليمنية القادمة من الأردن، التي كان على متنها (153) راكبا، لافتا إلى أن القصف تزامن أيضا مع تجهيز إقلاع رحلة لطائرة أممية من مطار صنعاء كانت تقل مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس.

وذّكر أن غارات العدوان الصهيوني على مطار صنعاء الدولي أدت إلى سقوط 4 شهداء بينهم اثنان من العاملين في برج المراقبة بالمطار، واثنان من المواطنين، كما أصيب ما يقارب 20 آخرين منهم 6 موظفين بالمطار والبقية غالبيتهم من المسافرين والمودعين.

وأشار إلى أن الاستهداف المباشر للمطار أدى إلى خسائر مادية جراء قصف برج المراقبة وصالات المطار وبعض الأجهزة الملاحية.

استئناف الرحلات

وبعد يوم واحد من تعرضه لغارات عدوانية إسرائيلية، أعلن نائب وزير النقل والأشغال رئيس هيئة الطيران المدني والأرصاد يحيى السياني، الجمعة 27 ديسمبر 2024 استئناف العمل في مطار صنعاء الدولي وتسيير الرحلات الجوية المدنية إلى الأردن، والرحلات الأممية والخاصة بالمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن.

“اليمنية” تهبط أثناء القصف!

وفي “خطوة محفوفة بالمخاطر” هبطت طائرة الخطوط الجوية اليمنية القادمة من الأردن بعد دقائق قليلة من غارات لطائرات العدوان الإسرائيلي على برج مطار صنعاء.

وأظهر مقطع مصور نشره ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، هبوط طائرة تابعة للخطوط اليمنية في مطار صنعاء أثناء القصف الصهيوني، حيث استطاع كابتن الطائرة من الهبوط في مدرج المطار رغم تدمير برج المراقبة المعني بالاتصالات مع الطائرة.

تكريم “اليمنية”

بدورها، كرمت وزارة النقل والأشغال العامة ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد السبت، طاقم طائرة اليمنية وهما الكابتن أحمد علاو والكابتن وليد الخطري، لنجاحهما في الهبوط بمطار صنعاء أثناء القصف الصهيوني.

وقالت “إن طاقم الطائرة جسد أسمى معاني التضحية والإيثار، ونجح في إنقاذ أرواح الركاب وإتمام المهمة بنجاح رغم المخاطر”.

     برج المراقبة بمطار صنعاء الدولي يتعرض لأضرار جراء الغارات 

قلق وإدانات

من جهتها، عبرت 59 منظمة دولية وإنسانية ومحلية في بيان لها، عن قلقها العميق إزاء الغارات الجوية على البنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي ومحطات الطاقة في محافظتي صنعاء والحديدة والموانئ البحرية في الحديدة وقربها يوم الخميس 26 ديسمبر.

وقال البيان: “يظل مطار صنعاء شريان حياة حيويًا لليمنيين الساعين إلى السفر – بما في ذلك العلاج الطبي المنقذ للحياة في الخارج – ولم يكن ذلك ممكنًا إلا بعد استئناف الرحلات الجوية المحدودة في مايو 2022 بعد ما يقرب من ست سنوات من الحصار.

وأشار البيان: “إن هذه الهجمات على البنية التحتية الحيوية بمثابة تذكير صارخ بأهمية احترام القانون الإنساني الدولي، وخاصة الحاجة إلى حماية البوابات الجوية والبحرية المدنية الحيوية التي لا غنى عنها لبقاء الملايين من اليمنيين”.

وأوضحت المنظمات، أن الغارات الجوية التي وقعت يوم الخميس على صالة المغادرة ومدرج الطائرات وبرج المراقبة في مطار صنعاء جاءت في وقت كان فيه عشرات الركاب المدنيين والعاملين في المجال الإنساني ووفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة حاضرين، مما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين.

      “نجوت بأعجوبة”.. غيبريسوس يروي تفاصيل مروعة للهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء

  تحذّير أممي من مساعي إسرائيل لتعطيل مطار صنعاء

من جهته، روى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس اللحظة التي تعرض فيها لغارات جوية إسرائيلية في مطار صنعاء الدولي باليمن.

وقال غيبريسوس، في بيان مقتضب نشره عبر منصة (إكس) إنه لم يكن واثقا من أنه سينجو من غارة جوية نفذتها “إسرائيل” على مطار صنعاء الدولي.

وأضاف “إنها مسألة حظ، لو انحرف الصاروخ ولو قليلاً لكان من الممكن أن يسقط على رؤوسنا”.

وتابع أن “الانفجارات، التي هزت المبنى، كانت تصم الآذان لدرجة أنه ظل “هناك طنين في أذنيه بعد مرور أكثر من 24 ساعة”.

ودعا إلى توقف الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في كل مكان.

دماء ودمار

وكانت قناة “المسيرة” قد أظهرت مطلع هذا الأسبوع مقطع فيديو يظهر جيبريسوس وموظفين أمميين وهم يحاولون الهرب والاختباء من الغارات الإسرائيلية التي تزامنت مع وجودهم في صالة تشريفات المطار استعدادًا لمغادرة صنعاء عقب انتهاء زيارتهم لصنعاء وتقييم الوضع الصحي والإنساني في اليمن.

وبينت الصور حجم الدمار الذي خلفته الغارات، بما في ذلك نوافذ محطمة وأسقف مدمرة، إضافة إلى مشاهد دماء تغطي الأرض والسيارات، كما وثقت القناة تقديم الإسعافات الأولية لمصاب داخل سيارة إسعاف.

شلل عمليات الإغاثة

وفي السياق،حذرت الأمم المتحدة، من أن أي تعطيل لعمل مطار صنعاء الدولي أو ميناء الحديدة، قد يؤدي إلى شلل العمليات الإنسانية في اليمن، في ظل تزايد احتياجات هذا البلد الإغاثية بشكل ملحوظ.

وقال المنسق المقيم، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جوليان هارنيس، خلال المؤتمر الصحفي اليومي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك؛ إن الغارات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء، تزامنت مع وجوده في المطار رفقة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الذي كان يستعد لمغادرة صنعاء ضمن وفد أممي.

تفاصيل الواقعة

وأضاف: “وقعت غارتان على بعد 300 متر تقريبا إلى الشمال والجنوب من مكان وجودي أنا والدكتور تيدروس”، مبينا أن “الأمر الأكثر إثارة للخوف في الغارتين لم يكن التأثير علينا، بل وقوعهما بينما كانت طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية تقل مئات الركاب على وشك الهبوط”.

وتابع: “تمكنت تلك الطائرة من الهبوط بأمان، وتمكن الركاب من النزول منها، رغم تدمير برج المراقبة في المطار، لكن كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ بكثير”.

تنديد بالقصف

وعن أهمية مطار صنعاء وخطورة تعطيل عمله، قال هارنيس؛ إن هذا المطار يغادر عبره الآلاف من غير القادرين على الحصول على رعاية صحية لائقة ومتقدمة في اليمن، للذهاب إلى بلدان أخرى مثل الأردن ومصر.

وأضاف أن مطار صنعاء يدخل ويغادر منه جميع العاملين في مجال المساعدات الإنسانية الدولية الذين يعملون في شمال اليمن، لذا يُعد موقعا إنسانيا حيويا للغاية، وتعطيل عمله قد يؤدي إلى شلل العمليات الإنسانية في اليمن.

كما حذر هارنيس، من أن الضربات الجوية على ميناء الحديدة، “مثيرة للقلق بشكل خاص”، خاصة أن الميناء يُعد البوابة الرئيسية لدخول السلع والبضائع المستوردة إلى اليمن.

وأشار إلى أن اليمن يستورد ما يقرب من 80 في المائة من إمداداته الغذائية، ومن ثم فإن تعطيل عمل هذا الميناء، يعني أن سكان شمال اليمن بالكامل، الذين يشكلون ما بين 65 و70 في المائة من السكان، سيكونون في حاجة إنسانية متزايدة.

وكشف هارنيس، أن حوالي 18 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ما يمثل نصف عدد السكان تقريبا، مشيرا إلى أن العدد قد يرتفع إلى 19 مليونا بسبب تدهور الاقتصاد.

وأردف، أن اليمن يحتل المرتبة الثانية عالميا في نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والثانية في نسبة الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية، والثالثة في نسبة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وحذر المنسق الأممي من أن استمرار التصعيد، قد يؤدي إلى تأثيرات إضافية على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك الموانئ والمطارات والطرق، ما سيزيد من معاناة الشعب اليمني.

وختم بدعوته الأطراف كافة إلى “الالتزام بالقانون الإنساني الدولي”، لتجنب تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في اليمن.

         كانت تحمل 153 شخصا.. “اليمنية” هبوط محفوف بالمخاطر عقب قصف المطار وبرج المراقبة

“البوابة الإنسانية الوحيدة”

إلى ذلك،أعلنت الأمم المتحدة، أمس، استئناف خدمات النقل الجوي الإنساني عبر مطار صنعاء الدولي بعد توقفه إثر تعرضه للعدوان الإسرائيلي.

وفي منشور عبر منصة (إكس) رصدته “الوحدة”، قال منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن جوليان هارنيس” خلال رحلتي اليوم، سُررتُ بمفاجأة عودة طاقم برنامج الأمم المتحدة لخدمات النقل الجوي الإنساني (UNHAS) إلى الخدمة بعد يومين من الراحة، حيث أقلعوا من ‎صنعاء بمعنويات عالية”.

وأضاف المسؤول الأممي “زميلهم المصاب لا يزال في المستشفى، لكن حالته تتحسن”.

ويوم الجمعة 27 ديسمبر 2024، أعلنت الأمم المتحدة تعليق رحلات النقل الجوي الإنساني عبر مطار صنعاء الدولي بشكل مؤقت بعد ساعات من غارات العدوان الإسرائيلي على المطار أدت إلى إصابة أحد أفراد الأمم المتحدة.

 

 

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي مطار صنعاء الدولی الجویة الیمنیة الإسرائیلی على على مطار صنعاء الأمم المتحدة فی مطار صنعاء برج المراقبة بما فی ذلک فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تندد بالتصعيد العسكري الإسرائيلي المتزايد في سوريا

نددت الأمم المتحدة الخميس بالتصعيد العسكري الإسرائيلي المتكرر والمتزايد في سوريا، بعد سلسلة غارات وتوغل ميداني، محذرة من أن هذه الأفعال تتسبب في زعزعة استقرار سوريا في توقيت حساس.

واتهمت سوريا اسرائيل بتعمد زعزعة استقرارها، بعد سلسلة غارات طالت ليل الأربعاء الخميس مواقع عسكرية بينها مطار حماة العسكري، وتوغل قواتها جنوبًا، ما أسفر عن مقتل 13 سوريًا على الأقل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

أخبار متعلقة ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان على غزة إلى 50,523 شهيدًاصحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 50 ألفا و52318 غارة على مطار حماة

وتحدث الإعلام الرسمي السوري ليل الأربعاء عن غارات إسرائيلية استهدفت مطاري حماة العسكري ومحيط مطار تي-فور (T4) في محافظة حمص (وسط)، إضافة الى مركز البحوث العلمية في منطقة برزة في دمشق.

#المملكة تجدد رفضها القاطع لمحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية تهديد أمن واستقرار #سوريا والمنطقة من خلال انتهاكاتها للقوانين الدولية
للمزيد | https://t.co/fLiusOibRM#اليوم@KSAMOFA pic.twitter.com/3Ip0kPLkjz— صحيفة اليوم (@alyaum) April 3, 2025

وبحسب المرصد، شنت طائرات إسرائيلية نحو 18 غارة على مطار حماة العسكري طالت مدرجاته وطائراته وأبراجه، ما أدى الى خروجه من الخدمة، ومقتل 4 عناصر تابعين لوزارة الدفاع السورية.

ونددت وزارة الخارجية السورية في بيان بشن إسرائيل غارات على 5 مناطق مختلفة في انحاء البلاد خلال 30 دقيقة، ما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين.

وقالت: يشكل هذا التصعيد غير المبرر محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سوريا وإطالة معاناة شعبها.

مقتل 9 سوريين

وبعد الغارات الجوية، قُتِل 9 سوريين من سكان درعا فجرًا بنيران اسرائيلية في حرج سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل، في الريف الغربي للمحافظة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأمم المتحدة تندد بالتصعيد العسكري الإسرائيلي المتزايد في سوريا - france24

وبحسب المرصد، قُتل التسعة وهم من أبناء المنطقة المسلحين خلال محاولتهم التصدي للقوات الإسرائيلية، وذلك بعد نداءات وجهتها مساجد المنطقة لحث السكان على الجهاد ضد التوغل الإسرائيلي.

وكانت قوة اسرائيلية مدعومة بعشرات العربات تقدمت في المنطقة قبل القصف.

مقالات مشابهة

  • “الخارجية الامريكية” تقر بامتلاك “قوات صنعاء” صواريخ متطورة 
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف منطقة يافا بطائرة مسيرة نوع “يافا” وإسقاط طائرة استطلاعية في صعدة (إنفوجرافيك)
  • غموض يكتنف مصير العام الدراسي بمناطق “الرئاسي”
  • 102 ألف مسافر في يوم.. مطار القاهرة يحقق أعلى تشغيل منذ افتتاحه
  • تجاوز 102 ألف راكب.. مطار القاهرة الدولي يسجل رقما قياسيا فى معدلات التشغيل اليومى
  • أمانة بغداد تطلق حملة كبرى لتأهيل طريق المطار
  • الأمم المتحدة تندد بالتصعيد العسكري الإسرائيلي المتزايد في سوريا
  • الواحدة والعشرين.. قوات صنعاء تسقط “مسيرة ام كيو ” جديدة 
  • آثار القصف الإسرائيلي على مطار حماة العسكري